تقدم لوسيو، مبتسمًا وبفرح، وكأنه على وشك معانقة فيليا، لكن ما إن التقط نظرة موقفه، حتى انحنى أمام الإمبراطور وقال بصوت هادئ ومهيب: «تحياتي للامبراطور ريموند.»
خلفه، وقف فينياس، الدوق، بانحناء مماثل، واضعًا يده على صدره، رأسه محني كرجل نبيل، وقال: «تحياتي للامبراطور، أنا هو الدوق فينياس فالنتينو.»
ابتسم ريموند ابتسامة واسعة، وصفق على يديه، صوته يجمع بين الدفء والترحيب الرسمي: «تحياتي لكل من الدوق والأمير، أنا سعيد لقدومكما إلى إمبراطوريتنا. كيف كانت رحلتكما؟»
أجاب فينياس بصوت رصين، ملتزم باللياقة النبيلة: «على الرغم من حدة الجو، سارت الرحلة بسلام. أشكر جلالتكم على قلقك.»
ابتسم الإمبراطور مرة أخرى وقال بنبرة ودية: «لا بد أنكما متعبان من السفر، لذا أرجو أن ترتاحا الآن. وبعدها أرغب أن نتعرف أكثر عند تناولنا الغداء معًا.»
ضحك لوسيو بخفة، مازحًا: «أوه، هذا صحيح، نحتاج أن نرمي بأجسادنا على أسرة ناعمة قليلًا.»
لاحظ ريموند الجو المحيط، وأومأ لديلان بهدوء لإرشاد الضيوف إلى غرفهم. غادر الاثنان القاعة، وطبعًا تبعتها فيليا بنظرة مطولة، قبل أن تختفي بين الظلال. عاد الصمت يسكن المكان، لكنه لم يترك أثرها يزول من ذهنه؛ فقد أصبحت عيناه أكثر برودة، أكثر حدة، والفك مشدود كما لو كان يحاول اختراق ما خلف الأقنعة والكلمات المهذبة. وجه الأميرة الشاحب، وكتفها المرتجف لحظة دخولهم، ظل محفورًا في ذهنه. لم يكن قادرًا على القفز إلى الاستنتاجات بعد، لكن إحساسًا عميقًا قال له أن مراقبتهم ستكون ضرورية… فهذه العائلة تحمل في طياتها أسرارًا أكثر مما يمكن أن يتخيله المرء.
__________
كان ديلان يسير أمامهم، أذناه تحاولان بلا وعي التقاط أي همس خلفه، لكنه فوجئ بالهدوء الغريب لهم. من شخصية الأمير لوسيو توقع أن يقفز على الأميرة بالكلام بلا توقف، لكن الواقع خالف التوقع. لم يزعج هذا ديلان؛ فالأمر لم يكن لوسيو حقًا، بل كان فينياس.
الرجل الذي يبتسم ابتسامة باردة، عينيه صامتتان لا تعرفان الفرح، ويبدو مهيبًا ومخيفًا في الوقت ذاته. هو من كسر الصمت بصوته الخافت ولكن الحاد: «فيلي، هل تعيشين أيضًا في هذا القصر؟»
«ن.. نعم، هذا صحيح… فقط في الوقت الحالي.»
رفع فينياس حاجبيه قليلاً، ساخرًا: «الوقت الحالي؟»
«لقد… حلت الكثير من الأمور، لذلك مكثت هنا لثلاثة أيام فقط، في الواقع أسكن في قصر منفصل آخر.»
هز فينياس رأسه بهدوء، ثم عاد الصمت ليُثقل الجو، قبل أن يفتحه مجددًا: «لقد اشتقنا لك كثيرًا! القصر فارغ بدونك.»
ضحكت فيليا بصوت خافت، متوترة: «هاهاها… حقًا، سعيدة لسماع ذلك. لقد غبت لأقل من شهر، لكن يجب أن تعتادوا غيابي.»
لم يستطع ديلان قراءة تعابير وجهيهما، لكن نبرة فيليا كانت مشدودة أكثر من المعتاد. لم تكن المرأة القوية التي رأى عليها ضبط نفسها في السفينة؛ كان كلام فينياس يضغط عليها، يجعلها في زاوية الردود، مكبلة بطريقة لم يشعر بها أحد من قبل. «لقد وصلنا»
قال ديلان أخيرًا، كاسرًا الجو المحرج.
