حين قالت فانيسا ذلك بهدوء، شحب وجه فيرونيكا. و أسرعت تضمّ ثوبها حولها، ثم استدارت وهربت.
“إذًا، سأستأذن أنا أيضًا.”
و همّت فانيسا بالانصراف.
“مهلًا.”
“……؟”
ثم تنحنح كونراد بلا داعٍ.
“لو كنتُ أعلم أنكِ هنا، لما جئتُ. أنا فقط….من باب العادة….أعني….”
أطلق تنهيدةً عميقة كأن الأرض ستنهار تحته، ثم تابع.
“ريـون، أعني الدوق….أرجوكِ، لا تخبريه.”
“بماذا تحديدًا؟”
“….بأنني التقيتُ بكِ هنا.”
“آها، يبدو أن الدوق الأكبر قد أوصاكَ بشيءٍ ما.”
“ها، أي وصية….كان تهديدًا لا أكثر.”
تنحنح، ثم حاول كونراد العودة أدراجه بين الشجيرات.
“سموك، لحظةً واحدة من فضلك.”
“ماذا؟”
استدار إليها بوجهٍ متجهم كطفل.
“أعتذر عمّا حدث في المرة الماضية.”
مهما يكن، فقد استخدمتُ كونراد فعلًا للدخول إلى الأرض.
كانت أرضه، فلوريس، ستُسلب منه عاجلًا أو آجلًا حتى دون تدخلها، لكن تسريع ذلك كان على الأرجح بسبب فانيسا.
ضحك كونراد بسخرية، ثم تقدم بخطواتٍ ثقيلة وحدّق فيها من علٍ.
“تقولين: أعتذر؟ هل تعلمين ماذا جرى لي بسببكِ؟”
“أما عن توريط سموك-”
و قاطع كونراد كلامها.
“حسنًا، لنتجاوز تفاخرِي بقضية الكونت مارتيني. لكن في ذلك اليوم، أن تختفي من الأرض هكذا ثم تلتصقي مباشرةً، ها، بذلك المجنون من أرض القفر؟”
‘مجنون أرض القفر’؟
فقطّبت فانيسا حاجبيها دون وعي.
“كلامك تجاوز حدوده، يا صاحب السمو.”
لكن كونراد لم يتوقف عن الكلام. يبدو أن عادته في الثمالة بمشاعره كلما ثرثر أكثر ما زالت على حالها.
“ذات يوم كنتِ تلتصقين بي وتلوّحين بذيلكِ هكذا. ماذا، هل وعدكِ ذلك الوغد بمنصب دوقة كبرى؟ حسنًا، نوايا امرأةٍ بلا أصلٍ مثلكِ واضحةٌ على أي حال.”
“سموك.”
“لكن ما العمل؟ إن كنتِ تطمعين بسلطة العائلة الإمبراطورية، فقد اصطفتِ في الصف الخطأ تمامًا. لأن ليون، كما ترين، مقدّرٌ له أن يتجوّل في الخطوط الأمامية حتى يموت. اسمه أمير، لكنه في الحقيقة مجرد كلب حراسةٍ حقير، لا أكثر.”
فشبكت فانيسا ذراعيها وحدّقت في وجه كونراد بصمت.
‘عندما أفكر بالأمر، كان دائمًا هكذا. يهيج ويقاطعني تمامًا، ثم في النهاية يلقي باللوم كله عليّ. حتى في اليوم السابق لموتي.’
لكنها لم تعد تنوي الاستماع إلى هذا الكلام صامتة.
“هذا مضحك. قبل قليل فقط، كنتَ ترتجف خوفًا من ذلك الكلب الحارس الحقير، أليس كذلك؟”
“ماذا؟! مَن، مَن.…؟”
وأكملت فانيسا بابتسامةٍ بريئة.
“لكن حسنًا، كلام سموّك صحيح. نوايا امرأةٍ مثلي واضحةٌ تمامًا. لذا لا تشعر بالكثير من الخيبة. صحيحٌ أن سموّك أغدق عليّ بعض الإحسان….لكن ماذا أفعل، لقد أطمعني ذلك الحصن في أرض القفر أكثر.”
