2
〈الفصل 2〉
1. الشيطان يريد قصة والسيدة تريد انتقامًا.
حين فتحت عينيها كان المكان كعالم مليئ بالضوء
كانت ايانا ممددة على الأرض عيناها تنظران إلى السقف لكن ما رأته لم يكن جدران الزنزانة الباردة التي اعتادتها بل أعمدة سرير مزينة بستارة ناعمة
جلست فجأة وعندما نظرت حولها رأت أثاثً فاخرًا!
غرفة تناسب فتيات من طبقة النبلاء
“ما الذي حدث؟”
نهضت من مكانها وفتحت فمها دون وعي
“ديابل هل أنت هنا؟”
لكن لم يأتِ اي رد ومع استمرار الصمت بدأت الذكريات تطفو تدريجيًا في ذهنها.
كنت في السجن و تحدثت مع إيريز وبعدها جاء ديابل
ماذا قال؟ كان من المؤكد أنه ……
“…..”
عندما عادت إليها الذاكرة عضت ايانا شفتيها بإحكام اجتاحها الغضب والكراهية حتى بلغت حلقها.
“…. لابد أن ديابل قد تحالف مع ال روسيل”
كان سلوكه الهادئ ومظهره المرتب دليلًا على ذلك.
لو لم يخنها فكيف بدا بهذه اللامبالاة؟ كيف نجا دون خدش؟
ورغم كل ما تشعر به الان كانت روحها ترفض الاعتراف!
ديابل.. ذاك الديابل مستحيل أن يخونها هو بالذات.
فبعد أن ابتلع الموت كل عائلتها لم يتبقَ لايانا سوى ديابل فقط!
رغم أنها تزوجت وكان لها زوج وطفل
إلا أن شيئًا في قلبها لم يعترف بهم كعائلة.
حين قضوا ال روسيل على عائلتها تمكنت ايانا بالكاد من الهروب من القصر.
لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد بل واصلوا يطاردون ايانا بلا هوادة، طلبت المساعدة من بعض العائلات التي تعرفها لكن لم تجد من يمد لها يد العون.
العائلة الوحيدة التي قبلتها كانت عائلة البارون باشيتو.
كانت ايانا تعتقد أنهم يقدمون لها معروفًا لكن في هذا العالم لا يوجد معروف بلا سبب.
كان للبارون ابن وحيد رغم تجاوز عمره سن الزواج بوقت طويل إلا أنه لم يتزوج بسبب تأخر نضجه العقلي.
لم تكن أي عائلة نبيلة تقبل بتزويج ابنتها لعائلة باشيتو
و في مثل تلك الحالة كان من المنطقي أن يشتروا فتاة من عامة الناس لكن البارون باشيتو أصر على أن تكون زوجة ابنه من بنات النبلاء.
وفي خضم ذلك وصلت إليهم أنباء عن ايانا، رغم أنها سقطت من مكانتها إلا أنها كانت تحمل دمًا نبيلاً.
وهكذا أخذ البارون باشيتو ايانا إلى قصره
وربما تكون كلمة “اشترى” أنسب لوصف ما حدث.
حتى وإن كان متخلفًا عقليًا لربما كان من الممكن التعايش معه لو امتلك قلب طيب، لكن خطيب ايانا لم يكن سوى رجل قاسي.
لم يكن يوم يمر على القصر دون أن يُسمع فيه ضحكه وصراخ أحدهم.
كان يجد متعته في العنف واللذات المنحطة.
قبل مجيء ايانا كانت الخادمات هن من يدفعن الثمن
كانت هناك خادمة قُتلت ضربًا وأخرى اختفت بعد أن حملت دون أن يترك خلفها أي أثر.
وبالنسبة له لم تكن ايانا تختلف عن أي خادمة.
حتى قبل أن تطأ قدمها غرفة الزفاف كانت ايانا قد تذوقت طعم العنف بالفعل.
كان يفصلها يوم واحد فقط عن ليلة زواجها لكن خطيبها لم يستطع الانتظار وحاول اغتصابها.
ابتسامته العريضة التي أظهرت أسنانه كانت مقززة للغاية.
أفضل الموت على الزواج من شخص كهذا.
عندما سمع ديابل أن ايانا كادت تُغتصب غضب بشدة وحاول قتل الابن الأكبر.
ركع أمام ايانا وتوسل إليها:
“سأقتله بنفسي دعينا نهرب معًا إلى أي مكان آخر سأمنحك حياة أفضل من هذه”
بكلامه ذلك شعرت ايانا وكأنها نالت الخلاص
شعرت أنها إن كانت مع ديابل فبإمكانها تحمل أي معاناة.
ولولا الكلمات التي تلت ذلك لربما هربت بالفعل
“سأحميكِ يا انسة ايانا حتى لو كلفني ذلك حياتي”
“حتى لو كلفني ذلك حياتي”
بسبب تلك الكلمات شعرت ايانا وكأن قلبها سقط فجأة.
كان الأمر كما لو أنها سقطت من الجنة إلى قاع الجحيم في لحظة.
عائلة روسيل ما زالت تطاردها.
و وجودها في قصر ال باشيتو هو ما أبقاها على قيد الحياة لكن خارج هذه الجدران لا أحد يعلم ما الذي ينتظرها.
والأسوأ من ذلك إن قتلا الابن الأكبر ولاذا بالفرار فلن تقف عائلة باشيتو مكتوفة الأيدي!
كان واضحًا كالشمس ما سيكون مصير ديابل لو أقدموا على ذلك.
لذا الخروج من هذا المكان… يعني موت ديابل.
لم ترد ايانا ذلك، كانت فكرة أن يموت ديابل أفظع لها من أن تفقد هي حياتها.
لقد فقدت بالفعل كل من كان عزيزًا عليها.
‘لو خرجت من هذا المكان ومات ديابل….’
دفعت ايانا صدر ديابل ببطء.
نظر إليها ديابل وكأنه يتساءل عن السبب
ابتسمت ايانا له ووجهها مبلل بالدموع.
“لا.. لا بأس سأبقى هنا لقد سئمت من التشرد”
ابتسمت ايانا بهدوء ثم دخلت طوعًا غرفة الرجل الذي حاول اغتصابها.
كانت تتمنى الموت و كانت تتوق للهروب لكنها قاومت.
كان ديابل هو الشيء الوحيد الذي يجعلها تتماسك إن استطاعت الاحتمال ربما… فقط ربما تتمكن من الهرب من قبضة عائلة روسيل.
بالنسبة لايانا التي فقدت عائلتها كلها كان ديابل هو صديقها الوحيد وحليفها الوحيد وكان عائلتها أيضًا.
لقد أحبته!
لم تستطع أن تميز إن كان ذلك حبًا رومانسيًا أو حبًا عائليًا أو ولاء خالص نحو تابع.
حتى عندما لاحقتها الشائعات في المجتمع و حتى عندما كانت أخوات زوجها في السابق ينعتنها بالعاهرة التي لا تعرف قدرها حتى بعدما أنجبت طفلًا من مغتصب كانت تتحمل كل ذلك فقط لأن ديابل كان موجودًا.
“و رغم كل ذلك… أنت بعتني”
كاد البكاء يتسرب من بين شفتيها دون أن تدري
عضت ايانا على شفتيها بإحكام
لا يجب أن تبكي!
البكاء لا يغير شيئًا.
لم يعد هناك فارس يواسيها عند بكائها لذا كان عليها أن تصمد وحدها.
بينما كانت تحاول بصعوبة تهدئة مشاعرها طرقٌ خفيف سُمع ثم فُتح الباب.
أدارت ايانا رأسها بسرعة لترى التي دخلت
كانت امرأة في منتصف العمر ترتدي زي الخادمات.
“انسة ايانا انهضي السيد سيعود قريبًا عليكِ الاستعداد بسرعة”
تحدثت الخادمة بلطف شديد حتى أن ايانا ارتبكت للحظة.
وفوق ذلك كان وجه الخادمة مألوفًا الوجه الذي رأته قبل 13 عامًا.
كانت تلك الخادمة صوفي رئيسة الخادمات التي كانت تخدم عائلة ريهاف.
حتى صوفي كانت قد ماتت في تلك الليلة المشؤومة قبل 13 عامًا لقد رأت ايانا ذلك بنفسها! بعينيها، وبأذنيها، كانت متأكدة.
“يا انستي لما هذا الوجه العابس؟ هل رأيتِ كابوسًا مزعجًا؟”
“تقولين… إنه حلم؟”
بل هذا هو الحلم بعينه.
كيف يمكن لميتة أن تقف أمامها الان بكل هذه الحياة؟
صوفي كانت تملأ وعاء الغسيل بالماء وكأن لا شيء غير مألوف.
“ألستِ مستيقظة بعد؟”
“اليوم هو يوم عودة السيد و عليكِ الاستعداد بسرعة”
“السيد… أتعنين أبي؟”
“أوه انستي الصغيرة…
هل نمتِ متأخرة ليلة البارحة؟”
“……”
“غسل وجهك سيساعدك على الاستيقاظ”
كانت ايانا تحدّق في صوفي بذهول
قامت صوفي بسحب ايانا برفق وقادتها نحو حوض الغسيل
من الماء الصافي انبعث عبير الزهور.