توقفت الأجواء المحمومة عند هذه الكلمات. كانت الغرفتان مجاورتين، تفصل بينهما أبواب طويلة. ما إن فتح فينياس غرفته حتى تقدم نحو الشرفة: «واو… أعجبتني الإطلالة. جلالته يمتلك ذوقًا حقًا.»
أمال ديلان رأسه جانبًا، ساخرًا في داخله: لم يكن هذا ذوق الإمبراطور، بل ذوق نيكولاي. الإمبراطور بلا أي حس في الجماليات.
كان لوسيو هادئًا فعليًا، لم يهتم بغرفته بعد، لكن ديلان راقب فيليا لمعرفة إن كانت ستلحق به. أومأت بالبقاء، فغادر ديلان بعد أن فهم الموقف. عاد فينياس إليهما، محاولًا التدخل مجددًا: «إذن… فيلي…»
قاطعه لوسيو بصوت حازم: «ايها الاخ فينياس، أرغب بالحديث حاليًا مع شقيقتي على انفراد. أعلم أنك جئت لرؤيتها، لكن هناك بعض النقاش بيننا.»
فتح فينياس عينيه الزرقاوين على وسعهما، خاليتين من أي شعور، وركز نظره بلا تحرك، كما لو أن كلام لوسيو أزعجه بطريقة لا يفهمها. لم يلتقط الأمير المعنى، لكن أوصال فيليا ارتجفت. بعدها، ابتسم فينياس بلطف: «أوه، بالطبع، تحتاجان للحدث. إذن لنتجول معًا بعد ذلك.»
دخل لوسيو غرفته، وأغلق الباب خلفه. تبعته فيليا، ولم يكن اهتمامه بالديكور أو الإطلالة؛ كان همه الوحيد هو صحة شقيقته الكبرى. احتضنها بسرعة، وعيونه اصبحت محمرة كما لو كان سيبكي: «لقد كنت قلقًا عليك كثيرًا! بعد تلك الرسالة خشيت أن يصيبك مكروه!»
تجمدت الكلمات على شفتيه: «كاذبة! أنتِ أنحف حتى من آخر مرة رأيتك فيها!»
حاولت فيليا بسرعة أن تجد مخرجًا: «بالطبع، فأنا سأتزوج… يجب أن أحافظ على رشاقتي!»
ضحك لوسيو، صوته ممتزج بالتهكم والدفء: «هاهاها… لا أظن أن الإمبراطور ريموند سيهتم بهذا كثيرًا.»
مالت برأسها ونظرت إليه بغرابة: «ومن قال إنني سأتزوج الإمبراطور ريموند؟»
«ماذا؟!»
___________
(قبل ثلاثة أعوام)
كان هانس يتمتم وهو يسير بمحاذاة لوسيو، كأنه يخشى أن يسمعه أحد غيره: «يُبدَّل السكن مع كل موسم، أليس في ذلك ظلم لك يا لوسيو؟»
هانس، الذي كان فيما مضى رفيق غرفته، يعرف جيداً ما يعنيه تبديل الغرف في الأكاديمية؛ إذ كان النظام يقضي بأن تُمنح الغرف وفق مبدأ المساواة، فبعضها أفضل من غيرها، ولا يليق أن يستأثر بها فتى مهما علت منزلته. في أسوار الأكاديمية كان الجميع سواء؛ أميراً أو إمبراطوراً أو دوقاً أو حتى ابن عامة، فالكل يجتمعون تحت راية واحدة: السحر. أما النظام الطبقي، فلا يتجسّد إلا خارج حدودها.
لوسيو، الذي وطأت قدماه الأكاديمية وهو ابن عشر سنين بعد أن أظهر براعته السحرية، سرعان ما تعوّد على هذه المساواة حتى كاد ينسى ملامح نشأته النبيلة. أربعة أعوام مرّت وهو لا يرى أهله إلا في العطل، وقد غدا في الرابعة عشرة فتىً لا يختلف عن أقرانه، بسيط الهيئة، عادي السلوك.
أجاب بلامبالاة وهو يحكّ رأسه: «لا أظن ذلك ظلماً… كنا مجبرين على مصادفة بعضنا في النهاية.»
لكن هانس لم يُبدد قلقه: «أفهم… غير أن روفيل وأندروميد ليستا على وفاق، ماذا لو أساء هوغو معاملتك؟»
فالغرفة الجديدة لم تعد بجوار هانس، بل لصقت بغرفة هوغو، الأمير الثاني لخصوم أندروميد. ولئن كان لوسيو لا يزال حدثاً في الرابعة عشرة، فإن هوغو قد بلغ الثامنة عشرة، طويل القامة، واسع البنية، متفوّق في سحره. غير أن لوسيو بدا أبعد ما يكون عن القلق. نظرته إلى العداوة بين المملكتين كانت أبسط من أن تشغل قلبه؛ وكأنها أمر لا يستحق أن يتداخل في حياته اليومية. طمأن هانس بابتسامة هادئة، ثم مضى ليستقر في غرفته الجديدة.
ومرّ أسبوع كامل دون أن يلقى من هوغو نظرة ازدراء أو كلمة تنمر، بل بالكاد صادفه مرتين. الأولى حين خرج هوغو للتدريب، وتبادلا التحية على نحوٍ عابر. لم يبدُ هوغو مهتماً، وهو ما أراح لوسيو أيضاً. أما المرة الثانية، فكانت البداية لشيء آخر…
كان لوسيو يطالع كتبه حين اخترق مسامعه صراخ من الغرفة المجاورة. حاول التغاضي، لكن الأصوات علت حتى بدا الشجار قريباً من بابه. وحين أنصت، أدرك أن الصوت يخص فتاة. كان ذلك غريباً، فالسكن مخصص للفتيان، ومن يُقبض عليه مخالفاً يلقى عقوبة شديدة. «لقد وعدتني أنك بعد تخرجك ستطلب يدي!»
«كنت أفكر في ذلك، لكن أخي لم يتزوج بعد، وواجب عليّ أن ألتزم بما يراه…»
«لقد ضحيتُ بنقائي من أجلك، وأنت تتحدث عن واجب آخر!»
كانت كلماتهم تتقاذف كحجارة. بدا الأمر أقرب لمسرحية مثيرة من أن يكون شجاراً حقيقياً. ومع ذلك، إن استمرّ العراك، سيفضح أمرهما. تردّد لوسيو، ثم فتح الباب. عندها تجمدت الألسنة، وحدّق الاثنان نحوه مذهولين. وقف هوغو بشعره الأسود المبعثر، وعيناه الرماديتان تنعكسان تحت ضوء المصابيح، مرتدياً ثياب النوم، بينما الفتاة ارتبكت وسارعت تختبئ خلفه، بالكاد يظهر من كتفها العاري ما جعل لوسيو يحمرّ خجلاً. قال هوغو باندهاش: «أأنت هنا؟ ظننتك عدت إلى أندروميد.»
أجاب لوسيو بخفض رأسه: «لم أعد… كنت معاقباً هذا الصيف، فألزِمت بالبقاء لصقل مهاراتي. ولم أقصد التطفل، لكن أصواتكما علت وخشيت أن يلحظكما مراقبو الأكاديمية.»
أشار هوغو إلى الفتاة أن تدخل. اختبأت بين الجدران، يكسوها التوتر. بقي لوسيو وهوغو وحدهما في الرواق. قال هوغو بحدة: «ما رأيته الآن…»
سارع لوسيو: «لن أبوح لأحد.»
ارتسم شك في ملامح الآخر: «وما الذي يضمن ذلك؟»
رفع لوسيو كتفيه بحيرة: «لا فائدة لي من إفشاء أمرك. ستتخرج قريباً على أي حال.»
لكن هوغو ظل متوجساً، كأنما العداوة بين أندروميد وروفيل تتدفق في عروقه: «أنت تعرف أنني الأول على دفعتي… ربما تود حرماني من لقبي!»
ابتسم لوسيو بخجل: «حتى لستُ في دفعتك. ما حاجتي لذلك؟»
أطرق هوغو ملياً، ثم همس: «أنت من أندروميد، وأنا من روفيل. لكلٍ دوافعه.»
حينها أدرك لوسيو أن حتى داخل الأكاديمية، حيث يفترض أن تسقط الألقاب، تبقى الجدران غير مرئية بين القلوب. «فما الذي تريد فعله بي؟ هل ستقتلني؟»
سأل لوسيو ساخراً. قهقه هوغو: «قتلك؟ لا يا فتى… أريد صمتك فحسب.»
«صمتي؟»
ردد لوسيو العبارة، وفهم مراده: عقد دم سحري. هز رأسه: «لا تكن سخيفاً. عقد الدم أمر جلل، ولن أضيّع سحره في مسألة تافهة.»
«إذن، كيف أطمئن؟»
رفع لوسيو يده إلى قلبه، وهمس بجدية لم يعهدها فيه أحد: «أقسم بروح والدتي الراحلة أن أبقي هذا السر في صدري.»
حينها فقط هدأ هوغو، واقتنع. لكن لوسيو لم يعلم أن قسمه ذاك، الذي نطق به بتسرع، سيكون أول خيط يُفضي به إلى متاهة من المشكلات.
⸻
(الوقت الحاضر)
«كيف تأكدتِ أن الزواج سيكون من الأمير هوغو؟»
سأل لوسيو فيليا بارتباك، إذ كان يرجو في قلبه أن يكون ريموند هو العريس لا غيره. أجابته: «جلالته أخبرني بذلك. قال إنه بعد وصول الأمير هوغو سيُعلن الزواج.»
تجهم لوسيو: «وأين هو الأمير الآن؟»
هزت كتفيها: «لا أعلم حقاً. سمعت أنه يصقل مهاراته.»
لكن لوسيو لم يستسغ العذر. هوغو كان قد تخرج منذ ثلاث سنوات كأول دفعته، فما حاجته للتدريب مجدداً؟ ابتسمت فيليا : «يا لوسيو العبقري، أنت نفسك تخرجت قبل أوانك بعام، أليس من حقه أن يصقل هو الآخر مهاراته؟»
أراد التغطية على توتره، فتنحنح ضاحكاً: «هاها، هوغو لا يضاهي مستواي، لذا… لعله يحتاج إلى وقت أطول.»
ضحكت فيليا بدورها، ثم ربتت على رأسه بحنان: «أنا سعيدة لأنك هنا.»
غادرت الغرفة، تاركة لوسيو يغرق في أفكاره. جلس على سريره يتأمل الفراغ. عاد ذهنه إلى تلك الليلة قبل ثلاث سنوات: هل لا يزال هوغو على صلة بتلك الفتاة؟ إن كان صادقاً، لكان تزوجها منذ زمن. لكن ماذا لو لم تكن الوحيدة؟ ماذا لو كان لعوباً؟ زفر ببطء، ثم هز رأسه نافياً الفكرة. لكن قسمه، ذلك القسم الطائش على روح والدته، كان ثقيلاً على صدره… كقيدٍ لا فكاك منه
____________
خرجت فيليا من الغرفة، وابتسامة خفيفة ـ لم يسبق لها أن بدت على محياها منذ وطئت أرض روفيل ـ تلتمع على شفتيها. لم يكن يرافقها أحد سواء روف أو يوري، لكنها لم ترَ في ذلك خطراً؛ فالممرات غصّت بالحراس الواقفين بانتظام، تكسوهم الدروع الفاخرة، كأنهم جدران بشرية تصون القصر وأسراره.
خطت بخفة نحو جناحها، وما إن همّت بالانعطاف حتى جاءها الصوت الذي أعاد إلى صدرها ثِقل القلق، فارتجفت ابتسامتها وذبل نورها. «فيلي… إلى أين تذهبين؟»
التفتت، وعرفت صاحبه قبل أن تراه. كان فينياس. كيف لها أن تخطئ ذلك الصوت الجاف الذي ما برح يطاردها كظل ثقيل؟ كان قد استبدل ثيابه بزي أكثر رسمية، ومع ذلك لم يتغير شيء في ملامحه الجامدة التي لم تعرف قط معنى الطمأنينة. ابتسمت بخفوت وقالت بلهجة حاولت جهدها أن تبدو طبيعية: «أوه… الأخ فينياس، ظننت أن عليّ العودة إلى غرفتي.»
غير أن يدها المرتجفة فضحت ما يعتمل في داخلها. كان عليها أن تتصرف كأخت مطيعة، كحنونٍة أمام أعين الحرس المصفوفين على جانبي الرواق، حتى لا يلتقط أحدٌ ما لا ينبغي أن يُرى. اقترب منها بخطوات واثقة، طويل القامة كما عهدته، ومدّ ذراعه في صمت. لم يكن بحاجة إلى كلمة ليُفهم مقصده. استسلمت، وضعت يدها على ذراعه برفق مصطنع، وأكملا السير معاً.
مال نحوها، حتى كادت أنفاسه الثقيلة تلامس بشرتها، وانحنى ليهمس عند طرف أذنها، همساً جلب لها قشعريرة مباغتة: «أظن أنّ عليك أن تريـني المكان.»
يتبع… بقلم ميف
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 18"