“تواصلتُ مع السيدة مايكونري قبل أسبوعين من حفل خطوبة إردان.”
“…ماذا؟”
“طلبتُ منها أن تعمل خادمة لدى إيلوديا.”
“خادمة…؟”
“نعم.
كانت خطتي أن أستعين بالسيدة مايكونري لبثّ بذور الانقسام بين إردان وأولئك الوكلاء الذين يتولّون شؤون إقطاعيته.” تابعتُ الحديث وأنا أحدّق في عيني رونا المتسعتين من الدهشة.
“الوكلاء في المقاطعة ينقسمون إلى فئتين: فئةٌ متجذّرة في الفساد وموالية لإردان، وأخرى ضاقت ذرعًا بما آلت إليه الأوضاع.”
“…”
“كسب ولاء الساخطين أمر يسير، أما العقبة الكبرى فتكمن في أولئك الذين ربطوا مصالحهم بمكانة إردان.”
“…”
“سيقاتلون لحمايته، لا وفاءً له، بل صونًا لمكاسبهم.
لذا سعيت إلى شق صفوفهم، لعزله وتجريده من نفوذه في غيابه.”
“…”
“وإن عاد إردان ليجد أن وجوده لم يعد نافعًا لهم، فسيبدأون بالتفكير في اقتراح تنصيب مركيز جديد.”
هم يظنون أن وضع وريث صغير عديم الخبرة سيكون فرصة سانحة، ليعودوا إلى عبثهم المعتاد بلا حسيب. أولئك الذين سلّموني الختم دون أن يكلّفوا أنفسهم حتى عناء البحث عن إردان المفقود، هم أنفسهم من سيُقدِمون على ذلك.
“بكسب ولاء كل الوكلاء، ستصبح الإطاحة بإردان مسألة وقت.”
ورغم أن سلطة تغيير رأس العائلة لا تقع ضمن صلاحياتهم، فإن دعمهم لي سيمنحني القوة الكافية للإطاحة به.
“هذا يعني…” تمتمت رونا التي كانت تصغي بصمت، قبل أن تلمع عيناها فجأة
“أنكِ تخطّطين للانتقام من إردان؟!”
أومأتُ مبتسمة بهدوء.
“نعم.
لا يمكنني أن أقف متفرجة بعد الآن.”
“كنت أعلم!” قفزت رونا بسعادة غامرة.
“ولهذا السبب تواصلت مع السيدة مايكونري.”
“آه…”
“ظننتُ أن إيلوديا لن ترفض خادمة خدمت الليدي بريسيلا طويلًا حين تطلب منها أن تصبح خادمتها.”
وكنت على يقين بأن السيدة مايكونري قادرة على التلاعب بإيلوديا بما يخدم مصلحتنا.
رغم عجرفتها وتكاسلها أثناء خدمتها لبريسيلا، إلا أنها كانت تملك موهبة نادرة في استشعار الغضب قبل أن ينفجر.
كانت دائمًا تنجو من نوبات غضب بريسيلا المتكررة، بلا خدش يُذكر.
آنذاك، كنت أجدها مزعجة حدّ النفور، لكن إن وُجدت امرأة قادرة على التعامل مع إيلوديا بدهاء، فهي بلا شك مايكونري.
توقعت أنها ستفضح نفاق إيلوديا وتستغله ببراعة.
“لكن خلال أسبوعين فقط، أصبحت خادمة لإيلوديا، رغم أنها كانت تقيم في ضيعة عائلتها في فيديليو.” نظرتُ إلى رونا بنظرة متفحصة.
“…”
رونا، التي كانت قبل قليل تتراقص فرحًا، أطبقت شفتيها وأشاحت بوجهها، تحوم بنظراتها في كل اتجاه لتتفادى عينيّ.
“وأنتِ… تم طردكِ، وبقيتِ في العاصمة.”
“…”
“أمتأكدة أنكِ لا تعلمين شيئًا؟”
حين التقيت برونا أول مرة، غمرني الفرح برؤيتها، فلم أُلقِ بالًا للتفاصيل.
لكن حين أمعنت التفكير لاحقًا، بدأت علامات الاستفهام تتكاثر.
ربما كان الأمر مجرد صدفة… وربما لا.
“أتيتُ إلى العاصمة لأبحث عنكِ، سيدتي ليريبيل.” قالتها رونا بحذر، وهي ترمقني بنظرات قلقة.
“كنتُ في نظر الجميع ميتة، أليس كذلك؟”
أشارت رونا بيديها على عجل.
“كيف لي أن أصدّق ذلك؟! بعد كل ما عايشناه معًا… هل تظنينني أؤمن بأن ليريبيل قد تختفي دون أن تُبدي مقاومة؟”
“…”
“ليريبيل التي لا تهدأ حتى تُشبع غضبها؟ تلك التي قد تحفر الأرض بأظافرها لتنال من إردان؟ مستحيل أن تسقطي دون قتال.”
“…”
“حتى لو ذهبتِ إلى الجحيم، كنتُ على يقين أنكِ ستعودين لتأخذي بثأرك.
وها أنتِ تعودين، كما توقعت، أقوى من أي وقت مضى، وتخططين للانتقام.”
صراحةً، لا أجد ما أردّ به على هذا.
“ذهبتُ مباشرة إلى ضيعة ليتريول بعد طردي، لكن لم يكن أحد قد رآكِ!”
“فجئتِ إلى العاصمة؟”
“نعم.
العاصمة تعج بالأخبار، وظننتُ أنني سأعثر على خيط يقودني إليك.”
“أُقدّر قلقكِ عليّ… لكن هل أنتِ واثقة تمامًا أنكِ لا تعرفين شيئًا عمّا يجري في المقاطعة؟”
شبكت رونا يديها وبدأت تتململ، ثم همست بصوت خفيض: “إن وعدتِني ألا تلوميني على تدخّلي، فسأخبرك.”
إذًا… فقد فعلت شيئًا.
ونبرتها تلك توحي أن الأمر ليس بالهيّن.
أومأت لها بإيماءة يغلب عليها القلق والجدية.
“في البداية، كان الأمر لمجرد أن أشغل نفسي أثناء انتظاري لكِ، سيدتي.
تواصلتُ مع السيدة مايكونري بدافع مفاجئ، دون أن أعلم إن كانت ستستجيب.
كنت بحاجة لفعل أي شيء، أي شيء على الإطلاق، لأشعر ببعض الطمأنينة.”
وضعتُ يدي على ذقني أفكّر… إذًا، إيلوديا باتت معزولة تمامًا.
كنت أظن أن إيلوديا تعيش بهدوء الآن، فبما أنني لم أعد موجودة، لم يعد هناك من تُصبّ عليه نقمتهم.
وبصفتها السيدة عليهم، يصعب عليهم التعبير عن امتعاضهم منها.
كما أن كراهيتهم لها كانت مبنية على مبادئ أخلاقية، لا على أذى مباشر، وهذا يجعل الغضب يتبدد سريعًا.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 87"