“أنت… خادم كلوي، أليس كذلك؟”

 

 

 

“اسمي سيمون، أوكو-ساما.”

 

 

 

مع وضعية مستقيمة جميلة، ينحني الرجل العجوز.

 

 

 

“كنت أدير الفيلا اليوم، لذلك فكرت في تحية أوكو ساما.”

 

 

 

“أرى.”

 

 

 

لم تكن أوينا مهتمة بسايمون، لكنها أرادت شخصًا تتحدث إليه للتخلص من الملل. لذا تحدثت أوينا إلى سايمون.

 

 

 

“لقد كنت خادم كلوي، لماذا بقيت هنا؟”

 

 

 

“نعم. أما بالنسبة لإدارة القصر، فقد اضطررتُ للبقاء، فلم يكن هناك من يتولى الأمر.”

 

 

 

“أنت جاد كـ كلوي. لست مضطر للولاء لهذا البيت الذي أحزنَ أوجو-ساما واستولى على منطقة ماكلوج.”

 

 

لم تكن هذه الكلمات التي كان ينبغي على أوينا، التي تسببت في معاملة كلوي الباردة، أن تقولها.

 

 

 

لكن أوينا كانت من النوع الذي يستطيع أن يقول ذلك.

 

 

حتى بالنسبة لأوينا الصريحة، يجيب سيمون دون تحريك حاجبه.

 

 

 

“أنا فقط أقوم بدوري.”

 

 

 

“أرى.”

 

 

 

يا له من رجل ممل.

 

 

 

فكرت أوينا بذلك وهي تشعل سيجارة.

 

 

 

وبينما هما يتحدثان سألت سيمون.

 

 

 

“أين ذهبت كلوي؟ شقيقها – اللورد ماكلوج الحالي – ساحرٌ في القصر، أليس كذلك؟ أليس لديها مكانٌ للإقامة؟”

 

 

 

“تتواجد كلوي أوجوساما حاليًا في أراضي مارغريف هايردال.”

 

 

 

“… هايردال؟”

 

 

 

أوينا لم تعرف المكان.

 

 

 

“إنها منطقة جبلية تقع في الطرف الشمالي للمملكة، حيث يمكنك بعد ذلك الانتقال من  قطار من العاصمة الملكية إلي عربة.”

 

 

 

“همم… لقد ذهبت إلى هذا الريف.”

 

 

 

“نعم. لذا، على الأرجح لن تعود إلى أراضي الكونت ستريليتزي مرة أخرى.”

 

 

 

في تلك اللحظة، تفاعلت أوينا مع درجة حرارة كلمات سيمون التي كانت تلمح بطريقة ما إلى شيء ما.

 

 

 

“ماذا تقصد بأنها لن تعود؟”

 

 

 

“نعم. المارغريف هايردال تربطه علاقات وطيدة بعائلة الكونت ماكلوج. وهو شاب أعزب… أتمنى أن تتزوج أوجو-ساما مرة أخرى كما هو الحال.”

 

 

 

“تتزوج مرة أخرى… أنت تمزح، أليس كذلك؟ تلك المرأة البسيطة لا تجيد فعل ذلك.”

 

 

 

اعتقدت أن سيمون لن يرد هنا.

 

 

 

ولكن على عكس توقعات أوينا، ابتسم الرجل العجوز.

 

 

 

لقد كانت ابتسامة مشرقة، لدرجة أنها بدت منتصرة إلى حد ما.

 

 

 

“المارغريف شخصٌ رحيم. ستكون أوجو-ساما سعيدةً بالتأكيد. هناك أيضًا منجمٌ للأحجار السحرية، وستكون أغنى بكثير من العيش في منزل ستريليتزي… أوه، لقد أخطأتُ في الكلام.”

 

 

 

عند سماع كلمات سيمون المتعمدة، انحنت أوينا إلى الأمام.

 

 

 

لم يكن الوقت مناسبًا للتدخين بالسجائر.

 

 

 

هناك منجم أحجار سحرية هناك أيضًا، أليس كذلك؟ ما الفرق؟

 

 

 

مع أنها مناجم الأحجار السحرية نفسها، إلا أنها جميعها هنا تابعة للدولة. 

 

أما هناك، وبسبب حالة خاصة تتعلق بحماية الحدود، فإن معظم عائدات منجم الأحجار السحرية تصبح ملكًا لأراضي المارغريف. لذا، كلما حفرتَ أكثر، ازداد ثراءك.

 

 

‘ آه، أنا أحسدك.’

 

 

 

“. . .ماذا قلت. . .”

 

 

 

كلوي، الزوجة الشرعية التي كانت تنظر إليها دائمًا بازدراء.

 

 

 

امرأة غبية وضعيفة، دائمًا ما تسحب القشة القصيرة. فكرة أن تصبح امرأة كهذه أسعد منها جعلت أوينا تغضب بشدة.

 

 

 

رغم أنها لم تُرزق بأطفال، تبنّت الطفل الذي أنجبته باسمها، وعاشت حياة زوجية هانئة مع زواجها الأبيض، وعاشت حياة هانئة كزوجة شرعية.

 

 

 

أوينا لا تعرف شيئًا عن معاناة كلوي. حتى أنها لا تحاول أن تعرف.

 

 

لهذا السبب بدأت أوينا فجأة ترى كلوي كامرأة جبانة تحصل دائمًا على الأفضل من كل شيء.

 

 

 

“لا أستطيع أن أتحمل فكرة أن تصبح امرأة ضعيفة ومحمية إلى هذه الدرجة سعيدة.”

 

 

 

سيمون لا يقول شيئا.

 

 

 

عندما نهضت أوينا لتدخل إلى الداخل، اصطدمت بآن.

 

 

 

“أوكا-سان، ما الأمر؟”

 

 

 

” آن. استعدي. سنذهب في رحلة.”

 

 

 

“إيه؟”

 

 

 

آن، وعيناها مفتوحتان على مصراعيهما. نادى سيمون على ظهر أوينا.

 

 

 

“إذا كنتِ ذاهبًا في رحلة، فسوف أعتني بإعداد جوازات السفر وما إلى ذلك.”

 

 

 

“سأترك الأمر لك.”

 

 

 

 

“إيه…إيه، ماذا يحدث؟”

 

 

 

إلى آن المضطربة، تخبرها أوينا بعينين محتقنتين بالدماء بسبب الكحول.

 

 

 

“سنذهب في رحلة. سنرى كيف تعيش الزوجة الشرعية السابقة الآن. أنتِ قادمة أيضًا.”

 

 

“إيه… انتظري. أنا، لا أفهم…”

 

 

“الرحلة مجرد ذريعة. سأبيعك لمارغريف في الخامسة والعشرين من عمره.”

 

 

 

 

في نظرة والدتها الحادة، آن في حيرة من أمرها لإيجاد الكلمات المناسبة.

 

 

 

“أنا… فجأة؟”

 

 

 

“صحيح. أنتِ لستِ موهوبةً جدًا، ولم يكن لديكِ مكان تذهبين إليه كطفلةٍ مُتبنّاة، لذا ابحثي عن شريكٍ مناسبٍ لكِ، ويسهّل ذلك على والدتكِ.”

 

 

 

“ا… انتظري، أوكا-سان!”

 

 

 

 

وقف سيمون ساكنًا، يراقبهما من خلف نظارته الأحادية.

 

 

 

” أوكو-ساما. كيف أشرح رحلتي المفاجئة إلى دانا-ساما؟”

 

 

[ إيف:- أوكو-ساما” (奥様) تعني “سيدتي” أو “زوجة شخص آخر” وتُستخدم للإشارة إلى الزوجة المحترمة لشخص آخر، خاصةً عند الإشارة إلى ربة المنزل. هي تعكس الاحترام والتقدير لمكانتها الاجتماعية، وتُعد من الألقاب الشائعة في الثقافة اليابانية. ]

 

 

 

“يمكنك إخباره الحقيقة. سأبيع ابنتي. لا بأس إن سارت الأمور على ما يرام، ولن أخسر شيئًا إن لم تسر الأمور على ما يرام، أليس كذلك؟”

 

 

 

“أفهم.”

 

 

 

ضيّق الرجل العجوز عينيه من خلف نظارته، وهو يراقب أوينا وهي تتحرك وتجعل الخادمات يستعدن.

 

 

 

“ّأتمنى ألا تكون هناك أي خسارة… سيكون ذلك رائعًا”