قبل ما تبدون القراءة حبيت أوضح في العنوان مكتوب [ الإيرل ] أنا ترجمته للكونت لأنه شائع والمعروف و لأنهم نفس الرتبة الإيرل يُستخدم في النظام الإنجليزي خاصة في بريطانيا ، والكونت يستخدم في النظام الأوربي مثل فرنسا إيطاليا
***
“هل يمكنك التفكير في الطلاق؟”
للمرة الأولى اليوم، نظرت بريوني إلى وجه زوجها مباشرة.
كان كيث دالمر، الكونت إيبوني، رجلاً كثير الانشغال كان لا يبقى في المنزل سوى يوم واحد تقريبًا في الأسبوع، وحتى في الأيام الأخرى، إن ظهر في الصباح والمساء فقط، فذلك يُعد أنه كثير الحضور أما الكونتيسة، فمع أنها لم تكن منشغلة بقدر زوجها، إلا أنها كانت تقضي يومها بالكامل منشغلة بأعمالها الخاصة وفي ذلك اليوم، عندما استجابت لنداء زوجها وجلست أمامه، كانت أولى كلماته لها: “هل يمكنك التفكير في الطلاق؟”
“الطلاق.”
ردّدت الكلمة في سرّها.
لم تكن قد سمعت خطأً.
وحين أدركت معنى تلك الكلمة، لم يخطر ببالها أي شيء لم تفعل سوى أن رمشت بعينيها تلقائيًا، ونظرت إلى وجه زوجها الجالس أمامها.
كان ضوء المكتبة خافتًا جلس كيث وظهره إلى الضوء بدت خصلات شعره الرملي باهتة تميل إلى البني، ولون عينيه كان أغمق بكثير من المعتاد ومع ذلك، كانت ملامحه باردة، مما جعل بريوني تدرك أنه لم يكن يمزح.
ومع ذلك، لم يكن من السهل تقبّل الأمر وما إن تمكنت من التقاط أنفاسها، حتى سألت:
“هل لي أن أعرف السبب؟”
على أي حال، كان زواجًا سياسيًا.
قبل ثلاث سنوات، أراد والد بريوني أن يعقد صلة مع عائلة نبيلة، فدفع بابنته التي كانت قد أتمّت عامها العشرين للتوّ إلى الظهور في المجتمع بسرعة.
تلك الفتاة، ابنة البارون الريفي الوحيدة، التي لم تكن تملك لا دلال ، ولا لباقة في الكلام، ولا موهبة في العزف أو الرقص، قد تلقت عرض زواج من الكونت الشاب لعائلة دالمر، إحدى أعرق العائلات في المملكة.
نساء المجتمع كنّ يُجمعن على أن الكونت تمامًا كما يبدو، رجل صاحب حكمة وعقلانية باردة وكان مهر ابنة البارون الوحيده ضخمًا.
واستطاعت بريوني أن تواسي نفسها بقولها إن وجود المهر خيرٌ من عدمه.
حياة الزواج التي خلت من المودة والدفء استمرت بسلام لثلاث سنوات.
ولكن…
الطلاق، هاه.
كان رد كيث مختصرًا.
“أعتقد أنه لم يعد بإمكاننا الاستمرار في هذا الزواج.”
“هل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟”
“لا.”
أجاب كيث على الفور.
“أنتِ شابة.”
“وهل لكوني شابة لا يمكننا الاستمرار في الزواج؟”
بدا وكأنه يختار كلماته.
صحيح أنه قال إنها شابة، لكنه كان أيضًا شابًا في الخامسة والعشرين فقط وكان، إن جاز التعبير، ناضجًا بما لا يليق بعمره.
أما الرجال الذين تعرفهم بريوني، فلم يكونوا سوى زوجها ووالدها.
لا، هل يمكنني حقًا أن أقول إنني أعرف هذا الرجل؟
لقد عاشا معًا كزوجين تحت سقف واحد لمدة ثلاث سنوات.
ومع ذلك، بدا لها غريبًا جدًا.
كانت العلاقة بينهما فاترة، وكان كيث رجلًا رصينًا وعقلانيًا، لذا كان من السهل التعامل معه والتنبؤ بتصرفاته كانت بريوني تعتبره شخصًا جيدًا.
وقد ساهم في هذا الحكم أيضًا شعورها بالاستقرار الذي وجدته في إيبوني، والذي لم تجده في منزل والدها، آل آرلينغتون.
لكن كيث كان الآن يريد أن يهدم ذلك الاستقرار.
بكلمة واحدة فقط، بكل بساطة، “الطلاق”.
شعرت بريوني بالارتباك.
وازداد ذلك عندما قال كيث أخيرًا، بعد أن اختار كلماته لفترة:
“أقصد أن هذا الزواج بلا معنى.”
“لكننا لم نتزوج بحثًا عن معنى، أليس كذلك؟”
لم تكن تنوي ذلك، لكنها شعرت وكأن كلماتها تُلمّح إلى المهر.
إذن، ماذا سيحدث لذلك المهر الضخم الذي جلبته معها إلى عائلة دالمر؟
إذا عادت إلى منزل والدها دون أن تسترده، فلن يقبل بها والدها مجددًا.
صحيح أن كيث هو من يطلب الطلاق من طرف واحد، ويمكنها المطالبة بجزء كبير منه كنفقة، لكن ذلك قد يؤثر على إقطاعية آل دالمر، إيبوني، وهو ما كان يقلقها.
لقد أحبت بريوني العيش في إيبوني.
“لا يمكنني أن أطلب الاستمرار في العيش في إيبوني، أليس كذلك.”
رغم أن الأمر كان مفاجئًا، فإن مجرد أنه هو من بدأ الحديث عن الطلاق يعني أنه قد اتخذ قراره بالفعل.
ورغم أن تصرفاته مهذبة، إلا أنه رجل حازم وسريع في تنفيذ قراراته.
ولم تكن بريوني من النوع الذي يفتقر إلى الفطنة بحيث تتوسل إليه أن يعيد التفكير في الأمر.
ربما بسبب ثقل قلبها، بدا صوت كيث ثقيلًا أيضًا.
“لم أكن أتوقع مثل هذه الحياة حين تزوجت.”
“هل لأنني لا أُلبي ما كنت ترجوه من الزواج؟”
“بريوني.”
أصبحت نبرته أكثر لطفًا.
وكلما زاد لطفه، ازدادت بريوني تصلبًا.
رغم أنهما لم يتعديا إمساك الأيدي عدة مرات، إلا أن قلبها أصبح باردًا عند حديثه عن الطلاق، وكان ذلك غريبًا.
رغم أنهما لم يكونا سوى زوجين في الظاهر.
وضعت يدها برفق على صدرها.
في البداية، ظنت أن قلبها توقف، لكنّه كان ينبض، وإن كان أسرع من المعتاد.
تنفست بهدوء، بعمقٍ لا يكفي لأن يلحظه كيث.
عندما تتنفس بعمق، يصبح من الأسهل تقبّل المواقف غير المرغوبة.
خلال ذلك، كان كيث لا يزال يحاول إقناعها.
“أنتِ شابة لكِ الحق في أن تنالي زواجًا أفضل من هذا.”
“أنا لم أقل إنني لا أستطيع الاستمرار في الزواج.”
وحين كانت على وشك أن تطلب منه تفسيرًا، أدركت فجأة:
“هل تودّ إنجاب طفل؟”
الطفل، أي الوريث، هو عنصر مهم في كل عائلة.
ولأن عائلة دالمر تحديدًا قليلة العدد، فقد كان ذلك أشد أهمية.
كان الكونت دالمر السابق وحيدًا، وقد أنجب ولدًا وبنتًا، لكن إحداهما — شقيقة كيث — توفيت قبل سنوات في حادث مأساوي.
لو كان هذا هو السبب، فلن يكون طلب كيث للطلاق غير مبرر تمامًا.
زواجهما كان قائمًا على عقد بحت، ولم يشمل حتى المتطلبات المعتادة في مثل تلك الزيجات.
وفوق ذلك، لم تحاول بريوني أبدًا أداء أهم واجباتها ككونتيسة.
بصراحة، لم أكن أرغب في إنجاب طفل…
لو سألها كيث عن رأيها، لربما تمكّنا من التوصّل إلى حل وسط.
أليس بالإمكان تبنّي وريث؟
لكن كيث هزّ رأسه.
“ليس بسبب الطفل.”
“حسنًا، هذا مطمئن فأنا راضية تمامًا عن حياتي الحالية.”
“……”
“لكن، يبدو أنك لست كذلك، أليس كذلك؟”
ومع أنها قالت ذلك، إلا أن صوتها لم يرتجف، وكان من حسن الحظ أنه خرج ثابتًا.
بريوني لم تكن تعلم حقًا ، ولو كانت تعلم، لبذلت مزيدًا من الجهد.
وإن كانت لا تعرف تحديدًا ما الذي ينبغي فعله من أجل زوج غير راضٍ عن الحياة الزوجية، لكانت على الأقل حاولت أن تفعل شيئًا.
كان كيث زوجًا مشغولًا ومهذبًا، وكان في الغالب غير مبالٍ بها.
كان يقول لها أن تطلب ما تحتاج إليه في أي وقت، لكن الحياة كانت مريحة بفضل مهرها، ولم تكن بريوني تطلب شيئًا أكثر من ذلك.
كانت تظن أن الحياة الزوجية الباردة الخالية من الدفء طبيعة زواج النبلاء، وحين تركها وشأنها، تركته هي الأخرى.
(لماذا إذًا لم تخبرني قبل أن تطلب الطلاق؟)
لكنها لم تستطع أن تطرح هذا السؤال.
كان لدى بريوني ما يمكن أن يُسمّى كرامة.
ليست كرامة امرأة تزوجت من الكونت فقير وهي تحمل مهرًا ضخمًا، فذلك المال لم يكن مالها، بل مال والدها، وكانت رغبة والدها أيضًا أن يزوّجها من كيث.
كرامتها كانت أشبه برغبةٍ في ألا تبدو بائسة، كرامة من لا تريد أن يُساء فهمها وكأن لها مشاعر خاصة تجاه رجل لم تكن سوى علاقة قائمة على الاحترام المتبادل.
وفي الوقت نفسه، استسلمت للأمر.
لطالما كانت بريوني تستسلم سريعًا.
لكنها لم تكن تعرف ما هو التصرف المناسب لكونتيسة في موقف كهذا.
منذ ظهورها الأول في المجتمع قبل ثلاث سنوات بهدف الزواج، وحتى طلب زوجها الطلاق منها قبل لحظات، نادرًا ما واجهت مواقف تستطيع التعامل معها بمهارة.
لم تكن تملك حتى صديقة من عمرها مثل بقية سيدات الطبقة الراقية، فحين بدا أن تصرفات زوجها قد تغيّرت فجأة، لم يكن لديها من تسأله أو تطلب منه نصيحة.
(حتى لو كنت أعرف طريقة، فلن أجرّبها على الأرجح.)
كان كيث ينتظر جوابها.
الآن فقط استطاعت أن تنظر إليه في عينيه.
على الأقل، لم يكن رجلًا خسيسًا يجرحها بموقفه، وحتى إن كانت هي المخطئة، لم يصرخ بها أو يلومها بصوت عالٍ.
وهي لا تعرف يقينًا، لكن يبدو أنه سيحاول جاهدًا أن يعيد لها كامل مهرها إن أمكن.
كان، كرجل وزوج، شخصًا جيدًا إلى حد بعيد.
وحين نظرت إلى وجهه المظلل بذلك الحزن، لم تستطع إلا أن تتذكر ما حدث قبل ثلاث سنوات.
“أخطط لتزويجك من أعلى نبلاء المملكة مكانةً.”
هذا ما قاله والدها، وقد عقدت العزم حينها أنها تستطيع التحمّل ما لم يكن الرجل أرملًا فقد زوجته أو، بأسوأ الأحوال، رجلًا في منتصف العمر قتل زوجته بيده.
النبلاء الذين كانوا يقبلون الزواج من عائلات مثل عائلة والدها المتعثرة ماديًا، غالبًا ما يكونون نبلاء على وشك الإفلاس أو يبحثون عن زوجة ثانية.
لكن من ظهر أمامها، بينما كانت تحاول إخفاء قلقها، كان رجلًا نبيلًا ذو مكانة مرموقة، وأنيقًا كذلك.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات