“سنترك هنا الحد الأدنى من القوات وننقل الجميع إلى المركز.”

“أيها القائد!”

صرخ كلوي وإيان مندهشين. رغم أنها إقطاعية صغيرة، لكن إذا عقد تينتان العزم على احتلال لويس، فقد لا تكفي القوات.

صحيح أن سيدة السيف مذهلة، لكنها لا تستطيع صد آلاف الجنود.

“كنت تعرف مسبقًا أن إيلينا سيدة سيف، أليس كذلك يا سيدي؟”

“……”

سأل كلوي بنبرة واثقة عن قرار سيدها. يبدو أن الفرسان اكتشفوا مهارات إيلينا خلال غيابهم. عند سماع صوت كلوي الحاد، وضع كارل يده على جبينه.

“يا إلهي! كيف استطعت أن تخدعني حتى أنت؟”

“عرفت الأمر منذ وقت ليس بطويل. بالإضافة إلى ذلك، لخداع العدو بشكل صحيح، يجب خداع الحلفاء أولاً. كلما قل عدد المطلعين على السر، كان أفضل.”

“آه، حقًا!”

صرّت كلوي أسنانها ونظرت إلى سيدها بغضب عند سماع أعذاره الواهية. كيف يمكن أن يخدعها حتى هي؟

لكنها أدركت أن الظروف قد تضطر المرء لذلك. عرفت أن علاقتها بإيلينا لم تتجاوز كونها زميلتين في العمل.

لذلك، لم يكن من السهل الكشف عن كل شيء.

“وأنا أتصرف بغرور أمامها دون أن أعرف الحقيقة، آه… هذا محرج.”

ضحك كارل بسخرية من رد فعل كلوي.

“ألا تشعرين بالخيانة؟”

“بالتأكيد! لن أسامحها بسهولة.”

أكدت كلوي وهي تطحن أسنانها. عند رؤيتها، تمنى كارل أن تكون إيلينا بخير خلال الفترة القادمة.

“لكنها كانت في حيرة كبيرة-”

“لن نستمع لشهادة الطرف المعني.”

أغلق كارل فمه عند كلام كلوي. أشار إيان إليه من الجانب بأن يترك الأمر. كان من الأفضل له أن يبقى صامتًا بينما تحل كلوي الأمر بطريقتها.

“سأكون غاضبة منك أيضًا لفترة يا سيدي.”

“شكرًا للإخطار المسبق.”

“نعم، أنا ضيقة الصدر بعض الشيء، أتمنى تفهمكم.”

ابتسم كارل وهز رأسه موافقًا. كان مندهشًا من رد فعل كلوي المعتدل نسبيًا.

لاحظ إيان ذلك وبدأ بالحديث:

“سمعنا الكثير من أهل عائلة لويس عن هذا المكان. عن معاناتهم وخياراتهم.”

بعد سماع ذلك، لم يستطع إيان والفرسان الآخرون قول أي شيء. ولأنهم ليسوا فرسان منزل الدوق، فقد حرصوا على عدم التدخل لتجنب المشاكل.

حتى عائلة لويس هدأت من غضب كلوي عندما ثارت. ثم عندما هدأت، شاركوها قصتهم ببساطة دون أي توسلات أخرى.

بعد ذلك، اختفت كلوي غالبًا للحديث مع ديريك.

“سيحل الأمر قريبًا.”

بما أنها أظهرت تعابير ارتياح عند عودة إيلينا سالمة، يبدو أن كلوي قد قررت كيف تتعامل مع خداعهم لها.

أدار كارل الحديث بعيدًا متظاهرًا بعدم المعرفة، راجيًا أن يتم حل المشكلة بسلام.

“إذا علم الجميع أن السيدة إيلينا سيدة السيف، فسيكون التواصل أسهل.”

قال كارل بخفض صوته:

“نعم، بما أن الجنود لا يمكنهم دخول مقر عائلة الكونت، فقد سمعنا نحن وبعض الفرسان فقط.”

“إذن يجب الحفاظ على السر. إذا انتشر الخبر، سأحاسب المسؤولين.”

“لماذا لا تعلنون ذلك؟ إذا أعلنتم، فسيرتفع معنوات جيش الإمبراطورية بظهور سيدة سيف جديدة.”

“نحن في حالة حرب، لذا يجب أن يكون لدينا قوة غير متوقعة لا يعرفها العدو.”

