اتسعت عينا إلوديا في ذهول، تتأمل بدهشة بين وجه إردان المتجهم والوثائق التي ناولها إياها.
“نعم”، أجابها بنبرة مقتضبة وملأها التبرم
“ألم تكوني صاحبة فكرة إقامة حفل الخطوبة؟ أليس من البديهي أن تتكفّل السيدة بإعداد المناسبة؟”
كانت الأوراق التي بين يديها تحوي تفاصيل الترتيبات كافة.
وفي الأصل، لم يكن إردان ينوي إلقاء هذا العبء عليها؛ بل كان يخطط لإصدار تعليمات عامة إلى خدمه كما فعل في مراسم تنصيبه.
غير أن الفوضى العارمة التي شابت تلك المناسبة، وسط حشد النبلاء، دفعته لاتخاذ قرار حاسم: لن يسمح لكبريائه أن يُهان مرة أخرى.
لقد أصيب كبرياء إردان في مقتل حين راجت ألسنة الناس تلوك الإخفاقات التي شابت حفل تولّيه اللقب، لذا عزم أن يجعل من خطوبته مناسبة باهرة تعوّض خيبته السابقة.
إلا أنه، وكعادته، لم يكن يدري من أين يبدأ، ولم يكترث بأن يعلم.
“أعدّي التحضيرات كما ينبغي.”
تمامًا كما فوّض أمر مراسم التنصيب إلى خدم القصر، ها هو اليوم يُلقي عبء حفل الخطوبة فوق كاهل إلوديا.
في المرة الماضية، أسفر سوء التنظيم على يد خدم غير متمرّسين عن سيل من التذمرات، وهي زلات قد تُغتفر في دعوة شاي بسيطة، لكنها عار لا يُمحى إن وقعت في احتفال ضخم يحضره نبلاء الإمبراطورية.
وبينما يلجأ الكثيرون إلى إصلاح أخطائهم بأيديهم، كان إردان دائمًا استثناء.
“لا بد أنكِ اعتدتِ على مثل هذه المهام حين كنتِ دوقة كبرى، فلا أظن الأمر سيكون عسيرًا عليكِ.”
من وجهة نظره، كان من المنطقي أن تتولّى هي زمام الأمر.
فلطالما أدارت مناسبات رسمية حين كانت في منصبها السابق.
لكن إلوديا أجابت بصوت خافت وارتباك ظاهر: “أنا… لم أتولَّ أمرًا كهذا من قبل.”
فردّ ببرود جلي: “صحيح أنه يُدعى حفل خطوبة، لكن مضمونه لا يختلف كثيرًا عن الاحتفالات السنوية التي كنتِ تشرفين عليها.”
ولاءهن لأزواجهن كان مطلقًا، لذا احتقرن النساء اللاتي يقمن علاقات غير مشروعة، ورأين في إلوديا تجسيدًا لهذا الانحلال.
“بالمناسبة، كيف يجب أن نخاطب تلك المرأة؟ لم تعد دوقة.”
“نادوها فقط بـ(السيدة)… أو شيء من هذا القبيل.”
“ياللسخرية! أن نخاطب امرأة من العامة بألقاب الاحترام!”
“لكن لا خيار لنا.
فبمجرد زواجها ستصبح سيدة القصر.”
“الحفل لم يُقم بعد، من يدري؟ ربما لن يتم الزواج أصلًا.”
“إذن… هل يمكننا تجاهل الألقاب؟”
لقد كان نفورهن منها نابعًا من أصولها المتواضعة.
وهنّ، بوصفهن نساء عائلات نبيلة، لم يكن يطيب لهنّ الانصياع لامرأة لا تنتمي إلى طبقتهن.
وهكذا، أخذت تنهّدات الاستياء تتصاعد بصوت خافت بينهن:
“هف…”
“آه…”
“تنهيدة…”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 60"