كانت آنري ترتدي تاجًا من الأوراق بدلًا من التاج المرصع.
خادماتها قمن بنسجه من أوراق الورد المقطوفة من الحديقة.
التاج المصنوع كليًا من الأوراق، بلا زهرة واحدة، أضفى لمسة انتعاش على شعر آنري الوردي.
ثم كان هناك الفستان الأبيض النقي.
رغم أن فستان الزفاف لم يكن بعيدًا تمامًا عن الموضة الحالية الأكمام المنتفخة والدانتيل كانا معيارًا في كل فستان زفاف إلا أن فستان آنري لم يكن فيه أكمام أصلًا.
القماش في الجزء العلوي، من دون حتى حمالة على الكتف، لم يغطِّ سوى الصدر.
ذراعاها العاريتان الدقيقتان، بلا أكمام، هما ما جعل الضيوف المولعين بالموضة في صدمة.
كان الأمر أشبه برهان حول من لديه أكمام منتفخة أكبر.
كان من المعتاد أن تكون الأكمام أوسع من وجه مرتديها.
لكن أن يتم الاستغناء عنها كليًا!
بعض الضيوف حتى شعروا بوخزة في مؤخرة رؤوسهم.
لم يخطر لهم سوى فكرة انها ستقوم بـ تكبير الأكمام، ولكن لم يتوقعوا إزالتها تمامًا.
وفوق ذلك، التنورة!
إن كانت الأكمام المنتفخة بالونات، فالتنورة كانت منطادًا.
حتى أن بعض المجلات عرضت رسومات ساخرة لنساء يشعلن النار تحت تنوراتهن ليرتفعن إلى السماء.
كانت التنورة الضخمة المنتفخة مصدر فخر، شيئًا لا غنى عنه.
وكان لا بد من الكريولين لتشكيل الفستان.
(الكريولين: إطار صلب يُوضع تحت الفستان لتوسيع التنورة وجعلها منتفخة وأنيقة)
ومع ذلك، فستان عروس دوق بريستون انسدل بخفة ورشاقة بلا أي هيكل داعم.
كان يشبه بفستان راقصة الباليه، بطبقات عديدة من التول الأبيض.
وفوق الفستان، تناثرت ورود وردية بغزارة.
خادمات آنري تطريزن الأوراق والسيقان بخيط أخضر باهت على الطبقة الخارجية للفستان.
وفوق ذلك، تم تنسيق ورود وردية بارزة بطريقة ثلاثية الأبعاد.
كانت الورود مصنوعة من قماش معتم مقطّع إلى شكل بتلات ومكدسة واحدة فوق الأخرى.
لا يمكن لفستان أن ينسجم أكثر مع شعر آنري الوردي.
الزخارف الزهرية الفاخرة جذبت الأنظار أكثر من أي دانتيل أو أشرطة.
الزهور التي لامست العشب بدت مثل أزهار حقيقية سقطت في حديقة.
كان وكأن الورود، التي لم تتفتح بعد، تجمعت كلها على فستان العروس.
ومع ذلك، أجمل ما في العروس كان وجهها المتألق المشرق.
كل رمش بارز، وجفونها وخدّاها متلألئة بلون فاكهي منعش.
مظهرها كان جميلاً ولطيفًا، عذبًا لكن في الوقت نفسه آسرًا، يدفع كل من يراها أن يطيل النظر إليها.
حتى النساء لم يستطعن مقاومة السحر.
“أحبها حقًا…!”
في زاوية مقاعد الضيوف، تلألأت عينا إلزي بحماس، وبدت وكأنها على وشك القفز من مكانها.
✩‧₊˚༺☆༻*‧₊˚
كان الأمر غريبًا.
بدا وكأن أشعة الشمس تضيء آنري وحدها.
رغم أن الصباح كله كان مشرقًا، إلا أن آنري أشرقت بوهج استثنائي.
نور صافٍ وشفاف، لكنه مفعم بدفء لطيف حلو.
إدوين وقف متجمّدًا، يحدق بها بشدة.
هل سبق أن فُتن بشيء هكذا من قبل؟
آنري، بعينيها المنخفضتين قليلًا، تقدمت نحو العريس بخطوات ثابتة.
وجهها جاد وهادئ بلا أي ابتسامة.
لكن إدوين أحس بقلبه بنبض ببطء.
اليوم، كان في آنري شيء خاص، شيء يميزها عن كل من حولها.
لم يستطع تحديده بالضبط.
هذا الإحساس الغريب أعاده لوعيه فجأة.
ثم أدرك جو الضيوف في الحديقة.
“……”
لم يكن وحده المتأثر بالصمت.
تفحّص الحديقة بهدوء.
خلال دخول آنري، لم يستطع أحد أن يحوّل بصره عنها.
عُقدت حاجباه الجادان أكثر.
بدأ يتفحص تعابير الضيوف واحدًا تلو الآخر.
كلهم، كبارًا وصغارًا، كانوا مشدودين إليها.
“يشبهون حيوانات الميركات…”
ثم لاحظ النساء يقارنّ فساتينهن بفستان آنري.
عندها فهم سبب شعوره الغريب.
ملابسها مختلفة كليًا عن الأنماط المعتادة.
ربما لم ينتبه في البداية لأن اليوم مميز، لكن ردود أفعال الضيوف أوضحت الفارق.
