رغم أن حذاء الزفاف كان ذو كعب عالي، إلا أنها كانت معتادة على ذلك.
“ألم يدوس بافل على أصابع قدميكِ أثناء رقصكِ؟”
تفاجأت إليانا بكلام فلينت.
“هل رأيته؟ هل كان ملحوظاً؟”
“بالنسبة لي، نعم. لأني كنتُ أراقبكِ طوال الوقت.”
ركع فلينت على ركبة واحدة، وأمسك قدم إليانا وفحصها عن كتب.
شعرت إليانا بعدم الارتياح والغرابة، لم تكن معتادة على مثل هذا الموقف. لم يسبق لرجل أن نظر إلى قدميها بهذا التفصيل من قبل.
“قف يا صاحب السمو، أنه غير مريح.”
“ليس غير مريح على الإطلاق.”
فكرت إليانا: “لا، هذا يزعجني.”
لكنها لم تقل ذلك وأشاحت بنظرها. بعد أن تأكد من عدم وجود أي مشكلة في قدمها، نهض فلينت. تنهدت إليانا.
سكب فلينت الماء من على الطاولة وقدمه لإليانا. عندما حدقت به إليانا، وضع فلينت كوب الماء في يدها.
“ألم ترغبي في الشرب؟”
“نعم لقد فعلتُ.”
فكرت إليانا وهي تشرب الماء: “كيف عرف؟”
وبينما كانت تشرب الماء البارد، بدا أن نعاسها قد تبدد قليلاً. ربما لأنها نامت قليلاً، صفا ذهنها بسرعة. أخذ فلينت كوب الماء من إليانا ووضعه على الطاولة.
خيم صمت هادئ. كان خد فلينت الذي ظهر من طرف عينيها، جامدًا. بدت عيناه الرماديتان هادئتين بلا أدنى اضطراب. شعرت إليانا ببعض الحرج لوعيها الشديد به.
فكرت إليانا: “لكن اليوم كانت ليلة زفافنا. كنتُ سأقضي ليلتي الأولى معه حقًا. لقد كنا على وشك العلاقة الحميمة. فلماذا أشعر بهذا الانزعاج الآن؟ لم يكن الأمر كذلك من قبل.”
تنهدت إليانا بهدوء. سمع فلينت الصوت، فالتفت قليلًا، التقت عينا إليانا الزمرديتين بعينيه الرماديتين، ثم نظرت إلى الأسفل.
“بعد كل شيء، اليوم……..”
رفعت إليانا عينيها، اللتين كانتا منخفضتين، كما لو كان يعرف ما ستقوله عند تلك النظرة، قاطع فلينت كلامها فجأة. تنهدت إليانا مجددًا.
“أعتقد أن الحديث جيد أيضًا…..”
تلعثم فلينت، وهو أمر غير معتاد منه. ردت إليانا ببرود. لم ترد أن تلح عليه أكثر بشأن قضاء ليلة زفافهما معًا.
“حسنًا. ما الذي يريد سمو الدوق الأكبر التحدث معي عنه؟”
أثار فلينت الموضوع الذي أراد أن يتناوله أكثر من غيره.
“هيريس وبافيل يناديانكِ بلقب….”
“لقب؟”
أومأت إليانا بعينيها عدة مرات، وهي في حيرة.
“ليس لدي لقب حقًا… آه!”
بدت إليانا وكأنها فهمت شيئًا ما. لسبب ما ناداها هيريس ليا مجددًا. وأخبرت بافيل بنفسها أن اسمها الحقيقي هو ليا ليصبحا صديقين.
“هل يمكنني أن أناديكِ ليا أيضًا؟”
كان تعبير فلينت جادًا للغاية عندما قال هذا، وكأنه كان يناقش مسألة دولة ذات أهمية كبيرة.
“ألا يحق لي ذلك؟ هيريس وبافيل يناديانكِ بلقبكِ. أليس لي، أنا زوجكِ، هذا الحق؟”
مع أنه لم يعجبه الأمر، إلا أنه افترض أن هيريس صديق طفولتها، ولكن ماذا عن بافل؟ أراد فلينت أن يُناديها بلقبها هو الآخر. ورغم أنهما كانا مقربين كزوج وزوجة، إلا أنه أراد أن يكونا أقرب إليهما أكثر.
بدا لها أنها بدأت تفهم قليلاً من مشاعر هيريس، حيث كان يخترع له ألقابًا طفولية وسخيفة.
“بالتأكيد… يمكنكَ مناداتي بذلك لا شيء يعجز عنه سمو الدوق الأكبر. إنه زوجي.”
شعرت إليانا بنبض قلبها يتسارع من جديد، واحمر وجهها. كما شعرت بالحرج لأن قلبها كان ينبض بسرعة.
“ولكنه ليس لقبًا… إنه اسمي الأول.”
تلعثمت إليانا.
“إذًا سأكون أول شخص يناديكِ بلقب.”
هذه المرة احمر وجه إليانا حقًا.
