لقب عائلة ايلينا بعد لخبطة كثيرة استقريت على انها بارون ما كونت مثل الفصول السابقة
✧✧✧
“يبدو أنها رسالة من منزل البارون. بدا عليه نوع من الجدية في نظراته.”
اختفت ضحكات رويل التي كان يتبادلها مع ديريك، ولم يبقَ سوى ابتسامة خفيفة مرسومة على وجهه بينما كان يشرب الشاي في غرفة مظلمة تعتمد على مصباح واحد. كان يقدم تقريرًا عن كل حركة وسكنة إلى الإمبراطورة التي جلست أمامه.
“ألم تتمكن من الاطلاع على محتوى الرسالة؟”
“كلا. لكن من طريقة تحويله الحديث، يبدو أن الأمر مهم. لو كان الأمر تافهًا حقًا، لكان من الممكن أن يظهره لنا، لكنه أحرقها على الفور. هاها. ومع ذلك، من تعابير وجهه التي بدت عليها الانزعاج والاستياء، يبدو أن الأمور لم تسر كما أراد.”
اختلق رويل كلامًا مناسبًا وهو يتذكر تعابير وجه ديريك. كانت الإمبراطورة متسامحة إلى حد ما، وكانت ماهرة في تجميع المعلومات من تعابير الوجوه وتصرفات الناس. كانت الامبراطورة ترتدي ثوب نوم أنيق نظرًا لأن الوقت كان مساءً، وتأملت في تقريره.
“قلت سابقًا أنه يبدو أنه يكن حبًا كبيرًا لعائلته، أليس كذلك؟”
“نعم. رغم أنه يتذمر بكلامه، لكن وجهه دائمًا ما يكون مبتسمًا.”
“ربما أصبحت شقيقته الموجودة في منزل الدوق فارسًة رسميًة.”
“لكن هذا لن يغير شيئًا، أليس كذلك؟”
“يمكننا الاستفادة من هذا بعدة طرق. أليس هذا يعني أن لدينا المزيد من الأوراق التي يمكن لعبها؟”
طرقت الإمبراطورة على مسند الذراع بينما كانت تفكر في طريقة لزعزعة الحدود.
“هل سمعت أي شيء عن إقطاعية لويس؟”
“ما زال يقترض المال لإدارة إقطاعيته هذا الشتاء كما في السنوات السابقة، لكن يبدو أن الوضع تحسن قليلاً هذا العام بفضل انضمام شقيقته إيلينا لويس إلى منزل الدوق. فهم يقدمون قروضًا للموظفين هناك.”
“ربما استطاع سداد جزء من دينه لكونت ستاين بهذه الطريقة.”
“على حد علمي، فإن القروض المقدمة للخدم الجدد ليست كبيرة.”
“إذا أصبحت فارسًة رسميًة، فقد يكون قد سدد كل ديونه بالفعل.”
أحست الإمبراطورة بالحاجة إلى تعديل خطتها قليلاً بعد كلام رويل. بعد أن عرفت من خلال فيليد أن الشخص الذي يعتز به كارل هو فارسة متدربة، بدأت تفكر في طرق لإلحاق ضرر مباشر أكثر بعائلة لويس. لكن العملية التي كانت تعد لها تواجه خطر الفشل بشكل غير متوقع.
“ماذا حدث لفيليد؟”
“لقد مات.”
“وكيف كان رد فعل عائلة الكونت؟”
“يبدو أنهم تعاملوا مع الأمر على أنه انتحار بسبب حزنه على إصابة ذراعه.”
“يبدو أن الكونت تعامل مع الأمر بتسامح مفرط، أليس كذلك؟”
“إبن الكونت الأكبر يشغل منصبًا مهمًا في منزل الدوق. كلاهما كانا مخلصين للغاية لمنزل الدوق، رغم أن فيليد لم يكن بمستوى الابن الأكبر.”
“حتى هذا الأحمق لم يكن ورقة تستحق اللعب بها.”
تذكرت الإمبراطورة ابنة الكونت التي جاءت إليها ذات مرة باكيةً لأنها لن تستطيع الزواج من خطيبها. قدّمت لها وعودًا عدة بأنها إذا ألغت خطبتها من فيليد، فستقدم لها المساعدة التي تريدها. نظرًا لأن عائلتها ثرية، فقد اتفقوا على تقديم الدعم المالي عند الحاجة.
“أولئك الموالون لمنزل الدوق مخلصون للغاية. كان لدي العديد من المعارف هناك، لكن بعضهم لم يعد يتواصل معي.”
“يبدو أنهم قاموا ببعض الأعمال.”
لم يفهم رويل ما تعنيه الإمبراطورة، فرفع كتفيه بلا اكتراث. لم يكن لديه المهارة الكافية للتسلل إلى داخل منزل الدوق.