“ها، كنتُ أعلم. لكن أن تعترفي بهذا الهدوء-”
“لكنه مجرد حلمٍ متواضع، لا أكثر. فكما قال سموّك، أشوكا ليست سوى مدينةٍ فوق وحل. حجم اقتصادها كان خمسة أضعاف فلوريس بالكاد….أليس كذلك؟”
كان كونراد على وشك أن يقول شيئًا، لكنه أغلق فمه بإحكام. ثم فتحت فانيسا عينيها بدهشةٍ متعمّدة.
“آه، صحيح. فلوريس لم تعد إقليمكَ بعد الآن، أليس كذلك؟ بل لعل هذا أفضل. فبفضله، لن تضطر امرأةٌ وضعيّةٌ مثلي أن تلوّح بذيلها لسموك مرةً أخرى أبدًا، أليس كذلك؟”
‘نعم، أبدًا.’
كان الأمر كذلك في حياتها السابقة أيضًا. فبعد فلوريس، لم يمنح الإمبراطور كونراد أي لقبٍ أو إقليم.
كان يقول أن ذلك تافهٌ ومزعج، لكن لا بد أن صدره كان يحترق من الداخل.
ظل كونراد يحدّق في فانيسا بذهول، ثم لم يستطع كبح غضبه وبدأ يزمجر. حتى هذه العادة، أن يعجز عن الكلام حين يغضب، لم تتغير.
و بعد قليل سيعود إلى غرفته ويفرغ غضبه في خادم مسكين، بلا شك.
وفي تلك اللحظة.
“إذًا أنتَ هنا.”
عند الصوت الذي جاء من خلف فانيسا، تجمّد كونراد في مكانه.
استدارت فانيسا. و كان فيلياس يدخل الحديقة مرتديًا الزي الأسود الخاص بالدوق الأكبر.
كان منظره وهو يرفع رأسه عابرًا أغصان الأشجار المتساقطة الأوراق، التي كادت تلامس رأسه، جذابًا على نحوٍ غير مألوف.
“كونراد.”
نظر فيلياس إلى كونراد بوجهٍ خالٍ من أي تعبير. فانكمشت كتفا كونراد لا إراديًا.
“ليـ….ون.”
نظرت فانيسا إلى الاثنين بالتناوب.
الآن وقد فكرت بالأمر، لا تذكر أنها رأتهما معًا في مكانٍ واحدٍ من قبل.
كان يناديه دومًا “ليون” بسخريةٍ مألوفة، فظنت أنهما على درجةٍ من القرب مثل ولي العهد، لكن يبدو أن الأمر لم يكن كذلك.
“لم أتوقع أن أراكَ هنا.”
قال فيلياس ذلك لكونراد بنبرةٍ لا يمكن أن تكون أكثر جفافًا.
“أ، أنا فقط….كنتُ مارًّا من هنا. وهذه….صادفتها صدفةً فحسب.”
راح كونراد يثرثر متصببًا عرقًا، لكن فيلياس بدا غير مهتم بتبريراته.
“ماذا قلتُ لكَ عن إن اقتربتَ من الآنسة مرةً أخرى؟”
بخطوةٍ واسعة، تقدّم فيلياس، فتراجع كونراد مذعورًا على الفور.
“ذ، ذلك….أنا….!”
“يبدو أنكَ لا تتذكر.”
“أتذكر! أتذكر!”
أجاب كونراد على عجل، رافعًا ذراعيه أمام وجهه.
“قُلتَ أنكَ ستنقشها مباشرةً على وجهي.…!”
“أجبني جيدًا. ماذا قلتُ أنني سأنقش؟”
ألقى كونراد نظرةً خاطفة نحو فانيسا، ثم أجاب على مضض.
“أ، أعتذر.….”
________________________
ينقش وش صدق؟😂
اشوا فيلياس طلع ولا قعدت اسب كونراد بس بزر مب لازم ينعطى وجه
المهم فانيسا تضحك وسط تنرفزها دخلة فيلياس صارت فجأه جذابه😭
يارب ماتصير مانهوا حاليا تخيلت دخلته وفانيسا وهي تعاينيه بأحسن مشهر منب فاضيه تجي رسامه ترسم برجلها وتخربهم😔
التعليقات لهذا الفصل " 85"