تنورة متعددة الطبقات من التول بدت كأنها غيمة بيضاء.
القماش، التشطيبات الدقيقة، والتفاصيل كانت مختلفة تماماً عن أي فستان ارتدته أنري من قبل، إذ غُمر بالعناية والفخامة.
هذا الفستان كان من أحدث تصاميم شارلوت وأودري، وقد حصلت عليه بونيتا خصيصاً عبر موظف مقرّب.
«أنا أرتدي شارلوت وأودري، هيهيهي…»
ركوبها في الورود والصيادين كان بالفعل معجزة.
والآن، ستلبس ثوباً من أرقى صانعي الأزياء في المملكة كأنه ثوب عادي.
نزلت أنري الدرج مبتسمة بسذاجة مفرطة.
كانت تعلم أنه لا ينبغي لها أن تعتاد على مثل هذه الرفاهية.
“الآنسة وينتوورث.”
حالما وصلت إلى الطابق الأول، حيّاها خادم شاب بزي أنيق.
كان هذا الخادم قد وظِّف حديثاً.
مثل بقية خدم العائلات النبيلة البارزة، كان وسيماً ومهندم المظهر.
فالخدم الذين يستقبلون الضيوف عادة يكونون طوال القامة، ذوي هيئات جذابة وابتسامات ودودة.
أشرقت عيناها وهي تتذكر عزمها على حفظ أسماء ووجوه كل الخدم.
وقد تمكنت من تذكر جميع خدم قصر الدوق بعد أن قضت ثلاثة أيام في التعرف عليهم.
وقد برز هذا الخادم بهيئته الطويلة النحيلة، وتسريحة جانبية مرتبة بنسبة 2:8.
“لويس.”
لحسن الحظ، تذكرت اسمه.
“هل وصل الفيكونت وينتوورث؟”
في تلك اللحظة، ارتسم بريق من الحماسة في عيني لويس.
فالسيدة التي ستصبح دوقة قريباً قد نادت اسمه!
أجاب بامتنان أكبر مما توقّع، إذ لم يظن أنها ستتذكره.
“نعم، إنه بالداخل. تفضلي بالدخول يا آنسة.”
“شكراً.”
وبينما ابتسمت أنري وهمّت بالدخول إلى قاعة الاستقبال، قال لويس مجدداً:
“تبدين جميلة اليوم أيضاً يا آنسة. الفستان يليق بك كثيراً.”
نظر إليها بعينين مبهورتين.
كان الفستان بلون بنفسجي باهت، ينسجم تماماً مع طبيعتها الرقيقة والأنيقة.
لقد عمل لويس في منازل نبلاء عدة من قبل، لكنها كانت أول مرة يرى شابة بهذه النضارة واللطافة.
«لو كانت أختي، لما تركتها أبداً.»
“يا إلهي، يسرني سماع ذلك.”
ارتسمت على وجه أنري ابتسامة رقيقة وهي تحدّق فيه بعينيها نصف المقوستين.
ثم خطت إلى قاعة الاستقبال.
بدا خدم دوقية بريستون لطفاء على نحو خاص.
✩‧₊˚༺☆༻*‧₊˚
في تلك الأثناء، عند زاوية قرب قاعة الاستقبال.
كان إدوين قد نزل ليتأكد من وصول عائلة وينتوورث، ولدى اقترابه لمح أنري.
لقد نزل لأنه سمع أن الفيكونت وعائلته وصلوا. غير أن مزاجه تعكّر بسبب مشهد عادي لم يتوقعه.
“آنسة، تبدين جميلة اليوم أيضاً.”
…؟
ارتسمت نظرة داكنة على وجه إدوين، ثم حوّل عينيه الباردتين إلى لويس.
ظل لويس واقفاً بارتياح حتى دخلت أنري تماماً وأُغلِق الباب خلفها، ثم عدّل أزرار معطفه واستدار.
«فتاة على وشك أن تصبح دوقة، ويجرؤ خادم على مدح جمالها…؟ الفستان يليق بها…؟»
……
«همم، هذا مزعج.»
كانت هذه أول تجربة لإدوين بصفته زوجاً. لذلك، فإن المواقف التي تنجم عنها بدت غريبة عليه.
مثل مشهد رجل آخر يمدح جمال المرأة التي ستصبح قريباً زوجته. أو المشهد حيث تبادله أنري ابتسامة ساحرة بسهولة.
وقف إدوين بلا حراك لبرهة، ما جعل ألبرت يتساءل عن سبب شروده.
“ألن تذهب يا صاحب السمو؟”
لكن سؤالاً آخر تسلل من بين شفتي إدوين:
“…ألم يكن اسم ذلك الخادم لويس هاوارد؟”
✩‧₊˚༺☆༻*‧₊˚
“أنري! ابنتي!”
احتضن موريس وينتوورث، فيكونت وينتوورث، ابنته التي لم يرها منذ أربعة أشهر.
غمرت مشاعره عينيه بالدموع.
“هل كنت بخير؟ أما افتقدتِ والدك؟”
لكن أنري لم تشعر بشيء سوى البرود والانزعاج.
فقد كان يعانقها بشدة حتى كاد يخنقها.
لم تعد بحاجة إلى مثل هذه الأحضان الأبوية.
فهو لم يكن موجوداً حين احتاجت إليه.
بتألم وضيق، قطّبت أنري جبينها قليلاً ودفعته برفق.
“أوه… أبي! ستُفسد ثوبي!”
“آه، صحيح، صحيح، اعذريني.”
عندها فقط مسح موريس دموعه وحدّق في ابنته.
لم يكن على وجهها أي أثر للفرح أو الشوق بعد غياب طويل.
مع ذلك، وقد غلبته عاطفته، مدّ يده ليمسك ذراعيها.
“أنري لم تتغير على الإطلاق. ما زلتِ كما أنتِ. لقد افتقدتكِ يا ابنتي.”
ابتسمت أنري ابتسامة حلوة ساخرة، وكأنها لم تفتقده أبداً.
“وأنا أيضاً افتقدتك يا أبي… كثيراً، حتى لم أعد أرغب في رؤيتك مجدداً.”
“أوه، ابنتي أنري.”
تأثر موريس حتى العَبَرات، فعانقها مرة أخرى.
ربما لأنه لم يرها منذ فترة، بدت في نظره أشد جمالاً وعذوبة.
ـــــــ
للتواصل
الانستغرام : @the_dukes_wife_obsession
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 32"