“الحدود منطقة حساسة، لذا من الأفضل أن تحافظ على علاقتك الطيبة مع السير لويس وتتابع أحوال الإقطاعية.”
“نعم، فالحدود مكان خطير.”
“بالضبط. إنها منطقة قد تشهد معارك في أي لحظة، لذا يجب أن أهتم كإمبراطورة، أليس كذلك؟”
“حقًا، قلب الإمبراطورة رحيم دائمًا.”
عندما مدّ رويل فمه مبتسمًا، مدّت الإمبراطورة يدها وكأنها معجبة به. فقبّل رويل ظهر يدها بتواضع.
“يبدو أن كارل يحب تلك الفارسة التي كانت خادمة، أليس كذلك؟”
“نعم. تنتثر الإشاعات هنا وهناك، لكن القليلين من يصدقونها.”
“سواء كانت حقيقة أم لا، فمن الواضح أن عائلة الدوق سمحت بتسريب هذه الإشاعات عمدًا، لذا لا داعي للندم. لا يزال من الأفضل أن أبقى على علاقة طيبة مع السير لويس.”
“نعم، سيدتي الإمبراطورة.”
تذكر رويل ديريك ذا الوجه البشوش دائمًا. يبدو سهلًا لأنه دائم الابتسام، لكنه في الواقع واضح المبادئ. كان يتعامل بشكل جيد مع جميع فرسان الفرسان، وليس فقط الفرقة الرابعة، وكانت سمعته جيدة. كان رجلًا كفؤًا لكنه نُقل تدريجيًا إلى الفرقة الرابعة لعدم وجود سلطة تدعمه.
مضيعة أن نخسر رجلًا جيدًا.
أطاع رويل أوامر الإمبراطورة بانحناءة رأس، لكنه شعر بالأسف لأن ديريك سيصبح عدوًا.
“قريبًا سيكون هناك مسابقة صيد بمناسبة عيد ميلاد الأميرة الإمبراطورية. أتمنى أن يحدث شيء مثير للاهتمام خلال المسابقة.”
“نعم. سأبلغ قائد الفرسان بترتيب لقاء مع الإمبراطورة لمناقشة تفاصيل مسابقة الصيد.”
“سأخصص وقتًا لذلك.”
بإشارة من الإمبراطورة بالمغادرة، انحنى رويل بخروج. بدا تعبيره معقدًا وهو يمشي في الممر.
—
“أخيرًا أصبحتي فارسًة رسميًة. يا للهول!”
حكّ ديريك رأسه بعصبية. كان المكان الذي حجزه بعيدًا عن أعين الآخرين، مما يمنحه خصوصية.
ليست محادثة سرية، لكنها ليست مناسبة للآخرين أن يسمعوها، لذا حجز ديريك مطعمًا باهظ الثمن.
“يا له من أمر مزعج!”
نظرت إليه إيلينا، التي كانت تقطع شريحة اللحم أمامه، بوجه متجهم. بعد أن أرسلت له رسالة تخبره فيها باجتيازها اختبار الفرسان، حدد موعدًا للقاء، والآن كل ما يفعله هو التنهد بعمق.
“كنت تلحّ عليّ متسائلًا لماذا لا أصبح فارسًة، والآن بعد أن أصبحت، كل ما تفعله هو التنهد؟”
“أشعر بالاختناق، اختناق حقيقي!”
حاول ديريك كبح تنهيدته أمام سؤال أخته عما إذا كان هناك مشكلة الآن بعد أن تحقق ما كان يريده. كلما قلت شيئًا، تنظر إليّ بتلك النظرة! شعر باليأس لأنه لا يستطيع حتى أن يفرض سلطته على أخته.
“لماذا يبدو كل شيء سهلًا بالنسبة لك؟”
“لماذا تثير المشاكل فجأة؟”
أدارت إيلينا شوكةً فارغةً نحوه بغضب بينما كان يحاول التملص من الموضوع.
“كان ذلك خطئي.”
غير ديريك حديثه بسرعة عندما وجّهت الشوكة الحادة نحوه. على أي حال، كان من الجيد أن إيلينا انضمت إلى منزل الدوق وأن الأمور تسير بسلاسة.
“ما المشكلة إذن؟”
“كل شيء معقد! أنا في فرقة الفرسان الرابعة، أليس كذلك؟”
“نعم، وماذا في ذلك؟”
“ألم يقل منزل الدوق شيئًا عن كوني من فرسان القصر؟”
حَنَت إيلينا رأسها في حيرة. ما علاقة فرسان الرابعة بمنزل الدوق؟ هل تشاجر مع فرسان الدوق؟
كانت إيلينا تفضل الأمور البسيطة المباشرة على التعقيدات. بالرغم من أنها اضطرت للاهتمام بأمور كارل، إلا أنها كانت تود تأجيل السياسة المعقدة لأبعد حد ممكن.
“لم يقولوا شيئًا محددًا.”
“هل يعرفون أنني من فرقة الفرسان الرابعة؟”
“ربما نعم؟ أرسلت لهم خطابًا بكونك فارسًا، فلا بد أنهم تحققوا.”
بكلام أختها المطمئن، عبث ديريك بالبطاطس في طبقه. هل كان يقلق دون سبب بينما هي هادئة؟
بعد تفكير: إنها سيدة السيف المطلقة، إذا لم تعجبها الأمور، يمكنها ببساطة أن… لا! قتل العائلة الإمبراطورية جريمة خيانة تعاقب عليها ثلاثة أجيال!
“لم أتزوج بعد!”
“ما علاقة هذا بالموضوع؟”
“فكري قليلًا في حياتك، أرجوك.”
“أحقًا تريد أن تموت عازبًا؟”
تحت نظرة أختها الباردة التي توحي بالموت، أطبق ديريك فمه. يا إلهي، أشتاق لأمي.
“بالحديث عن إقطاعيتنا، ألا تعتقد أن الإمبراطورة هي من تحرك الخيوط؟”
“كيف عرفتِ؟”
“الأمور تسير بغرابة. مطالبة ستاين المفاجئة بالمال، مجيء جون إلى العاصمة… وصلني خبر أنه يقيم في منزل ماركيز ساينز. هناك أيضًا إشاعات عن كره الإمبراطورة الخفي لمنزل الدوق.”
“ربما لأنها قلقة أن يُستبعد ابنها من العرش.”
هز ديريك رأسه معترفًا أنه لا يوجد تفسير أدق من كلمات إيلينا البسيطة.
حتى هو يعرف أن منزل الدوق غير مهتم بالسلطة الإمبراطورية. الإمبراطور وولي العهد يتركونهم بسلام لهذا السبب، لكن يبدو أن الإمبراطورة وحدها لا تتوقف عن استهدافهم.
“يتناقل الناس أن منزل الدوق يتحرك سرًا للسيطرة على العرش.”
“لا بد أن الإمبراطورة هي من أشاعت تلك الإشاعات.”
تذكرت إيلينا أجواء منزل الدوق. حتى لو استرجعت ذكرياتها ببطء، لم تجد أي أثر للطاقة الشريرة أو النوايا الخبيثة التي تميز الأشرار.
“ربما هناك جوانب لا أعرفها لكن…”
“منزل الدوق ليس سيئًا.”
“هذا حكم متحيز بعض الشيء.”
“حتى لو كانت الإشاعات صحيحة، فأنا موجودة هناك بكامل قوتي. لو حاولوا السيطرة على العرش، ففرصتهم في الفوز كبيرة.”
“ما هذه الثقة الكبيرة!”
عقد ديريك العزم على التدريب بجد ليصبح سيد سيف بمثل هذه الجرأة. نعم، لو أصبح أحد سادة السيف القلائل في الإمبراطورية، فستخرج منه مثل هذه الكلمات بسهولة.
“ربما أنتقل أنا أيضًا إلى منزل الدوق؟”
“كنت تقول أنك تفضل فرسان القصر لأن رواتبهم أعلى.”
“هذا صحيح. كنت أعتقد أنهم يدفعون أكثر من غيرهم. لكن اتضح أن منزل الدوق هو الأفضل.”
تذمر ديريك معبرًا عن استيائه، متأكدًا أن المسؤول الإداري خدعه عند الانضمام.
“هل هذا لأنك تخشى رد فعل الإمبراطورة ؟”
“ليس بالضبط، لكني لاحظت زيادة في المراقبة من حولي.”
يبدو أن رويل أيضًا من أتباعها. تذكر ديريك تلقائيًا زميله في الغرفة الذي كان يستفسر عن أحوال الإقطاعية.
في الآونة الأخيرة، أصبح لطيفًا بشكل مريب. لقد كان دائمًا هكذا، لكن مع كل هذه الشكوك، كان من المستحيل عدم الشعور بأن هناك شيئًا مشبوهًا.
“لا أفهم لماذا يستهدفوننا إذا كانوا لا يحبون منزل الدوق. عائلة لويس ليست متورطة مع أي طرف.”
“هذا هو السؤال. لماذا تهتم الإمبراطورة الإمبراطورة باستهدافنا؟ الأمر مزعج جدًا ليكون مجرد صدفة.”
ما الدافع لمهاجمة لويس في الحدود لمجرد كره منزل الدوق؟ لم يتمكن ديريك من فهم نوايا الإمبراطورة.
“حتى لو كانت الإمبراطورة تستهدفنا للوصول إلى منزل الدوق، فلا يهم.”
“لماذا؟”
ردًا على سؤال أخيها، لوحت إيلينا بسكين حاد قرب رقبتها. أصيب ديريك بالذهول من هذا المشهد، فطعن شوكة في السلطة وأخذ يُمضغها ببطء.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 63"