أومأ إيان موافقًا على كلام كارل. إذا كان العدو يستهدف لويس، فمن الجيد أن يكون لديهم قوة خفية.

“سنعلن عن هذا الأمر لاحقًا بشكل طبيعي، فلا تقلقوا.”

“ماذا ستفعلون بالقوة المتبقية؟”

“أنا وإيلينا وإخوة لويس سنكون القوة الرئيسية. أيضًا سأترك بعض الفرسان المبتدئين من فرسان منزل الدوق والفرقة الثانية في إقطاعية لويس.”

“هل ستقومون بتدريب المبتدئين بأنفسكم؟”

“إنها معركة حقيقية، أليست فرصة جيدة لتحسين مهاراتهم؟”

أومأت كلوي موافقةً على كلام كارل. لا شيء أفضل من المعارك الحقيقية لتحسين المهارات.

“سيعاني هؤلاء كثيرًا، لكن مهاراتهم ستتحسن بالتأكيد.”

“إيان، ستذهب إلى ستاين.”

“أفضل البقاء معك يا قائد.”

قال السير إيان وهو يعبّر عن قلقه من إدارة وحدة منفصلة.

“أليس من الأفضل أن تكتسب مآثرك الخاصة بدلاً من البقاء معي؟”

“ألن تعتني بي حتى لو بقيت معك؟”

قال إيان بنبرة واثقة. ابتسم كارل بسخرية.

“هل أنت واثق من قدرتك على البقاء معي حتى النهاية؟”

“يبدو أن الجانب الموالي للإمبراطورة ليس لديه فرصة للفوز. وبالطبع أكرس ولائي لجلالة الإمبراطور، لذا أفضل اختيار الجانب الرابح.”

تحدث إيان بصراحة.

على الرغم من أنه كان يعرف بعض دوافعه، إلا أن كارل لم يتوقع منه أن يكون صريحًا إلى هذا الحد. أومأ موافقًا ثم قال ما كان إيان يرغب في سماعه:

“لقد قمت بعمل جيد حتى الآن، وأتطلع إلى عملك المستقبلي. سأوكل إليك إقطاعية ستاين.”

“هذا ما أردت سماعه. سأكون مخلصًا تمامًا، لذا اعتني بي جيدًا.”

انحنى الرجل الوسيم رأسه. على أي حال، كان عليه أن يبقى معه كونه ابن معلمه.

“سأخبر سمو ولي العهد لإرسال تعزيزات إضافية.”

“ألن نحتاج إلى إرسال بعض قادة الوحدات أيضًا؟”

“اثنان، أو ربما ثلاثة سيكفيان.”

“على أي حال، استرح الآن يا قائد.”

عند كلام السير إيان، تنهد كارل أخيرًا واتجه إلى قصر لويس. كان عليه أن يستحم بسرعة ويرسل رسالة إلى ولي العهد أولاً.

سحب كارل جسده المتعب إلى داخل القصر.

* * *

“لماذا لا تصلنا أي أخبار؟”

سأل سيدان بغضب الفارس الذي كان ينتظر بفارغ الصبر أخبار إصابة كارل.

وقف الفارس أمامه صامتًا منحنياً. لم يجرؤ على رفع رأسه. لقد كانت عملية مكلفة، ولكن لم تصل أي أخبار من القتلة منذ أيام.

“هل فشلت الخطة؟”

“لم يعد أي منهم حيًا.”

“لقد مرت ثلاثة أيام منذ إرسال القتلة، ولم يأتِ أحد بأي أخبار. ها…”

ضحك باحباط. لقد ضاعت الأموال هباءً. القتلة المهرة كانوا أغلى من المال.

هل كارل بيكمان بهذه القوة؟

بالطبع، كان سيدان نفسه قادرًا على التغلب على عدة فرسان من الرتب العليا، والقتلة كانوا صعبين لكن يمكن التغلب عليهم مع الوقت.

“بغض النظر عن ذلك، لا يُعقل أن يُرسل أكثر من 50 قاتلًا محترفًا دون أن يصلنا أي اتصال منهم.”

“هل سيد السيف بهذه القوة؟ بالطبع هو قوي، لكن هل كارل بيكمان ماهرٌ لدرجة أنه قادر على التغلب على 50 قاتلًا محترفًا؟”

“لقد مر وقت طويل منذ أصبح كارل بيكمان سيد سيف، فطالما لم يتخلَّ عن السيف تمامًا، فمن المؤكد أن مهاراته استمرت في التحسن. بالإضافة إلى ذلك، أليس أسياد السيف قادرين على مواجهة مائة أو حتى أكثر؟”

أدت كلمات الفارس إلى غوص سيدان في التفكير. عندما أدرك الفارق الشاسع بينه وبين سيد السيف، شعر بغصة في أحشائه.

كان ذلك مستوى لا يمكن بلوغه بغض النظر عن مقدار الجهد المبذول.

“إذن حتى لو أنفقنا الأموال الطائلة، لا يمكن قتل سيد السيف؟ هل من الممكن حقًا أن إيلينا لويس وجدته في الجبل لإنقاذه؟”

اقشعر بدنه.

“هذه مجرد سجلات تاريخية. لم تحدث حروب كبيرة مؤخرًا، لذا لم يشهد أحد قيام سيد سيف بإظهار قوته الحقيقية. الجميع يتحدثون عن أسياد السيف وقدرتهم على إطلاق الأورا، لكن كم شخصًا رأى ذلك حقًا؟”

على الرغم من تمنيه أن يصبح سيد سيف، إلا أن سيدان أصيب بالإحباط أمام الجدار الذي لا يمكن تجاوزه. وكثيرًا ما شك في وجود مثل هذه المرحلة من الأساس.

“لا يمكن أن تكون مزيفة. فقد شهد الإمبراطور والفرسان والنبلاء المراقبون استخدام الأورا بأنفسهم. بما أن القتلة لم يتصلوا بعد الاتصال الأول، فمن المؤكد أن الخطة فشلت.”

أخذ الملك يفرك ذقنه عند سماع كلمات الفارس الذي كان دائمًا يدعمه.

لقد أهدر 50 قاتلًا محترفًا، فُقدوا جميعًا. كان من المفترض أن يقدموا تقارير عن التقدم كل يومين، لكن التقارير توقفت تمامًا بعد الاتصال الأول.

كانت الخسائر أكبر مما توقع. لم يكن هو من قام بتربيتهم، لكنها كانت خسارة فادعة لمجموعة كاملة من المحترفين الذين تم تدريبهم بعناية.

“إذن مهاراته حقيقية. سيظن العدو أننا لن نتخلى عن لويس، أليس كذلك؟”

أحس الملك بمرارة في فمه عند التفكير في الأموال الضائعة. سيتطلب الأمر استثمارًا ماليًا من البداية لتدريب هذا العدد من القتلة مرة أخرى.

كان ذلك شأن نقابة القتلة، وليس من شأنه. لكنه فقد ورقة رابحة كانت ستكون مفيدة في الأوقات الحرجة.

“على الأرجح نعم. فقد طلبنا لويس وستاين منذ البداية.”

“من المرجح أن سيد السيف هذا سيدافع عن إقطاعية لويس.”

“فقد قيل أن امرأة من إقطاعية لويس ستكون زوجة كارل بيكمان من جانب الإمبراطورية.”

“امرأة ستكون زوجته. إذن فهي ليست زوجة بعد.”

إذا لم يتم عقد الزواج رسميًا، فستكون العلاقة كأي علاقة عابرة أخرى. وكان هناك احتمال كبير أن تكون علاقة دون مشاعر.

تحدثت الشائعات عن ظهور امرأة بمجرد أن بدأت الإمبراطورة في التدخل في الزواج. لذا قد تكون مجرد ستار لحماية نفسه. لكن هذا لا ينطبق على إيلينا لويس.

وصل إلى هذا الاستنتاج فورًا. في رأيه، من الواضح أن إيلينا ستبقى ملتصقة بسيفها طوال حياتها. لم تتأثر حتى بوسامته، لذا كان شكه مبررًا.

تذكر سيدان كابوسه الآخر، جاين لويس.

لا بد أن لعنة قد حلت على عائلة لويس. إن فكرة أن جاين لويس ستلتقي بكارل بيكمان جعلته يشعر بالأسف عليه.

قد يكون سيد سيف، لكنه ربما يكون عالقًا في دوامة النصائح اللامنتهية والكلام الصائب لجاين لويس، يُسحب هنا وهناك دون حول منه ولا قوة.