مدّ ميدو يده نحوها، وكادت تصافحه، لولا أن يد فيلياس امتدت فجأة وأمسكت بيد ميدو بدلًا عنها.
“أم….سيّدي الحاكم؟”
“…….”
نظر فيلياس إلى يد الرجل بوجه غير مألوف الملامح. فاضطرت فانيسا لإطلاق ضحكةٍ مصطنعة بسرعة.
“تطلب المصافحة مرتين؟ يبدو أن مزاج الحاكم جيّد اليوم.”
لكن فيلياس هزّ رأسه نافيًا.
“إن أردتِ الدقة، فقد كان جيدًا…..حتى لحظاتٍ مضت فقط.”
“آه! سيدتي، عقد اللؤلؤ لديكِ جميلٌ للغاية! بريقه نادرٌ فعلًا!”
صرخت فانيسا بسرعة، فرفّت جفنَي السيدة ميدو بدهشة، ثم ابتسمت برقيّ.
“شكرًا على الإطراء، يا كونتيسة لانغ. إنها لآلئ مزروعة لا تُنتَج إلا في يونو.”
‘آه، كما توقعت.’
لم تستطع فانيسا منع بريق عينيها.
لآلئ يونو المزروعة…..كان هذا أحد أسباب مرافقتها لهذه الرحلة.
فبعد عامين، ستصبح من أكثر السلع الفاخرة رواجًا في العاصمة، بفضل حجمها ولمعانها المتفوقين على اللآلئ الطبيعية. والأهم أنها تنمو في بيئة خاصة تجعلها مقاومةً للحرارة والرطوبة.
وفقا لذكريات فانيسا، فقد بدأت قيمتها التجارية للتو بالاعتراف بها، وأوشكت على الحصول على استثماراتٍ ضخمة. أما كونها موجودةً الآن في أشوكا بدل العاصمة فذلك لأن……
بوووون—
صدح بوق السفينة القريبة معلنًا وصولها. واندفع العمال السمر من حرارة الشمس وهم يطلقون صيحاتٍ قوية.
وفي خضم الضجيج، أنهت العائلة تحياتها على عجل.
“ما الذي تفكر فيه؟ كونتيسة لانغ؟!”
سألته فانيسا فور بقيا وحدهما.
“فقط…..لم يعجبني كيف كان يختلس النظر إليكِ. عندما أقول ذلك، لن يجرؤ على معاملتكِ باستخفاف.”
“لكن…..أن تكذب بهذه الطريقة؟”
“ليست كذبةً تمامًا. والدكِ متوفى، ولا يوجد وريثٌ آخر، أليس كذلك؟”
لم يكن الأمر مستحيلًا. رغم أنه نادر، فإن البنات يرثن الألقاب أحيانًا.
“لكنني لم أرث شيئًا من هذا القبيل. ولا أريد. فاللقب مجرد اسم بلا قيمة.”
“هممم، لكن…..لو وُجد لقبٌ واحد على الأقل، فقد يفيدكِ يومًا ما.”
‘يتحدث عنه كما لو كانت شهادة رسمية…..حسنًا، صحيحٌ أنه قد ينفع يومًا ما، لكن…..’
“هذا ليس أمرًا أستطيع فعله بمشيئتي. يحتاج لموافقة الإمبراطورية، وسمعة أبي في العاصمة أصبحت سيئة جدًا. أظن أن المعارضة ستكون شرسة. بعد أن هبط شرفنا للحضيض، ربما يكون انقراض العائلة أهون.…”
“معارضة؟”
نظر إليها فيلياس بدهشة طفيفة.
“من الذي سيعارضكِ؟”
“أعني….كبار نبلاء الإمبراطورية..…؟”
“مثلًا؟”
“حسناً…..فاليندورف ربما، وكذلك بلاكوود، أو موروزوف…..آه، ورغم أن وضعهم صعبٌ هذه الأيام، فأسرة الدوق براير أيضًا..…”
مال رأس فيلياس قليلًا إلى الجانب.
“فانيسا…..من أكون أنا؟”
“…..؟ هل يفترض بي أن أقول شيئًا بليغًا الآن؟”
فارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على ملامحه الهادئة.
“هممم…..حسنًا، فهمت. على أي حال، من ذكرتِهم لن يعارضوا أي أمرٍ يتعلق بكِ.”
كانت على وشك أن تسأله ماذا يعني، حين سمعت خلفها وقع خطواتٍ مسرعة.
وعندما التفتت إلى مصدر الخطوات الخفيفة، وجدت ابنة العائلة الخارجية التي التقوا بها قبل قليل تركض نحوهما وهي تلهث.
_______________________
وش السالفه توهم جايين امدا يصير شي؟
فيلياس يضحك سلم فانيسا اللقب على طول😭
وياناس الغيران مايبي احد حتى يسلم عليها!
ومناقراته مع ولي العهد تحفه ماتخلص
المهم فانيسا تضحك وهي صابره عليه بس خير وين الاعتراف؟😔
التعليقات لهذا الفصل " 47"