جالسًا في غرفة الجلوس الباردة، كان يقرأ الرسالة التي أرسلها له كونت دالمور مرارًا وتكرارًا لقد قرأها مراتٍ عدة يوم استلامها، حتى أن ورقة الرسالة قد أصبحت مكرمشة تمامًا.
[إلى اللورد جيديون آلينغتون المحترم،]
بدأت الرسالة بهذه العبارة.
[يؤسفني شديد الأسف أن أوافيكم بأخبار غير سارة بعد غياب طويل
قررتُ وبريوني إنهاء زواج دام ثلاث سنوات والطلاق رسميًّا المسؤولية الكاملة عن هذا الطلاق تقع على عاتقي وحدي، وليس لبريوني أي ذنب فيه، لذا أرجو منكم بإلحاح ألا تُلقوا عليها اللوم لا أنتم ولا أي شخص آخر، وأتوسل إليكم بهذا طلبًا صادقًا.
أما أنا، فتقبل أي لوم أو تأنيب بصدرٍ رحب.
أرجو من كل قلبي أن تجد بريوني قريبًا رجلًا أفضل مني وأن تحيا في سعادة.
وبالمناسبة، أود إعادة المهر الذي استلمته من آل آلينغتون كتعويض، فأرجو منكم توكيل محامٍ للتواصل معنا بهذا الخصوص، وسأحرص على إنهاء الإجراءات بأسرع وقت ممكن.
اللورد إيبوني، كيث دالمور]
“طلاق، هاه.”
تلك الجملة أصبحت لازمة لسانه منذ أسبوعين.
يتمتم بها أحيانًا أثناء عمله، أو خلال وجباته.
لقد كان زواجًا كلّف ثروة، ليس فقط بسبب المهر، بل أيضًا بسبب التحضيرات لدخول ابنته إلى المجتمع الراقي.
حتى لو كانت جلالة الملكة هي من تزوجت، ما كانت لتنفق أكثر مما أنفقه لكنه لم يكن يعتقد أن ذلك بذخٌ عبثي؛ بل كان على يقين أن الرباط مع عائلة الكونت استثمار ذو قيمة عظيمة.
كان الارتباط بعائلة الكونت فخرًا كبيرًا لعائلة نبيلة متواضعة مثل آل آلينغتون، ولكنه كان يرى فيه كذلك جسرًا للتواصل مع عائلات أرستقراطية أخرى، وربما مع العائلة المالكة نفسها.
لكن كل ذلك ذهب سدى.
بسبب تلك الابنة عديمة النفع، بريوني.
كونت دالمور طلب في رسالته ألا يُلقى اللوم على بريوني.
لكن إن لم يكن خطأها، فعلى من يقع اللوم إذًا؟
الكونت لم يكن يعاني من عيب سوى قله ماله ى فعدا عن ذلك كان رجلًا لا غبار عليه، ينتمي إلى عائلة نبيلة ويتمتع بمظهر وسيم.
أسلوب الرسالة الجاف في التعامل مع الطلاق وكأنه شأنٌ إداري أزعجه قليلًا، لا سيما أن ذلك أمر قد يحسم مصير بعض العائلات.
لكن مع وضع الكونت الاجتماعي، يمكن التغاضي عن ذلك.
من كل الجوانب، كان الرجل أرفع شأنًا من أن يُمنح لامرأة مثل بريوني.
“عنيدة تمامًا كأمها…”
احترق صدر جيديون غيظًا.
لا شك أنها طُلّقت لأنها لم تقم بواجبها كزوجة.
لم تكن بريوني تملك أي أنوثة دافئة، ناهيك عن أن تدلل الرجل أو تلاعبه، فذلك لم يكن يُرتجى منها أصلًا.
ومع ذلك، فقد أُرسلت إلى بيت الكونت بمهرٍ ضخم، رغم أن تلك العائلة كانت غارقة في الديون، وكانت الفتاة عفيفة لم يمسسها رجل من قبل، فظن جيديون أن الكونت سيكون راضيًا بذلك.
وحتى لو لم يكن، فليأخذ له عشيقة، ما المشكلة؟
منذ أن توفيت أم بريوني أثناء ولادتها، وجيديون بدّل النساء واحدة تلو الأخرى.
