الفصل 60

 

نظر والتر ببطء، وهو يشعر بأنه فقد الكلمات المناسبة.

 

كان سيون لايرد يراقبه بنظرة غير مبالية.

 

ربما لم يكن ليعرف أن خطيب هانيت أديليرا سيتدخل هنا، على عكس دوق أديليرا.

 

“آه… أرى. هل لديك أي ظروف شخصية؟”

 

“لا يمكنني معرفة ما سيحدث بعد أن اصبح متدربة. لدي أيضًا خطط منفصلة، وقد تنشأ مشاكل بسببها.”

 

“همم… هل هذا بسبب حفل الزفاف أو الحياة بعده؟”

 

“شيء من هذا القبيل. هناك أيضًا أمور أخرى.”

 

تحاملت هانيت نفسها بشدة، على الرغم من شعورها بالإحراج.

 

لم تكن تنوي أن تكون مقيدة بالشروط المفروضة عليها الآن، بل باستخدامها.

 

 

بالطبع، كان الطرف المقابل هو سيتينوس كوازار، لكن ذلك لم يعني أنه كان في موقع أعلى من ابنة الدوق.

 

“أفهم ما تعنيه. هل تعتقدي أنني سأطلب الكثير من الآنسة هانيت؟”

 

“قد لا أستطيع أن أتحرك كما يريد رئيس الجمعية.”

 

“هاها… على الرغم من أنني أدير جمعية السحر، إلا أنني لا أجبر الأعضاء على أي فعل. من المهم تحقيق النتائج، لكن يجب احترام آراء كل شخص، أليس كذلك؟”

 

إذا انضم أي شخص إلى جمعية ريفداد السحرية، فسيتم الاعتراف به كمتدرب لدى سيتينوس كوازار.

 

لذلك، كان من الضروري التحقق من موهبة الشخص وإمكاناته قبل النظر في انضمامه.

 

“هذا يعني أنك ستحترم أيضًا رأي خطيبتي، أليس كذلك؟”

 

فتح سيون فمه متأخرًا وشارك في الحديث.

 

كان والتر قد اعترف بالفعل بتلك الموهبة في المحتوى الأصلي، وكان يشعر بالأسف لعدم قدرته على تعليمها مباشرة.

 

ربما كان يخطط لتقديم شروط جيدة لجعل هانيت متدربته.

 

“إذا أصبحت آنسة هارنيت متدربتي، فسأحترم رأيها بالطبع. كيف يمكنني مساعدتك؟”

 

“أولاً… أود أن يكون لديها حرية الدخول إلى الجمعية. قد تحتاج للخروج لأمور خاصة.”

 

“سأفعل ذلك. هل هناك شيء آخر؟”

 

“أود أن لا تشارك في الفعاليات التي تنظمها الجمعية. إذا كانت مرتبطة بالتدريب، سأفكر في الحضور.”

 

“… حسنًا.”

 

أدرك والتر أنه بدأ يتورط قليلاً مع سيون.

 

لكن الأمر لم يكن معقدًا لدرجة أنه كان يود أن يفقد هانيت أديليرا لصالح جمعية لوجوس السحرية.

 

بل كان يفضل أن يعلمها بنفسه ويجعلها تتجاوز مستوى الساحر.

 

“أيضًا… أود أن أكون حاضراً عندما تتلقى خطيبتي التدريب. يجب أن أكون حارسًا لها، أليس كذلك؟”

 

“همم… يمكنني السماح لك بالدخول بمفردك. إذا أحضرت فرسان الحراسة، ستصبح وضعيتي صعبًا. سأتحمل مسؤولية سلامة آنسة هانيت مع أعضاء الجمعية.”

 

“حسنًا. وإذا شعرت أن خطيبتي في خطر، سأوقف التدريب في تلك اللحظة. أعتقد أنك ستفهم هذا.”

 

“أتفهم. سيكون لديك الكثير من القلق… سأفعل ذلك.”

 

“الأخير. أود أن تتمكن من مغادرة الجمعية في أي وقت إذا أرادت خطيبتي ذلك.”

 

“… ماذا؟”

 

لم يكن بإمكانه قبول هذا الشرط على أي حال.

 

عند الانضمام إلى جمعية السحر، يجب أن يكون العضو نشطًا لمدة عام على الأقل.

 

بالطبع، إذا سمح بذلك، يمكنه مغادرة الجمعية قبل ذلك، لكن هذا كان يعني تقريبًا أنه غير مرغوب فيه.

 

حتى لو حدثت ظروف شخصية، لن يُطلب منه أخذ استراحة، بل لن يُسمح له بالمغادرة.

 

“هذا سيكون صعبًا. يجب أن تحافظ الجمعية على عدد معين من الأعضاء. إذا غادرت آنسة هانيت في منتصف الطريق، سيتعرض أنا والأعضاء للخسارة.”

 

“لدي خطط مع خطيبتي. يجب أن نكون متزامنين مع الوقت، ولا يمكننا أن نكون مقيدين دائمًا بالجمعية.”

 

فتح سيون فمه بشكل طبيعي، معبرًا عن جدية في عينيه.

 

ربما كان والتر يحاول إقناع هانيت، لكن بما أنه تدخل، لم يكن لديه خيار سوى التراجع قليلاً.

 

كان الأمر أشبه بلعبة من الملاحظة، لكن إذا تم التنسيق بشكل جيد، كان من الممكن قبول جميع الشروط.

 

“هُو… هل يمكن أن يكون لمدة عام واحد فقط؟”

 

“سنقيم حفل زفافنا بعد حوالي ثلاثة أشهر. حتى لو أصبحت متدربة الآن، سيبقى تسعة أشهر، ولا يمكنني معرفة ما سيحدث خلال ذلك الوقت. لهذا السبب أريد أن تمنح وقتًا كافيًا للمغادرة.”

 

“همم…”

 

لم يكن والتر قادرًا على الرد على تلك الكلمات.

 

إذا كان هناك زفاف قادم، فهناك الكثير من التحضيرات التي يجب القيام بها.

 

بعد حفل الزفاف، قد يصبح كلاهما مشغولين لدرجة أنهما قد لا يتمكنان من الالتزام بجدول الجمعية.

 

أكثر من ذلك، إذا أنجبت هانيت أديليرا طفلًا، فسيكون من المستحيل عليها حتى المشاركة في التدريب السحري، ناهيك عن حضور الجمعية.

 

“على الرغم من أنني أفهم ما تقوله، إلا أنه من منظوري، لا يمكنني تقليل الفترة الزمنية بشكل تعسفي.”

 

“يمكنني الاحتفاظ بمكان العضوية لمدة ثلاثة أشهر. هل ترغب في أكثر من ذلك؟”

 

“لكن يجب أن تبقى لمدة تسعة أشهر على الأقل.”

 

“هل سيكون ستة أشهر كافية؟”

 

“هذا أيضًا… هممم…”

 

كان والتر يتردد وهو غارق في التفكير.

 

لم يكن من الممكن جعل هانيت أديليرا ساحرة في ستة أشهر.

 

حتى لو كانت الأمور تسير بشكل جيد، فإن تسعة أشهر ستكون ضرورية لإجراء إعادة تقييم.

 

“إذن دعنا نفعل هذا. إذا أصبحت خطيبتي ساحرة خلال ستة أشهر، ستمنحها فرصة للمغادرة، وإذا لم تفعل، فسنمددها إلى تسعة أشهر.”

 

“… هل سيكون ذلك مقبولًا حقًا؟”

 

“إذا كان رئيس الجمعية ريفداد موافقًا، فلا مشكلة لدي. ماذا عنكِ؟”

 

“إذا كنت مرتاحًا لذلك…”

 

كان سيون يعرف جيدًا ما يريده والتر.

 

كان يهدف إلى صقل الموهبة غير المصقولة ورفعها إلى أقصى حد.

