استنتجت إيري في ذلك اليوم أن لورانز برينغر كان مغرورًا، مؤذٍ، وماكرًا يعتمد على وسامته.
بدا واثقًا بأن ابتسامته التي ترافق ملامحه الوسيمة يمكنها تحقيق المستحيل. وربما كان هذا صحيحًا.
ألم تكد إيري نفسها تجلس بجواره لتصبح نموذجًا للوحة؟ في تلك اللحظة، شعرت أنها قد تفهم كيف يقع المرء في همسات الشيطان العذبة.
“مياوو.”
قفزت روزي الثالث إلى حضنها. نهضت إيري من حديقة الورود حاملةً القطة.
“أوه، حقًا؟ هل فكّرتِ هكذا أيضًا، روزي؟”
“ميياو.”
“قطةٌ ذكية! في المرّة القادمة سنضرب ذلك الرجل بلكمةٍ قططية!”
تثاءبت روزي الثالثة وكأنها فهمت، ثم دفعت أنفها الوردي إلى صدر إيري.
“آنسة، أين نضع ‘آيسبرغ’؟”
سأل البستاني بيركين، الذي قرّر التركيز على إعادة بناء الدفيئة. كان خبيرًا مخضرمًا يدير حديقة الورود في البجعة البيضاء منذ عشرين عامًا.
“آه، الورود هناك.”
تبعته إيري بإعجاب.
“واو… إنها جميلةٌ حقًا! آيسبرغ؟ هل هذا اسمها؟”
“نعم. إنها تزهر بثلاث أزهارٍ في كلّ فرع. قويّةٌ وتتحمّل البرد، فلا تحتاج لعنايةٍ كثيرة.”
كانت الوردة البيضاء بحجم قبضة بيركين. اقتربت إيري منها وضحك بيركين.
“هذه الصغيرة لا رائحة لها. لكن… شمّي هذه!”
وضعت إيري أنفها على وردةٍ ذهبيةٍ متفتحةٍ كعناقيد الفاكهة. غمر عطرها القوي أنفها بسعادة.
“ما اسمها؟”
“غولدن سيليبريشن.”
“غولدن سيليبريشن… اللون والرائحة يفسّران اسمها.”
(الاحتفال الذهبي، تتميّز بلونها الأصفر الذهبي الزاهي وزهورها الكبيرة والعطرية. سمّيت بهذا الاسم لتناسب الاحتفالات بالذكرى الخمسين للزواج أو أيّ مناسبةٍ ذهبيةٍ أخرى.)
نظر بيركين بإعجابٍ إلى إيري التي لم تكتفِ بمظهر الدفيئة الجميل، بل سألت عن أنواع النباتات ولماذا بعض الورود مناسبةٌ والبعض الآخر لا.
تذكّر سيدة المنزل. في الحقيقة، تشبه إيري سيده الشاب الأصغر في الملامح، لكن عندما تلمع عيناها بالفضول أو تضحك، كانت تذكّر الجميع بالكونتيسة الراحلة.
كانت الكونتيسة الراحلة محترمةً من قِبَل الخدم. كانت مهذّبةً مع الجميع، خاصةً بيركين الذي كان يتحدّث معها عن أدقّ التفاصيل. رأى فيها نفس التواضع.
وبالمثل، ارتفعت معنويات الطاهي جوزييه.
بينما كان السيد بخيلًا بكلمة ‘لذيذ’، كانت إيري تثني على كلّ وجبة ‘لذيذةٌ جدًا، رائعة، إنها الأفضل!’
“أشعر برغبةٍ في الطهي!”
كان جوزييه في الخمسينيات من عمره، لكنه كان متحمّسًا لتجربة وصفاتٍ جديدة.
بيركين أيضًا. العناية بحديقة الورود كانت عمله المفضّل، لكنه لم يعد يتوقّع أحداثًا مميّزةً في حياته.
الآن، كان لديه مَهمةٌ جديدة. أخيرًا فهم حماس جوزييه.
كان كلّ يومٍ جديدٌ ومثير. شعر وكأنه شابٌّ مرّةً أخرى.
“سأذهب لتناول الغداء الآن! خُذ قسطًا من الراحة، بيركين. إلى اللقاء!”
شاهدها تبتعد كنسيم الربيع.
