كما توقعتُ، لم يقل إنه لا يعرف. هذا يعني أنه بالتأكيد يعرف شيئاً.
‘لن يتحدث بسهولة. يجب أن أجد دليلاً وأضغط عليه.’
عليّ أن أجعله يعتقد أنني خمنتُ جزءاً من الحقيقة، لأدفعه إلى استنتاج أن ‘الإخفاء لن يفيده’.
لحسن الحظ، لدي ورقة رابحة يمكنني استخدامها.
『كسرت نبوءة الصمت الطويل للمعبد وغيّرت حياته تماماً.』
في الرواية الأصلية، قيل إن نبوءة البطل قد صدرت قبل اختفاء إليزا.
وأن هذه النبوءة غيرت علاقتها بكارل بشكل كبير.
لكن عندما وصلتُ إلى المعبد، لم أجد أي دليل يتعلق بهذا الأمر.
لماذا؟
لو انتشر خبر تعيين بطل جديد، لكان بإمكانهم كسب تأييد قوي من المؤمنين.
بصراحة، أليس من المفترض أن تُباع البضائع التي تحمل شعار البطل أكثر من التمائم؟
مع ذلك، المعبد يُخفي عمداً حقيقة صدور نبوءة جديدة.
‘وكأن البطل شخص يجب إخفاؤه.’
عندما وصلتُ إلى هذه النقطة في تفكيري، بدأتُ أخمن.
ربما البطل ليس المحارب العادي الذي أعرفه.
لأن هناك حقيقة مخفية، يتجنب المعبد ذكره، ولهذا تحطمت علاقة كارل وإليزا.
[مع أنه يُسمى بالادين، إلا أنه في الواقع أقرب إلى قديس. إن المقصود منه تكريم من عملوا من أجل الإمبراطورية والمعبد. وقد نال هذا اللقب العديد من الأبطال.]
قال الكاهن إن لقب بالادين، الذي حصل عليه العديد من الأبطال، أقرب إلى قديس أكثر من فارس.
عندما سمعتُ ذلك، تذكرتُ لوحة رأيتها في مكتب كارل ‘اللوحة التي تصور النبوءة’.
في ذلك الوقت، فكرتُ بشيء مشابه لما قاله الكاهن في وقت سابق.
بدت صورة البطل في النبوءة أقرب إلى قديس أكثر من محارب.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك صور لا تُحصى لموت العديد من الأبطال في سجلات أخرى……
بدأت الأدلة التي جمعتها تتشكل في ذهني، كاشفةً حقيقة جديدة.
بعد أن رتبتُ أفكاري، فتحتُ فمي.
“رئيس الكهنة، أعلم أن نبوءة عن بطل جديد قد صدرت بالفعل في المعبد.”
“…… تقولين نبوءة؟”
تجمد رئيس الكهنة في مكانه عندما طرحتُ الموضوع فجأة.
“لكن أليس هذا غريباً؟ بطل جديد يظهر بعد مئة عام، ومع ذلك لا يوجد أي خبر عنه في المعبد.”
“……”
“كما لو كان يُخفى عمداً……”
نظر إليّ رئيس الكهنة بتعبير وجه مظلم.
لم يبدو مرتبكاً أو مضطرباً.
بل كان هادئاً، كما لو كان ينتظر هذه اللحظة.
ربما أراد من البداية أن يخبرني بهذه القصة.
هل لهذا السبب أرسل عربة لي ورحب بي بحفاوة؟
“رئيس الكهنة، أخبرني بحقيقة البطل. هل البطل……”
ربما ‘البطل’ يكون مثل القديسين الذين يضحون بأنفسهم لمساعدة الآخرين.
“ليس محارباً، بل قرباناً؟”
لم يُجِب رئيس الكهنة.
“هل أسطورة البطل التي يعرفها الناس كذبة، وفي الحقيقة هو مجرد قربان يُلقى إلى عرين الوحوش؟”
**********
أتى التغيير فجأة.
“إليزا تنتظرني……”
في اليوم الذي أنهى فيه كارل معركة طويلة بشكل غير عادي.
بدلاً من العودة إلى القصر مباشرة، توجّه إلى المعبد الشمالي الغربي.
لأن المعبد استدعاه.
“رئيس الكهنة.”
“شكراً لك على قدومك، سيد كارل.”
عندما دخل الغرفة، لاحظ كارل أن تعبير وجه رئيس الكهنة مظلم.
‘هل هناك مهمة أخرى؟’
تذكر إليزا وهي تبتسم قائلة إنها ستنتظره مهما كلف الأمر.
أراد بشدة أن يهرب ويذهب إليها على الفور.
‘…… لا، عليّ التوقف عن التفكير في مثل هذه الأفكار السخيفة.’
خدمة الإمبراطورية تعني أيضاً خدمة إليزا.
من أجل ذلك، هو مستعد للتضحية بأي شيء.
“رئيس الكهنة، إذا كان هناك ما يجب عليّ فعله، تحدث بصراحة.”
“……”
تنهد رئيس الكهنة، كما لو كان في موقف صعب.
“سيد كارل، لقد صدرت نبوءة البطل.”
“…… نبوءة؟”
خرج من فم رئيس الكهنة أمر أخطر بكثير مما توقعه كارل.
“لقد تم اختيار بطل جديد.”
“ماذا تعني……؟”
رمش كارل بارتباك.
بالطبع، قال ذات مرة بشكل عابر إنه يتمنى لو كان البطل.
فكر أنه بهذه الطريقة يمكنه إنهاء هذه المأساة.
ماذا لو تحقق ذلك فعلاً؟
ماذا لو كان هو البطل الجديد المُختار……
“إليزا ريلينت.”
لكن رئيس الكهنة نطق باسم غير متوقع.
“هذا اسم الشخص الذي اُختير كبطل.”
“……”
لم يستطع كارل أن يرد.
فكر أنه ربما سمع بشكل خاطيء.
إليزا، تلك الفتاة اللطيفة والجميلة……
“هذا مستحيل. إنها مجرد آنسة نبيلة عادية.”
“سيد كارل، هذا……”
“هل أنت متأكد أن اسم إليزا هو الذي ظهر؟”
صمت رئيس الكهنة. أدرك كارل بسرعة أن هذا تأكيد.
“إذن إليزا هي……”
شعر كارل وكأن الظلام يعمي عينيه، فأغلقهما بقوة.
“لم تذهب إلى ساحة المعركة من قبل، وليست لديها القوة لإنقاذ الإمبراطورية. لا يمكن أن تختار الحاكمة شخصاً مثلها كبطلة. لا بد أن……”
لا، أي شخص سوى إليزا.
يجب أن تبقى بجانبه بتعبير وجه سعيد، بعيدة عن القتال والألم.
لا يستطيع أن يتركها تُسحب بعيداً مثل عائلته أو رفاقه.
كانت إليزا الأمل الوحيد المتبقي له.
لا يستطيع أن يتركها تذهب إلى ساحة معركة خطيرة.
“لا بد أن هناك خطأ. ربما كان اسمي هو الذي يُفترض أن يظهر، وحدث خطأ ما. إليزا لم تحصل حتى على لقب عائلة ريلينت بعد……”
“لا، إنها أنا.”
في تلك اللحظة، سمع كارل صوتاً مألوفاً.
الصوت الذي اشتاق إليه، لكنه اليوم لم يُرِد سماعه.
أجبر نفسه على النظر نحوها.
كانت إليزا تقف هناك.
“رأيتُ حلماً أثناء الصلاة. حلمتُ أن شخصاً ما يناديني بيأس من جزيرة ما.”
“……”
“وسمعتُ صوت الحاكمة. ظننتُ أنه مجرد حلم عابر، لكن بعد أن سمعتُ القصة، يبدو أنني بالفعل تم اختياري كبطلة.”
على الرغم من خطورة الموضوع، بدت إليزا ساخرة إلى حد ما.
“رئيس الكهنة، سأقوم بما كُلّفت به. سأصبح بطلة وأنقذ الإمبراطورية.”
“ماذا تقولين……؟ آنسة لم تمسك سيفاً في حياتها ستصبح بطلة؟”
صرخ كارل بغضب.
“أعتذر يا رئيس الكهنة. أحتاج إلى التحدث معها قليلاً.”
أمسك كارل ذراع إليزا وخرج من مكتب رئيس الكهنة إلى مكان خالي من الناس.
كانت الفكرة الوحيدة في ذهنه هي إيقافها بأي وسيلة.
تبعته إليزا بهدوء، ثم فتحت فمها.
“مر وقت طويل، كارل. هل أنت بخير؟ هل أُصبت بأذى؟”
“…… هل هذا حقاً مهم الآن؟”
لم تعرف إليزا أن قلبه يحترق، وسألته عن حاله بلا مبالاة.
كلماتها الدافئة زادت من استيائه منها.
“إليزا، أنا لستُ بخير بسببكِ. لماذا قلتِ ذلك؟”
ربما هذا بسبب مشاعره المُتأجّجة.
خرج من فم كارل كلمات قاسية بعض الشيء.
“أن تصبحي بطلة؟ لم تمسكي سيفاً في حياتكِ. هل تنوين أن تصبحي جندية الآن؟”
“…… أنت أيضاً تفهم الأمر بشكل خاطيء.”
تمتمت إليزا بشيء غامض وأخفضت رأسها.
كان في عينيها استسلام غريب.
عندما رأى كارل ذلك، أصبح أكثر توتراً.
“هل تعرفين ماذا يعني الذهاب إلى ساحة المعركة؟ لا يعني أن فيها شيئاً رومانسياً لأن الناس يمدحونه!”
قال بصراخ تردد صداه في المكان.
“أشياء مروعة لا يمكن ذكرها تحدث كل يوم. لا يمكنكِ العودة إلى المنزل حتى لو أردتِ. هناك أوقات ستجوبين فيها البحر بلا نهاية دون طعام……”
بدأ صوت كارل يهتز تدريجياً من شدة الإنفعال.
في تلك اللحظة، اقتربت إليزا من كارل.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 29"