ايانا نظرت إلى الحوض بشرود.
انعكس على سطح الماء الهادئ وجهٌ جميل.
شعر ذهبي حريري يتدلى حتى صدرها ووجهٌ نقيّ وناصع البياض.
لكن ما صدم ايانا لم يكن هذا التغيّر فقط.
فهي كانت امرأة في الثلاثين من عمرها وقد أنجبت طفلًا.
لكن الفتاة المنعكسة على سطح الماء لم تكن امرأة بالغة مهما نظرت.
كانت ايانا الصغيرة التي بالكاد تخلّت عن ملامح الطفولة تحدّق في نفسها بعينين مليئتين بالذهول.
***
كان القصر في حالة من الانشغال استعدادًا لاستقبال السيد العائد بعد غياب طويل ورغم أنه كان نظيفًا بالفعل لم يتوقف الخدم عن التنظيف وهم ايضًا يتفقدون كل زاوية وكأنهم يخشون أن يكون هناك ذرة غبار واحدة لم تُلاحظ.
وسط هذه الأجواء التي تشبه مهرجان صغير
وقفت ايانا وحدها كالغريبة تحدق بصمت.
لم تستطع أن تفرح من أعماقها بما يحدث.
“لقد عدت إلى الماضي”
لم تستطع أن تصدق لكن لم يكن هناك تفسير آخر.
الخدم الذين ماتوا عادوا إلى الحياة وهي عادت إلى طفولتها
“هل هذا… مجرد حلم؟”
ترددت في ذهنها عبارة الحلم الواعي
لابد ان هذا حلم جميل وقاسٍ يُمنح للمرء في لحظاته الأخيرة، ربما حين تشعر بالراحة ستستيقظ فجأة.
وبينما كانت ايانا غارقة في أفكارها
قاطع تفكيرها صوت أحدهم يقول:
“ايانا في ماذا تحدقين؟”
تفاجأت بشدة واستدارت إلى الخلف..
شاب ذو شعر أشقر وعينين زرقاوين كان واقف هناك.
اتسع وجه ايانا بالدهشة وكأنها رأت شبحًا
“لويد… اخي لويد؟”
لويد الابن الأكبر لعائلة ريهاف،
وسندها القوي الذي طالما اعتمدت عليه.
تدفقت إلى ذهنها صورة أولئك الجنود وهم يغرسون سيوفهم في جسده وصرخة الموت تتردد في ذاكرتها.
تحدث لويد بصوت مملوء بالقلق.
“ما خطبكِ يا ايانا؟ هل تشعرين بتوعك؟”
“لاشيء يا أخي كنت فقط أفكر في شيء ما”
استعادت ايانا رباطة جأشها بصعوبة وابتسمت فابتسم لويد بدوره ابتسامة واسعة.
“لكن ماذا كنتِ تفعلين هنا بمفردك؟”
“كنت أبحث عن شخص ما”
“عن من؟”
“إنه… ديابل”
“ديابل؟”
أمال لويد رأسه قليلًا في حيرة وكأنه لم يفهم من تعني
“أقصد الحارس ذو الشعر الأسود”
ألستِ تخلطين بينه وبين شخص آخر؟
لا يوجد أي حارس ذو شعر أسود.”
عندما قال لويد ذلك شعرت ايانا بالارتباك
ديابل… غير موجود؟
بينما كانت ايانا مذهولة وعاجزة عن الرد ألقى لويد نظرة نحو الشرفة.
“يبدو أن ابي قد وصل لننزل يا ايانا”
حين تبعت نظرات لويد نحو الخارج رأت ايانا من بعيد عرباتٍ فاخرة تشق طريقها نحو القصر.
نزلت ايانا إلى الطابق الأول برفقة لويد
وفي البهو كان هناك فتى وفتاة واقفين يرتدون ملابس فاخرة ورسمية.
كانت تلك هي سيسيليا الابنة الكبرى و بليرالابن الثاني.
بشعرهم الذهبي وعيونهم الزرقاء
كانوا يبدون جميلين كأنهم خرجوا من لوحة فنية.
عندما واجهت من ماتوا من جديد توقفت ايانا في مكانها
شعرت أن دموعها ستنفجر في أي لحظة
سيسيليا التي رأت ايانا واقفة بهدوء ابتسمت لها بلطف.
“أوه ايانا يا صغيرتي ماذا تفعلين هناك؟ تعالي إلى هنا”
في عينيها اللتين بدتا كأن السماء قد انعكست فيهما كان هناك الكثير من الحب تجاه ايانا.
اقتربت ايانا منها بتردد
ووجهها مشوه من محاولة يائسة لحبس البكاء.
عندها شهقت سيسيليا وقالت بدهشة:
“ايانا هل أنتِ بخير؟ هل تتألمين في مكانٍ ما؟”
قالت سيسيليا وهي تُحيط وجه ايانا برفق بكفيها.
حتى بلير تحدث بقلق:
“أختي… هل أنتِ بخير؟”
دفء الكفين على خدها ورائحة اختها التي اعتادتها ونظرات بلير ولويد القلقة نحوها…
حين أحاطوها الثلاثة شعرت ايانا ولأول مرة بأنها تستطيع أن تتنفس.
لم تعد تهتم إن كان هذا حلمًا ولا حتى إن كان وهماً قاسياً يصوغه عقلها للنجاة.
إن كانت هذه الخدعة تتيح لها رؤية وجوه من تحب مجددًا فلتخدعها الحياة كما تشاء للأبد.
هذا هو واقعي
الجميع على قيد الحياة والجميع… سعداء
وفجأة دوّى الصوت في أرجاء القصر:
“لقد وصل السيد!”
حين صرخ كبير الخدم إدواردو
التفت الأولاد جميعًا نحو الباب
فُتح الباب الرئيسي للقصر كاشفًا عن صف من العربات تنتظر في الخارج.
ومن بين تلك العربات
انفتح باب العربة الأضخم والأفخم وخرج منها
فيلهيلم ريهاف سيد هذا القصر ورب عائلة ريهاف.
“ابي لقد وصلت!”
“صحيح يا لويد، هل حدث شيء في القصر؟”
“لا يا أبي لكنك تأخرت هذه المرة”
“اجل كانت هناك بعض المشاكل في الإقطاعية”
بينما كانت ايانا تستمع إلى الأحاديث المتبادلة شعرت بشيء من الغرابة وكأنها مرت بهذا من قبل.
هذا الحديث هذا المشهد…. في هذا اليوم تحديدًا…
كان هناك شيء مهم قد حدث.
لكن بينما حاولت ذاكرتها استرجاعه
تلاشى كل شيء كالدخان خلف الضباب.
الذكرى التي كانت تغوص في أعماق النسيان
بدأت تكتسب ملامحها من جديد مع بدأ صوت فيلهيلم بالقول
“آه صحيح وهناك شخص أود أن اقدمه لكم
تفضل ادخل”
وبينما تحدث فيلهيلم خرج رجل من داخل العربة
كان شابًا ذا شعر أسود طويل القامة.
ربما كان في أوائل العشرينات من عمره
رغم أن ملابسه لا توحي بأنه من النبلاء
لكن أناقته الهادئة وجاذبيته الرفيعة
منحته حضورًا لا يختلف عن أبناء الطبقة النبيلة.
“هذا هو ديابل الحارس الجديد الذي قمنا بتعيينه”
وضع ديابل يده اليمنى على صدره بلطف
ثم انحنى برأسه قليلًا
“يشرفني أن ألتقي بكم أيها السيد الشاب و آنستي
أنا ديابل الحارس الجديد لعائلة ريهاف اعتبارًا من اليوم”
بعد أن أنهى حديثه رفع ديابل رأسه
وابتسم لأبناء عائلة ريهاف
والتقت عيناه بعيني ايانا.
“أرجو أن تعتنوا بي جيدًا”
نعم لقد تذكرت.
كان هذا اليوم هو اليوم الذي عاد فيه والدها إلى المنزل بعد غياب شهر وكان أيضًا اليوم الذي التقت فيه ايانا وديابل لأول مرة.
وبعد شهر واحد من ذلك اليوم
أُبيدت عائلة ريهاف بالكامل…
باستثناء ديابل و ايانا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 7 - دعوة ال روسيل. 2025-08-15
- 6 - دعوة ال روسيل. 2025-08-15
- 5 - دعوة ال روسيل. 2025-08-07
- 4 - دعوة ال روسيل. 2025-08-06
- 3 - الشيطان يريد قصة والسيدة تريد انتقامًا 2025-08-01
- 2 - الشيطان يريد قصة والسيدة تريد انتقامًا. 2025-07-31
- 1 - الشيطان يريد قصة، والسيدة تريد انتقامًا. 2025-07-28
التعليقات لهذا الفصل " 2"