نعم، كانت إيري نسمة هواءٍ جديدةٍ في البجعة البيضاء. حيثما مرّت، نبتت قلوبٌ جديدة.
حتى سيد المنزل، الكونت، الذي نسي الابتسام بعد فقدان زوجته وأبناءه الثلاثة، بدأ يبتسم مرّةً أخرى.
ما التغيير التالي الذي ستجلبه إيري؟
حفر بيركين التربة بمجرفةٍ وهو ممتلئٌ بالترقب.
***
يُقال أن أهل بولن يسمّون الأيام الحارة الجافّة قبل موسم الأمطار القصير ‘سُرَّة الصيف’ …..
(تسمية شعبية تُطلق على فترة زمنية في فصل الصيف حيث تكون فيها الشمس في ذروة سطوعها وحرارتها.)
نعبر الآن في سُرَّة الصيف بصفاء.
على المرج الأخضر المتلألئ، تُسمَع نغمات الهارمونيكا في المكان.
بجعةٌ مختبئةٌ في الظل بخفاء.
نصنع من الغيم الأبيض حلوى للإنسان.
ثم ننام على وسادةٍ من زهور الداليا بهناء.
نعود إلى الديار حاملين ظلال الطفولة بحنان.
نعبر الآن في سُرّة الصيف.
عندما يعود الأطفال من المدرسة، تمتلئ الشوارع بأغانيهم.
عندما تغلي المدينة بطاقة الصيف، يُقام حفلٌ راقصٍ في قصر العيون الزرقاء.
منذ عشرة أيام، كانت الأوساط الاجتماعية في حالة اهتياج. انتشرت إشاعةٌ أن اللورد لورانز قرّر اختيار عروس.
كانت المرشحة الأبرز هي إيري إرنست، لكنه لم يقدّم خطوبةً رسميةً بعد، لذا كان هناك فرصةٌ للشابّات.
كان الجميع متحمّسين. كانت نظراتهم مليئةً بأحلامٍ وردية. كانوا مستعدين لإضاعة شبابهم بحكمة.
“هل أنتِ مستعدة؟”
“لا.”
أخبرتها السيدة بونز بالإشاعة، فتوتّرت إيري كما في مأدبة النصر أو حفل ظهورها الأول.
“ماذا أفعل؟ أشعر أنني سأتقيأ.”
“لا تقلقي، هناك دائمًا حل.”
طمأنت السيدة بونز إيري.
“ابتلعيها دفعةً واحدةً فقط.”
“….”
لا يزال الأشخاص ذوو النفوذ يوجّهون أنظارهم نحو إيري.
وبما أنّها استقرّت في بولن منذ وقتٍ ليس بالقصير، فقد انتهت مهلة التريّث التي كانت تحت ذريعة المراعاة والاستطلاع.
“سيبدأ التودّد العدائي.”
“التودد العدائي ….”
“اختاري بعناية، وسأخبرُكِ بسمعة مَن يعجبكِ.”
وهكذا، اضطرّت إيري للدخول في ‘المعركة’ باستعدادٍ جاد.
اتباعًا لنصيحة السيدة بونز، ملأَت بطاقة رقصها بعناية، ولم تُطل الحديث مع أيّ رجل. خصّصت وقتها، بشكلٍ شبه آلي، للرجال الذين انجذبت إليهم.
شعرت إيري وكأنها طائر وقواقٍ في ساعة. طائر وقواقٍ يُؤدّي طقوسه بجدٍّ وانتظام. لكن في النهاية، سيزول مفعول الدواء.
تسائلت إيري، التي كانت تستمع إلى سوناتة هنري ميلون رقم ،33 ‘أكثر جمالاً من يومٍ صيفي’، للمرّة العاشرة.
‘لماذا أفعل هذا؟’
الزواج مهم، يعني التعهد بقضاء بقية حياتها مع ذلك الشخص.
إذا وجدت مَن يُعجبها، يُمكنها الزواج. لكن البحث اليائس عن شخصٍ مناسب لا يستحق كل هذا العناء.
علاوةً على ذلك، كانت إيري تؤمن بالحب الحرّ إيمانًا رومانسيًا. لقد نشأت وهي تستمع إلى قصة لقاء والديها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 34"