أن تسأل رجلًا إن كان عذريًّا، حتى ولو بدا الأمر كنوع من الشفقة، لا يختلف عن جرح كبريائه.
وكان هذا أحد تلك الأسئلة التي لا ينبغي على سيا أن تتفوّه بها أمام شخص يملك السلطة على حياتها وموتها.
قال ليونارد: “كنتُ سأقول إنكِ بدوتِ وكأنكِ تشفقين عليّ… لكن لماذا خرج منكِ هذا الكلام؟ أخبريني، بماذا كنتِ تفكرين؟”
“لا شيء على الإطلاق.”
نهض ليونارد من كرسيه واقترب من الطاولة التي كانت سيا جالسةً عندها، فشعرت بضغط نفسي لم تعهده من قبل.
جلس ليونارد على الكرسي المقابل لها، تاركًا بينهما خطوة واحدة فحسب.
قال: “هاتِ ما تعتبرينه ‘لا شيء’. سأحكم أنا إن كان لا شيء فعلًا.”
مرّرت سيا لسانها على خدّها وهزّت كتفيها بلا مبالاة. لم تسمع يومًا أن التفكير يُعدّ جريمة، لكن ما خرج من فمها الآن قد صار بالفعل مشكلة.
كانت تعلم أن إنكارها سيزيد من غضب ليونارد، لذا قررت الاعتراف.
قالت مبتسمة بسخرية: “هاها، جلالتك حسّاس للغاية. ولم تكون عذريًّا فعلًا، أليس كذلك؟”
تجمّدت ملامح ليونارد، وكان رد فعله أشبه بمن تلقّى ضربة في الصميم.
في الواقع، لم تكن سيا تظنّ أن ليونارد عذريّ أصلًا.
فقد كانت له إمبراطورة وعدد لا يُحصى من المحظيات، وكان يعيش وسط بيئة لا تسمح لرجلٍ بأن يجهل النساء. ولهذا السبب تفوّهت سابقًا بذلك السؤال من شدّة الدهشة.
لكن رغم زلّتها، رأت أنها جنت فائدة غير متوقعة. فليونارد، رغم قلة كلامه وجديّته، لم يكن متصلّبًا أو عديم المرونة كما ظنّت، وهذا يعني أن حركتها أمامه أصبحت أوسع قليلًا.
قالت بابتسامة خفيفة: “همم، جلالتك، شجّع نفسك!”
عقد ليونارد حاجبيه بوجهٍ عابس، بينما كانت سيا أكثر خفةً من ذي قبل. وبعدها قال لها أن تخرج، لأنها سترحل فجر الغد، فغادرت المكتبة بهدوء.
***
كانت سيا ترتدي ثوبًا مريحًا يناسب الحركة وحذاءً جلديًا، وقد أنهت لتوّها خدمة ليونارد أثناء استحمامه، وهي في طريقها إلى خيمتها.
سمعت همسات الجنود وهم يرمقونها بنظرات جانبية.
لم يكن أغلبهم يعرف تفاصيل ما جرى في قلعة تشيرفيسيا، ولذلك كانت سمعتها سيئة بينهم.
اتهموها بترك العاصمة قبل انتهاء جنازة والدها، وبتقصيرها في الحداد عليه، بل وظنّوا أن علاقتها اليومية بالإمبراطور تخفي أمورًا مشبوهة داخل الخيمة، مما جعلهم يتحدثون عنها كما لو كانت امرأة فاسدة.
اقترب منها أحدهم قائلًا: “تعالي إلى خيمتي الليلة.”
كان الضابط ماكس، رجلًا ضخمًا في أوائل الثلاثينات، اشتهر بشغفه بالنساء، ولم يكن في وجهه سوى أنف كبير يلفت النظر.
تجاهلت سيا محاولاته سابقًا مرارًا، لكنها اكتشفت أنه لا يعرف معنى التراجع، وكأنّه يملك عناد أهل أكيلا بأكملهم.
قالت ببرود: “لا أريد.”
كانت تشعر بالاشمئزاز منه. فكيف لضابط يقود كتيبة كاملة أن يتصرّف بهذه الوقاحة؟
والأسوأ أنه كان يفوح منه رائحة الخمر، ويتبعها بخطوات ثقيلة ليقطع طريقها ويُلقي عليها كلمات بذيئة.
وإذا كانت المضايقات المتكررة قد تجاوزت حدّها، فقد باتت الآن شكلًا من أشكال العنف.
