الفصل 188

 

في الأماكن التي تحتوي على العديد من الأدوات السحرية، يحدث أحيانًا دوار سحري. كانت هذه معرفة قديمة، وجريس كانت تعرف ذلك جيدًا لأنها سبق أن مرّت بهذه التجربة. 

 

في السابق، عندما سقطت وسط حشد من الناس، اعتقدت أن الأمر مجرد تمثيل للإصابة بدوار سحري، لكنها بعد أن فهمت طبيعة جسدها، أدركت أن سبب سقوطها في إدارة البوابات كان بالفعل دوارًا سحريًا.

 

في ذلك الوقت، كانت طاقتها المقدسة مقيدة، وعندما تعطلت الدائرة السحرية للأداة السحرية، شعرت باشمئزاز من طاقة الحجر السحري. 

 

السبب وراء شعورها بالغثيان عند سماع صوت دوق جارتي كان على الأرجح بسبب تشغيله لإحدى الأدوات السحرية.

 

“أوه…”

 

كان جسدها يؤلمها بالكامل. المكان الذي استيقظت فيه جريس كان عبارة عن فضاء مظلم تمامًا. يبدو أن الطابق السفلي قد انهار بسبب الانفجار.

 

‘لقد صدم دوائر الأدوات السحرية وتسبب في انفجارها…’

 

تذكرت الطريقة التي استخدمتها سابقًا في الاتحاد السحري. لم يكن الأمر بهذا الحجم الكبير في ذلك الوقت، لكنه كان مشابهًا لما يحدث الآن.

 

‘هل كان هذا متوقعًا؟ كيف؟’

 

“هل أنتِ بخير…؟”

 

“….!”

 

سمعت صوتًا ضعيفًا يتلاشى بجانبها في الظلام.

 

“أأنت؟ أنا بخير. وأنت؟”

 

“أنا بخير… أوه…”

 

بسبب الألم الذي انتشر في جسده، لم يستطع بنيامين إكمال كلامه.

 

“أنتَ لستَ بخير! بالطبع أنكَ تتألم! ماذا يجب أن أفعل؟ عليك أن تتلقى العلاج فورًا.”

 

كان جسده بجانبها مباشرة. بعد الانفجار، يبدو أنه حاول بكل طريقة أن يصل إليها ويحتضنها لحمايتها.

 

رغم أن هناك قطعًا ضخمة من الحطام قد سقطت عليهم وضغطت عليهم، إلا أن بنيامين استطاع حمايتها، فلم تصب بأي أذى.

 

“في هذا القصر توجد العديد من القطع الأثرية.”

 

“قطع أثرية؟”

 

“نعم، الأدوات السحرية تُصنع في الأصل من القطع الأثرية. لم يكن هناك مشكلة طالما أنها لم تُستخدم…”

 

“إذن تعتقد أن الانفجار مرتبط بهذه الأدوات؟”

 

لم يجب بنيامين، لكن جريس فهمت من صمته أن ذلك صحيح.

 

“هل كان دوق جارتي يعلم بوجود القطع الأثرية؟”

 

“إنه من العائلة الإمبراطورية .”

 

العائلة الإمبراطورية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعائلة دوق فيلتون. كما تعرف عائلة فيلتون الكثير عن العائلة الإمبراطورية ، فإن العائلة الإمبراطورية تعرف تاريخ عائلة فيلتون.

 

عائلة دوق فيلتون تحمي الشمال، ولكنهم يقيمون في الغالب بالعاصمة، ولا يقضون الكثير من الوقت في القصر الدوقية. 

 

لهذا السبب، كانت المعلومات عن القصر مدفونة بعمق في الأرشيف الإمبراطوري ، ولكن كان بالإمكان الوصول إليها إذا طلبت.

 

“لكن، دوق جارتي محاصر هنا معنا، أليس كذلك؟”

 

“كما قال الفارس المقدس الذي قابلناه عند وصولنا، سيأتي فرسان آخرون قريبًا.”

