“مورتل، إن كنتِ ستقولين ذلك وأنتِ تبكين، فأعطني تلك الفرشاة.”
مدّت بريوني يدها، لكن مورتل لم تبدُ وكأنها تنوي تسليم الفرشاة فتنهّدت بريوني وجلست بهدوء من جديد أمام المرآة ومورتل تواصل تمشيط شعر سيدتها بنشاط، بينما تنهمر دموعها على وجنتيها دون توقف.
“سيدتي أيضًا إنسانة عديمة المشاعر.”
“يؤسفني سماع ذلك.”
“كيف تستطيعين البقاء بهذه البرودة… شهيق …اهفم”
مسحت مورتل دموع عينيها بظاهر يدها وتنهدت بحرقة.
“أعتذر، لقد قلتُ إنك عديمة المشاعر فقط لأنني أشعر بالحزن في الحقيقة، أنتِ أفضل إنسانة في هذا العالم.”
“أنا الوحيدة التي خدمتِها، أليس كذلك؟”
“على أي حال، عالمي بأسره يقتصر على المكان الذي تكونين فيه.”
قالت مورتل قولًا ذكيًّا نسبيًا.
عالمي…
حتى عالم بريوني لم يكن أوسع من عالم مورتل قبل الزواج، كان في منزل آل آلينغتون، وبعد الزواج، أصبح في إقطاعية إيبوني كانت إيبوني تبعد عن العاصمة بانشو، عربة ساعتين فقط، لذا لو أرادت، كان بإمكانها زيارة منازل النبلاء المقيمين هناك والانخراط في حياة اجتماعية مبهرة أو أن تحضر حفلات الشاي التي تُعقد دوريًا في البلاط الملكي وتلتقي بجلالة الملكة.
لكن بريوني لم تكن مهتمة بالتواصل مع النبلاء.
“مورتل، إن استطعتِ العيش حيثما تشائين، فأين تودين العيش؟”
“أنا أحب إيبوني.”
وكان الأمر كذلك بالنسبة لبريوني أيضًا.
منزل آل آلينغتون كان يقع في مدينة ساحلية تُدعى شوبري، على بعد اثنتي عشرة ساعة ركوبًا على الخيل بأقصى سرعة من بانشو لم يكن الابتعاد عن العاصمة أمرًا سيئًا، لكن ما لم يكن جيدًا هو أن المناطق المحيطة بذلك المكان كانت كلها أراضي قاحلة وجبال وعرة.
قبل الزواج، كانت معزولة في قلب تلك الأرض القاحلة والدها، السير جيديون آلينغتون، الذي كان مهووسًا باللقب والمكانة، منعها من الاختلاط بالناس خوفًا من أن تقع ابنته الوحيدة في حب شاب من الريف.
البلاد الوحيدة التي عايشتها بريوني كانت مدرسة داخلية للبنات التحقت بها لفترة قصيرة لتلقّي دروس خاصة للعروس المستقبلية.
أما عن السبب في عدم انتقالهم إلى بانشو التي كان الجميع يحسدهم عليها، فقد اختصره جيديون بقوله: “لا أستطيع أن أُبعد نظري عن منجمي.” لكن بريوني كانت تشك سرًّا في أن السبب الحقيقي هو شعوره بالنقص تجاه منزلته.
وعندما تزوجت وانتقلت إلى إيبوني، شعرت أخيرًا بالراحة لأنها تمكنت من مغادرة ذلك المكان المقفر.
“ما الذي يعجبك في إيبوني؟”
“فيها غابة، وحقول، وبحيرة… كما أنها قريبة من بانشو أيضًا.”
لكن ربما لأنها فكّرت فجأة في أنها قد لا تتمكن من البقاء في إيبوني، اغرورقت عينا مورتل بالدموع من جديد.
كانت هذه الفتاة ذات الشعر البني الداكن هي الخادمة التي لحقت ببريوني من منزل آل آلينغتون.
كانت في الأصل أصغر بنات طبيب محلي في تلك المنطقة، وكانت أذكى أطفال الأسرة، لكن كونها أصغرهم، وابنة لعامة الشعب، لم يكن لذكائها قيمة تُذكر.
كان ذلك الطبيب هو من أشرف على ولادة بريوني وبعد بضع سنوات من ولادة بريوني، وُلدت مورتل وكانت أخت مورتل الكبرى تعمل خادمة في منزل بريوني لبعض الوقت، وكانت تحمل مورتل على ظهرها أثناء عملها وحين تبكي بريوني، كانت الأخت الكبرى تهدئ الطفلين معًا، حتى أنه رغم اختلاف طبقتهما، نشأت الفتاتان وكأنهما تربّتا معًا.
“إذن، هل نشتري منزلًا فارغًا هنا في إيبوني ونعيش فيه؟”
“سيدتي، هل جننتِ؟ ما الجيد في أن تظلي في هذه الإقطاعية؟!”
رغم أنها قالت قبل قليل إنها تحبها، صاحت مورتل مندهشة بالنسبة لها، بقاء سيدتي في إيبوني يعني أنها ستبقى بجانب الكونت دالمور، الرجل عديم المشاعر الذي ألحق بها إهانات لا توصف.
“… لأنني لا أريد العودة إلى شوبري.”
أنهت مورتل تمشيط الشعر بمهارة، ورفعت شعر سيدتها بأسلوب أنيق والتقت أعين الاثنتين في المرآة وضعت مورتل يدها على كتف بريوني.
“آه، يا آنستي بريوني المسكينة.”
“مورتل، كُفّي عن البكاء الآن.”
أدركت مورتل فجأة أنها نادت سيدتها باسمها القديم قبل الزواج، فاحمرّ وجهها.
“لكن، لماذا لا تذرفين الدموع، سيدتي؟”
وضعت بريوني يدها بلطف فوق يد مورتل فهي لم تكن تشعر بالحزن الشديد، ولم تكن الدموع على وشك الانهمار من عينيها ولو أخبرت خادمتها الصغيرة بذلك، فلن تفهم.
“البكاء لن يُغيّر شيئًا.”
***
لعل جهود ميرتل في تجميل مظهرها لم تذهب سدى، أو ربما ذهبت تلك الجهود أدراج الرياح، ففي أثناء تجوُّلها في الحديقة صادفت بريوني كيث صدفة.
“… كيث.”
“… بريوني.”
كان صباحًا باكرًا من شهر يناير الثلج الذي تساقط قبل أيام تجمد ثم ذاب ثم تجمد مجددًا، حتى غدت الحديقة في حالة لا تصلح للمشي ومع ذلك أرادت بريوني التجوّل فقد أرادت أن تنقش في ذاكرتها كل زاوية من إيبوني هايتس قبل أن ترحل.
كانت الحديقة موحشة وهذا عائد إلى الفصل لا إلى الحديقة نفسها حينما جاءت إلى إيبوني هايتس أول مرة، كانت هناك مشاكل كثيرة في المكان الاعتناء بالمنزل كان من الأمور المتوقعة من الكونتيسة، كما كان من الأمور التي استرعت اهتمام بريوني استعانت ببستاني ماهر، فزرع المزيد من الأشجار، وشذب الشجيرات، ومهد الطرق، وغرس الزهور على جانبيها وسرعان ما أثمرت تلك الجهود، فأصبحت حديقة إيبوني هايتس مشهورة، حتى إن نبلاء الأراضي المجاورة كانوا يزورونها لرؤيتها.
“الجو بارد هكذا…”
“ألن تذهب إلى فانسو اليوم؟”
تحدث الاثنان في الوقت نفسه ثم سكتا، فأجاب كيث:
“أخذت إجازة لأسبوع.”
كان كيث يعمل كاتبًا في المحكمة العليا وهي أعلى سلطة قضائية في المملكة، تتكون من نبلاء بارزين، وجميع القضاة فيها من أصول نبيلة، ولا يُسمح لعامة الشعب حتى بالتقدم لوظائف مساعدة كوظيفة الكاتب كان رجلًا مخلصًا، ولذلك لم يكن يرغب في حياة الاتكال على دخل العائلة النبيلة فحسب.