قال بازدراء: “كنتِ خادمة، أليس كذلك؟ أخبريني، هل كنتِ تُرضين سيدك جيدًا؟ بوجهك هذا لا بد أنكِ نلتِ الكثير من العطف. ما رأيك أن أمنحك بعضًا منه أيضًا؟”
لم تجبه سيا، وحاولت فقط الابتعاد عنه، لكنه أمسك بكتفها ليمنعها من الهرب.
قال: “يقولون إنكِ بارعة في أمور الليل. ويبدو أن جلالته معجب بكِ لدرجة أنه أبقاكِ إلى جواره.”
فأجابته بسخرية وهي تعقد ذراعيها: “وماذا في ذلك؟”
قال بابتسامة خبيثة: “دعيني أتذوّق أنا أيضًا.”
سيطرت عليها رغبة عارمة في تلقينه درسًا قاسيًا.
فهناك دائمًا من يظن أن سلطته تخوّله ليفعل ما يشاء.
في لحظة، أسقطت يده الممسكة بها، وركلته بقوة بين ساقيه.
دوّى صوت الارتطام كأن شيئًا انفجر، وانهار ماكس متلوّيًا على الأرض لا يقوى حتى على الصراخ.
ابتسمت سيا ببهجة وقالت: “ما رأيك؟ مؤلم أكثر مما تخيّلت، أليس كذلك؟”
ثم انحنت أمامه وهو يئنّ ويرتجف عرقًا، وقالت ضاحكة:
“حافظ على ‘ممتلكاتك’ جيدًا، فحين تنكسر مرة، يصعب إصلاحها.”
ربّتت على رأسه بقسوة، ثم تابعت سيرها بخفّة نحو خيمتها.
***
دخلت سيا إلى خيمتها الصغيرة المريحة، التي لم يكن فيها سوى سرير بسيط، وحقيبة بها بعض الملابس.
تمدّدت على السرير وأغمضت عينيها. لم تكن تنام بعمق أصلًا، لكن حياة المعسكر جعلت نومها شبه مستحيل.
كانت تسمع كل شيء بوضوح: حفيف الأوراق، وقع أقدام الحيوانات الصغيرة، وحديث الحراس الليلي.
وغالبًا ما كانت تغفو بخفّة حتى بزوغ الفجر.
وفجأة، سمعت همسًا خافتًا كأن الريح تهمس في أذنها:
『…إنهم قادمون.』
فتحت عينيها على الفور. كان الصوت واضحًا، قريبًا من أذنها، ثم اختفى.
شبيه بصوت صفيرٍ خفيف، أو نفسٍ دافئ نُفخ في أذنها.
ثم عاد الصوت مجددًا، أكثر وضوحًا:
『إنهم قادمون… عدد كبير من جنود أكيلا يقترب… اهربي.』
لم يكن صفيرًا عاديًا، بل كلمات متشكّلة بوضوح، رغم أنه كان ضعيفًا جدًا، إلا أنه بدا كأن قائله يقف بجانبها تمامًا.
جلست ببطء وهي تتفحّص المكان بعينيها. لم يكن في الخيمة أحد.
لكن قلبها خفق بعنف، وشدّت جسدها بتوتّر، ثم نهضت لتفتح باب الخيمة بحذر وتنظر خارجًا.
لم ترَ شيئًا غير طبيعي، فالحراس يؤدّون واجبهم بطمأنينة.
كانت ليلة ربيعية باردة صافية.
لكنها كانت متيقّنة أنها لم تتوهّم، فقد عاد الصوت بعد لحظات، واضحًا أكثر من قبل.
『اهربوا!』
وفي الوقت نفسه، اهتزّت الأرض كما لو أنّ زلزالًا قد وقع، ودوّى صدى رهيب، فيما أسقطت العاصفة العاتية عددًا من الخيام.
تحرّكت فيليسيا نحو مصدر الضوضاء بخطوات سريعة.
لم يكن المكان بعيدًا عن الخيام، إذ دوّى صوت السيوف وهي تتقاطع، مصحوبًا بزئير مخلوقات مجهولة.
كما ترددت بين حين وآخر هتافات الجنود، مما دلّ على أنّ الوضع متأزم للغاية.
بدأ العرق البارد يتصبب من يدي فيليسيا. لم يسبق أن مرّت بمثل هذا الحدث من قبل.