 

“هل سيأتون لإنقاذ دوق جارتي والقبض علينا؟”

 

“نعم. وهناك احتمال كبير أن يكون دوق جارتي قد نُقل إلى مكان آخر بينما كنا فاقدي الوعي.”

 

الفارس المقدس أشار إلى جريس وبنيامين كأنهما قوى تخطط لتمرد. لم يكن هناك أي فرسان آخرين في ذلك الوقت، لكن نظرًا لوجود بوريس ودوق جارتي هناك، كان من الواضح أن آخرين سيصلون قريبًا.

 

بنيامين استحضر في ذهنه آخر مشهد رآه لدوق زارتي. الرداء الذي كان يرتديه دوق زارتي كان في الواقع أداة سحرية لامتصاص الصدمات. كان مخططه هو أنه إذا فشل في إقناع جريس ، فإنه سيقوم بتفجير الأدوات السحرية في لحظة.

 

“إذا اندلعت الانفجارات فجأة، فلن يكون هناك وقت لاستخدام الطاقة المقدسة…”

 

حتى الطاقة المقدسة تتطلب أن يكون الشخص حيًا لاستخدامها. بنيامين أدرك أخيرًا خطة دوق جارتي كاملة، وضاقت عيناه استياءً.

 

كان دوق جارتي يتحكم في كل شيء، حتى حالة الإمبراطور الحالي. وبما أن قديسة كانت تعتني سرًا بولي العهد، لم يكن لدى جريس وقت للقاء الإمبراطور بمفردها، وكان دوق جارتي، بالتعاون مع المعبد، هو من يتولى الأمر.

 

الإمبراطور الحالي فقد حماسه بعد وفاة الإمبراطورة، ولم يظهر في المناسبات الرسمية إلا عندما تحدثت جريس في مأدبة القصر الإمبراطوري .

 

ولكن، ماذا لو كان فقدان حماسه ليس فقط بسبب وفاة الإمبراطورة؟ ماذا لو كان الأمر مشابهًا لما حدث مع جريس ؟ فجأة، بدأت الأمور تترابط.

 

حتى زواج شقيقة جريس فيلتون من أحد رجال دوق جارتي، وعدم تقديم الدعم من المقاطعة المجاورة عندما تلوثت أراضي كونت أرديل، كلها بدأت تتضح.

 

“سيد تلك الأرض كان سيلفي، لكن من قدمته كوكيل لسيد كان شخصًا أنا عرفته. كان دوق جارتي يخطط لإلقاء اللوم علي إذا حدثت مشكلة لاحقًا، لخلق انقسام بيني وبين سيلفي وإضعاف حقه في وراثة العرش.”

 

إذا مات بنيامين وجريس هنا، فستتحقق خطة دوق جارتي بالكامل. وللأسف، كانت الخطة تُنفذ بالفعل بخطوات ثابتة.

 

جريس كانت تشعر باليأس بسبب عدم قدرتها على استخدام قوتها المقدسة.

 

“لقد استطعت استخدام القليل من الطاقة سابقًا، فلماذا الآن لا أستطيع استخدامها على الإطلاق؟”

 

“ماذا نفعل الآن؟”

 

“زوجتي…”

 

 

“ماذا نفعل الآن؟ نحتاج إلى البقاء على قيد الحياة. هل تشعر بالألم؟”

 

صوت جريس كان يتلاشى بسبب القلق الذي كانت تشعر به. بالكاد استطاع بنيامين رفع ذراعه المتحركة ليحتضنها.

 

“لا… لا أشعر بالألم.”

 

“كاذب.”

 

“إذا كنت لن تصدقي، فلماذا تسألين؟”

 

ضحك بهدوء.

 

“انظري، حتى نطقي واضح، أليس كذلك؟ هل يبدو هذا كشخص على وشك الموت؟”

 

بأسلوب ساخر، قال بنيامين وكأنه يمكنه العيش لمدة 80 سنة أخرى. لكن صوته كان واهنًا، وكأنه سيغفو قريبًا.

 

‘لا يجب أن ينام الآن.’

 

جريس بدأت تلوم نفسها، تتساءل لماذا لا تستطيع استخدام قوتها المقدسة في هذا الوقت بالذات.

 

‘أليس من المفترض أن تكون القديسة قادرة على استدعاء قوتها المقدسة وقتما شاءت؟ لهذا السبب يحترم القديسات.’

 

‘هل أنا كائن غير مكتمل؟!’

 

رغم أن أحدًا لم يقل لها ذلك، بدأت جريس تشعر بإحباط شديد وتغرق في التفكير السلبي. كانت ترى حالة بنيامين تزداد سوءًا، لكنها لم تستطع فعل أي شيء لمساعدته.

 

جريس بدأت تغرق في اليأس، وهذا كان متوقعًا. كانت قدرة القديسة مرتبطة بالسعادة، ووضعها الحالي كان بعيدًا كل البعد عن السعادة.

 

بعد أن استنفدت الكثير من قوتها المقدسة في محاولة تحطيم الأثر المقدس، ثم تعرضت لتهديد حياتها من بوريس، وواجهت دوق جارتي، كان من المستحيل أن تستحضر أي ذكريات سعيدة.

 

“كح…”

 

سمعت جريس صوت سعال من بعيد.

 

‘من هذا؟!’

 

“آه…”

 

“كاهن بنديكت؟”

 

“إنه شخص عنيد للغاية. إذا تركناه على هذا الحال، سيموت قريبًا.”

 

كان بوريس يقف بالقرب من السقف المخترق، على الرغم من أنه بدا وكأنه قد نجا بصعوبة.

 

‘لهذا لم يمت بعد.’

 

لكن كما قال بنيامين ، لم يكن من المؤكد متى سيموت بوريس. وكان هذا ينطبق على جريس وبنيامين أيضًا.

 

“…”

 

بعد لحظة من التفكير، خاطبت جريس بوريس.

 

“كاهن بنديكت، لنتحدث.”

 

“…ماذا تريدين؟”

 

“كلنا قد نموت هنا، فلماذا لا نتحدث قليلاً كرفقاء في المصير؟”

 

بوريس لم يكن مرتاحًا للفكرة، وكان من الواضح أنه لا يحب جريس ، خاصة بعد محاولته قتلها.

 

“من الواضح أن دوق جارتي خانك، أليس كذلك؟”

 

“…”

 

“إذا تركت الأمور كما هي، قد يستغل دوق جارتي السيدة آريا التي تهتم بها كثيرًا أو يحاول القضاء عليها.”

 

“هذا… هذا غير ممكن…”

 

 

بسبب تصرفات دوق جارتي وكلماته، لم يستطع بوريس الجزم بأنه مخطئ.

 

“إذا خرجنا من هنا أحياء، ساعدنا.”

 

“…زوجتي؟”

 

بدا بنيامين مستغربًا عندما سمع جريس تطلب المساعدة.

 

“هه.”

 

صدر من بوريس ضحكة ساخرة.

 

“لنسمع ما لديكِ.”

 

‘أخيرًا.’

 

كان بوريس ينزف في تلك اللحظة. إذا لم يصل أحد في غضون 24 ساعة، فقد يواجه خطر الموت، ولذلك كان مستعدًا للتشبث بأي فرصة للبقاء.

 

“أفصح عن كل ما سمعته هنا. عن التعاون بين معبد جارتي ودوقية جارتي وتحالف الأدوات السحرية.”

 

“…من سيصدق كلام كاهن واحد فقط؟”

 

“كلام الكاهن وحده قد لا يكون ذا تأثير كبير، ولكن…”

 

نظرت جريس حولها في الظلام.

 

“في هذا القبو، يوجد الكثير من الآثار المقدسة المصنوعة من الحجارة المقدسة.”

 

“…!”

 

“يمكنك أن تقسم. وهذا شيء لا يستطيع أحد انتهاكه، أليس كذلك؟”