بالطبع، امتلاكُ أفكارٍ مسبقةٍ والحكمُ على الآخرين قبل الأوان ليسَ سلوكًا كريمًا.
حاولت إليزابيث أن تصفي ذهنها وتبتسم.
قالت وهي تراقبها عن قرب:
“يبدو أن والدتكِ تُعز أنري كثيرًا. إلى حد أن الابنة الكبرى تشعر بالغيرة. أتساءل كم يهتم والدكِ أيضًا.”
عند سؤال الدوقة الكبرى، لم تستطع أنري إلا أن تضحك في داخلها.
فكرة أن زوجة أبيها تهتم بها جعلت عينيها تكادان تدمعان.
بالطبع، قد يبدو الأمر هكذا لدى إليزابيث.
فقد غيرت كاثرين فجأة أسلوبها وأصبحت تُجامل أنري، التي ستصبح دوقة فيما بعد.
أما كانديس، فقد كانت مكتئبة طوال فترة إقامتها في الدوقية، مما جعل أنري ترغب في طردها.
ورغم أن أنري فهمت أن زواجها أغضب كانديس، إلا أنها لم ترغب في أن تُخضع حياتها لتدقيق إليزابيث.
حتى الآن، بدا أن إليزابيث تذكر زوجة أبيها لسببٍ ما.
للوهلة الأولى، ظهرت لطيفة وودودة، لكن أنري استطاعت أن ترى ما وراء ذلك.
بمجرد أن تحدثت عن زوجة أبيها، بدا وكأنها تستجوبها بخفاء عن خلفيتها العائلية.
كانت إليزابيث مهتمة حقًا بالظروف التي تربّت فيها أنري.
وبعين خبيرة، جلست تنتظر ردها بشغفٍ مموَّه.
رفعت أنري منديلها ومسحت برفق زوايا شفتيها.
كانت تحتاج لبرهةٍ من التفكير كي تختار كلماتها بعناية.
لم يكن بإمكانها أن تقول ببساطة إنها نشأت مهمَلة على يد أبٍ واحدٍ، وغالبًا ما كانت تتلقى كلمات التأنيب من زوجة أبيها.
وفي النهاية، قبل أن يطول الصمت، أجابت أنري بابتسامة رقيقة:
“بالطبع. كانت والدتي تحبني بشكلٍ خاص مقارنةً بأخواتي. كانت تزورني أكثر، وتشارك معي كلمات طيبة كثيرًا.”
كانت تلك مجرد ملاحظات ونصائح متكررة.
“يبدو أنه بما أنني كنت أعيش وحدي مع والدي، فقد أولتني اهتمامًا أكبر.”
بمعنى آخر، كانت تُوبِّخها بلا توقف.
ابتسمت إليزابيث ببطء وقالت:
“آه، يا له من حظٍ رائعٍ ومثيرٍ للإعجاب. حقًا، تحتاج الفتيات الصغيرات إلى اهتمامٍ دقيقٍ من أمهاتهن. وبفضل زوجة أبيكِ، أنري، لابد أنكِ تعلمتِ كثيرًا مما لم يستطع والدكِ أن يعلِّمكِ إياه.”
كانت كلمات إليزابيث تبدو لطيفة في ظاهرها، لكنها بدت لأنري كأنها تحمل رسالة خفية:
“قد يكون رُقيكِ سطحيًا، وربما لم يكن إلا نتاجًا لتأثير زوجة أبيكِ.”
شعرت أنري بالانزعاج.
لكنها لم تُظهر شيئًا، واكتفت بابتسامة رقيقة وهي تقول:
“أجل، لقد تعلمت منها كثيرًا بلا شك.”
عندها، ظهر إدون فجأة من مدخل الحديقة.
وقف للحظة يراقب المشهد، قبل أن يتقدم بخطوات ثابتة نحو الطاولة.
صوت خافت همس في قلب أنري:
“لقد جاء…”
ابتسم إدون ابتسامة صغيرة، لكنها لم تصل إلى عينيه، وقال بنبرة هادئة:
“يبدو أن الحديث ممتع. هل أستطيع الانضمام؟”
ارتبكت إليزابيث قليلًا، لكنها سرعان ما ادركت وقالت:
“بالطبع، يا دوق. كنا نتحدث عن العائلة وفضائل التربية الصالحة.”
جلس إدون بجوار أنري، وألقى عليها نظرة جانبية عابرة، لكنها كانت كافية لتجعل قلبها يخفق بسرعة.
أرادت أنري أن تصرف التوتر، فابتسمت وقالت:
“كنا نتحدث عن مدى تأثير البيئة على الشخص.”
رفع إدون كأسه بهدوء، وحدّق في السائل بداخله قبل أن يعلّق:
“أحيانًا، لا يهم إن كانت البيئة صالحة أم فاسدة… بعض الناس يُصقلون بالنار مهما كانت الظروف.”
تبادل نظراته مع أنري للحظة، وكأن كلماته لم تكن مجرد عبارة عابرة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 29"