لكن… بما أنكِ كنتِ خادمة أيضًا، فلعلّكِ لا تجيدين ذلك؟”
وقعت كلماتها كصفعة مدوّية على قلب إلوديا.
يا للعار! ما الذي سيظنه الجميع بها؟ احمرّ وجهها خجلًا، وتجمّد لسانها من وقع الصدمة.
لكن الأسوأ… أن أحدًا لم يتدخل.
كل العيون كانت ترقب، تقيّم، تتشفّى، بلا ذرة تعاطف.
حتى هؤلاء؟! هل لا يقفن إلى جانبي؟ ترقرقت الدموع في عينيها.
صفعة—
رفعت إلوديا رأسها مصعوقة من صوت الضربة.
صرخت مايكونري: “ما الذي تفعلينه؟! كيف تجرؤ خادمة تافهة على مخاطبة سيدة المركيزية المقبلة بهذه الوقاحة؟!” ثم صفعت رونا بقوةٍ لا تهاون فيها.
امتلأت عينا إلوديا بمشاعر عارمة.
لأول مرة منذ دخولها هذا القصر، يقف أحد إلى جانبها.
غير أن ابتسامتها تلاشت سريعًا، فقد كانت متأكدة أن رونا لن تستسلم، وستقلب الطاولة كعادتها، مثلما فعلت سابقًا.
لكن…
“م-ما الذي تفعلينه هنا، سيدتي…؟!” تمتمت رونا، مرتجفة.
أجابت مايكونري بجفاء: “هل وجودي هنا مزعج؟ أم أن سلوككِ هو المزعج؟”
أجهشت رونا بالبكاء: “أرجوكِ… سامحيني! هذه المرة فقط!”
كانت دموعها حقيقية، وقد شهقت إلوديا من المفاجأة.
صرخت مايكونري: “غادري فورًا! ولا تجرئي على إزعاج السيدة إلوديا مجددًا! وسأبلّغ رئيسة الخدم بشأن عقابك.”
ركضت رونا باكية، ودموعها تنهمر بغزارة.
قالت إلوديا، مذهولة: “ما الذي حدث لتوّه؟”
أما مايكونري، فقد بدّلت نبرتها تمامًا، وابتسمت بلطف وكأن شيئًا لم يكن.
“كنت أعمل مع رونا في خدمة السيدة بريسيلا.
كانت كثيرة الأخطاء، وكنت أوبخها دومًا.
ربما لهذا تخافني.”
ترددت إلوديا، مأخوذة بهذه التحوّلات في شخصية مايكونري: بين الحزم واللين، بين التوبيخ والحنان.
“كنتِ خادمتها؟”
“نعم.
خدمتها كخادمة شخصية حتى وفاتها.”
ثم اقتربت منها ونظرت إليها بعين قلقة.
“سيدتي إلوديا، لا يبدو أنكن بخير… أنصح بتأجيل الحفل.
أرجو أن تتفهمي.”
ثم طلبت من الجميع الانصراف، وأمرت الخادمات بتنظيف المكان، كما استدعت رئيسة الخدم لبحث عقوبة رونا.
نفّذ الجميع تعليماتها دون اعتراض، في دلالة صريحة على مكانتها الرفيعة.
إنها هي… تألقت نظرة إلوديا وهي تراقب مايكونري.
شعرت بيقينٍ تام أنها بحاجة إليها إلى جانبها.
لم تكتفِ بالدفاع عنها، بل أعادت الهيبة للموقف، بتصرّف حازم وتقدير مكتسب من سنوات خدمتها لبريسيلا.
ستكون حليفة لا تُقدّر بثمن.
قالت مايكونري بابتسامة حنونة: “هل أنتن بخير؟”
“أنا؟ آه… نعم، بخير.”
“إذن، أستأذن بالانصراف.
نلتقي قريبًا، سيدتي.”
ترددت إلوديا، ثم قالت: “انتظري… ما رأيك أن نبقى قليلًا ونتحدث؟”
أجابت مايكونري: “تبدين متعبة.
وإن لم يكن هناك مانع، سأزورك لاحقًا.”
أومأت إلوديا برأسها، وقد لمست في كلماتها صدقًا حقيقيًا.
لم تكن قد تخلّصت بعد من آثار تلك الصدمة.
—
وبعد أيام…
قالت مايكونري، بصوت هادئ وهي تقف أمام إلوديا:
“أرغب بأن أكون خادمتكِ الشخصية، سيدتي إلوديا.”
رمشت إلوديا بدهشة… غير مصدّقة ما تسمعه.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 61"