“كنت أتجوّل فقط.”
“إن كنت أزعجتكِ—”
وبينما كان يتراجع، أمسكت به بكلماتها:
“لا، بل لدي أمر أردت مناقشته معك.”
فهل كانت تقصد أن يتحدثا أثناء السير؟ مدّ كيث ذراعه، وحدّقت بريوني في تلك الذراع للحظة ثم وضعت يدها عليها وبدأ الاثنان يمشيان ببطء.
“ما الأمر الذي أردتِ مناقشته؟”
“أريد أن أقدم هدايا للخدم.”
قبل أن أغادر إيبوني هايتس.
لكنها لم تنطق بتلك الجملة الأخيرة.
شعرت بانقباضة خفيفة في ذراعه تحت معطفه وبعد لحظة، بدا كأنه بالكاد استطاع أن يعيد ملامحه إلى طبيعتها.
“… إنك حقًّا كريمة، بريوني.”
“لكنني محتارة في ما أقدمه لهم ماذا عن سلال فواكه؟”
“لا شك في أنها ستكون هدية ممتازة.”
“لكن من أين نحصل على فواكه في هذا الشتاء؟”
“سيجدها ديميتري، لا شك.”
ديميتري حين فكرت في كبير الخدم الشاب، شعرت بريوني بأنه يجب أن تهديه شيئًا أفضل فقد ساعدها كثيرًا منذ أن جاءت إلى هذا المنزل قبل ثلاث سنوات وربما لأنه أقرب إلى كيث منها، فستكون فكرة حسنة إن قدّمت له هدية ثمينة بمعنى: “اعتنِ بكيث جيدًا من بعدي.”
“وأود أيضًا إن أمكن أن أعطيهم يوم إجازة.”
“إجازة؟”
“أقصد… بعد أن يساعدوني في تجهيز الانتقال، سيكونون مرهقين…”
كلمة “الانتقال” كانت تشير إلى جمع بريوني لأمتعتها ومغادرتها إيبوني هايتس لم تكن الأثاثات تابعة لها، لكن إن جمعت الملابس والكتب والمفروشات، فستملأ بسهولة ثلاث عربات كبيرة وربما أكثر.
أومأ كيث برأسه.
“سنفعل ذلك.”
“شكرًا لك.”
“هل تحتاجين إلى شيء آخر؟”
“لا شيء يخطر ببالي.”
“… هل ستعودين إلى منزل آل أرلينغتون؟”
“سأذهب في رحلة.”
فوجئت بريوني بنفسها بعد أن قالت ذلك رحلة؟ من أين خرجت تلك الكلمة…؟ لم تكن لديها أية خطط للسفر شابة مثلها ترافقها خادمة واحدة لا تستطيع التنقل وحدها سوى في المدن الكبيرة.
بدت علامات الاستغراب على كيث كذلك.
“رحلة؟ إلى أين؟”
“… إلى الساحل الجنوبي.”
قالتها محاولة التغطية.
ذهبت إلى الساحل الجنوبي مرة واحدة فقط، في شهر العسل كانت هناك جزر غريبة كثيرة، وقضى الزوجان اليوم بطوله يتنقلان من جزيرة إلى أخرى على متن القارب كانت المناظر والعادات تختلف قليلًا من جزيرة لأخرى، ومع أنها لم تُظهر ذلك، فقد كانت تدهشها باستمرار.
لكنها لم تُظهر انبهارها لأن كيث بدا متضايقًا طوال الوقت ومع أنه كان ثريًّا، فقد كانت تشعر بأنه يأنف من الزواج بابنة نائب بارون لا تمتلك دلالًا ولا ثقافة وما إن فكّرت بذلك حتى هدأ حماسها فجأة كأنه لم يكن.
“ليست وجهة مناسبة للسفر في يناير.”
“حين تقولها هكذا… يبدو أنك محق.”
عند ذلك انتهى مسار التنزه، ولم يعد لديها عذر لتسير بجانبه، فاستدارت بسرعة واصطدمت بكيث أسرع هو وأمسك بذراعها، لكنها كانت قد فقدت توازنها ومالت في اتجاهه.