فستان آنري بلا أكمام منتفخة (التي طالما كرهها).
ولم يكن مثل التنورات الضخمة المزعجة كالمناطيد.
في الشوارع، كان يضطر لإزاحة النساء بخصره كي يعبر بجانبهن.
الكريولين الرخيص كان هشًا وينكسر بسهولة، وإذا انكسر ربما تطلب المرأة تعويضًا وتستغل الفرصة للتواصل معه…
بينما كان يفكر، وجد آنري قد اقتربت منه.
حين رفعت عينيها بعد أن صارت قريبة،
“أوه…”
إدوين بزيه الأحمر بدا رائعًا من قرب أكثر مما بدا من بعيد.
ومهما كان مزعجًا، لم يكن شكله الجميل ذنبه.
انتهى دخول العروس الطويل أخيرًا.
حان وقت وقوف العروسين معًا أمام المطران بوب لأداء النذور.
في اللحظة التي همّت فيها آنري بالوقوف بجانب إدوين، التقت عيونهما.
بدت ملامحه متصلبة بعض الشيء.
لكن آنري، رافعة ذقنها بتعجرف، صرفت بصرها بسرعة.
لم تكن تنوي حتى منحه ابتسامة مهذبة.
“لم أنسَ أنك سخرت من الأكمام المنتفخة، ايها الدوق…”
وقفت آنري أمام الكاهن، وإدوين ثبت نظره عليها.
ثم وقف بجانبها، ضاغطًا شفتيه، بينما حاجباه يرتعشان قليلًا.
“هل تقبل هذه المرأة زوجة لك، واعدًا أن لا تكون غيورًا أو متسلطًا، بل أن تدعمها وتعتني بها، وأن تحيا معها في رباط الزواج المقدس، محبًا لها وحاميًا لها في أوقات المرض والشدة؟”
“…أجل.”
أجاب إدوين بصوت هادئ عميق.
ثم التفت المطران إلى آنري:
“هل تقبلين هذا الرجل زوجًا لك، واعدة أن لا تشكي به أو تفرطي في التعلق به، وأن تفهميه وتعتني به، وأن تعيشي معه في هذا الزواج المقدس، محبة وحامية له حتى عندما يثير غضبك أو يزعجك؟”
“أجل.”
قالت آنري بنبرة خفيفة لا مبالية.
ابتسم الكاهن بارتياح. ابتسامة طيبة وبريئة.
فابتسمت آنري ابتسامة صغيرة مصطنعة ردًا على ابتسامته.
كانت نذورًا كاذبة، لكن الكاهن لن يعرف، لذا لا بأس.
“والآن سيتبادل العروسان رموز نذورهما.”
التفت آنري وإدوين نحو بعضهما.
حان وقت تبادل الخواتم.
حين وضع إدوين الخاتم في إصبع آنري النحيل، نظرت إليه بخلسة.
رغم أنه يزعجها، لكنها أقسمت أن لا تشعر هكذا.
منظر إدوين وهو يضع الخاتم بدا وكأنه يعزّها بحق.
الخاتم مرصّع بماسة ضخمة، أثقل من أن يستقر في مكانه.
ثم ناولت آنري خاتم الزواج لإدوين.
رغم أنه من معدن نفيس، بدا بلا معنى مثل نذورهما الزائفة.
شعرت بالأسف على الخاتم الثمين وعلى الكاهن، خصوصًا بعد إعلانه الصاخب:
“أعلن الآن أن هذين قد صارا زوجين مقدسين!”
انطلقت التصفيقات كزخات مطر.
لكن بقيت خطوة أخيرة قبل خروجهما.
كانت اللحظة التي انتظرتها آنري بفارغ الصبر.
بينما تصاعدت التصفيقات، علا حماسها.
كانت إحدى يديها ما تزال على يد إدوين.
“……”
تبادلا نظرات طويلة. بدا كأنه متردد.
“هل القبلة صعبة لهذا الحد عندما لا يكون هناك حب حقيقي؟” فكرت آنري.
لكنه اقترب منها أكثر، قابضًا على مرفقها.
مال نحوها وكأنه يهمس، وهمس:
“لا، ليس الأمر كذلك.”
ارتجفت أهدابها مع صوته المنخفض ونَفَسه.
كانت عيناه قريبتين جدًا لدرجة أنها رأت كل تفصيل فيهما.
“في الحقيقة… أعجبني أكثر مما توقعت.”
وقبل أن ترمش، اقترب أكثر.
أغلقت عينيها لا إراديًا.
“……”
حين لامست شفتاه بشرتها، توقّف قلبها لحظة وشعرت وكأنها صمّت.
التصفيقات بدت بعيدة كأنها تحت الماء.
لكن… كان هناك شيء ناقص.
قبّل خدها فقط!
قبلة بالكاد لامستها، ثم تراجع فورًا.
فتحت عينيها مرتبكة، تشعر بخيبة أمل عميقة.
“مهما كان الزواج زائفًا، أن تكتفي بلمس الخد… يا لك من رجل سيء!”
لقد خذلها.
لو لم تكن هذه اللحظة، فلن تكون هناك فرصة أخرى لتقبيله.
أرادت إلغاء نذرها بألا تغضب منه.
“لسنا أطفالًا… إن كان الأمر هكذا، فلا تفعلها أصلًا!”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات