“بحق الجحيم… ما الذي يحدث هنا؟” انفلتت الكلمات من فم كاسيير وهو يعاين المشهد أمامه بذهول، الغضب يتسلل إلى ملامحه شيئًا فشيئًا. لقد كان شاهداً على كل ما حدث في الدقائق القليلة الماضية.
[قبل ذلك بقليل…]
وقف كاسيير على مسافة، يراقب بيريل وهي تجرّ جوليانا نحو المنزل الزجاجي. وجه جوليانا البائس وحده كان كافياً ليثير قلقه، لكنه حاول طمأنة نفسه، فالأجواء بدت هادئة من بعيد. “يبدو أنني كنت أبالغ…”
همس في نفسه، محاولًا طرد تلك الهواجس. رغم شكوك فيليا التي لم تصدق حمايته لأشقائه، إلا أن نواياه كانت صادقة دومًا، وكل ما قاله من قبل لم يكن ادعاءً. تنهد بتوتر وهو يهمّ بالمغادرة… لكن صراخاً صاخباً دوّى من الداخل.
“يا إلهي!” ركض كاسيير عائدًا بسرعة، وعيناه التقطتا المشهد بصعوبة عبر الزجاج: الجميع متجمع حول جوليانا. لم يفهم ما حدث، لكن قدميه قادتهما للداخل دون تفكير.
[في الوقت الحالي…]
ما إن دخل حتى أصبح كل شيء واضحًا — بيريل، وقد فقدت أعصابها، حاولت سكب الشاي الساخن على جوليانا أمام الجميع. فتح فمه لينفجر غضبًا، لكنه ما لبث أن أدرك الأجواء من حوله: الشابات كنّ متلهفات لمتابعة دراما العائلة الملكية، وعيونهن تلمع بفضول لاهث.
بهدوء شديد وانحناءة راقية، ابتسم كاسيير ابتسامة هادئة وقال: “أشكر حضوركن، آنساتي الجميلات، لحفلة شقيقتي… لكن يبدو أن الحفلة قد انتهت، إذ لبيريل شأنٌ آخر تُعنى به الآن. أرجو المعذرة.” ارتبكن للحظة، خجلاً من وسامته وهدوئه الساحر، فاحمرّت وجناتهن وبدأن بالمغادرة تباعاً.
أما بيريل، فقد ابتلعت ريقها الجاف… وحدها كانت تعلم أن تلك الابتسامة اللطيفة من شقيقها الأكبر تعني شيئًا واحدًا فقط: بلغ ذروته في الغضب. حين همّت آيشا بالمغادرة، أوقفها كاسيير بمدّ ذراعه أمامها: “مهلاً.”
رفعت نظرها نحوه، بعينين مشتعلة بالسخط… نظر إليها بدهشة، لم يعتد أحد النظر إليه بتلك الطريقة. “نعم، سموّك؟”
“آنسة…؟”
“آيشا إيفانستون، خليفة الماركيز إيفانستون.”
لم يكن الاسم غريبًا عليه — الماركيز مشهور، لكن ابنته لم تظهر في المجتمع قط بسبب مرضها. لاحظ هزالها وعيونها المتعبة، وشعرها القصير الذي زادها رقة… إلا أن أكثر ما جذبه كان يدها المتشبثة بجوليانا المرتجفة. وضعت آيشا جوليانا خلفها، محاولة حمايتها من الأنظار.
“يبدو أن الآنسة آيشا ضحية تصرفات شقيقتي الطائشة.” رنّ صوته بالغضب المضمر، وقد ثبت نظره على ذراعها المحمرة.
“طائشة؟ هل يدرك سموّك ما قد يحدث لو سُكب الشاي الساخن على أميرة من العائلة الملكية؟”
شعر كاسيير بالانزعاج. “عقابها قادم… وهي تعلم الآن حجم خطئها. لكن، هل ذراعك بخير؟”
“ليس هذا المهم، بل إهانة الأميرة الصغرى أمام الملأ.”
لم يكن وجه كاسيير باردًا هذه المرة — بل شاحبًا، كأنه يحمل ثقلًا ما.
أجابت آيشا بجفاف، وهي تدرك أنها لا تثق به بسبب ماضيه مع فيليا. “أعلم… ولهذا أقدّم خالص اعتذاري، آنسة آيشا.” انحنى بأدب، مما أدهش آيشا حتى خجلت من عدائيتها السابقة.
“لا حاجة لاعتذار سموك، فأنت لم تخطئ بشيء.”
“إذًا… هل تطلبين تعويضًا؟”
تفاجأت من طريقته غير الرسمية. “أرغب باعتذار صادق من الآنسة بيريل.”
ارتبكت بيريل، لكنها انحنت بسرعة: “أعتذر آنسة آيشا… أنا مستعدة لأي تعويض.”
“وأيضًا للأميرة جوليانا.”
“هاااه؟” اعترضت بيريل مباشرة، لكنها تراجعت أمام ضغط كاسيير وآيشا معًا.
“أنا أقبل الاعتذار…”
تمتمت جوليانا، بصوت خافت وابتسامة مرهقة. وقبل أن تنصرف آيشا، اقتربت من جوليانا، همست لها وهي تبتسم: “كوني قوية.” كلمات صغيرة… لكنها أضاءت عينيّ جوليانا كوميض ذهب.
“آيشا… هل يمكنني رؤيتك مجددًا؟”
“بالطبع، في أي وقت.”
تألقت ابتسامة جوليانا، وبدت كأرنب صغير يقفز من الفرح. لكن حين ناداها كاسيير وأمسك بيدها، تجمدت للحظة. كانت هذه أول مرة تتفاعل معه بهذا القرب. وانحنت آيشا مغادرة، متجاهلة الجو الثقيل خلفها.
داخل المنزل الزجاجي، حلّ صمت ثقيل. اقترب كاسيير من بيريل المرتجفة… صفعة. شهقت جوليانا، وارتجفت بيريل. لم تتحرك. فقط تجمدت عيناها الأرجوانيتان من الصدمة. “هل تسعين لإهانة العائلة الملكية؟”
“أخي… لم أقصد…”
“متى ستتعلمين كبح غضبك؟”
“لكن جوليانا استفزتني!”
نظر إليها بنظرة باردة: “هل تعرفين كم عمرها؟” أدركت المغزى دون أن يجيب. كان يائسًا منها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 12"