التصق جسداهما نصف التصاق، ولامس كتفها صدره، أما يدها الأخرى التي لم يُمسك بها، فقد حاولت يائسة ألا تسقط، فأمسكت بالشخص الذي أمامها وانزلقت يدها داخل معطفه بعدما فُتح.
… وعندما استعادت توازنها بالكاد، كانت الأجواء قد ازدادت حرجًا بينهما.
أما كيث، فكان في غاية الارتباك.
فقد تلقى صباحًا رسالة من اللورد أرلينغتون، والد بريوني كانت مرسلة بالبريد السريع، ممتلئة بالجمل الركيكة والمطوّلة، لكنها باختصار كانت تطلب إعادة المهر كاملًا.
[برايوني هي ابنتي الوحيدة، ولا يسعني إلا أن أعبّر عن شكري العميق لك ، يا لورد إيبوني، لمنحي إياها شرف خدمتك طوال ثلاث سنوات…
ولكن حين زوّجت ابنتي، فعلت ذلك على مضض، وقد أرسلت مهرًا ضخمًا من معظم ما أملك، طمعًا في سعادتها، حتى إنني رضيت بأن أعيش بعيدًا عنها إلى الأبد.
وبما أن زواجًا كنت أظنه يدوم طوال الحياة قد انتهى في ثلاث سنوات، فأرجوكم – وإن بدا ذلك وقاحة – أن تُعيدوا كامل المهر إلى بريوني المسكينة كنوع من التعويض وإن فعلتم، فسأدعو بإخلاص أن تمتد إلى مستقبل لورد إيبوني يد سيدة أرفع قدرًا وأجمل من ابنتي المتواضعة.]
بفضل ديميتري الذي أظهر موهبة كبيرة في الاستثمار، فقد زاد مهر بريوني عما كان عليه حين جاءت إلى إيبوني وحتى لو اضطر كيث إلى إعادته كله مع زيادته، فلن يمانع.
لكن ما أزعجه أن تلك الرسالة، مع أنها تتحدث عن برايوني، لم تُظهر قلقًا صريحًا تجاهها سوى بكلمة واحدة: “المسكينة”، بينما امتلأ باقي الخطاب بالقلق على المال والمجاملات الموجهة لكيث نفسه.
لأنها كانت رسالة تخص بريوني، رأى كيث أنه من الصواب أن يريها لها أيضًا وعندما لمحها من نافذة مكتبته تتجوّل في الحديقة، خرج إليها على الفور.
لكنها بدأت بالكلام عن هدايا للخدم ويوم إجازة، ففاته توقيت عرض الرسالة ولم يكن من اللائق أن يقاطع كلامها بكلمات مثل: “والدكِ يطالب بالمهر كاملًا” وربما لأنها لاحظت تردده في إعادتها إلى منزل عائلتها، قالت إنها ستذهب في رحلة.
وللمفارقة، اختارت وجهة شهر عسلهما.
كانت وجهة شهر العسل قد اختيرت بناءً على توصية ديميتري، الذي جمع بسرعة آراء سيدات المجتمع المخملي وحدد أكثرها مدحًا (بمال بريوني) استُؤجر لهم قارب خاص، (بمال بريوني) حُجز جناحان في فندق فخم لا يستطيع غير الأثرياء حتى أن يحلموا بالحجز فيه ولكن…
عكّرت لوسيندا، عمّة كيث الكبرى، كل شيء.
“كيث، ألست من يصاب بدوار البحر بسهولة؟ إلا تذكر كيف تقيأت فوق فستاني موسلين حين كنت في السادسة؟”
[ الموسلين : نوع من الاقمشه كان يُستخدم كثيرًا في فساتين النساء في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، خاصة في الطبقات الأرستقراطية ، للي مهتم بشكلها يكتب بالبحث Regency era muslin gown ]
“هذه أول مرة أسمع بهذا.”
