ومع ذلك، لم تبتعد كثيرًا، بل أبقت الرجل في مرمى بصرها.
فقط بالقدر الكافي لتبدو كابنة أحد ملاك الأراضي، وفي الوقت نفسه لتُشعره – ولو بخفّة – بأنها لن تسير إلى جانبه أبدًا، ولا أن تكون على علاقةٍ كهذه معه.
سارت إلى الأمام… فقط بالقدر الكافي.
لكن، هل كان الطريق إلى الإسطبلات عميقًا وبعيدًا إلى هذا الحد؟
“كم سيكلّف الأمر؟”
باغتها صوت منخفض من خلفها.
كم سيكلّف؟
كان في نبرته شيء غريب. لم تكن مجرد تساؤل عادي عن السعر.
لقد بدا وكأنه يعرض صفقة ستكون مقبولة أيًّا كان الثمن… رغم أنها لم تكن تنوي البيع أصلًا.
توقفت آنري قليلًا، وقد رفعت حاجبها بدهشة. لكنها ما لبثت أن التفتت من جديد، إذ إن الرجل بخطواته الطويلة كان قد اقترب منها، فوجدت نفسها تمشي بجانبه من غير قصد.
رفعت رأسها نحوه في مفاجأة.
“أريد أن أعرف… لماذا لا تبيعين ماريلين لي؟”
بهذه اللحظة أحسّت آنري بوضوح الفارق الهائل في الطول بينهما.
لقد كان ذا هيبة طاغية بالفعل.
حتى الآن، بعينين مغمورتين ببعض العتمة، كان يحدّق إليها مباشرة.
(تماسكي يا آنري وينتوورث!)
أدركت سريعًا المغزى الخفي من وراء سؤاله المستدرِج.
وفهمت أيضًا لِمَ قد يتدخّل نبيل مثله بنفسه.
(هل أتى بنفسه للتفاوض على ماريلين؟)
يبدو أنّ حالة “كريستيان” أسوأ مما تظن.
بعد أن رفضتْ كبير خَدَمه وقالت إنها لن تبيع، ها هو السيد نفسه يأتي للتفاوض.
إنه حصان أسطوري خدم العائلة الإمبراطورية الهابسبورغية أجيالًا، فلا بد أن يكون مهمًّا.
فهل هذا يعني أنّ ماريلين يمكن أن تُباع بثمن أعلى بكثير؟
“ماريلين… هي كالعائلة بالنسبة لي. كأختٍ صغيرة.”
“آه.”
كان ردّه مقتضبًا بلا مبالاة.
لكن من تلك المقطوعة القصيرة وحدها، أدركت آنري كم كان بعيدًا عن فهم كلماتها.
(أخت صغرى؟! إنها مجرّد حصان، أليس كذلك؟) بدا واضحًا أنه يفكّر بهذا الشكل.
“وهل الفيكونت وينتوورث يعتقد الشيء ذاته؟”
توقفت خطواتها عند هذا السؤال.
لم تكن تتوقع أن يستعمل والدها كنوعٍ من التهديد.
“… نعم، بالطبع. إنه يعتبرها ابنته الرابعة.”
واستأنفت سيرها.
لكن الحقيقة أن والدها لم يكن يرى في ماريلين سوى حصان نافع.
ولو رآه الآن، لما اكتفى ببيعها، بل لربما قدّمها له هدية.
فقط لو لمح عربة “روز عند هوند” التي يملكها هذا الرجل… لسعى بكل الطرق لنسج علاقة معه.
أجل، تلك العربة اللعينة… بتلك الحِرَفية الباهرة، والاسم الذي يكفي وحده ليمنح السمعة والمصداقية والسحر.
“ولماذا هي الابنة الرابعة؟ ألم تصل ماريلين إلى هنا قبل شقيقاتك؟”
“…”
لقد كان أذكى مما توقّعت.
تردّدت لحظة تبحث عن كذبة مناسبة، لكن بدت ثغرة واضحة.
إذ إن أخواتها جئن إلى هذا المنزل منذ ثلاث سنوات، بينما عاشت ماريلين هنا منذ زمن أطول بكثير.
“آه… صحيح. لقد وُلدت ماريلين منذ عشرة أعوام. لذا فهي الأصغر بيننا.”
لقد كاد أن يُوقِعها في فخه.
“إذن…. وُلدت ماريلين هنا؟”
“نعم. لقد رأيتها تخرج من رحم أمّها.”
حين عادت إليها ذكريات تلك اللحظة، رقّت نظراتها قليلًا.
قبل ولادة ماريلين مباشرة، رحلت والدتها شارلوت برانسون، أو بالأحرى السيدة شارلوت وينتوورث.
لقد أبصرت ماريلين النور في قصرٍ كئيب فقد عشيقته وسيّدته.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 8"