“لم أشعر يومًا بفارق مهارةٍ كهذا في حياتي. بفضلكَ أدركت كم هو واسعٌ هذا العالم. لذا على الأقل، ألن تخبرني باسمكَ؟ مرتان أنقذتني فيهما، ومع ذلك لا أعرف حتى اسمكَ….هذا عارٌ بالنسبة لمقاتلٍ مثلي.”
‘يا له من عمٍّ رومنسي….لا يشبه مظهره إطلاقًا.’
أما فيلياس فكان وجهه يخلو من أدنى قدرٍ من الاهتمام.
“لا أريد.”
“أرجوكَ.…؟”
“ليس طلبًا عظيمًا.”
ما إن قالت فانيسا ذلك حتى أومأ فيلياس كأنه لا يستطيع الرفض.
“كلود سوريل.”
“…….”
لم تملك فانيسا نفسها فضحكت بسخريةٍ مصدومة. وفي تلك اللحظة سقط جون جونسن على ركبتيه أمام الاثنين.
“اللورد سوريل! أعلم أن كلامي وقح، لكن هلّا….هلّا تعلمني؟ أريد أن أصبح أقوى….أقوى بكثير!”
اشتعلت عينا البطل حماسةً. فنظر إليه فيلياس بذهول، ثم تمتم بفتور،
“التحق بالجيش إذاً.”
***
كانت فانيسا تفتش الطابق الثاني لحلبة القتال مع فيلياس.
وقد جرى اقتياد المدير والعاملين إلى مقر الحرس قبل دقائق.
عند فتح الباب الأكبر في نهاية الممر ظهر مكتبٌ مظلم. و ستائر سميكة، بإضاءةٍ خافتة منبعثة من الجدران، وأريكةٌ لماعة.
“يشبه تمامًا وكر الأشرار في روايات الجريمة.”
قالت فانيسا ذلك وهي تتفقد المكان بنظراتها.
هل كانت عمليات تهريب السلاح تحدث فعلًا في هذا المكتب؟ بينما الجمهور في الأسفل يصرخون ويستمتعون؟
كان فيلياس يحدق بالغرفة صامتًا، ثم اكتشف خزانةً حديدية خلف إطار لوحة. وبينما يفحص قفلها، جلست فانيسا على المكتب الكبير وبدأت تراجع ما حدث.
المرأة ذات الشعر الأخضر ومن معها ما زالوا محتجزين في المخزن. وما إن تصل التعزيزات من الحصن سيُستجوبون منفصلين.
و لم يكن يحتاج الأمر سؤالًا لمعرفة أنهم ليسوا مجرد مرتزقة، بل مهرّبين أيضًا.
مدير الحلبة كان يعقد صفقاتٍ معهم على الأرجح، ووضع المسروقات في المخزن كان ضمن الاتفاق.
‘لكن لماذا سرقوا معدات غوصٍ تحديدًا؟ صحيحٌ أنها باهظة، لكن نقل شيء ضخمٍ وثقيل كهذا….لا يبدو أنه يستحق العناء.’
“فيلياس، بدا وكأنكَ تركز كثيرًا على المرأة ذات الشعر الأخضر….هل تعرفها؟”
“مستحيل. لكن لون الشعر هذا….أشبه بشعار أهل الجزر. فمياه الجزر الملوثة تغيّر لون الشعر.”
“إذًا….هل من الممكن أن تكون هذه الحادثة مرتبطةٌ بقوة الاستقلال تلك؟”
تنهد فيلياس وكأن رأسه يؤلمه.
“ربما كان شان محقًا….ربما كان علينا أن نتحرك مبكرًا. دائمًا ما تحدث المشاكل بالضبط حين تكونين موجودة….”
كُرِج-
وضع فيلياس الخزانة الحديدية التي انتزعها بالكامل فوق المكتب. ثم كما فعل مع القفل، أذاب المفصلات ومزق الباب كأنه ورق.
و في الداخل كانت دفاتر المعاملات غير القانونية. فتصفحها سريعًا ثم ناولها لفانيسا.
وبعد إزالة الأوراق المتناثرة ظهر صندوقٌ مخملي. بداخله مسدسان، وصندوق ذخيرة، وصندوق سيجار فاخر.
“هذا….”
“مهرّبات. ومن الوقاحة أنهم أخفوها في قلب المنطقة التجارية.”
رتّب فيلياس الأدلة واحدًا تلو الآخر فوق المكتب.
“بهذا الشكل أشعر وكأني زعيمة عصابة.”
قالت فانيسا ذلك، فابتسم لها فيلياس ابتسامةً خفيفة.
“أنتِ مرعبةٌ حقًا.”
“أنتَ تسخر مني أليس كذلك.…؟”
“و هل أجرؤ؟”
ومع سقوط علبة السيجار تدحرجت سيجارةٌ ضخمة إلى الخارج. فالتقطتها فانيسا ووضعتها بين أصابعها بشكلٍ غير متقن.
ثم اتكأت على الكرسي المبالغ في فخامته ورفعت ذقنها بتفاخر.
“فيلياس.”
“نعم؟”
“ماذا تنتظر؟ أشعل لي النار.”
قالت فانيسا ذلك بابتسامة شريرة، متوقعةً أن يضحك.
لكن فيلياس لم يبتسم أبداً. بل انحنى فوق المكتب مسندًا إحدى يديه عليه واقترب حتى أصبح مقابل أنفها مباشرة.
فانفجر فيلياس ضاحكًا وهو ينظر إلى فانيسا التي احمرّت أذناها حتى أطرافهما.
“لماذا؟ ألا يعجبكِ هذا النوع؟”
“أبدًا لا يعجبني!! آه….فهمت. تريد أن تزجّ بي بتهمة إهانة العائلة الإمبراطورية، أليس كذلك؟”
“لا يمكن اعتبار هذا إهانةً أصلًا. لكن، إن كانت لديكِ بالفعل رغبةٌ في إهانتي….”
“لا! لا أريد شيئًا من هذا!”
طَق طَق-
أسكتتهما طرقاتٌ مفاجئة البابَ، فصمت الاثنان معًا.
“أنا….هيرمان.”
“….ادخل.”
أدخل هيرمان رأسه من خلال الفتحة.
“أحضرتُ تلك المرأة. هل آمر بإدخالها؟”
من ملامحه كان واضحًا أنه سمع كل ما قيل قبل قليل. فرمقتْه فانيسا بنظرةٍ حادّة، بينما حاد فيلياس بنظره جانبًا ولوّح لهيرمان برأسه.
بعد لحظة عاد هيرمان ومعه المرأة ذات الشعر الأخضر، فأجلسها جاثيةً على أرض الغرفة.
“اسمها ماريا ريبيرا. لديها سوابق سرقةٍ مرتين. اعترفت بسرقة الحمولة لكنها تنكر تهريب الأسلحة.”
ماريا ريبيرا. الاسم الذي تكرر كثيرًا في دفاتر الخزانة. يبدو أنها كانت تتعامل مع مدير الحلبة منذ مدة طويلة.
ومع ذلك كان وجه ماريا باردًا عديم الاكتراث.
“يبدو أنكِ لم تُقبضي في موقع الجريمة لأول مرة، صحيح؟”
سألتها فانيسا. عندها فقط رفعت ماريا نظرها نحوها.
وما إن رأت وجه فانيسا حتى اتسعت عيناها دهشة.
“نيسا.…؟”
شدّت فانيسا قبضتها لا إراديًا.
“نيسا”؟ لم يكن في العالم كله من يناديها بهذا إلا شخص واحد: أليكسي فاليندوف.
“من أنتِ.”
تغيرت نبرة فانيسا فجأة إلى برودةٍ جارحة. و بدا على ماريا الاضطراب لثوانٍ، ثم ابتسمت كأن شيئًا لم يحدث وأجابت بخفة متهكمة،
“آه، آسفة، تفاجأت قليلاً. تشبهين الوصف تمامًا.”
“أي وصف؟”
“أنتِ صاحبة الحمولة، أليس كذلك؟ لم أتوقع أنكِ ستأتين بنفسكِ للبحث عنها. سمعت الناس يقولون أنكِ تلك المرأة ذات الشعر الأحمر، الجميلة بشكلٍ لا يصدق.”
‘هذا….صحيح، لكن….’
“ومن الذي روى لكِ هذا الكلام؟”
اكتفت ماريا برفع كتفيها.
“إن أردتِ، هناك طريقةٌ أسرع.”
قال فيلياس ذلك وهو يطرق قاع الخزانة بقبضته: طُن، طُن-
“……ماذا تفعل؟”
“آه. أعتقد أنها ذات قاعٍ مزدوج.”
طرق مرةً أخرى، وبدا وكأن هناك رنينًا خافتًا من الداخل.
فأعادت فانيسا نظرها إلى ماريا. كان واضحًا ما يقصده فيلياس بطريقة “أسرع”، لكن ماريا نفسها لم تبدُ صعبة لينٍ.
“ماريا ريبيرا، لستِ ذكيةً جدًا على ما يبدو. ثرثرتِ كثيرًا، والآن لا تستطيعين ذكر مصدر معلوماتكِ.”
تشنّج وجه ماريا المليء بالنمش عند الاستفزاز.
“فلتفكري كما تشائين. أصلًا السفينة الغارقة التي رسيتِ عليها بالمزاد كانت مطمعًا لأمراء الجزيرة منذ زمن. من الطبيعي أن يثير المشتري الانتباه.”
“هذا غريب. لأن الذي فاز بحق الانتشال كان وكيلي. وحتى الاسم كان اسمًا مستعارًا.”
“هذا.…”
تحركت عينا ماريا بتوتر، ثم بدأت تتفوه بأعذار.
“أنتِ! لا أدري إن كنتِ تعرفين، لكنكِ لافتةٌ للنظر بشكلٍ واضح. ومع ذلك تتجولين مع العجوز أرفين تبحثين عن بحارة وتستوردين بذلة غوص….من الطبيعي أن يتحدث الناس عنكِ.”
“حسنًا، أعترف بهذا. لستُ شخصًا يسهل تجاهله. وتوقعتُ أن يجذب الأمر بعض الأنظار. لكنكِ ناديتِني ’نيسا‘. أنا لم أستخدم هذا اللقب في حياتي.”
“….وما علاقتي أنا بهذا؟ توقفي عن هذا الكلام وابدئي تحقيقكِ. لا بد أنكم وجدتم كل شيء بين الأدلة الآن.”
“أنا التي أقرر ما أسأل عنه. من الأفضل أن تجيبي بينما تستطيعين الكلام….إلا إذا أردتِ أن تظلي صامتةً للأبد.”
“هاه، هل تهددينني الآن يا آنسة؟ لطيف. لكن للأسف….أنا لا أخاف أبدًا.”
_____________________
العب فانيسا تهدد قدام فيلياس ودي يصفق لها ويستحي 😭
المهم يوم بدوا تمثيل يجننون😭😭😭😭😭😭 مدري شلون صارت تاجرة عبيد بس حالياً فيلياس تخطى مرحلة انه وده انها تطرحه وحالياً وده تهينه؟ مجنون
وفاليندروف الغبي قاعد يساعد مهربين في ارض فيلياس؟ قاعد يدور الحرش عز الله فطس
ويضحك شقوم كل المجانين عاجبتهم فانيسا؟ كبيركم ماسكها خلاص هش
الا وش صار للخباز المعضل؟😂
ايه صح ارفين طلع شايب مبروك شان طاح واحد من المنافسين قم حلق بس
التعليقات لهذا الفصل " 77"