“أنا آسفة.”
“……”
“أنا آسفة لأنني لم أدرك حتى الآن. لم أكن أعرف كم كانت المعارك شاقة عليك.”
“……”
“بدلاً من أن أتفهم، كنتُ ألومك…… كنتُ امرأة غير كفؤة جداً.”
“……”
رمش كارل بصمت.
‘عما تتحدث؟ امرأة غير كفؤة؟ على العكس، أنا من……’
بينما كان كارل مرتبكاً وغير قادر على الرد، أمسكت إليزا يده برفق.
“لذلك، يجب أن أتحرك.”
“ماذا……”
“أنا المرأة التي ستكون زوجتك. إذا كان بإمكاني إخراجك من هذا الجحيم، إذا كان بإمكاني تحريرك……”
“……”
“إذن سأفعل كل ما يلزم لأجل ذلك.”
في الصمت المُطبق، كان صوت الأمواج التي تصطدم من بعيد هو الصوت الوحيد المسموع.
أبعد كارل يد إليزا وتراجع خطوة إلى الخلف.
“…… لا أحتاج إلى ذلك.”
“……”
“لا أحتاج إلى هذا النوع من الحرية.”
“كارل.”
“إذا لم تغيري رأيكِ، سأفعل كل ما بوسعي لأمنعكِ بطريقتي.”
بعد هذه الكلمات، غادر كارل المكان.
“بسببي اتخذت إليزا هذا القرار……”
طوال الطريق خارج المعبد، كان كارل غارقاً في الشعور بالذنب والألم.
يبدو أن إليزا قد أساءت فهمه، ظنت أنه بما أنها ستكون زوجته، يجب أن تسلك نفس طريقه.
في النهاية، كل ذلك خطأه.
بسبب كارل، تحملت إليزا عبئاً لم يكن عليها تحمله.
كان يحاول حمايتها بكل جهده.
حتى لو لم يهتم بأحد آخر، كان قد عزم على حماية إليزا مهما كلف الأمر……
لكنّ فكرة أنه دمر إليزا ظلت تعذبه.
في النهاية، اتخذ كارل قرار من أجل إليزا.
“لا أريد الزواج منكِ. لنفسخ الخطوبة.”
قال كارل لإليزا التي كانت تنتظره كالعادة.
بعد تفكير طويل، قرر كارل أن يترك إليزا.
لم يستطع تخيل مستقبل يبقى فيه وحيداً بعد رحيل إليزا.
لكنه فكر أن هذا أفضل من خسارة إليزا.
“قلتِ إنكِ ستصبحين بطلة من أجلي. لا أريد ذلك. لا أريد زواجاً كهذا.”
“……”
نهضت إليزا بهدوء، اقتربت من كارل، وأخرجت شيئاً.
“كارل، هذه تميمة كنتُ أصنعها لك. حاولتُ أن أضع فيها ضوء الإرشاد، لكن يبدو أن قوتي لا تزال ضعيفة، فالضوء يومض باستمرار.”
“ألم أقل إنني لا أريدها؟”
“لا أعرف إلى أي مدى يمكنني الوصول بهذه القوة الضعيفة.”
نظرت إليزا إلى وجه كارل المشوه بالإضطراب.
“لكن يجب أن أحمي العالم، أليس كذلك؟”
“لماذا أنتِ……”
لماذا يجب أن تتحملي مثل هذا العبء الثقيل؟
يكفيني أن أتحمل الألم وحدي.
لكن ابتلع كارل الكلمات التي لم يستطع قولها.
كان يلوم الحاكمة التي أعطته هذا العذاب.
كانت مشاعره المكبوتة على وشك الإنفجار.
“سأعود مجدداً.”
“…… ماذا تعنين؟”
“كما فعلت أنت. سأعود مجدداً.”
“إليزا!”
في النهاية، انفجرت مشاعره وتدفقت الدموع على خديه.
“لماذا لا تفهمين قلبي؟ كل ما أريده هو……”
أن تبقي آمنة بجانبي.
تشبث كارل بإليزا بقوة وأخفض رأسه لفترة طويلة.
مررت إليزا يدها على ظهر يده بلطف وحنان.
“أعدك أنني سأعود، لذلك انتظرني.”
بعد أن تركت هذا الوعد فقط، اختفت إليزا.
“هل خططت للذهاب إلى المعركة لتتجنبني؟”
خاف كارل فجأة وبدأ يبحث عن إليزا هنا وهناك، لكنه لم يجد أي أثر لها في أي وحدة عسكرية أو نقابة مرتزقة.
“إذن، هل تركتني لأنها كرهتني……؟”
هل لأنني بدوت كرجل تافه لم يساعد خطيبته لتحقيق إنجاز، بل منعتها وطالبت بفسخ الخطوبة؟
هل كنتُ بغيضاً إلى هذا الحد؟
حتى في وسط أجواء الحرب على البحر، كان كارل يبحث عن إليزا كلما سنحت الفرصة.
لكن مكانها ظل مجهولاً.
شعر كارل بوجود خطب ما، فبحث عن محقق خاص، شخص متخصص في البحث عن المفقودين.
**********
“البطل هو بالفعل قربان. كان يُقدَّم في مكان يُسمى جزيرة القرابين. إليزا عرفت ذلك وأتت إلينا.”
تحدث رئيس الكهنة بحزن.
「لقد جمعتِ هذه الشهادة ‘البطل يُقدَّم في جزيرة القرابين’، وحصلتِ على 800 نقداً.」
“رفضنا ذلك. لم نعد نرغب في القيام بمثل هذه الأمور البالية والهمجية. جزيرة القرابين لا يمكن الوصول إليها بالسفن العادية. ظننا أنها لن تستطيع الذهاب بمفردها، لكن……”
“……”
“لم نكن نعلم أنها ستصبح مفقودة. إنها نادراً ما تأتي، لم تنتشر حتى شائعات عن اختفائها.”
وضع رئيس الكهنة يده على جبهته بتعبير وجه كئيب.
“إذن، البطل هو بالفعل شخص يُقدَّم كقربان. ربما إليزا تحاول التضحية بنفسها……”
「لقد جمعتِ هذه الشهادة ‘اسم البطل هي إليزا ريلينت’، وحصلتِ على 700 نقداً.」
في الصمت الكئيب، كان صوت ظهور نافذة النظام هو الشيء الوحيد الذي أسمعه.
يبدو أن كارل ظن أن إليزا قد اختفت لأنها لم تتحمل رؤيته بسبب تدخله.
لكن إذا كانت قد اختفت لتصبح قرباناً لإنهاء هذه الحرب البائسة……
إذن، هذا يعني أنها الآن……
“هل هذا صحيح يا رئيس الكهنة؟”
في تلك اللحظة، سمعتُ صوتاً مهتزاً من خلفي.
لا، مستحيل.
عندما التفتُ بوجوم، رأيتُ رجلاً يقف عند الباب يبدو وكأنه عاد لتوه من معركة.
“إليزا…… تحاول أن تصبح قرباناً……؟”
شعره الفضي الجميل الذي يشبه رذاذ أمواج البحر.
عيناه الذهبيتان الصافيتان مليئتين بالصدمة.
على الرغم من أنني لم أقابله من قبل، عرفتُ من هو بمجرد رؤيته.
إنه كارل، البطل في القصة الأصلية.
“لماذا لم تخبرني منذ البداية؟ أنها كانت في مثل هذا الوضع المروع……”
“سيد كارل، هذا……”
تردد رئيس الكهنة ثم أغلق فمه.
من مظهره، يبدو أن كارل قد عاد لتوه من البحر.
‘هل أتى للتحدث بشأن اختفاء إليزا؟’
ومع ذلك، علم فجأة سبب اختفاء خطيبته وحقيقة البطل……
عضضتُ شفتي بتوتر ونهضتُ من مكاني بسرعة.
“تشرفتُ بلقائك، سيد كارل. أنا سيليا وولف، المحققة التي كلفتها بالمهمة.”
“……”
“أعلم أنك مرتبك جداً الآن ولكن…… إلى أين أنت ذاهب؟!”
لم يستمع كارل لتحيتي واستدار ليغادر الغرفة.
تفاجأتُ وتبعته بسرعة.
“سيد كارل؟ من فضلك، انتظر لحظة، نحتاج إلى التحدث……”
“ليس لدي وقت.”
“إلى أين أنت ذاهب؟!”
“……”
توقف كارل فجأة ونظر إليّ.
في الوقت نفسه، شعرتُ أن خطوات دامون ورئيس الكهنة من خلفي قد توقفت.
“للبحث عن إليزا.”
“سيد كارل، هل تنوي الذهاب إلى جزيرة القرابين؟ إنه مكان لا يمكن الخروج منه أبداً!”
صرخ رئيس الكهنة بذهول عندما سمع إجابته.
“لا يهمني.”
ماذا؟ لا يهمه حتى لو لم يتمكن من العودة؟!
قبل أن يفعل كارل شيئاً متهوراً، وقفتُ أمامه بسرعة.
“ابتعدي.”
كان كارل مهذباً مع إليزا ورئيس الكهنة، لكنه بارد بشكل مخيف معي، أنا مجرد شخصية إضافية.
نظر إليّ بعدائية وكأنه يرى وحشاً مزعجاً يعترض طريقه.
‘هل أصبحتُ شخصية إضافية لأتعرض للظلم؟’
بينما كنتُ أحاول تجاهل شعور الإحباط والخوف للحظة، اقترب شخص ما مني.
“…… “
وقف دامون بجانبي، وتلقى نظرات كارل الحادة بدلاً مني.
هل هذا يعني أنه سيتدخل إذا لزم الأمر؟
‘لكنني أنا من قلتُ إنني سأحميه.’
بهذا التصرف البسيط، شعرتُ بخوف أقل مقارنة بما كنت أشعر به عندما كنتُ أواجه كارل النادم بمفردي.
هدّأتُ نبضات قلبي المتسارعة وتحدثتُ بهدوء.
“أتفهم قلقك، لكن يجب أن تظل هادئاً. لم نتأكد بعد من مكان السيدة إليزا……”
“إذن أخبريني، أين تعتقدين أنها ذهبت؟”
أمال كارل رأسه وتحدث بنبرة حادة.
“امرأة قالت إنها ستُنهي هذه الحرب من أجلي، امرأة لا تمانع التضحية بنفسها، واختفت فجأة، هل تعتقدين أنها ذهبت إلى حفلة؟”
“هذا……”
“أم تعتقدين أنها ذهبت في رحلة بمفردها؟ أجيبي. أنتِ محققة، أليس كذلك؟ أين تعتقدين أنها ذهبت؟”
التعليقات لهذا الفصل " 30"