‘ربما يكون الهرب هو الخيار الأفضل كما قال الصوت الغامض.’
‘هل من الممكن أن تكون هناك وحوش أو مخلوقات ضخمة؟ في هذا العالم، كل شيء محتمل.’
كانت تأمل أن تكون مخاوفها خاطئة، ومع ذلك تابعت طريقها إلى داخل الغابة الكثيفة.
كانت الغابة ممتلئة بأشجار التنوب المتلاصقة، ورفعت فيليسيا يدها تتحسس اللحاء الأحمر وهي تمضي ببطء إلى الأمام.
وبسبب الظلمة، اعتمدت كليًا على السمع لتحديد الاتجاه.
وأخيرًا، وصلت إلى مصدر الصوت، فاختبأت خلف إحدى الأشجار ومدّت رأسها قليلًا لتتفقد الوضع.
كان هناك عدد من الجنود، وفي مقدمتهم ليونارد.
ضيّقت فيليسيا عينيها بدهشة.
“لماذا الإمبراطور بنفسه هنا؟”
تساءلت بدهشة أكبر وهي تراقبه يقاتل، فقد كانت مهارته في استخدام السيف مذهلة.
لقد كان مختلفًا تمامًا عن وقت التدريب؛ فالهالة القاتلة المنبعثة من سيفه كانت قوية لدرجة أنها سببت لها وخزًا في أطراف أصابعها.
ذلك الإحساس الذي شعرت به أول مرة رأته عاد إليها الآن.
لكن بينما كانت منشغلة بمراقبته، لمحت مشهدًا صادمًا آخر.
نسرٌ عملاق هبط من السماء وضرب بعض الجنود بمخالبه.
لم تفهم فيليسيا ما الذي يجري، لكنها لم تكن حمقاء لتندفع إلى الأمام دون تفكير.
فالنسر الذي تجاوز ارتفاعه الثلاثة أمتار، وبسط جناحيه حتى تجاوز اتساعهما الثمانية أمتار، كان من المستحيل مواجهته بخنجرٍ صغير، وإلا فمصيرها الموت حتمًا.
“فيليسيا؟”
استدارت فورًا نحو مصدر الصوت خلفها، فوجدت جيرارد، الذي انضمّ للفرقة متنكرًا بصفته فارسًا.
“أخي، تعال بسرعة.”
مدّت يدها نحوه وأشارت بإصبعها إلى النسر العملاق.
رفع جيرارد بصره نحوه وضيّق عينيه قبل أن يقول بجدية:
“إلى متى سيستمر هذا؟ كل يومٍ يحدث أمر يفوق الخيال. حتى أننا بدأنا نتقبّل وجود نسور عملاقة دون أن نُصدم.”
بدا عليه الانزعاج من قدرته على تقبّل هذه الظواهر الغريبة بسهولة.
“من أين خرج هذا المخلوق فجأة؟”
ما إن أنهت كلامها، حتى فتح النسر جناحيه الضخمين وارتفع في الهواء، ومع كل رفّة جناحٍ كانت الأشجار تهتز بعنف.
تشبثت فيليسيا بشجرة أمامها بقوة كي لا تطير، وكذلك فعل جيرارد، فيما سقط بعض الجنود أرضًا أو تهاووا من شدة الريح.
لكن وسط كل تلك الفوضى، ظل ليونارد واقفًا بثبات، ممسكًا بسيفه، دون أن يزيح عينيه عن النسر.
انقضّ النسر بمخالبه الحادة على ليونارد، فتجهمت فيليسيا وهي تفكر:
‘إن أمسكه بمخالبه فلن يستطيع النجاة.’
لكن ليونارد لوّح بسيفه بخفة أشبه بخطافٍ أو سوط، فقطع ساق النسر بضربة واحدة.
“كييييييااااااااااك!”
كان صوته صاخبًا مزعجًا يشبه صرير الحديد على لوحٍ معدني، لكن أعلى بعشرات المرات.
ثم قطع ليونارد عنقه بسهولة، لتنهمر الدماء وتغمر جسده بالكامل.
عضّت فيليسيا شفتها وقالت في دهشة:
“ما هذا؟ كيف يمكنه التحكم بالسيف بهذا الشكل؟”
كانت حركاته خارقة، تفوق كل تصور.
لقد كانت ضرباته أقرب إلى إطلاق قذائف ضخمة منها إلى قتالٍ عادي.
وبمجرد أن أسقط النسر الأول، ظهر اثنان أو ثلاثة آخرون، ثم امتلأ الليل بعشرات النسور التي غطّت السماء.
تساءلت فيليسيا بدهشة:
‘لماذا ظهرت فجأة كل هذه النسور العملاقة في غابة هادئة كهذه؟’
“أخي، من أين جاءت هذه؟ ألا تبدو وكأنها مخلوقات تم استدعاؤها؟”
“استدعاء؟”
تبادرا الفكرة نفسها ونظرا حولهما بسرعة.
وبينما كانا يتفقدان المكان، كان كارتر قد شكّل طوقًا من الحرس الإمبراطوري حول ليونارد لحمايته من الهجوم الكاسح للنسور، مع أن مستواهم القتالي لم يكن قريبًا من مستواه.
في الحقيقة، لم يكن ضعفهم هو المشكلة، بل إن ليونارد كان ببساطة قويًا بشكلٍ يفوق الوصف.
“ألن تذهب يا أخي؟”
“التحرك فجأة سيكون مريبًا أكثر. ثم إن جلالته أمر الجميع بالبقاء في مواقعهم باستثناء الحرس وبعض المقاتلين المختارين.”
أدركت فيليسيا أنّ ليونارد يملك سرعة مذهلة في فهم الموقف،
ففي مثل هذا الهجوم، لم يكن هناك من يستطيع مجابهة تلك النسور سوى ليونارد نفسه.
“جلالتك!”
صرخ كارتر، وفي اللحظة التالية انقضّت مجموعة ضخمة من النسور على ليونارد دفعة واحدة.
صوت ليونارد المهيب دوّى في أرجاء الغابة. كان صوت حاكمٍ مطلقٍ لا يُجادل.
في لحظةٍ، أحاطت به أسراب النسور، ضاغطة عليه بإحكام وكأنها لا تنوي منحه أي فرصة للهروب.
راقبت سيا المشهد بكفيْن يتصبّبان عرقًا من التوتر.
وفي تلك اللحظة تحديدًا، انبعث نورٌ من بين النسور، كما لو أن أحدهم أضاف تأثيرات ضوئية لامعة.
كان الضوء قويًا إلى حدٍ جعل سيا تشكّ في عينيها. وقد علمت لاحقًا أن ذلك لم يكن إلا طاقة سيف ليونارد.
وبينما ابتلعت ريقها من شدة التوتر، سقطت النسور على الأرض ممزّقة الأشلاء.
لم تكن نسرًا واحدًا فحسب، بل بدا أن ستةً منها على الأقل قد سقطت صريعة. وكان ليونارد، الملطّخ بدمائها، قد أنزل سيفه نحو الأرض مُصدرًا صوتًا حادًا وهو يفعل ذلك.
مرّ بعض الوقت، لكن النسور عادت وهاجمته بلا توقف. أما كارتر والجنود فلم يتمكنوا سوى من تقديم المساعدة، دون أن يجرؤوا على التقدم.
قالت سيا بعينين تلتمعان: “هذا مستحيل! لا بد أن هناك من يتحكم بهذه النسور!”
وبدأت تبحث بعينين حادّتين عن الشخص الذي يسيطر عليها.
“أين يمكن أن يكون؟” تمتمت وهي تتحرك بخطواتٍ محسوبة، أشبه بصيّادة تتعقب فريستها، فيما تبعها جاي من الخلف.
『من هنا. عليكِ أن تذهبي من هذا الاتجاه.』
التفتت سيا في ذهول عند سماع صوت صفيرٍ مألوف.
ومن بين الظلام، رأت بلورةً من الضوء تومض أمامها كاليراعة. بدا أن جاي قد سمعه أيضًا، إذ ارتسمت على وجهه ملامح قلقٍ وريبة.
“هل سمعتَه أنت أيضًا؟”
“وإلا، لماذا أكون هنا؟ هذا الصوت هو من طلب مني الهرب فجأة.”
『من هنا. من هذا الاتجاه.』
استمرت البلورة في التحدث غير مبالية بحيرتهما. لم تكن نبرة الصوت رسمية كما في السابق، فتابعت سيا خطواتها دون خوف، تتبع النور.
ولحقها جاي، بينما قادتهما البلورة كأنها دليل. ومع الوقت ازداد الضوء سرعة.
لهث الشقيقان من التعب، لكنهما لم يتوقفا حتى بلغا أطراف الغابة، حيث ظهرت أمامهما دائرة استدعاء مرسومة بعناية، يتوسّطها حجرٌ صغيرٌ طافٍ في الهواء.
تقدّمت سيا وهي تحدّق في الضوء بعينين متحفّظتين.
『يجب أن تحطّميه.』
“وكيف لي أن أفعل ذلك؟”
『أنتِ قادرة على ذلك.』
لم تعرف إن كانت ممتنّة لهذه الثقة أم لا، لكنها لم تشعر أن الكلام كذب. رفعت كتفيها بلا مبالاة ودخلت دائرة الاستدعاء.
“انتظري… ماذا؟!”
مدّ جاي يده ليوقفها، لكنّه انجذب معها إلى الداخل. لم يحدث لهما شيء غير مألوف.
قبضت سيا على البلورة بيدها ثم رمتها خارج الدائرة.
وما إن خرجت حتى تفتّتت إلى غبارٍ متلألئ، ودوّى صوتُ وحشٍ في البعيد. رفعت سيا رأسها لترى السماء، فوجدت أن أسراب النسور التي ملأت الأفق قد اختفت تمامًا.
وساد الصمت الغابة من جديد. التفتت لتسأل عن ما حدث، لكنها وجدت أن البلورة اختفت هي الأخرى.
“ما الذي يحدث بحق السماء؟” تمتمت بضيق. كانت تكره أكثر ما تكره أن تُترك في جهلٍ تام.
قال جاي وهو يحدّق في الدائرة: “ألا تظنين أن هذا من صنع ذلك العجوز غروفر؟ إنه يشبه الدائرة التي استدعانا بها تمامًا.”
عضّت سيا على شفتها السفلى. “إذًا، في هذه الليلة تحديدًا، استخدم العجوز حيلاً كهذه ليغتال الإمبراطور؟”
ردّ جاي بنبرةٍ حاسمة: “قبل أن نحظى بفرصة للهروب، سنُقتل نحن بمخالب النسور. الأفضل أن نرحل بأسرع وقت. البقاء قرب الإمبراطور قد يعني موتًا لا طائل منه. والأسوأ أن يأتي العجوز مجددًا ليجبرنا على اغتياله. علينا أن نرحل ما دمنا نملك الفرصة.”
استعاد جاي في ذهنه صورة النسور العملاقة وهي تهاجم ليونارد، فاشتدّت كآبته. لم يكن يفكر في سلامته بقدر ما كان قلقًا على سيا.
وسيا، التي كانت تفهم مشاعره تمامًا،
كانت لتعارض الرحيل لولا ما حدث لتوّها. فقد خشيت أن تفقد حتى فرصة الهرب من غروفر إن تأخرت.
“حسنًا. لكن علينا أن نضع خطة مثالية، حتى لا يتمكن لا العجوز ولا الإمبراطور من العثور علينا.”
ابتسم جاي حين سمع موافقتها، ثم غادر الشقيقان المكان ليعودا إلى مواقعهما الأصلية.
بعد مضي وقتٍ طويل، استُدعيت سيا إلى خيمة ليونارد.
كان ليونارد يقف عاري الصدر بعد أن غسل الدماء في جدولٍ قريب، فيما يقف إلى جانبه كارتر والطبيب. بادرت سيا بإحضار ملابسه بنفسها.
قال كارتر بانفعال: “لماذا أمرتَ الجنود بالبقاء في مواقعهم؟!”
“لم يكن بإمكانهم مجاراة المعركة، وأنت تعلم ذلك.”
“أعلم جيدًا مهارة جلالتك، لكن رؤيتك تجرح هكذا أمام أعيننا…”
“لا حاجة لكل هذا الضجيج.”
“لكن، يا صاحب الجلالة…”
“تصرّفت بما رأيته أقل ضررًا على الجميع. كارتر ووريك، هل يجب أن أشرح لك أسبابي؟”
تجمّد كارتر في مكانه وأطبق فمه بصمت. ثم أغلق عينيه قليلًا وركّز على كتف ليونارد.
“جلالتك، الجرح في كتفك خطير. يجب أن تُعالجه.”
حتى سيا، من نظرةٍ واحدة، أدركت خطورة الجرح. فقد مزّقت مخالب النسر الحادّة كتفه الأيسر كليًا.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات