كان رفض طلب الدوقة الكبرى صعبًا بما فيه الكفاية، لكن الدوق الأكبر ذهب إلى حد استخدام كلمة من فضلك. لا يمكن لألبرت أن يرفض مرة أخرى.
أمر فلينت غيلبرت
“غيلبرت، جهز أفضل غرفة في الملحق للساحر وعيّن له أيضًا خدمًا خاصين لخدمته.”
أفضل غرفة في الملحق، أضاءت عينا ألبرت على الفور. مع أنه كان يقال عنه إنه ساحر حر يجوب الأرجاء، إلّا أنه ولد شابًا نبيلًا. لم يكن بوسعه إلّا أن يستمتع بحياة أرستقراطية يخدمه الخدم. ولأن المكان عائلة الدوق الأكبر هوارد سيكون الاهتمام به استثنائيًا. كانت روحه حرة، لكن جسده كان دنيويًا.
“بما أنكَ ترغب في زيارة منطقتي، فسيتم تعيين مرشد ومرافق لكَ. غيلبرت، تأكد من عدم مواجهته أي إزعاج عند دخوله أو مغادرته هوارد.”
“سيتم تنفيذ أوامركَ صاحب السمو الدوق الأكبر.”
بدأ ألبرت يفكر: “الدوقة الكبرى الجميلة أرادتني هناك، والدوق الأكبر المخيف طلب مني البقاء أيضًا، لذا بدا الأمر سهلاً على الأقل لن أموت هناك بسبب غيرة رجل. إذا حدث ذلك، فسوف أضطر إلى الهرب بسرعة، بغض النظر عن المهمة.”
اضافة الى ذلك، بدا أن الدوق الأكبر قد حسم أمره. إذا رفض مجددًا، فقد يغضبه ذلك بشدة. ولأنه نبيل، كان ألبرت يعلم أن هذا أمر.
“إذًا إن شئتَ، سأقبل ضيافتكَ. يُعرب ألبرت كيسيف عن امتنانه للطف هوارد.”
عندما ابتسم ألبرت وقبل، أشرق وجه إليانا بشكل ملحوظ. كما رقّ وجه فلينت عند رؤيتها، صافية ومشرقة.
أصدر فلينت تعليماته لألبرت.
“من فضلك، اجعل زوجتي تشعر بالتسلية.”
تعرّق ألبرت قليلاً: “بدا لي أنه لن يتركني وشأني إن لم أُسليها. يا لهم من نبلاء ذوي رتب عالية سلطويتهم مفرطة.”
تنهد ألبرت وتبع غيلبرت.
“هل كان ألبرت يقيم في قصر هوارد لمدة أسبوع؟ حتى لو كان في الملحق، فما أهمية ذلك؟ كان الملحق بحاجة إلى إصلاحات، ليتمكن من إلقاء نظرة عليه أثناء وجوده فيه.”
غادرت إليانا الحديقة بقلب مفعم بالعاطفة.
ابتسمت جين ابتسامة خفيفة لرؤية سيدتها في مزاج مرح غير معتاد. بعد وفاة إيزابيلا، كانت سيدتها تعاني من الاكتئاب لفترة، ورؤيتها سعيدة للغاية أسعدتها أيضًا.
بعد أن تأكد الخدم من دخول السيدين إلى الغرف الخاصة، انسحبوا، وملأت جين والخادمة الطاولة وغادرتا الغرفة.
“شكرًا لكَ.”
رمش فلينت مرة واحدة عند سماع كلمات إليانا.
“على ماذا كنتِ تشكريني؟”
“لا بد وأن الأمر قد أزعجكَ لأن شخصًا غريبًا بقي.”
أدرك فلينت سبب امتنانها، فقال بإيجاز.
“لقد سألته فقط لأنكِ تريدين ذلك.”
“هل الطلب من صاحب السمو الدوق الأكبر مجرد طلب؟”
كان طلب من نبيل رفيع المستوى بمثابة أمر فعلي. وكان من السهل تفسير رفضه مرارًا على أنه قلة احترام. فقد رفض ألبرت طلبات الدوقة الكبرى مرارًا، لذا لم يكن من السهل رفض طلبات الدوق الأكبر أيضًا.
“ليا، لم أكن أعلم أنكِ تشعرين بالوحدة.”
