يبدو أنني تعرضتُ للإحتيال من قِبل ذلك الكتاب.
كان من المؤكد أن فعل كل ذلك سيجعله يهرب! قال الكتاب إنه سيغادر! فلماذا لا يزال هنا؟
مهما فكرتُ في الأمر، الأمر غريب. عليّ التحقق من الأمر جيداً!
أيها النظام! افتح نافذة المكتبة!
「……
…… جاري التحميل. من فضلكِ انتظري لحظة.」
جاري التحميل؟ منذ متى يوجد مثل هذا الشيء؟
“يا مديرة؟ ألن نذهب؟”
توقف دامون، الذي كان يسير بجانبي، وسألني.
ربما بدوتُ كامرأة مجنونة تُحدق في الهواء.
ولكن بما أنني كنتُ أتصرف كامرأة مجنونة على أي حال حتى الآن، لم يُزعجني ذلك.
“سنغادر.”
بينما كنتُ على وشك استدعاء عربة، خطر ببالي شيء شعرت بالفضول بشأنه، فالتفتُ نحوه.
“بالمناسبة، أين ذهبت للتنزه؟”
لم يكن هناك أي أثر لأحد في الجوار، فمن أين ظهر؟
نظرتُ حولي مجدداً، لكنني لم أستطع معرفة من أين أتى.
“ذهبتُ للتجول ومشاهدة المكان.”
“ماذا رأيت؟”
تابع دامون حديثه بلا مبالاة.
“سمك.”
هل ذهب في نزهة على ضفاف البحر؟
ربما لم أشعر بوجوده لأنه كان خارج القصر.
“مديرة.”
بينما كنتُ متجهة إلى الشارع لألحق بعربة، ناداني دامون.
“نعم؟”
“ألم تقولي أنكِ ستُحبينني وستُعامليني بلطف إذا انتظرت؟”
سألني دامون بتعبير وجه ترقب.
يا للسخرية! متى قلتُ ذلك؟
“لم تكن تنتظرني، إذن لن يحدث شيء كهذا.”
أجبتُ ببرود وأوقفت عربة.
شعرتُ بنظرات حارقة في مؤخرة رأسي، لكنني تجاهلتها حتى النهاية.
‘عندما أعود إلى المكتب، سأقرأ رواية <كيف تصبح زوجة البطل> بالمال الذي جمعته.’
مع أنني لم أجمع مبلغاً كبيراً من المال، إلا أنه كافي لتكوين فكرة عامة عما حدث بينهما.
ما الذي دفع كارل لطلب الإنفصال، ولماذا اختفت إليزا؟
ما دور البطل، النبوءة، والمعبد؟
عليّ مراجعة القصة الأصلية.
**********
[أنت الأمل الأخير لعائلة ريلينت.]
قبل وفاة أخته، استدعت كارل وقالت له ذلك.
[يجب أن تحمي البحر. هذه هي مهمتنا.]
عائلة ريلينت، وهي عائلة عسكرية عريقة في الجبهة الغربية، تطوّعت للتوجه إلى البحر عندما تظهر الوحوش.
إن لديهم هدف واحد فقط.
حماية البحر، شريان حياة شعب الإمبراطورية.
بذلت العائلة بأكملها كل ما لديها من أجل ذلك.
وفي ذلك الوقت، توفي والداه، وتوفيت أخته الوحيدة المتبقية بسبب إصاباتها في ساحة المعركة.
والآن، لم يتبقى سوى كارل للقيام بهذه المهمة.
ارتقى إلى رتبة أدميرال في سن صغير بعد انتصاراته في معارك عديدة.
أشاد الناس بكارل باعتباره محارباً يُضاهي البطل في النبوءات القديمة.
ومع ذلك، كارل اعتبر نفسه شخصاً غير كفؤ.
منذ لحظة صعوده على سطح السفينة، حمل في قلبه هدفاً آخر غير حماية بحر الإمبراطورية.
‘لنعد إلى الوطن دون أي تعقيدات.’
أشجع محاربي ساحة المعركة، الصيادون الذين يصطادون السمك، والمسافرون الذين يعبرون البحر، كان لدى جميعهم نفس الفكرة وهم يراقبون المد والجزر الهائج.
أرادوا العودة بسلام.
كانت هذه أمنية جميع البحارة.
‘لن يرحب بي أحد على أي حال.’
كثيراً ما وجد كارل نفسه مضحكاً لرغبته في ذلك مثلهم.
مع موت عائلته ورفاقه، من سينتظره؟
حاول كبت فكرة العودة إلى الوطن وركز على المعارك.
حتى التقى إليزا……
[لقد عدت بسلام!]
رحبت به إليزا بابتسامة.
مهما كرر لها أن عليها ألا تنتظر، كانت تفعل الأمر نفسه.
رغم أنه قال إنه لا يستطيع العودة في الموعد المحدد وطلب منها ألا تضيع وقتها، إلا أنها انتظرت كارل بعناد.
فبطبيعة الحال، أصبحت غرفة الإستقبال مساحة إليزا.
تغلغل وجود إليزا تدريجياً في حياة كارل اليومية الجافة.
في كل مرة تطأ فيها قدمه اليابسة، كان يرغب في لقائها. كان يتطلع إلى ذلك.
حتى في معارك الحياة والموت، كان يتذكر أحياناً تلك الإبتسامة الجميلة.