أن يكون للرجل عشيقة أو اثنتان… بريوني لا بد اعتادت على ذلك.
“لكن كيف سأحفظ ماء الوجه؟”
الكونت ألمح في رسالته إلى أنه سيعيد كامل المهر كتعويض.
لم يكن هناك قانون يُلزم برد المهر بعد الطلاق، بما أنه يُعتبر ضمن تكاليف الزواج.
ولكن لم يكن هناك سبب يدعو لرفض عرضه، فبدأ جيديون يبحث عن سوابق قضائية.
وجد حكمًا من إحدى المحاكم ينص على أنه في حال تم الطلاق بالتراضي، يُعاد نصف المهر فقط.
لكن بريوني كانت في الثالثة والعشرين من عمرها الآن.
وقد زُوّجت فور بلوغها، لذا فذلك الكونت الشاب قد امتص زهر عمرها كله ولم يترك شيئًا.
ومن وجهة نظر والدها، كانت تلك خسارة كبيرة لرأسمال ثمين.
لهذا طالب برد كامل المهر.
كان يتوقع أن الكونت قد أنفقه على ترميم أملاكه أو تسديد ديونه، لكن بخلاف المتوقع، أرسل المال كاملًا وبانتظام.
“لو كنت أعلم، لطلبت المزيد…”
طغى عليه شعور مرير.
بدأت تراوده مخاوف مبهمة من أن قبوله المال فورًا ربما انتشر خبره في المجتمع الأرستقراطي، وقد يجعل أي أحد يتردد في ربط مصيره بعائلة آلينغتون مستقبلًا.
“سيدي.”
ظهر كبير الخدم العجوز عند الباب.
“آنسة بريوني ستصل قريبًا فيما يبدو.”
كان قصر آلينغتون، تياري هيفن ، يقع على تلٍ يشرف على شوبري.
ما إن تُوفيت زوجته ووالدا زوجها الكريهان، حتى وسّع جيديون البناء.
لم يكن في شوبري كلها ولا في أي ضيعة مجاورة بيت أكثر فخامة من تياري هيفن.
كان الخادم قد لمح العربة تقترب من التل فصعد ليُبلغ سيده بذلك.
“جاءت سريعًا.”
رغم أن الطلاق كان بالتراضي، فإن تقسيم الممتلكات وغيره من الإجراءات غالبًا ما يستغرق أكثر من شهر.
لكن في حالة الكونت ودالمور، لم يكن هناك ما يُقسم سوى متعلقات بريوني، كما أن مسألة التعويض حُسمت بفضل مطالبة جيديون الواضحة.
وربما لكون الكونت يعمل في المحكمة العليا، فقد ساهم ذلك في تسريع الإجراءات.
“هل أشعل الموقد؟”
سأل الخادم بتردد.
“ولماذا؟ على أية حال ستصعد إلى غرفتها مباشرة.”
“لقد سافرت بالعربة أيامًا متواصلة لا بد أنها مرهقة، وقد تكون جائعة…”
“إن كانت تملك من القوة ما يكفي لتضع شيئًا في فمها، فلتأكله بنفسها افتح لها الباب فقط حين تصل.”
“ماذا عن أجرة العربة؟”
لم يرسل جيديون عربة لاصطحاب بريوني كان يرى أنه من الطبيعي أن تتحمل عائلة الكونت تكلفة ذلك.
“هل عليّ أن أهتم بتفاهات كهذه أيضًا؟”
“أعتذر.”
انحنى الخادم مرارًا وهو يعتذر.
اقترب جيديون من النافذة وسحب الستارة المعلقة فوقها.
من خلف الظلام، كان ضوءٌ باهت يتأرجح ويقترب رويدًا رويدًا.
هممم…
أطلق زفيرًا غريبًا وقد غاص في التفكير.
ثم أصدر أمرًا وهو لا يزال يحدق خارج النافذة، دون أن ينظر إلى خادمه المنحني:
“أنر مدخل القصر سأستقبلها بنفسي.”
***
كل جسدها كان يؤلمها كأن أحدهم يضربه بمطرقة.
