“لم أستطع أن أتجاهل الأمر بعدما سمعت أن دوق بريستون رفض أختي وتزوج أخرى.”
رفع إدوين حاجبه قليلًا. آه…. تلك الفتاة الصغيرة.
قال ساخرًا: “أتذكر الآن… كانت تبلغ من العمر عشرة أعوام آنذاك، أليس كذلك؟”
ردّ ليو بتهكم خفي:
“يا لها من كرامة عظيمة…. أن يتذكر دوق بريستون حتى عمر أختي.”
ثم عدّل وقفته بانحناءة محترمة.
“بعد خمس سنوات، ستكون حتمًا أيقونة تسيطر على المجتمع الراقي، يا دوق. أتطلّع إلى ذلك اليوم….”
قبل أن يكمل ليو حديثه، تدخّل كاليكس بخطوة للأمام، عينيه تلمعان بتحدٍّ:
“من المثير للاهتمام أن يرفض الدوق ابنة دوق…. ليتزوج ابنة فيسكونت فقط.”
كانت سخرية مباشرة من أنري.
لكن إدوين لم يتأثر. رفع كأسه بهدوء، وارتشف الشراب الأحمر القاني بنظرة باردة.
“وما المشكلة؟ ما فائدة أن تكون ابنة دوق؟ لقد بحثت في كل مكان، ولم أجد أحدًا أجمل من عروسي.”
تلألأت الحمرة على شفتيه بعد الشراب، لتبدو كأنها ابتسامة ساحرة رغم برود كلماته.
اشتعل غضب كاليكس، لكن قبل أن ينفجر، ابتسم ليو بتكلف وقال:
“إذن هو الحب. ولكن كما تعلم، الحب زهرٌ جميل، يذبل سريعًا. ألا يقولون إن الزوجين، بمرور الزمن، يصبحان مجرد معارف؟”
قاطع إدوين ببرود قاتل:
“ليطمئن قلبك يا دوق ليو. لن أُهمل زوجتي أبدًا.”
أنهى كلماته الحاسمة، واستدار ليغادر غير عابئ بهم.
✩‧₊˚༺☆༻*‧₊˚
في تلك اللحظة، تغيّرت الموسيقى فجأة.
لقد كان أمرًا رتّبه إدوين مسبقًا.
ارتفع الإيقاع الذي كان مجرد خلفية للحوارات، ليتحوّل إلى لحن راقص.
لقد تناول الحضور ما يكفي من طعام وشراب… والآن حان وقت الرقص.
وفجأة، ساد بين السيدات همسٌ وحماسٌ متزايد.
ارتفعت الموسيقى تدريجيًا، وأصبح اللحن أكثر حيوية وأناقة.
رفرفت الفساتين المزركشة بخفة مع حركة السيدات، بينما بدأ الرجال يمدّون أيديهم لدعوة شريكاتهم إلى قاعة الرقص.
لكن أنظار الجميع كانت متجهة نحو شخص واحد فقط.
العريس… دوق بريستون.
كل سيدة كانت تحلم أن تُصبح شريكته في الرقصة الأولى.
فالمجتمع كله يعرف أن الرقصة الأولى في زفاف الدوق ليست مجرد رقصة… بل إعلان عن مكانة العروس.
همست بعض السيدات بغيرة مكتومة:
“كم هي محظوظة… لقد اختارها الدوق.”
في هذه اللحظة، ظهر إدوين من بين الحشد، وخطواته ثابتة، ونظرته لا تحيد عن مكانٍ واحد… العروس.
كانت أنري واقفة، يديها متشابكتان بخجل أمامها، والقلق يلوح في عينيها.
منذ بداية الحفل وهي محاطة بالهمسات والعيون المتفحصة، والآن جاء الدور الأصعب.
توقفت أنفاسها لوهلة حين تقدّم إدوين نحوها.
لم يتردد، بل مدّ يده إليها بثقة مهيبة.
قال بصوت منخفض لكنه سُمِع بوضوح في القاعة:
“آنسة… هل لي بهذه الرقصة؟”
ارتجفت أصابع أنري، وترددت لحظة، قبل أن تضع يدها المرتعشة في يده الكبيرة الدافئة.
ابتسم إدوين ابتسامة باهتة بالكاد تُرى، ثم قادها نحو وسط القاعة.
بدأت الموسيقى، ومعها بدأت الرقصة.
تحرّك إدوين بخفة غير متوقعة من رجل ضخم البنية، وكان يقودها برشاقة كأن جسديهما خُلقا لينسجما معًا.
كانت خطوات أنري متوترة في البداية، لكنها سرعان ما وجدت نفسها منسابة مع إيقاعه، وكأنها تنتمي لهذا المكان، لهذا الرجل.
حدّق في عينيها مباشرة، فارتبكت أكثر، وحاولت خفض بصرها.
لكنه رفع ذقنها بخفة وهمس:
“لا تُخفضي عينيك. أنتِ زوجتي… ودوقتي.”
تصاعدت الهمسات بين الضيوف، وانبهرت السيدات من المشهد.
كان واضحًا أن إدوين، رغم سمعته الباردة والفظّة، أظهر أمام الجميع اعترافًا علنيًا بحبه لعروسه.
ابتسمت أنري ابتسامة صغيرة، لكنها كانت كافية لتسرق أنفاس كل من يراها.
وفي اللحظة التي استدارت فيها بخطوة راقصة، تلاقت عيناها فجأة بعينَي امرأة تقف بين الحضور، متنكرة بزي رجل… إللزي.
ذلك الوجه… لماذا تحدّق بي بهذا الشكل؟
شعرت أنري بوخزة غريبة في قلبها، لكنها عادت بسرعة لتلحق بخطوات إدون الذي شدّها برفق أقرب إليه.
انتهت الرقصة الأولى بتصفيق حار يملأ القاعة، بينما كان إدون لا يزال ممسكًا بيدها بإحكام، وكأنه يعلن أمام الجميع: هذه المرأة لي وحدي.
✩‧₊˚༺☆༻*‧₊˚
وبينما بدأ الضيوف بالرقص مع شركائهم، ظلّت إلزي
في مكانها، عيناها مثبتتان على إدوين وأنري.
انكمش شاربها المزيف قليلًا وهي تهمس في نفسها:
“إذن… هكذا هي الأمور.”
ـــــــ
للتواصل
الانستغرام : @the_dukes_wife_obsession
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 39"