“بالطبع، كنت صغيرًا، وبعدها دمر ابن عمي زواج آل دالمور، فلم يعد لأسرتكم أي قدرة على الذهاب للرحلات الربيعية ما زالت بقعة القيء على ذلك الفستان إلى الآن.”
لوسيندا لم تكن تفرّق بين ما يُقال وما لا يُقال لكنها لم تكن تكذب.
لذلك، مع بعض التردد، (وبمال برايوني) استأجر كيث قاربًا ليختبر الوضع لم يشأ أن يُجرب ذلك في إيبوني، فذهب إلى بحيرة قرب فانسو وجعل ديميتري يجدف له وما إن بدأت تموجات خفيفة على سطح الماء حتى بدأ يشعر بالغثيان.
“هل نغيّر وجهة الرحلة؟”
“الآنسة أرلينغتون قالت إنها لم تزر الجنوب من قبل.”
“هناك أماكن جيدة في مناطق أخرى كذلك.”
لسوء الحظ، كانت جميع وجهات شهر العسل الجيدة مطلة على بحيرات أو أنهار أو بحار، وكان عرض غروب الشمس على متن قارب جزءًا رئيسيًّا من خططها.
“لا مفر إذًا فقط لا تتقيأ فوق فستان السيدة المستقبلية.”
“أحضِر لي دواء لدوار البحر.”
“إن كنت من أصحاب الدوار المزمن، فلن يفيدك كثيرًا وسنشتري الدواء أيضًا من مهر السيدة.”
ومع ذلك، بذل ديميتري جهدًا لإحضار دواء فعّال وبفضله، نجا فستان بريوني الموسلين الأبيض – الذي اشترته خصيصًا لشهر العسل – من أن يتقيأ عليه، لكن كيث قضى الرحلة كلها متشبثًا بحافة القارب، يحارب الدوار والتعب.
ولم يكن ليستطيع أن يقول بصراحة إنه يعاني من دوار البحر، وهو في رحلة باهظة الثمن دفعتها زوجته كان هناك كبرياء سخيف يجعله لا يرغب في إظهار ضعفه أمام امرأة يحمل لها مشاعر.
“لا بد أن برايوني لم تستمتع بالرحلة بسببي.”
وإلا، لما كانت لتقرر الذهاب إلى نفس المكان مجددًا في مثل هذا الفصل من السنة.
ثم بدا كأنها تذكرت أمرًا فجأة، أو لعلها فقط لم ترغب في مواصلة السير معه بعد نهاية الطريق، فاستدارت بسرعة.
أمسك بها دون وعي، واصطدم كتفها بصدره، ثم بينما كانت تلوّح بذراعيها يائسة لئلا تسقط في الطين، شقت يدها طريقها إلى داخل معطفه بعدما فُتح .
وبتلك الحركة، محيت من ذهن كيث كل الأفكار عن وجهة شهر العسل، ورسالة اللورد أرلينغتون، وحتى الشعر المتدلّي من شعرها الجميل، المصفف كالعادة بعناية فائقة.
“آسفة، لقد انزلقت قدمي.”
قالت ذلك بهدوء، بينما ظل كيث مرتبكًا، لا يعرف كيف يتصرف ما زال طرف معطفه مفتوحًا بعد أن فُتح قبل قليل حين اصطدمت به، فمدّ يده إلى الجيب الداخلي وأخرج الرسالة التي كان يحتفظ بها، ثم ناولها لها
“وصلتني رسالة من اللورد أرلينغتون…”
“من أبي؟”
أخذت بريوني الرسالة ببطء وظهر كأن وجنتيها احمرّتا، لكن ذلك كان حتمًا بسبب شمس الشتاء التي بدأت لتوها تنير الحديقة غير أن ذلك النور خفت ما إن بدأت في القراءة، فأقنع كيث نفسه بأنه لابد أنه توهّم.
حتى حين طلب منها أول رقصة، وحتى يوم تقدم لخطبتها، وحتى اللحظة التي حملها فيها إلى عتبة إيبوني هايتس حسب التقاليد، لم تكن قد احمرّت وجنتاها أمامه ولو مرة واحدة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات