دفنتُ جسدي على طول السرير الناعم، أغمضت عيني للحظة وشهقت بهدوء.
“ليس سيئاً…”
الإرهاق الذي رافقني طيلة الرحلة بدأ أخيراً يتلاشى، وكأن هذا المكان نُسج خصيصاً لاحتوائي. لم يكن اختيار القصر وتفاصيله اعتباطياً؛ حسبما قيل لي، فإن الإمبراطور هو من انتقى المكان والتجهيزات بعناية… لأجلي. أتراه يمقتني حقاً بعد كل هذا؟
تجولت عيناي في أرجاء الغرفة الفخمة، لا شك أنها تفوق التوقعات جمالاً، تليق بي… على الأقل حالياً.
“طق طق.”
“من؟”
“مولاتي، نحن الخادمات المخصصات لخدمة الأميرة.”
تنهدت بهدوء، وجلست باعتدال على السرير. لا يمكنني التراخي، حتى وإن أعجبني المكان… فالخدم، مثل الفرسان، قد يخفون ضغائنهم خلف الابتسامات.
“تفضلوا.”
انفتح الباب، ودخلت صفوف الخادمات بانحناءات مهذبة. عددهن عشرة.
“مولاتي، نحن نتشرف بخدمتك طوال فترة إقامتك.”
تقدّمت امرأة تبدو أكبر سناً، بثبات واتزان، وقالت بانحناءة راقية: “أنا مارغريت، كبيرة خدم هذا القصر المنفصل. جلالته هو من اختار هؤلاء بعناية… ولكِ الحرية في اختيار خادمتك الشخصية.”
نظرت إليهن. يبدين مسالمات، لا أثر للعداء، فقط الحماس… الذي خفت فجأة حين نطقت: “أظن أنني سأختار خادمة.”
ارتجفن قليلاً، وبركْنَ على الأرض بركَبٍ مرتجفة، وكأن كلماتي ألقت بثقل مفاجئ عليهن.
“جلالتك، هؤلاء الثلاثة في المقدمة هنّ الأفضل.”
مدّت مارغريت ذراعيها مشيرة إليهن. لم يعجبني ذلك. لماذا تُقدّم هؤلاء؟ أليس للجميع نفس الأحقية؟ أشحت ببصري عن الثلاثة ونظرت لبقية الفتيات… فتوقفت عند واحدة. جسدها جامد، عيناها خاليتان من الرهبة، باردة كالجليد، لم تُبدِ أدنى اهتمام بالوضع… كأنها ليست هنا.
“أنا سأختارها!”
أشرت إليها بثبات. رفعت رأسها بهدوء، وبدت نظرات الدهشة في وجوه الجميع، حتى مارغريت عضّت على شفتيها بضيق.
ضحكتُ، وركضت في حديقة قصر أندروميد، كأنني أعيش ذكرى… ذكرى كانت حين كانت أمي على قيد الحياة.
“فيفي، لا تتصرفي بطيش مع أخيكِ.”
ابتسامتها الملائكية ما زالت تلمع في ذاكرتي، تشرب شاي اللافندر بأناقة. لكن… من هذا الجالس بجانبها؟
“فيفي… أنتِ تتركيني وتلعبين مع لوسيو دائماً.”
لا أذكره… من هو؟ قلبي… لا، لا أستطيع التنفس. …
“هااااه!”
فتحت عيناي، لاهثة. العرق بلّل جبيني، وقلبي ينبض بجنون. ما الذي حلمت به؟ لا أذكر. نهضت من السرير، تنفست بعمق، وإذا برائحة مألوفة تلامس أنفي.
“هل هو؟”
خرجت مسرعة، وفتحت الباب لأجد إحدى الخادمات تضع الزهور على الرواق.
“آه، إنها زهرة دلفينيوم…”
“سموكِ، لقد جهّزنا هذا خصيصاً لكِ.”
“هل جلالته من طلب ذلك؟”
أجابت بعد تردّد: “لا… لم يخبرنا جلالته… بل…” ارتبكت، ثم نظرت حولها مرتبكة. “من أخبرني؟ لا أذكر…”
أكملت طريقي، منزعجة من هذا الغموض.
⸻
“ديلان؟”
كان في الحديقة، جالساً، خصل شعره الزرقاء تغطي وجهه المتوتر.
“أنا لا أستحق هذا… لماذا تسامحينني، يا أميرتي؟”
أعدنا هذا النقاش من قبل.
“أخبرتُ جلالته، وأكرر لك… أخطأتَ، لكنك لست المسؤول عن الجميع.”
“أشكركِ… شكراً جزيلاً!”
“ارفع رأسك.”
رفع رأسه، ونظر إليّ برجاء.
“أريد أن أقدم العون لجلالتكِ.”
“العون؟”
هل يراقبني ليتجسس علي؟ لا، لا يبدو كذلك. لكن… ثقتي باتت مهزوزة.
“أي شيء تطلبينه، سأقوم به!”
فكرت قليلاً، ثم رفعت رأسي.
“حسناً، ستساعدني في هذا الأمر…”
⸻
“أنا لا أستوعب هذا!”
ارتبك ديلان من طلبي. كان بسيطاً: اختيار فارس جيد من الفرسان الذين انتقاهم الإمبراطور. كان الفرسان مصطفّين، بنظرات متحمسة، على عكس أولئك الذين في السفينة. عيني التقت بعينَي “روف”، الفارس الذي تحدثت معه مسبقاً. همست لديلان: “ما رأيك بهذا؟”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 8"