“ليا.”
مد فلينت يده عندما رأى أطراف أذني إليانا محمرة قليلاً. في اللحظة التي لامست فيها أصابع فلينت أذنها، شعرت إليانا بألم.
“ليا، يمكنكِ أيضًا مناداتي باسمي. أليس من الرسمي جدًا مناداة بعضنا البعض بعبارات تشريفية كأزواج؟”
تلعثمت إليانا في جرأة فلينت.
“ممم…. أنا أناديكَ الآن، سموكَ فلينت.”
“بدون اللقب التشريفي في النهاية.”
كان فلينت على وشك أن يضيف أن لا تناديه بذلك إلا أحيانًا، لكنه توقف. بدلًا من ذلك، قال شيئًا آخر.
“أود أيضًا أن أطلب منكِ أن تناديني بلقب، لكن اسمي غامض بعض الشيء.”
لو سمع هيريس ذلك لصرخ: “فلينتي! أنا مصاب!”
فكرت إليانا أيضًا في لقب فلينتي، لكنها لم تنطق به.
“فلينت.”
ابتسم فلينت عندما سمع صدى اسمه على شفتي إليانا. كانت تلك الابتسامة لطيفة لدرجة أن إليانا نادته مرة أخرى.
“فلينت.”
ازدادت ابتسامة فلينت عمقًا. أبعد شعرها عن وجهها وقال.
“ليا، أنا معجب بكِ حقًا.”
رغم أنها لم تكن كلمات حب، إلا أنها كانت ذات صدى عميق ملأ قلبها.
لو كان فلينت سيحب امرأة، لكانت هي بالتأكيد. بدلاً من التعبير عن مشاعره الصادقة، تحدث فلينت بكلمات أكثر رومانسية.
“سأُحبُّكِ فقط أيضًا.”
بالنسبة لإليانا، كان همس فلينت أكثر قيمة وأهمية من الاعتراف الحلو بالحب الأبدي.
“سأحافظ على القسم الذي قطعته عندما اتخذتكِ زوجة لي حتى آخر نفس في حياتي.”
رمشت إليانا بصدمة عند سماع الكلمات التي قيلت بهذا الصوت العميق.
لم يكن هذا القسم سوى إجراء شكلي في حفلات الزفاف حتى في الزيجات التي تُرتب دون حب، يقسم الجميع على حب وهمي. ومع ذلك، قال فلينت إنه سيحافظ عليه حتى الموت رغم عدم حبه لها.
لقد شعرت إليانا بصدق وولاء فلينت بعمق في قلبها. لذلك، على الرغم من أنها قد حققت بالفعل هدف الزواج، إلا أنها كانت قادرة على الإعلان عن حبها له طواعية، حتى لو كان مجرد كلام.
“أُحبُّكَ يا صاحب السمو الدوق الأكبر.”
تحركت تفاحة آدم لدى فلينت. صحح الاسم.
“ناديني فلينت.”
ابتسمت إليانا بخجل ووافقت.
“سأُحبُّكَ فقط أيضًا، فلينت، إلى الأبد.”
كانت إليانا تكذب بابتسامة جميلة، دون أن ترمش. لم تشعر بأي ذنب، مهما كان فلينت جادًا وصادقًا.
حظت يد فلينت الكبيرة على خد إليانا. كانت راحة يده دافئة، لكن ليس بقدر دفء عينيها. التقت شفاههم وأغلقت أعينهم ببطء. ظل الضوء الخافت المنبعث من الستائر متألقًا حتى الفجر.
عندما فتحت إليانا عينيها، كانت تحت الأغطية.
“متی نمتُ؟”
رمشت إليانا بجفنيها الثقيلين بضعف، فأدركت أنها عارية. وكذلك الوجود الثقيل بجانبها. احمر وجه إليانا وهي تتذكر الليلة الماضية سحبت الغطاء دون وعي، فرأت جسد فلينت العاري أشاحت إليانا بنظرها بعيدًا بسرعة.
“هل هو الفجر؟ أم الصباح؟”
ستائر النافذة جعلت من الصعب معرفة الوقت. حاولت إليانا الجلوس، لكن فلينت جذبها نحوه، عندما حاولت إليانا جاهدة تحرير نفسها همس فلینت.
“ارجعي إلى النوم.”
نبرته التي لطالما كانت رسمية وصارمة، أصبحت أكثر استرخاء، توقفت إليانا عن حركتها لا إراديا. تحت الأغطية عانقها فلينت برفق. وقبّل مؤخرة رقبتها. لم يكن هناك أي أثر للرجل الذي ارتجفت يده في الليلة السابقة، كانت قُبلة فلينت طبيعية وغير متحفظة. شعرت بصدره القوي على ظهرها العاري. كان دافئًا بما يكفي ليذكرها بليلة البارحة، شعرت كأنه قارورة ماء ساخن لا نهاية لها تدفئ جسدها. فأغمضت إليانا عينيها وحاولت النوم. شعرت براحة حقيقية.
عندما استيقظت مرة اخرى كانت الستائر مسدلة، بدا السرير دون وجود فلينت، فارغًا بشكل غريب. جلست إليانا، وهي تحدق في الفراغ بجانبها بذهول، وسحبت الشراشف. ثم، إذ رأت الدليل الواضح على حميميتهما، سحبت الشراشف بسرعة لتغطيهما. احمر وجهها من الخجل.
“هذه آثار طبيعية ومتوقعة، فلماذا أشعر بالحرج الآن؟”
في تلك اللحظة، خرج فلينت من الحمام احمر وجهه وهو يرتدي رداء الاستحمام على عجل، عندما التقت عيناه بعيني إليانا. كما أنزلت إليانا رأسها قليلاً لتنظر إلى جسد فلينت العاري. لكنها رفعته بهدوء، فوقع نظرها على جسد فلينت، كان جسده مفتول العضلات مهيبًا. كانت الندوب الكبيرة والصغيرة، على جسده المتين دليلًا مأساويًا على حياته، وكذلك كانت زينته. عندما أغلق فلينت رداءه بإحكام وربط حزامه كان معظم جسده مغطى ومع ذلك، كانت هناك صورة ظلية واحدة لم يستطع الرداء إخفاؤها تمامًا. هذه المرة أدارت إليانا رأسها. اقترب فلينت من السرير بتعبير محرج. تساءلت إليانا عن سبب تصرفه، فأدركت ما كان ينظر إليه، فسحبت الملاءة فوق جسدها العلوي. ثم انكشفت آثار الليلة السابقة مجددًا، وشعر كلاهما بعدم الارتياح.
قام فلينت بتصفية حلقه وجلس على السرير. كان الصمت أشبه بالخلود لكنهما لم يعرفا ماذا يقولان.
“أنا…”
“ليا…”
لقد تحدثا في نفس الوقت.
“أنتَ تقول أولًا.”
تبادلا الأدوار، حتى فتح فلينت شفتيه بدا صوته نابعًا من ندم ما.
“لا… ألا تشعرين بالسوء؟ أنا آسف.”
بدت إليانا محرجة للغاية من اعتذار فلينت، خفضت عينيها ونطقت بعبارة يتمنى أي رجل سماعها.
“لا داعي للاعتذار. هذا طبيعي، إنها المرة الأولى.”
أصبح وجه فلينت، الذي يظهر من زاوية عينها، مظلمًا أكثر.
فكرت إليانا: “لماذا؟ ظننتُ أنه سيبتسم بسعادة لأنها كانت تجربته الأولى. أليس هكذا يتصرف الرجال؟ حتى أهل فيانتبكا أكثر شعوب القارة انفتاحًا، لم يكونوا مختلفين.”
“كان ينبغي لي أن أعاملكِ بشكل أكثر مراعاة، حيث كانت هذه هي المرة الأولى لكِ.”
“ممم…”
تركت إليانا تعليقها معلقًا. ظنت أنه قد عاملها بما يكفي من الاهتمام، لكنها قررت أنه ليس من الضروري قول ذلك. بصراحة، منذ العودة بالزمن هي المرة الأولى، وشعرت بالتعب. لكن إليانا كانت سعيدة لأنها لم تكن تجربة مزعجة.
لكن عقل فلينت كان يترنح تذكر إليانا وهي تنهار بين ذراعيه وتغفو. في الواقع، كانت كل لحظة محفورة في ذاكرته، جسدها الذي ملأت يديه والفراغ الصغير الذي دخله كأنه مجنون، وصوتها الذي تردد صداه بشكل غير منتظم عند لمسها، وكل دفء وأنفاس تلك اللحظة العذبة. عندما عانق فلينت إليانا بعمق، شعر بالرضى الذي لم يختبره من قبل. شعرت إليانا بالحرج، فظلت تدير رأسها بعيدًا. ومع ذلك، التقت أعينهما بضع مرات كانت نظراتها، نضرة كالربيع، رطبة وحسية. أصبح ذلك اللون الأخضر المائي محفزًا آخر لفلينت، نقطة اشتعال. كلما تذكر فلينت ذلك، كلما اندفع الدم إلى رأسه، لذلك أوقف فلينت أفكاره.
“فلينت، أنا بخير حقًا.”
تحدثت إليانا وكأنها تطمئنه. في الواقع، من كثرة الحركة طوال الليل، شعرت بتيبس في جسدها وآلام في عضلاتها. لكن هذا الألم سيخف مع يوم راحة، لذا كانت إجابتها أنا بخير، صادقة.
يبدو أن فلينت فكر بطريقة مختلفة، فنطق بعبارة فاجأت إليانا.
“ربما بعد الغداء يجب علينا الاتصال بالطبيب العائلي….”
‘لا!”
قاطعت إليانا فلينت وهزت رأسها بسرعة.
الاتصال بالطبيب العائلي بعد ليلة الزفاف كان من الواضح سبب اتصال فلينت به. قطعًا لا!
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات