بالطبع، في القصة الأصلية، لم يكن توقيت الحصول على السيف السحري مبكرًا جدًا.

لكن الوضع الحالي كان مختلفًا تمامًا عما سبق.

فبين خوض المعارك الحقيقية مع استعداد دائم للإصابة، وبين التعلّم النظري التدريجي على يد سحرة الجمعية، كان الخيار الثاني هو الأفضل من حيث الاستقرار والفهم العميق للسحر.

‘بما أن لدي أموالًا كافية، يمكنني الاستعانة بساحر متميز.’

لقد سمح روبنز لهانيت بتعلم السحر، بل ووفر الأموال اللازمة لذلك.

كانت هناك شرطًا بأن يرافقها أينما ذهبت، لكنه لم يكن عبئًا ثقيلاً.

لا بد أنه وثق بي، فعهد إليّ بهانيت بهذا الشرط.

‘لا بد أنه قلق على هانيت.’

في الحقيقة، لم تُذكر تفاصيل كثيرة عن عائلة هانيت أو أسرتها في القصة الأصلية.

فمن الأساس، مغادرة هانيت للعاصمة كانت جزءًا من بداية القصة.

لكن بعد الإقامة الطويلة في منزل دوق أديليرا، استطعت فهم الأجواء بطريقتي الخاصة.

‘لابد أنه تورط بين الاهتمام بمصلحة العائلة واهتمامه بهانيت…’

كان روبنز قبل كل شيء رئيس عائلة دوق أديليرا، قبل أن يكون والد هانيت.

كان عليه أن يوجه ابنته للطريق الصحيح بينما يعزز قوة العائلة وسمعتها.

في هذه العملية، تعرضت هانيت للقمع مما ولّد لديها روح التمرد، بينما كان روبنز يقدم تنازلات رغم علمه بفساد الأمر.

‘لابد أن التغيير الذي رآه جعله يغير رأيه.’

بعد الخطوبة، بدأت هانيت تقلل من شرب الخمر والقمار تدريجياً، وكرست وقتها لنفسها.

رغم بعض الأحداث الجانبية، إلا أن النتيجة النهائية كانت تحسنًا في شخصية هانيت وسلوكها.

‘الأكيد أن فسخ الخطوبة لم يعد خيارًا.’

رغم مشاعر سيون المختلطة، إلا أنه لم يندم.

فقد اختلط صدقه بأخطائه، وظهرت متغيرات غير متوقعة.

ولأنه لم يعد هناك مجال للتراجع، تقبل الواقع ببرود.

‘إذا استطعنا تنمية هانيت بسرعة أكبر…’

“تنهد… لماذا تفعل ذلك؟”

“هذا يعني أن لديكِ موهبة كبيرة يا أوني.”

“لو كان هذا صحيحًا، لكنت استخدمت السحر قبل مجيئي إلى هنا.”

أطلقت هانيت تنهدًا وهي تسترجع ذكريات طفولتها.

لو لم يقف روبنز وإينيد في طريقها، لتعلمت السحر بأي طريقة.

ذات مرة، سمعت أنها تمتلك موهبة سحرية، فكيف انتهى بها الحال هكذا؟

“أوني، ألم تسمعي القول: عندما تعتقدين أن الوقت قد فات، يكون في الواقع الأنسب؟ بالنسبة لكِ، الآن هو الوقت المثالي.”

“لا أعتقد ذلك. عندما يتأخر الوقت، فهو يتأخر حقًا. كان علي تعلم السحر قبل بلوغي سن الرشد على الأقل.”

“إذا كان الأمر كذلك، فأنا أيضًا تأخرت كثيرًا؟”

“…أنت استخدمت طاقة السيف فور بلوغك.”

“إذا استمرينا بهذا المنطق، فيجب أن نتعلم السحر أو فنون القتال منذ الولادة. هل هذا معقول؟”

“أعلم… أعلم…”

علقت هانيت في كلامها ثم خفضت نظرها.

بفضل سيون، استطاعت أخيرًا تعلم السحر.

لكن بدلاً من أن تكون ممتنة، شعرت بالحسد من موهبة سيون.

كانت تظهر جانبًا قبيحًا دون سبب، رغم أنها أكبر منه بثلاث سنوات.

“لا تتعجلي. لا يزال هناك متسع من الوقت. أنتِ قادرة على التعلم بسرعة.”

“…آسفة. لقد ألقيت اللوم عليك دون أن أدري.”

“هذا أيضًا ليس ما تقوله أوني عادةً. ألا يمكنك معاملتي كالمعتاد؟”

“مهلاً! لقد اعتذرت، ما كل هذا الاستياء؟”

“هكذا تفعلين. الآن تبدين كأوني حقيقية.”

ابتسم سيون بهدوء وأجاب بلطف.

ارتجفت هانيت للحظة ثم انفجرت ضاحكة على مضض.

“ما هذا؟”

“استمتعي بهذه اللحظات ما دمتِ تستطيعين.”

“أهي لحظات ما قبل الزواج التي يجب استغلالها؟”

“هذا أيضًا… لكن لدي طلب منكِ.”

“ما هو؟”

“الأمر شخصي جدًا… إنه مهم لي جدًا.”

“قلها على كل حال. يجب أن أسمعها أولاً.”

“إذن… أوني انضمي إلي فرقة فرساني…”

“من هنا، نعم.”

عاد الساحر المنتمي للجمعية الذي اختفى سابقًا برفقة ساحر آخر.

بدا الساحر الآخر أكبر سنًا، مما يشير إلى منصب أعلى.

“إطلاق الطاقة السحرية وتحويل الخصائص يتم بدقة، وحتى الأشكال ثلاثية الأبعاد تم تنفيذها.”

“هل تعلمتِ ذلك مسبقًا في جمعية أخرى؟”

“تلقيت تدريبًا موجزًا في جمعية سادفور.”

“سادفور؟ إذا كان مجرد أساسيات…”

توقف رجل متوسط العمر يرتدي رداءً أمام هانيت يحدق فيها بتركيز.

بصفتها الابنة الكبرى لدوق أديليرا، كانت الجمعية توليها اهتمامًا خاصًا.

وإذا برزت موهبتها السحرية، فسيكون عليهم تسجيلها في الجمعية بأي طريقة.

“مرحبًا. أنا رئيس مدربي السحر في الجمعية. إذا سمحتِ، هل يمكنني اختبار سحركِ؟”

“نعم.”

“إذا كنتِ قد استخدمتِ الشكل ثلاثي الأبعاد، فأنتِ تمتلكين أساسيات سحر الخصائص. هل يمكنكِ استخدامه بأكبر قدر من الراحة؟”

“حسنًا… هل يمكنكم الابتعاد قليلًا؟”

على الفور، ابتعد سيون والسحرة بناءً على طلب هانيت.

قامت هانيت بنشر طاقتها السحرية حولها وحولتها إلى لهب.

سرعان ما بدأت النيران بالتصاعد بعنف وتغطية المحيط.

ولم تكتفِ بذلك، بل استمرت في توسيع نطاقها حتى ملأت قاعة التدريب بالكامل.

“……”

راقب رئيس السحرة المشهد بصمت وهو يقلب الأمر في ذهنه مرارًا.

كمية الطاقة السحرية، مستوى التحكم، كفاءة تحويل الخصائص، وإمكانية التوسع.

بشكل عام، كان مستواها متقدمًا جدًا بالنسبة لعمرها البالغ 22 عامًا.

إذا تمكّنوا من تعليمها بشكل صحيح، فقد تحصل على لقب “ساحر عظيمة” في وقت قصير.

“أحضروا رئيس الجمعية.”

“ماذا؟”

“يجب أن يرى الرئيس هذا بنفسه. أسرعوا!”

“آه… حسنًا!”

انطلق الساحر المنتمي للجمعية مذعورًا نحو مكتب الرئيس.

استدعاء رئيس الجمعية يعني اكتشاف موهبة استثنائية.

إذا اعترف رئيس الجمعية بموهبتها، فقد تصبح تلميذة مباشرة له.

‘يجب أن أحضرها بنفسي.’

سيطر القلق على رئيس السحرة وهو يفكر في شخص ما.

جمعية “لوجوس” للسحر كانت الوحيدة التي تعامل سحر النيران كتخصص رئيسي.

ولكن إذا تدخل ذلك الشخص، فستخسر الجمعية هانيت أديليرا إلى الأبد.

‘يجب أن أتحرك قبل أن يلاحظها الحكيم الأزرق.’

* * *

مكتب رئيس جمعية ريفداد للسحر

كانت جمعية ريفداد للسحر الجمعية الوحيدة التي ليس لها فروع خارج العاصمة.

كان ذلك لمنع استخدام السحر لمجرد كسب المال أو الشهرة.

وفقًا لسياسة رئيس الجمعية، لم يُسمح بالانضمام إلا لأصحاب الموهبة الحقيقية، لتنمية سحرة متميزين.

‘الوضع ليس جيدًا.’

عبس الرجل ذو الشعر الأبيض الطويل وهو يطوي قائمة الأعضاء.

منذ تأسيس الجمعية، كان يتم قبول عدد محدود من الأعضاء، لكن مؤخرًا لم يتم العثور حتى على هذا العدد.

ومع ذلك، لم يكن من الممكن تخفيض شروط القبول، وحتى التجول في جميع أنحاء مملكة ألين لم يضمن العثور على المواهب المناسبة.

‘يجب أن يأتي كل شيء في ماء نقي حتى لا يفسد الماء الداخلي…’

بالطبع، ضمت جمعية ريفداد سحرة على مستوى عالٍ.

كانوا يدرسون السحر باستمرار ويحاولون إيجاد طرق لتطبيقه في الحياة الواقعية، وأحيانًا يتم إرسالهم إلى الحدود للمساعدة في القتال.

ولكن مع عدم انضمام أعضاء جدد، بدأت الجمعية تتحول إلى نظام مغلق من الداخل.

‘هل يجب أن أبحث بنفسي؟ وضعنا ليس جيدًا مثل الجمعيات الأخرى…’

عندما سمع طرقًا على الباب، عدل الرجل وقفته ورفع رأسه فورًا.

دخل الساحر المنتمي للجمعية وهو يلهث بسرعة إلى مكتب الرئيس.

“آه… سيادة الرئيس… آه…”

“ما الذي أتى بك بهذه العجلة؟”

“إنه… آه… جمعية لوجوس… آه… السحرية…”

“اخفض صوتك وتنفس بهدوء. سرعة كلامك لا تعني أن وقتي يُهدر.”

تمالك الساحر أنفاسه أخيرًا، ثم أبدى احترامه للرئيس.

نظر إليه الرجل بشفقة، وانتظر منه أن يبدأ الحديث.

“سيادة الرئيس! يبدو أن ساحرة موهوبة للغاية قد ظهرت في مقر جمعية لوجوس.”

“ألم تنضم بعد؟”

“بلى! كانت موهوبة لدرجة أن رئيس الجمعية نفسه عرض أن يأخذها كتلميذة مباشرة.”

“همم…”

لو كان الأمر يتعلق برئيس فرع لكان شيئًا عاديًا، لكن رئيس المقر يحمل لقب ساحر عظيم كونه وصل إلى مستوى رفيع.

لا يُقدم على أخذ تلميذ مباشر إلا إذا كان واثقًا من قدرته على تخريج ساحرة عظيمة، مما يدل على أن موهبتها استثنائية.

“هل جمعت أي معلومات عن تلك الساحرة؟”

“نعم! إنها سيدة نبيلة، وتلقت تدريبًا مبدئيًا في جمعية “سادفور”.”

“تدريب أساسي فقط… من أي عائلة تنحدر؟”

“إنها… الابنة الكبرى لدوق أديليرا.”

“…؟”

نظر الرجل إلى الساحر بنظرة مليئة بالشك.

كان من الصعب تصديق أنها تنتمي لعائلة دوقية، فما بالك بأن تكون الابنة الكبرى لدوق أديليرا!

كان قد سمع بالفعل إشاعات عنها، وكان على دراية تامة بما جرى مؤخرًا.

“الابنة الكبرى لدوق أديليرا… أليست تلك التي تُدعى السيدة الشابة المجنونة؟”

“أجل. يُقال إنها تُدمن القمار والخمر.”

“وهل يعقل أن يأخذ رئيس الجمعية مثل هذه النبيلة كتلميذة؟”

“أعتقد أنه نظر للموهبة أولاً قبل السمعة. كما قالوا إنها قد تصبح ساحرة عظيمة خلال عام واحد فقط.”

“ساحرة عظيمة”

هي رتبة تأتي مباشرة تحت “الساحر الأعظم”، ولا ينال هذا اللقب إلا من يُعترف بمهاراته السحرية العالية.

منذ زمن بعيد، وضعت جمعية السحر معايير تقييم لرتبة “العظيم”، حيث يقوم كبار السحرة -بما فيهم رؤساء الجمعيات- بالتقييم وفق تلك المعايير.

نادرًا ما كان ينجح أحد في هذا التقييم، وكانت هناك اتهامات بعدم النزاهة في بعض الأحيان بسبب التنافس بين الجمعيات.

مع ذلك، يبقى لقب “العظيم” رمزًا للساحر من الدرجة الأولى، ولأنه يمثل خطوة نحو رتبة “الساحر الأعظم”، كان الكثيرون يتخذونه هدفًا.

“هل قال ذلك الرئيس بنفسه؟”

“نعم، ووعد بتغطية كافة تكاليف التدريب ومواد التعلم.”

“هذه شروط لا ترفضها عائلة دوقية. ما كان رد فعل السيدة؟”

“لم تُجب بإجابة قاطعة في الحال.”

“… هل لهذا السبب أتيت مسرعًا؟”

“نعم، إذا وافق رئيس المقر على ذلك، ألا يمكننا ضمها إلينا؟”

أظهر والتر ريفداد -رئيس جمعية ريفداد للسحر والحكيم الأزرق- اهتمامًا واضحًا، وتلألأت عيناه الزرقاوان.

إذا لم تنضم الساحرة بعد، فستكون هناك فرصة للجمعيات الأخرى.

بالطبع، لو كانت خصائصها السحرية أو اتجاهاتها لا تتوافق مع الجمعية، لما أمكن جذبها.

لكن لأن جمعية ريفداد تقبل جميع الخصائص السحرية كتخصصات رئيسية، كان بإمكانها تدريب الساحرة بشكل كامل.

“سأحدد موعدًا مع دوق أديليرا.”

“ما هي خطتك؟”

“سنقدم شروطًا أفضل من جمعية لوجوس… سنسير على نفس النهج. أليس من الأفضل أن نقبلها كتلميذة لـ”ستينوس كوازار” مع إعفائها من جميع التكاليف؟”