‘أريد العودة.’
أراد العودة إلى المنزل الدافيء حيث تكون إليزا.
قاتل كارل وهو يفكر في ذلك فقط.
في مرحلة ما، تغير الهدف من ‘حماية بحر الإمبراطورية’ إلى ‘حماية المكان الذي توجد فيه إليزا’.
『أعلم كم أنت مشغول.
لا تقلق عليّ.
أنت تحمي العالم.』
في الأيام التي تصل فيها رسالة من إليزا، كان يحتفظ بها طوال اليوم ويقرأها مراراً وتكراراً.
استغرقه الأمر أياماً ليفكر في كيفية الرد. ثم وقعت عيناه على التقويم الذي على مكتبه.
‘عيد ميلاد إليزا قريب……’
لم تذكر في الرسالة شيئاً عن حفلة عيد الميلاد القادمة أو الهدايا.
ربما لم ترغب في إخباره عن حفلة عيد الميلاد.
خطيب عسكري صارم لا يعرف شيئاً عن المجتمع الراقي سيُحرجها فقط.
‘يجب أن ألغي إجازتي.’
أمسك طلب الإجازة الذي كتبه بتاريخ يتزامن مع يوم عيد ميلاد إليزا وألقى به في سلة القمامة.
لم يُرد أن يحضر الحفلة دون دعوة ويسبب لها المتاعب.
كتب رداً هادئاً، وهو يخفي مرارته.
خوفاً من أن تشعر بالثقل، لم يذكر شيئاً عن عيد ميلادها.
خطط لإرسال هدية رسمية لاحقاً.
كان هذا أفضل ما يمكنه فعله كخطيب يعاني من نقص في جوانب كثيرة.
‘بعد انتهاء الحرب……’
عندها، سيعيش من أجل إليزا فقط.
سيصبح زوجاً لن تخجل منه، وسيتشاركان لحظات الفرح والحزن معاً.
لكن الأمل لم يدم طويلاً.
كسرت نبوءة الصمت الطويل للمعبد وغيّرت حياته تماماً.
**********
「لقد قرأتِ جميع الفصول المفتوحة من <كيف تصبح زوجة البطل>.
نقص في المال! إذا انتظرتِ 23:59:59، يمكنكِ قراءة الفصل التالي مجاناً.」
“هل تمزح معي؟!”
ستتركني متحمسة هكذا عند هذا الفصل؟
كنت أعلم أن 6000 نقداً لن تكفي، لكنني لم أتوقع أن يتوقف عند الجزء الأهم.
هل هذه خدمة تسمح لي بتجربة صبر إليزا وتحملها ولكن لمدة 24 ساعة؟
“التطور بطيء جداً…… متى سيتحدث هذان الشخصان؟”
كان الأمر محبطاً لدرجة أنني كنت أضرب صدري كالغوريلا طوال الوقت أثناء قراءة الرواية.
أريد حبسهما في غرفة لن يستطيعا الخروج منها حتى يتحدثا.
أريد إجبارهما على حضور برنامج واقعي لتوجيه الحياة الزوجية.
ألم يطلب أو يفكر أي منهما في الإعتراف للآخر وجهاً لوجه؟
ولا مرة واحدة؟
“سأمسك بهما وسأجعلهما يتحدثان بسرعة.”
إنها فوضاهما، لكنني لا أعرف لماذا أشعر بالإرهاق.
أغلقتُ نظام المكتبة وسقطتُ على الأريكة.
عندما أغمضت عينيّ وظللتُ ساكنة، شعرتُ أن ذهني المشوش بدأ يهدأ قليلاً.
‘على الأقل اكتشفتُ أن الأمر مرتبط بالمعبد، وهذا أمر جيد.’
كما هو متوقع، كان لنبوءة المعبد تأثير كبير على علاقتهما.
ربما لهذا السبب تصرف كارل بيأس وطلب الإنفصال فجأة.
سأكون قادرة على استنتاج المحتوى الذي لم أقرأه إلى حد ما بعد التحقيق في المعبد.
آمل أن تتم الموافقة على طلب زيارة المعبد……
دينغ.
في تلك اللحظة، فُتح باب المكتب، وتردد صدى صوت رنين الجرس بوضوح.
فكرتُ في فتح عينيّ لأتفقد من دخل…… لكني تساءلتُ مجدداً إذا كان هناك حاجة لذلك حقاً.
لأن هناك شخص واحد فقط سيأتي إلى المكتب في مثل هذا الوقت.
على الأرجح دامون، الذي عاد من التسوّق للبقالة.
ثم سمعتُ صوت نزعه لسترته، وصوت ترتيب الأواني المتناثرة بعد دخوله.
“……”
توقف في مكانه فجأة أمام الأريكة التي استلقيت عليها.
شعرتُ بنظراته تُحدّق بي بإصرار.
“لا أفهم.”
مع همس خافت، هبت رائحة مطر باردة على أنفي.
“لماذا تنامين هنا مجدداً؟”
بالحكم على صوته الذي بدا قريباً جداً، يبدو أنه انحنى نحوي ليُراقبني.
وصلت تنهيدة خفيفة إلى جبيني.
“هل تحبين النوم في أوضاع غير مريحة……؟”
مستحيل. كما لو أن أحداً يحب ذلك.
التعليقات لهذا الفصل " 26"