 

حتى لو أصبحت ساحرة، سيكون ذلك فخرًا، وإذا تجاوزت مستواها، فسيكون ذلك مثاليًا.

 

ستجلب الشهرة والسمعة التي ستتبع ذلك المزيد من المواهب، مما سيخلق أهدافًا جديدة باستمرار.

 

“حسنًا. سأقبل جميع الشروط التي ذكرتها.”

 

“شكرًا على تفهمك. أعتذر لرئيس الجمعية ريفداد، لكن لا يمكنني تفويت هذه الفرصة.”

 

نظرت هانيت بين الرجلين، وتخلصت من التوتر المتأخر.

 

لم تكن تفهم الأمر عندما كانت تتبع التعليمات، لكنها الآن بدأت ترى النية وراء ذلك.

 

ربما كان يحاول تقليل المدة قدر الإمكان لأنه وضع هدفًا مسبقًا.

 

‘لقد سمعت عن الحديث حول الفرسان في المرة السابقة. هل من الممكن…؟’

 

* * *

 

إقامة دوق أديليرا، غرفة رئيس العائلة.

 

كان روبينز يستمتع بعشاءه ببطء، وهو يرفع كأسه.

 

كانت إينيد تراقبه بهدوء، معبرة عن دهشتها.

 

عادةً، كان يجب أن يشرب مشروبًا قويًا، لكنه كان يشرب الآن شيئًا خفيفًا جدًا.

 

ربما كان يحاول الوفاء بوعده الذي أطلقه على سبيل المزاح.

 

“سيدي، هل لن تشرب بعد الآن؟”

 

“… هذا هو الكأس الأخير. لم يعد هناك سبب للشرب.”

 

أفرغ روبينز كأسه ثم ملأه مرة أخرى.

 

لم يتبق سوى نصف الكأس.

 

كان خفيفًا جدًا لدرجة أنه لم يشعر حتى بأنه يشرب، لكنه استمتع بشربه كآخر كأس.

 

“هل تعتقد أن هانيت قد سلكت الطريق الصحيح؟”

 

“هذا يكفي. لا يعجبني الأمر تمامًا، لكن… النتيجة جيدة، أليس كذلك؟”

 

لا يزال روبينز يشعر بعدم الارتياح تجاه تعلم هانيت السحر.

 

كان يبدو دائمًا قلقًا، وكأنه سيتعرض للأذى في أي لحظة.

 

لكن أفكاره كانت خاطئة، والآن كانت موهبتها تتألق بشكل رائع.

 

“لقد أصبحت متدربة لدى سيتينوس كوازار… لذا، من المؤكد أن النتيجة جيدة.”

 

“كنت غبيًا جدًا. كان يجب أن أبدأ بتعليمها السحر منذ صغرها.”

 

“هذا ليس صحيحًا. لو تعلمت في ذلك الوقت، لكانت تصرفت بشكل أكثر تمردًا مما هي عليه الآن.”

 

“… هل تعتقدي حقًا أن ذلك كان سيحدث؟ ربما كان العكس هو الصحيح.”

 

“لا يمكن أن يحدث ذلك. كانت هانيت دائمًا تحاول فعل ما تريده. وإذا استخدمت السحر، فستكون أكثر…”

 

“هل حاولنا يومًا فهم هانيت؟ نحن دائمًا نطلب منها القيام بشيء، ولم نحاول أبدًا أن نقدم لها شيئًا.”

 

“……”

 

أغلقت إينيد فمها ونظرت إلى روبينز بخجل.

 

كان روبينز ينظر إلى السقف بعد أن وضع كأسه.

 

كانت عينيه تحملان حزنًا، وكان يبدو أن يديه ترتعشان قليلاً.

 

“لقد بدأت هانيت الآن في تعلم السحر. لم يمضِ شهر بعد. ومع ذلك… ومع ذلك! حاول رؤساء الجمعية أن يجعلوها متدربة. هل تعتقدي حقًا أن ذلك كان صحيحًا؟”

 

“……”

 

“يبدو أنني اتخذت قرارًا خاطئًا. كان يجب أن أرسلها إلى الجمعية منذ أن قيل إنها موهوبة. لو كنت فعلت ذلك… لكان الوضع الآن مختلفًا…”

 

أغمض روبينز عينيه وأطلق زفرة عميقة.

 

كان يشعر أنه قد دمر مستقبل هانيت.

 

ما زالت صورة هانيت الصغيرة، وهي تنظر إلى السحر بعينيها البريئتين، عالقة في ذهنه.

 

لماذا يشعر بالندم على منعها من تعلم السحر، رغم أنه كان يجب عليه أن يكون سعيدًا بذلك؟

 

“سيدي، لم يكن هناك خيار آخر في ذلك الوقت. أنت تعرف ذلك جيدًا.”

 

“أعرف، ولهذا أقول ذلك. لو لم أكن أعرف، لكان من الممكن أن أحتفظ بهانيت معي حتى الآن.”

 

“سيدي…”

 

“لم أكن أعلم أنني سأكون بهذا الغباء. ما الذي جعلني أوبخ هانيت؟ لو تركتها، لكانت ستقوم بذلك بمفردها، ماذا كنت أفعل حتى الآن؟!”

 

صرخ روبينز بصوت عالٍ.

 

نظرت إينيد إليه بتعبير حزين.

 

كانت قطرات رقيقة تتساقط، تاركة أثرًا مؤلمًا.

 

“هل ما أذرفه الآن هو دموع؟ لا، لا يمكن أن يكون. لو كنت أرغب في البكاء، لكان يجب أن أبكي منذ زمن بعيد. كل شيء قد اختلط، والآن، ماذا سيتغير إذا بكيت؟”

 

“سيدي، لم يفت الأوان بعد. هانيت ستفهمك.”

 

“إينيد… هذا مستحيل. إذا لم أفهم هانيت، كيف يمكن أن تفهمني هي؟ أنا! أنا الذي أتمسك بعناد وكبرياء! كيف يمكن أن أفهم…؟”

 

رفع روبينز كأسه مرة أخرى، وهو غارق في الاستسلام.

 

عندما كان شابًا، كان بإمكانه أن يسكر بسرعة حتى مع هذا النوع من الشراب.

 

لكن الآن، لم يتبق سوى طعم مر خفيف، ولم يشعر أنه سيسكر مهما شرب.

 

“هاها… أنت تعرفي، هانيت منذ أن بدأت في تعلم السحر، لم تلمس الكحول أو القمار. لم تقلل منه، بل قطعته تمامًا. ماذا تعتقدي أن هذا يعني؟”

 

“سيدي…”

 

“كانت الإجابة قريبة. كنت أعرف لكنني تظاهرت بعدم المعرفة. بحجة أنني أفعل ذلك من أجل ابنتي! تجاهلت موهبتها! حاولت أن أجعلها مثل باقي النبلاء! هل أنا حقًا والدها؟”

 

“……”

 

“… سبون قام بما كان يجب علي فعله. احتضنها بحب، وكان دائمًا معها. ولهذا، أصبحت هانيت تحب سيون. الشخص الوحيد الذي رأى تلك المشاعر هو سيون، أليس كذلك؟”

 

ضحك روبينز على نفسه وهو يفرغ كأسه.

 

كلما شرب، كان يتذكر هانيت.

 

كان يحاول نسيان مشاعره المزدحمة والمؤلمة، مؤمنًا بأنها ستتحسن.

 

الآن، حتى تلك الذكريات بدأت تختفي، لذا كان يحاول التوقف عن الشرب.

 

“إذا كان سيون، فسيقود هانيت في الاتجاه الصحيح. يجب أن أساعدها من الآن فصاعدًا، أليس كذلك؟”

 

كروب نشر رواياتي كملفات epub pdf ورسائل 

يوميكو

https://t.me/+bmg4dFuiAikwMjdk