“عذرًا.” ترددت للحظة، ثم مدّت يدي لتسوية خصلة شعره الجانبية.
“يبدو أفضل هكذا، مع بعض الفوضى، من التسريحة المثالية التي تعتمدها عادة.” تمتمتُ وأنا أسحب يدي.
لم أقصد قول ذلك… لكن الحقيقة أن تسريحة الـ2:8 المنمّقة لا تليق بأي أحد بسهولة، ولا حتى بكاسروسيان.
وملامحه القوية بدا أنها تتناغم أكثر مع الشكل الطبيعي قليلًا…
آه…
“آسفة، لم يكن من اللائق أن أقول ذلك.” اعتذرت حين لاحظت الخجل الذي غطى ملامحه خلف نظارته.
تجاوزتُ حدودي.
“لا بأس.”
“…؟”
عندما هممتُ بإدارة وجهي، فتح فمه ثم أغلقه بضع مرات قبل أن يقول:
“بإمكانك قول ما تشائين… في أي وقت.” قالها وهو يرمق صورة مؤطرة معلقة على الجدار.
كلماته بدت بسيطة، لكنها حملت في طيّاتها شيئًا أعمق… كأنه يمنحني إذنًا ضمنيًا بالاقتراب.
…أتراني أتوهّم؟
—
جلس كاسروسيان على مقعده مطولًا بعد عودته إلى الغرفة.
[ “ألم تخدعني لأنك لم تكترث إن كرهتك؟”
“لو كان الثمن هو المضي قدمًا دون ضوضاء مقابل كراهية شخص لا تعرفه، ألم يكن ذلك لا يهمّك؟”]
ظلّ يتأمل في كلمات ليريبيل…
لقد كانت محقّة.
كان ذلك الأسلوب هو الأكثر ألفة وسهولة بالنسبة له.
استعاد كاسروسيان ذكريات لقائه الأول بليريبيل، حين هاجمها البارون دينيس.
كان قد أعدّ لها بعض الفخاخ، وكان بوسعه أن يمنع البارون من دخول غرفتها…
أن يحميها بصمت من تهديدات إردان دون تنبيهها.
لكنه لم يفعل.
راقب بصمت حتى رأت ليريبيل البارون بعينيها، ثم أخبرها لاحقًا أن إردان هو من دبّر الأمر.
لم يكن ذلك كل شيء.
لقد قتل البارون دينيس وأخفى جثته، وطمس الأدلة التي تدين إردان بمحاولة قتلها.
بل حتى حين حاولت الهرب خفية من قصر الماركيز، جعلها تغفو دون علمها، ليمنعها من الرحيل.
أراد أن تتوجّس من إردان، وأن تبحث عن حماية، وتطلبها من العائلة الإمبراطورية… منه هو تحديدًا.
لم تكن لديه مصلحة شخصية في صراعها مع إردان، لكنه صنع لنفسه مبررًا للتدخل.
بعبارة أخرى، وإن كان تدخّله جاء بطلب من بريسيلا، إلا أنه لم يتردد في ترتيب الأمور لتمكين نفسه من التصرّف بحرية أكبر.
وقتها، ظنّ أن الحظ ابتسم له بفضل حماقات إردان.
وكما قالت ليريبيل…
لم يكن يشعر بالذنب، ولم تكن تعنيه مشاعرها أصلًا.
ومع ذلك… لماذا أشعر الآن بالذنب؟
خفض كاسروسيان عينيه، وأخذ يتفحّص ما حوله.
مدّ يده نحو درج المكتب وأخرجه.
كانت هناك رزمة أوراق لا بأس بسماكتها.
[إلى الإمبراطور العزيز والمبجّل]
كانت تلك رسالة أرسلتها إليه ليريبيل في وقت سابق.
تسعٌ وعشرون صفحة، كل سطرٍ فيها يغمره الامتنان الخالص.
“هل كان ذلك… من تلك اللحظة؟” تمتم كاسروسيان بصوت خافت.
منذ تسلّمه تلك الرسالة الطويلة، التي تقطر امتنانًا صادقًا ونقيًا، شعر وكأن شوكة صغيرة قد انغرست في حلقه.
شوكة لا تؤلمه بشدة، لكنها تزعجه في كل مرة يحاول ابتلاع صمته.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 49"