شعر فلينت بحزن شديد على إليانا، وفكر: “هل أمضت كل هذا الوقت مع بافل لأنها كانت وحيدة؟ ما الذي جعلها تشعر بالوحدة؟ الجواب بلا شك، كان أنا، زوجها. ظننتُ أنني أعتني بها على طريقتي الخاصة لكن من الواضح أن ذلك لم يكن كافيًا. كنتُ أعلم جيدا أنني أتمتع بشخصية لا مبالية…”
كان هيريس يقول لفلينت كثيرًا.
[إذا كنتَ لا مباليا لهذه الدرجة، فستجعل زوجتكَ تشعر بالوحدة]
فكر فلينت: “كنتُ أسخر، لكنني الآن أدركتُ أنها ليست عبارة كاذبة.”
“لم أُسعدكِ منذ مجيئكِ وحدكِ إلى مكان غريب. أنا آسف جدًا.”
إليانا مندهشة هزت رأسها بسرعة.
“ليس كذلك. هذا مجرد عذر.”
“لا. استقبالكِ الكريم لبافل واهتمامكِ به، وإصراركِ على بقاء الساحر… من الآن فصاعدًا، سأخصص لكِ وقتًا أطول.”
فكرت إليانا: “لم يكن الأمر كذلك… بدا أنه أساء فهم الموقف بشكل كبير. كان فلينت يوليني اهتمامًا بالغًا بالفعل. بفضل ذلك، تحركتُ بحرية في القصر دون أي إزعاج. لكنني لم أبذل أي جهد لتوضيح سوء الفهم. كلما زاد اهتمام زوجي بي، زادت مكانتي قوة. إذا اعتقد الخدم أننا زوجان منسجمان، حتى لو اتخذ محظية في المستقبل، فسيتجه العداء نحو تلك المرأة.”
فجأة، أدركت إليانا أنها تمسك بتنورتها، فأرخت يدها. التفكير في محظية زوجها أعاد إليها ذكريات محظيات زوجها السابق في حياتها السابقة، وهو ما أزعجها.
لاحظ فلينت هذا التغيير الطفيف في تعابير وجهها، فارتسم على وجهه ملامح حرج.
[الدوقة الكبرى غريبة عن أهل الشمال يا فلينت. تذكر أنها تزوجت وقدُمت إلى الشمال، بعيدًا عن العاصمة، ولم تصطحب معها سوى خادمة من بيت أبيها. يختلف منصب سيدة المنزل باختلاف موقف سيد المنزل. بصفتي شخصا كوّن صداقة معها منذ الصغر، أطلب منكَ، من فضلك عامل ليا معاملة حسنة.]
كانت هذه هي الكلمات التي أفصح بها هيريس لفلينت عند مغادرته الشمال، بعد انتهاء مأدبة الزفاف.
فكر فلينت: “هل بدا له هو الآخر أنني لم أكن أُولي الأمر اهتمامًا كافيا؟ كنتُ أعرف أيضًا أن الطريقة التي يعامل بها رب الأسرة زوجته تؤثر على موقف الخدم. لذلك، أمرتُ بأن يتم الإشارة إلى إليانا بالدوقة الكبرى في نهاية كل جملة ومعاملتها باحترام، لكن يبدو أن هذا لم يكن كافيًا.”
عرف فلينت أنه على عكس هيريس، كان محصنًا ضد صراعات السلطة الخفية لأنه لم يكن ضمن نطاق نفوذه. كان يعرف كيف يتعامل مع المرؤوسين غير المحترمين، لكنه لم يكن يعرف كيف يتوسط في المواقف التي كان فيها المرؤوسون مهملين تجاه الآخرين بسببه. شعر فلينت بأنه تزوج من سيدة نبيلة جدا. لذلك، كان الوضع الحالي صعبًا للغاية عليه.
“أردتُ أن تشعري بالراحة قدر الإمكان، كما لو كان منزلكِ.”
“ما لدينا الآن يكفي، فلينت.”
عندما رأى فلينت ابتسامة إليانا اللطيفة، استرخى وجهه العابس.
“شكرًا على اهتمامكَ.”
كانت لدى فلينت أمنية. أراد أن يقترب من إليانا لدرجة أنها لا تضطر لشكره، لأن فلينت يؤمن إن بين الزوجين، لم تكن هذه الكلمات ضرورية. أراد فلينت أن تقبل إليانا كل شيء كشيء طبيعي.
وبعد أن أمضى فلينت بعض الوقت مع إليانا، توقف وسأل مرؤوسيه.
“كيف يكون الزوج يبدو وكأنه يهتم كثيرًا بزوجته؟”
كان معظم مساعديه المقربين أعضاء في سرب المحاربين السود، الذين برزوا خلال حرب السنوات الثلاث ضد زاكادور. اضافةً الى ذلك، خلال فترة احتجازه كرهينة على رينسغين، نشأوا جنبًا إلى جنب مع فلينت منذ الصغر، وكونوا علاقة وطيدة جدًا. وكان هناك قرب بينهم يختلف عن قرب التابعين أو المرؤوسين الآخرين.
“إذا انتبهتَ جيدًا، سيبدو الأمر كذلك. لماذا قد تحتاج إلى التظاهر؟”
قدّم كل منهم أفكاره الخاصة. رأوا أن هذا أمر طبيعي لزوجين تزوجا بعد كل هذه الفضائح البارزة. ضحك بعضهم، ظانين أن فلينت كان مفتونًا بالدوقة الكبرى لدرجة أنه فقد عقله.
“ولم يكن من المستغرب أن يركز صاحب السمو الدوق الأكبر، في الآونة الأخيرة كل اهتمامه على صاحبة السمو.”
“كل ما عليكَ فعله هو قضاء المزيد من الوقت معها. اذهبا في نزهة، واشربا الشاي….”
“ألَا يكفيه أن يتودّد إليها؟”
من قال هذا تثاءب تثاؤبا شديدًا.
“لكن صاحب السعادة فلينت مشغول بشؤون الدولة. أين يجد وقتا للمواعيد؟”
“هل يقضي 24 ساعة يوميًا في إدارة شؤون الدولة ؟ عندما تنتهي منها، عليكَ فقط البقاء معها.”
وضع الجميع رؤوسهم معًا وأبدوا آراءهم مثل الفطر بعد المطر.
“هدية!”
وانتشرت الكلمة أيضًا بأن الكونت راسل كان مخلصًا لزوجته لدرجة أنه عندما يعود من رحلة عمل، كان دائمًا يحضر هدية للكونتيسة.
شخر أحدهم.
“لكن الدوقة الكبرى هي الأميرة روسانا حتى الهدايا البسيطة، حتى لو كثرت لن تكفيها.”
“هذه المرة، ذكرتَ الدوقة روسانا. ولأن والدتها كانت شغوفة بجمع التحف، فلن تعجب الدوقة الكبرى بأي شيء. من الأفضل اختيار شيء فخم بحق.”
عند سماع ذلك، ارتسم على وجه فلينت ابتسامة كأنه قد اكتشف أمراً عظيماً، تمتم في نفسه: “الآن وقد فكرتُ في الأمر، لم أُقدّم لها هدية قط. كيف يمكنني أن أكون غير مبالي إلى هذا الحد حتى هيريس كان يُقدّم هدايا ثمينة للسيدات اللواتي كان يواعدهن.”
فكر فلينت في أقراط حجر الأوبسيديان المرصعة بالجواهر التي طلبها من حرفي: “لكن الأقراط بدت تافهة، اضافة الى ذلك، كانت لها في الأصل.”
“ستسعد صاحبة السمو الدوقة الكبرى حتى بهدية صغيرة من سيادتكَ. إنها هدية من شخص تُحبّه؛ ما الذي لا يعجبها؟”
قال أحد المرؤوسين شيئًا بدا لطيفًا، لكن أوليفر هزّ رأسه. كان من أولئك الذين شعروا أن العلاقة بين الزوجين الرئيسيين ليست عاطفية كما يُشاع.
“إذا كنتَ ستقدّم هدية، فيجب أن تُقدّم جوهرة ثمينة، كما يليق بسيد الشمال.”
واقترح أوليفر بشكل أكثر تحديدًا.
“تتردّد شائعات عن إقامة مزاد في منزل الكونت موريس. يرجى إرسال ممثل واحد على الأقل. يُقال إنه سيتم جمع القطع القيمة.”
في تلك اللحظة، جلست مرؤوسة، كانت قد أسقطت للتو شريكها التدريبي أرضًا جانبًا. كانت أديل إيفانز، مُردّدة كلمات أوليفر، وقالت.
“الهدايا واضحة. لكن هناك ما هو أسهل.”
كان الجميع ينظرون بنظرات متفائلة إلى أديل إيفانز، سيدة الرومانسية.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات