عادةً، كان التدريب الشخصي لكارل مغلقًا أمام الجميع. لكن اليوم كان مختلفًا – فقد كان يستعرض مهاراته ببراعة، والسيوف تلمع تحت أشعة الشمس بانسيابية مبهرة. حتى الفرسان الآخرين كانوا يلاحظون العرض بسحر.
“واو!”
انطلقت التعجب من فم إيلينا دون إرادتها.
“آه، إنه يستخدم عضلات ظهره بهذه القوة!”
ظن توماس أنها معجبة بالحركات الراقصة للسيوف، لكن عيناها كانتا تراقبان التفاصيل التقنية الدقيقة.
“حتى قائد الفرسان ماهر جدًا!”
كانت تُخزّن كل حركة في ذاكرتها، كالمتيمة بفن القتال. مع كل اصطدام للسيوف، ارتعش كتفها لا إراديًا.
“الجسد يتحرك من تلقاء نفسه، أليس كذلك؟”
“هاها… نعم!”
أجابت بإحراج، لكن توماس فهم الأمر خطأ:
“أنا أيضًا! منذ أن تعلمت السيف هنا، أصبحت مدمنة!”
“وأنا كذلك!”
“أريدُ أن أبارزه! بمستواه هذا، قد أتمكن من هزيمته!”
تخيلت كيف سيكون شعورها وهي تهزم هذا الوسيم… ثم نبذت الفكرة سريعًا.
“أعتقد أن السيد يمكنه هزيمة الأعداء بمجرد جماله!”
“آه! أليس أنا الوحيد الذي يفكر هكذا؟!”
انطلقت الكلمات من فم إيلينا بلا وعي، مفتونة بجمال السيد الذي يخطف الأنظار. ابتسم توماس مبتهجاً كما لو وجد حليفاً، رافعاً إبهامه:
“السيد لا يصدقني! ألا تعتقدين أن جماله كافٍ لهزيمة الأعداء؟”
“وجهه أكثر جذباً من مهاراته بالسيف حقاً.”
“يُقال أنكِ لا تفضلينه، هل هذا صحيح؟”
أخيراً وجد توماس الفرصة لاستقصاء ما كان يتساءل عنه.
“بالطبع! إنه وسيم لكنه ليس ذوقي. أنا أفضل من يبتسم كثيراً.”
“طقْ!”
في اللحظة ذاتها، انكسر سيف قائد الفرسان “ميخائيل” بنصفين! وقف الجميع مذهولين، بينما تجمد كارل في مكانه، سيفه مرفوعاً بلا حراك.
“لقد سمعها.”
أسرع الفرسان لمساعدة ميخائيل، الذي كان يبدو مرتبكاً لكن زاوية شفتيه ارتفعت قليلاً.
“لا تقلقوا، اذهبوا وأحضروا لي سيفاً جديداً.”
أما كارل، فكانت كلمات إيلينا تدور في رأسه كالإعصار: “ليس ذوقي… ليس ذوقي…”
“سيدي؟”
“آه… كنت أفكر في شيء ما.”
سعل ميخائيل محاولاً إخفاء ضحكته، بينما توجه كارل نحو إيلينا بتلعثم.
أسرعت إيلينا بمنشفة وماء. أخذ كارل المنشفة بيد مرتعشة، وعندما اقتربت منه لتمسح عرقه، تجمد مكانه.
تلك العيون الخضراء الصافية على بعد سنتيمترات منه جعلت قلبه يقفز!
“قريبة جداً… أقرب من اللازم!”
ارتجف قلب كارل فجأة بينما كانت أصابع إيلينا الرقيقة تمسح وجهه بعناية. عيناها الخضراوتان الصافيتان لم تحملا أي إعجاب خفي – مجرد نظرة محايدة تقوم بواجبها.
“متى كانت آخر مرة رأيت عينين كهاتين؟”
شعر بسلام غريب وهو يحدق في هذا النظرة غير المتعلقة.
“إيلينا، كيف كانت دروس المبارزة مؤخراً؟”
“ممتعة.”
“الآنسة لويس كانت تشاهد مباراة السيد بتركيز شديد!”
التفت كارل بسرعة: “هل كانت رائعة؟”
أومأت إيلينا: “رائعة حقاً… جعلت قلبي يخفق.”
اتسعت عينا كارل. للأسف، لم يلاحظ أنها حذفت كلمة “المبارزة” من جملتها! بينما احمرت أذناه، أدار توماس وجهه ليخفي ابتسامته.
“هذا… أمر طبيعي!”
على الرغم من كونه معتاداً على المدح، شعر كارل بالخجل فجأة. دقات قلبه كانت كالطبول بجانب أذنه!
“من الآن فصاعداً، ستأتين معي لكل تدريب.”
هرب مسرعاً لمبارزة أخرى ليخفي احمرار خديه.
—
“اليوم، يبدو أن السيد يستخدم قوة أكثر من المعتاد!”
“أعتقدت أن ذراعي ستنفصل!”
تجمع الفرسان يشاهدون بأعجاب بينما كان كارل يؤدي حركات مبهرة. أذناه كانتا منتصبتان ليسمع أي تعليق من إيلينا!
“هل يُفترض أن تبقى هنا طويلاً هكذا؟”
سأل ميخائيل مبتسماً.
“بعض الأيام تحتاج إلى تدريب كامل.”
تجنب كارل نظراته المليئة بالسخرية.
“نفسك الذي كان يرفض حتى زيارة الفرسان؟”
أشار ميخائيل نحو مكان جلوس إيلينا.
“لا تكن طفولياً!”
“مصطلح ‘طفولي’ غير موجود في قاموسي.”
“إذن لديك مشاعر حب؟”
ضغط كارل شفتيه عند هذه الكلمة التي أصابت كبد الحقيقة. لم يكن الأمر حباً حقيقياً، مجرد متعة صغيرة في روتينه الممل. حاول أن يبرر خفقان قلبه العنيف بأنه بسبب التدريب المكثف.
“الأمر ليس بهذه الجدية.”
“لكنك تبدو مهتماً جداً!”
“أنا شاب، لا بأس بالوقوع في الحب.”
“لا أعترض، لكن لا يجب أن تؤذي بعضكما.”
“أنا جاد في هذا.”
“حسناً، لكن لا حوادث قبل الزواج!”
“لن أفعل!”
كأنه يعامله كمراهق! غادر كارل غاضباً بينما كان ميخائيل يبتسم برقة.
—
“سيدي؟”
“الزهور جميلة.”
توقفت إيلينا عند توقف كارل المفاجئ. أراد أن يضرب رأسه بالشجرة! لا توجد أي زهور هنا!
“أين الزهور؟”
نظرت إيلينا حولها بجدية، ثم أومأت موافقةً دون جدوى.
“محادثات عن الطقس أو المناظر لا تنفع!”
كان كارل يسير معها في الحديقة كذريعة بعد التدريب. المكان كان خالياً من الزهور، مليئاً فقط بأشجار جديدة غرسها البستانيون.
“كان الممر جميلاً، والآن بعد الترتيب أصبح أجمل.”
“حديقة القصر واسعة، هذا مكان مثالي لنزهة قصيرة.”
المكان كان مثالياً للاستراحة، بأشجار طويلة مصطفة بدقة.
“كيف أبدو لكِ؟”
“لا! هذا ليس ما أردت قوله!”
اختفى اللون من وجه كارل. كان يقصد السؤال عن رأيها في كونها خادمته الشخصية، لكن السؤال خرج بشكل خاطئ!
<دليل الخفقان: فنون الحب والمواعدة>
تذكر فجأة نصيحة الكتاب:
“لا تتقدم بسرعة! اقرأي لغة جسدها وتأكدي من اهتمامها أولاً!”
“أنا مبتدئ لهذه الدرجة؟”
عضّ كارل على لسانه مستاءً.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 19"