شوبري كانت في مكان لا يُمكن الوصول إليه إلا بعد ثلاثة أيام من عبور طرق جبلية وعرة، ولذلك كان لا بدّ من الجلوس داخل عربة تتمايل بعنف لفترة طويلة لدرجة أنّها لو فتحت فمها، لشعرت أنها قد تعض لسانها، فلم تتمكن حتى من الحديث مع ميرتل.
ما إن تعرّف البواب على بريوني حتى فتح لهم الباب، فسرعان ما وصلت المجموعة إلى مدخل تياري هيفن
“لقد وصلنا.”
فتح ديميتري باب العربة.
رغم أنه جلس طوال الأسبوع على مقعد السائق، لم يظهر عليه سوى بعض الفوضى في مظهره، أما سلوكه فبقي بلا شائبة تلقت بريوني دعمه ونزلت إلى الأرض وقدميها ترتجفان.
“أين أضع العربة، سيدي؟”
كان السائق الغريب هو من استأجره ديميتري في اليوم الأول من الإقامة، بعدما أعطاه أجر عشرة أيام مقدمًا وقد ثبت أن معرفته بطبيعة المنطقة صحيحة، غير أن قيادته للعربة كانت خشنة جدًا نزلت ميرتل أيضًا وهي تتمايل من أثر التعب.
“سننزل إلى وسط مدينة شوبري.”
قال ديميتري ذلك بنبرة نبيلة أشبه بالأرستقراطيين، ثم ما لبث أن عاد إلى أسلوبه المهذب وهو يلتفت إلى بريوني.
“لا بد أنكم مرهقون يا سيدتي، آنسة ماير بما أنّكم عدتم إلى منزلكم، أتمنى أن تنعموا ببعض الراحة.”
“الوقت متأخر الآن، كيف ستجدون مكانًا للمبيت في شوبري؟ الغرفة ستُجهز قريبًا، فابقَ هنا الليلة.”
هزّ رأسه نافيًا.
“أنا خادم تابع لأسرة دالمر لا أظن أنّني سأُقابل بالترحيب في هذا المنزل.”
“ولكن—”
“ثم إن اللورد إيبوني قد يحتاج إليّ.”
كلامه أعاد بريوني إلى الواقع البارد.
لقد صُدر أمر تفتيش بحق كيث من جلالة الملكة تُرى، كيف هو حال قصر إيبوني هايتس الآن؟
(ذلك الرجل… هل كيث بخير؟)
حتى كبير الخدم الموثوق به قد غادر إيبوني من أجل إيصالها إلى هنا، فلا بد أنّ لا أحد يعتني به الآن.
في تلك اللحظة، سُمعت حركة خلف باب المدخل، ثم فُتح الباب وظهر وجهان مألوفان والدها، السير جيديون آرلينغتون، والخادم هارولد.
تفاجأت بريوني في داخلها؛ لم تكن تتوقع أبدًا أن يستقبلها والدها بنفسه ورغم الألم في ركبتيها، انحنت له احترامًا.
“كيف حالك، أبي.”
“كيف حالك، سيدي.”
لم يُجب جيديون إلا بإيماءة قصيرة بعد أن نظر إلى ابنته وخادمتها بنظرة باردة لكنها لم تُصب بالخيبة، فقد اعتادت على هذا النوع من المعاملة ثم تقدم ديميتري بالتحية.
“تشرفت برؤيتكم مجددًا، السير جيديون آرلينغتون أنا ديميتري وارتون، وقد رافقت الآنسة آرلينغتون.”
“وارتون؟”
“أنا كبير خدم اللورد إيبوني.”
“آه.”
استدار جيديون ثم أخرج الخادم هارولد كيسًا بدا ثقيلًا من صدره بتردد وقدّمه إلى ديميتري.
“أشكر لكم ذلك، ولكنني كنت فقط أُنفّذ أوامر اللورد إيبوني لا حاجة لمكافأتي.”
ما إن نطق بذلك، حتى قال جيديون فورًا “أعده.” موجهًا حديثه إلى خادمه كان يعني ببساطة: إن لم يكن يريد النقود، فليغادر بسرعة.
قرأ ديميتري الموقف بذكاء، فانحنى مرة أخرى.
“اللورد إيبوني طلب مني أن أبلّغكم شكره الصادق على سعة صدركم، ويتمنى الخير لعائلة آرلينغتون.”
“بلّغه تحياتي، إذن.”
بعد انتهاء المجاملات الرسمية، نظر ديميتري إلى بريوني بعينين تنضحان بالقلق والاحترام المعهود منه، وظل يُحدّق بها طويلًا.
“كان لي الشرف أن أرافقكم طوال هذا الوقت، سيدتي.”
“أنا ممتنة لإخلاصك يا ديميتري وأما اللورد إيبوني، فأخبره أن…”
ماذا يمكن أن تقول لكيث؟ لم يخطر ببالها شيء.
أن تشكره لأنه أنقذها من هذا المنزل الرهيب لثلاث سنوات؟
أن تخبره بأنها، في الحقيقة، لم تكن ترغب في ترك حياة إيبوني؟
بدا ديميتري حزينًا.
“سأخبر اللورد إيبوني بأنكِ وصلتِ إلى عائلتك بسلام لا شك أنه قلق عليكِ أكثر من أي شيء آخر.”
“بريوني، إلى متى ستجعلين والدك واقفًا في الخارج؟”
سأل جيديون أسرع ديميتري بتحية ميرتل أيضًا، ثم صعد إلى العربة وفتح بابها بنفسه هذه المرة أدار السائق الحصان بمهارة.
ومرة أخرى، لم يكن أمام بريوني سوى أن تراقب ديميتري وهو يرحل كان شعورها هذه المرة مختلفًا عن وقت مغادرتها لإيبوني هايتس بعد أن يغادر كبير خدم دالمر هذا التل، فلن يتبقى شيء يربط بينها وبين كيث في هذا العالم.
لكن جيديون لم يسمح لها بأن تغرق في مشاعرها.
“ادخلي الآن.”
أطاعت بريوني وميرتل بصمت، ففي تياري هيفن كانت كلمات جيديون بمثابة قانون لا يُخالف وما إن دخلتا إلى المنزل حتى لفحتهما بردٌ قارس؛ كان هواء الخارج نقيًا، أما هواء الداخل فكان مشبعًا بالرطوبة إلى حد أن مجرد استنشاقه يضيق الصدر فارتجف جسدها من شدة البرد
وبينما تركها واقفة في الردهة، سألها جيديون:
“كيف حالك؟”
“متعبة قليلًا، لكن لا بأس.”
ما الذي يجري؟ تساءلت بريوني بقلق فكون والدها جاء بنفسه لاستقبالها، وكونه يسأل عن حالها… كل هذا لا يشبهه كانت قد خشيت في أعماقها أن يرفض حتى فتح الباب لها فبالنسبة له، مجرد فشل الزواج الذي بذل من أجله كل جهده كان خطيئة لا تُغتفر.
تفحّصها جيديون من رأسها إلى أخمص قدميها.
“هل كان الدالمر يقدّرك؟”
“لقد فعل كل ما بوسعه ليُحسن إليّ.”
نقر على لسانه مستهزئًا.
“غبية سؤالي كان: هل أرضيته كامرأة؟”
عندها فقط أدركت بريوني معنى ما يقصده لم يكن هذا شيئًا يُقال لابنة، وقطعًا ليس أمام خادم وخادمة بل إن فكرة أن والدًا يسأل ابنته هذا النوع من الأسئلة كانت مروعة بحد ذاتها.
أجابت سريعًا وهي لا تنظر إليه:
“… أظن أن هذا موضوع غير مناسب الحديث عنه هنا.”
“غير مناسب؟”
فجأة، أمسك جيديون بكتفيها بكلتا يديه كان عنيفًا لم تؤلمها قبضته بقدر ما أفزعها، فلم تستطع أن تقاوم، ولم يكن بوسعها إلا أن تحاول ألا تصرخ.
رغم تجاوزه الخمسين، كان جيديون لا يزال قوي البنية قبضتاه القويتان هزّت كتفي ابنته النحيلين بعنف لم يتجرأ لا ميرتل ولا الخادم على التدخل زمجر:
“يبدو أنكِ ما زلتِ تجهلين قدرك، فدعيني أوضحه لك جيدًا: أنتِ لا شيء سوى فتاة جميلة من قرية معزولة، لا تملكين فلسًا واحدًا، والآن تحملين عار لقب مطلّقة! فبأي حقّ ترفعين رأسك؟ كيف تنوين التعويض عن هذا الخزي؟ ألا يجدر بكِ على الأقل أن تُثبتي أنكِ لا تزالين صالحة كامرأة؟ أنكِ لستِ ناقصة أو معطوبة؟!”
لم تُجبه، ولم تبكِ كانت فقط مصدومة من عودته إلى معاملتها بهذا الشكل بعد ثلاث سنوات فقد كان هكذا دائمًا حين كانت أصغر: عنيفًا، متقلبًا، ووضيعًا إلى حدّ لا يُطاق.
كانت تخافه في أعماقها، وتحتقره في الوقت ذاته وكلما كبرت، أصبحت هذه المشاعر تتكدّس في داخلها كتمرد هادئ، بارد لم تكن قد بكت مرة واحدة شفقةً على نفسها، وذلك وحده كان مصدر كبريائها ولم تخبر أحدًا يومًا بذلك.
“أبي، أنت تُهينني.”
“ومن حقي أن أهين ابنتي كم مرّ على نومك بجانب الدالمر؟”
رفضت الإجابة فقط تنفّست بعمق، توقفت، ثم زفرت كانت تعرف أنه يفعل هذا نصفه فضول، ونصفه الآخر بدافع متعة الإهانة لو كان فضولًا فقط، لكان سألها وهي في مكتبه، لا هنا وأمام الآخرين.
“هل من الممكن أنك حامل؟”
“…”
“على الأقل، لعلّكما قضيتما ليلة الزفاف معًا؟”
في زمنٍ مضى، كان من الواجب على كل سيدة نبيلة أن تُري ملك المملكة دليل عذريتها بعد الزفاف لكن ذلك كان قبل أكثر من مئة عام، ولم يكن ينطبق على بريوني أبدًا في أول ليلة، لم يقم كيث سوى بتقبيل ظاهر يدها وقال: “تصبّحي على خير.” ثم مضى إلى غرفته.
(ماذا لو رآه أحد من الخدم وهو يتسلل كالعشيق هاربًا من غرفة زوجته؟ ماذا سيحدث لسمعة الكونت؟)
كانت قلقة لأجله أرادت أن تقول: على الأقل، نم إلى جواري فقط لكنها لم تستطع، لأنه كان لا يزال غريبًا عليها.
ضحك كيث بخفة وقال:
(أرأيتِ حالة هذا المنزل؟ سمعتي قد بعتها من زمان ثم أرجوكِ، ناديني كيث فقط.)
(لكن…)
(لو رآنا أحد، سأجد طريقة لأبرر الأمر أعدك، لن أترك أحدًا يُلقي اللوم عليكِ.)
لم تكن بريوني قلقة على سمعتها، بل على سمعته هو حتى في ليلة طلاقهما، وحتى آخر لحظة في إيبوني هايتس، كان كيث حريصًا على أن يحفظ كرامتها.
… على عكس والدها الذي لم تمرّ عشر دقائق على عودتها حتى بدأ بإهانتها أمام باب المنزل.
شعرت بجفاف شديد في حلقها ابتلعت ريقها بصعوبة، ثم قالت بصوت ثقيل، كلمة كلمة:
“… اسأل اللورد إيبوني بنفسك.”
“عديمة النفع.”
تركها جيديون، ولولا أن ميرتل أسرعت وأمسكت بها، لسقطت على الأرض كانت تلك الخادمة المسكينة على وشك البكاء، إذ ذهبت دموعها تنهمر على خدها دون أن تجرؤ حتى على مسحها.
“ابقَي في غرفتك، لا أريد أن أراكِ حتى إشعار آخر.”
قال جيديون ذلك وهو يستدير نظر الخادم هارولد إلى سيده ومولاته وقد بدت عليه الحيرة، ثم أسرع وراءه حين سعل جيديون سعالًا متململاً.
“آنستي، هل أنتِ بخير؟ سأجهز لكِ ماء الاستحمام الدافئ حالًا.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات