“هل سمعت الخبر؟ الآنسة شاروف مولعة بالشعر الأشقر.”

 

 

 

 

داخل قاعة الحفلات المتلألئة بثريات الكريستالية ضوءًا رائعًا.

 

 

 

 

لقد تأثر الناس بما قاله أحدهم.

 

 

 

 

“أي ليدي شاروف؟”

 

 

 

“بالطبع، إنها السيدة شاروف من دوق ديات!”

 

 

 

ولن يكون من المبالغة أن نقول إن جميع النبلاء من أعرق العائلات في العاصمة كانوا متجمعين هنا.

 

 

 

 

الشخص الوحيد الذي يتحدثون عنه جميعًا.

 

 

 

 

شايلين شاروف.

 

 

 

كانت في الأصل الابنة الكبرى للكونتيسة المتواضعة شاروفيت، وحتى العام الماضي، كان اسمها غير معروف لدى العديد من أفراد المجتمع الراقي.

 

 

 

 

لكن هذا العام تغير الوضع تماما.

 

 

 

لقد تصالح بشكل دراماتيكي مع عائلته من جهة والدتها، دوق ديات، الذي كانت تربطه به علاقة غريبة، وبدأت تعيش معهم كعائلة واحدة، مما أدى إلى ارتفاع سريع في مكانتها.

 

 

 

 

وبالإضافة إلى ذلك، فقد حظيت بنفسها باهتمام كبير من العالم لإظهار مهاراتها المتميزة في كل شيء.

 

 

 

 

“آه! بالمناسبة، سمعتُ أن شاروف  ستأتي اليوم أيضًا…”

 

 

 

 

في تلك اللحظة، صرخ الخادم الذي يحرس المدخل باسم شايلين بصوت عالٍ.

 

 

 

” الآنسة شايلين شاروفي ، تدخل الآن!”

 

 

 

كانت عيون الجميع مركزة على الباب.

 

 

 

 

دخلت امرأة ترتدي فستانًا شيفونًا أزرق فاتحًا بهدوء.

 

 

 

للوهلة الأولى، بدا وكانها قطة ذات تعبير حاد، لكن زوايا عينيها كانت مستديرة قليلاً، مما أعطاها شعوراً يشبه الأرنب.

 

 

 

كان الشعر الذي يبدو أنه منسوج بخيوط فضية دليلاً على أنها كانت من سلالة دوق ديات، وكانت العيون الزرقاء الشفافة التي تشبه الزجاج تنتمي إلى كونتيسة شاروفيت.

 

 

 

شوهد فارس ذو شعر أسود يرتدي قناعًا وهو يرافق شايلين، مما يجعلها أكثر وضوحًا.

 

 

 

“شكرًا لك، فقط توقف هنا.”

 

 

 

تركت شايلين يد الفارس وهمست بهدوء.

 

 

 

أومأ الفارس ذو الشعر الأسود برأسه لفترة وجيزة وأجاب بصوت باهت.

 

 

 

“سأذهب.”

 

 

 

“حسنًا، أراك لاحقًا.”

 

 

 

“… لا تستمتعي أكثر من اللازم.”

 

 

 

استدارت شايلين وهي تبتسم دون أن تجيب.

 

 

 

 

كان الناس يهمسون وينظرون إليها بمزيج من الفضول والاهتمام وهي تمشي بهدوء على السجادة.

 

 

 

“لقد كانت مهملة من قبل عائلة شاروفيت. أليس من المدهش أن يتغيّر وضعها هكذا؟”

 

 

 

 

“صحيح، من المعروف أن الكونت شاروفيت الحالي كان زوج أمها وعاملها بسوء عمدًا لجعل حياتها بائسة.”

 

 

 

 

“حقًا؟ إن كان الأمر كذلك، فأنا أيضًا أشعر بالأسف على الآنسة شاروف. سمعت أنها تواعد شخصًا ما الآن؟”

 

 

 

 

“ليس بعد. قالوا إنها لا تهتم إلا بالأشخاص ذو الشعر الأشقر.  لدرجة أنها كلما تحدثت، تقول أشقر، أشقر…”

 

 

 

“يقال أنها تطارد أى شخص لديه شعر أشقر دون تردد.”

 

 

 

لقد كانت أخبارًا جيدة للسيدات اللاتي لديهن أبناء بشعر أشقر.

 

 

 

 

شخص مثل شايلين وهي جميلة و موهوبة، وعائلتها من جهة الأم سوف توفر لها الدعم القوي.

 

 

 

لقد كانت عروسة مرغوبة للغاية.

 

 

 

لقد ألقوا نظرات خفية على شايلين، التي كانت تنظر حول القاعة بتعبير غير مبال.

 

 

 

 

ولكن شايلين لم تظهر أي اهتمام بهم.

 

 

 

لأنها،

 

 

 

‘أشقر، أشقر ،أين هو؟!’

 

 

 

لأن الناس منبهرون بجمال الشعر الأشقر أكثر مما تصوروا.

 

 

 

‘ لا بد أن بطلي موجود في مكان ما هنا…’

 

 

 

في الواقع، أنا مجنونة بالعثور على رجل أشقر.

 

 

 

رددت الدعاء الذي كانت تردده منذ الليلة الماضية بكل جدية في قلبها.

 

 

 

 

‘ يا إلهي، أرجوك أن تسمح لي بالعثور على بطل الرواية الذكر اليوم.’ 

 

 

 

أليس الحاكم هو الذي أعجب بهذا الإخلاص، بل نظام اللعبة؟

 

 

 

– دينغ!

 

 

 

【بطلكِ الذكر موجود على بعد 10 أمتار أمامكِ!】

 

 

 

مدت شايلين رقبتها مثل حيوان الميركات، وعيناها تلمعان.

 

 

 

 

أول شخص رأته، تقدمت نحوه بخطوات واثقة وسألته بصوت بارد.

 

 

 

 

“ما هو اسم السيد؟”

 

 

 

 

هل انت؟

 

 

 

هل أنت بطلي الذكر؟

 

 

 

رد الشخص الآخر بالعرق يتصبب على وجهه من النظرة المكثفة التي كانت تحدق فيه باستمرار.

 

 

 

 

“أوه، أنا كريس نورتون.”

 

 

 

“سررتُ بلقائك، سيد نورتون . هل يمكنك أن تدلني على الطريق؟”

 

 

 

 

“هاه؟ أي طريق…”

 

 

 

“الطريق إلى قلبك.”

 

 

 

 

لقد حدث زلزال في حدقة الرجل عند المغازلة المفاجئ.

 

 

 

 

ولكن شايلين لم تتوقف واستمرت في الحديث.

 

 

 

 

“يبدو أنك تحمل الكثير من الأعباء. ألا تشعر بالتعب؟”

 

 

 

 

“أنا؟ أنا أصغر إخوتي الثلاثة، لذا لا أتحمل أعباءً كثيرة…”

 

 

 

“اقصد عبء الجمال.”

 

 

 

ثم غمزت له بعينها.

 

 

 

 

كان وجه الفارس ذو الشعر الأسود الذي كان يراقب هذا من بعيد مشوهًا بعض الشيء.

 

 

 

 

لقد انبهر الجميع بتصرفات شايلين، الأمر الذي أثبت شخصيًا الشائعة التي تقول إنها مهووسة بالشعر الأشقر.

 

 

 

 

 

 

 

” سيد نورتون ، هل ترغب في الرقص معي في وقت ما-“

 

 

 

 

“وجدتكِ!”

 

 

 

لقد طلبت بجرأة أن ترقص، لكن شخصًا أمسك بكتف شايلين.

 

 

 

 

“لماذا تتجاهلين رسائلي يا أختي؟”

 

 

 

لقد كانت جانيس، أخت شايلين غير الشقيقة.

 

 

 

بمجرد أن رأت شايلين جانيس، تحولت عيناها على الفور إلى حالة من التجمد.

 

 

 

سألت جانيس مرة أخرى بغضب.

 

 

 

 

“هل تشعرين بالارتياح ل التخلي عني وعن أمي والذهاب إلى منزل دوق ديات؟”

 

 

 

“نعم.”

 

 

 

 

تجعّد وجه جانيس عند سماع الإجابة غير المترددة.

 

 

 

نظرت إلى شايلين من أعلى إلى أسفل بنظرة عدم موافقة.

 

 

 

فساتين فاخرة ومجوهرات باهظة الثمن التى كانت ترتديها بعيدة تمامًا عن إمكانيات جانيس المالية.

 

 

 

 

لقد وُلدت الأخت غير الشقيقة التي كانت في يوم من الأيام مهملة وبائسة من جديد بجمال راقي.

 

 

 

عندما كانت شايلين تعيش في منزل الكونتيسة شاروفيت، كانت بائسة وقذرة مثل الخادمة لكن الأمور مختلفة الآن.

 

 

 

 

جانيس، كانت أحشاؤها ملتوية، وعقدت حواجبها كما لو كانت على وشك الانفجار في البكاء وهي تنظر بغضب إلي شايلين.

 

 

 

 

“كيف يمكنكِ أن تفعلي ذلك؟ هل ثروة دوق ديات بهذه السهولة؟ لدرجة أنكِ ستتخلى عن عائلتكِ الأصلية من أجل المال…؟

 

 

رفعت صوتها عمداً وكأنها تريد أن يسمعها الجميع، وأخرجت منديلاً وتظاهرت بمسح دموعها.

 

 

 

انتشرت شائعة مفادها أن الأم وابنتها كانتا تتنمران على شايلين في الدوائر الاجتماعية، مما وضعهما في موقف محرج.

 

 

 

مع كل هذا الاهتمام الموجه إليها، كانت الخطة هي تحويل الشائعة وجعل الأمر يبدو وكأن شايلين هي المخطئة.

 

 

 

«لقد تركتهم لانها كانت عمياء بالمال!»

 

 

 

 

نظرت شايلين إلى أختها الصغرى، التي كانت تقدم عرضًا مليئًا بالدموع من كل قلبها.

 

 

 

 

“أوه، أنا مشغولة جدًا، لماذا تزعجيني بهذه الحماقات؟”

 

 

 

 

لا أستطيع أن أفتقد رجل أشقر واحد.

 

 

 

فتحت شايلين فمها بعيون ضبابية لتزيل العقبة من طريقها.

 

 

 

 

“جانيس، هل لا تعرفين لماذا كنت تجاهلت رسائلكِ أنتِ وأمي؟”

 

 

 

“حسنًا، هذا لأن أختي جشعة للمال”

 

 

 

 

“هذا لأنكِ ووالدتي تستمران في تقديم مطالب رهيبة، مثل مطالبتي بمعرفة أسرار عائلة ديات أو اختلاس الأموال وإعطائها لكما.”

 

 

 

لقد اتخذت خطوة إلى الوراء، والدموع تتجمع في عينيها.

 

 

 

 

كانت تعابير وجهها تسبق تعابير وجه جانيس بوضوح.

 

 

 كان ذلك كافيًا لنسيان المشهد الذي سبقها مباشرةً، حيث كانت تغازل رجل أشقر كنت أقابله لأول مرة.

 

 

 

“أنا أسفه، لكن لم أستطع تنفيذ هذه الطلبات. دوق ديات عائلة ثمينة جدا الأن.”

 

 

 

 

“ما هذا الهراء الذي تتحدثين عنه؟! متى فعلنا ذلك؟”

 

 

 

 

فقدت جانيس المضطربة وجهها الهادئ للحظة وردت بغضب.

 

 

 

 

في الواقع، كانت الأم وابنتها قد أرسلا رسالة مليئة بالإهانات، لكنهما لم يقدما مثل هذا الطلب أبدًا.

 

 

 

 

لكن شايلين، مصممة على محاربة التلفيق بالتلفيق، كانت ثابتة.

 

 

 

بدلاً من ذلك، سألت، وهي تبكي بصوت أعلى من ذي قبل.

 

 

 

“إذن، هل يُمكنني إبلاغ الرسالة التي أرسلتها لي أنتِ ووالدتكِ إلى صحيفة؟ صحيفة تُصدر صحفًا في جميع أنحاء الإمبراطورية؟”

 

 

 

 

“…… !”

 

 

 

 

“إذا كنتِ واثقة من موقفكِ، فلا مانع لديكِ، صحيح؟”

 

 

 

 

ارتعشت جانيس بشدة. كانت قلقة من أن يتم الكشف عن محتوايات الرسائل، ستتفاقم الشائعات حول سوء معاملتهما لشايلين و ستكون الأمور سيئة للغاية.

 

 

 

 

توجهت شايلين نحو جانيس التي كانت تعض شفتيها ولا تستطيع قول أي شيء، ووضعت يدها على كتفها وتحدثت بوضوح.

 

 

 

“بالطبع، إن لم ترغبي، فلن أكشف الأمر. لكن يا جانيس، أنتِ أيضًا، من فضلكِ توقفي عن قول هذة الأشياء الغريبة. لم أتخلى عن عائلتي أبدًا.”

 

 

 

في الحقيقه ينبغي وجود عائلة كهذة لتخلي عنها.

 

 

 

 

أعلنت شايلين، التي كانت تضحك لفترة وجيزة، بوجه صارم.

 

 

 

“لقد قمت بطرد الأشخاص الذين كانوا يأكلونني من حياتي.”

 

 

 

“أنتِ، أنتِ…!”

 

 

 

جانيس أصبح وجهها أحمر لامع، كانت على وشك الانفجار بغضب، لكنها بالكاد تمكنت من منع نفسها بعد أن أدركت نظرات من حولها.

 

 

 

أمسكت شايلين بكتف أختها الغير الشقيقة وهمست للمرة الأخيرة.

 

 

 

“لذا لا تعبثِ معي من الآن فصاعدًا. لسنا عائلةً ولا شيء من هذا القبيل.”

 

 

 

 

“…… !”

 

 

 

 

استدارت وتركت جانيس بوجه منتعش.

 

 

 

‘ أوه، إذن هل يجب علينا أن نحاول العثور على البطل الذكر مرة أخرى؟’

 

 

 

 

تدحرجت العيون الزرقاء الساطعة بشكل حاد مثل الوحش الذي يبحث عن فريسة.

 

 

 

 

إذا كانت هناك مشكلة…….

 

 

 

 

“ها، هذا مجنون.”

 

 

 

 

أشقر ملكي، أشقر قذر، أشقر رملي، إلخ.

 

 

زاد عدد الشُقر مع دخول المزيد من الحضور وهي تقاتل جانيس.

 

 

 

… … إذن هذا كل شيء.

 

 

 

هناك الكثير من الشُقر اليوم أيضًا.

 

 

 

 

تغيرت تعابيرُ شايلين بشكلٍ لا يُمكن السيطرة عليه. 

 

 

 

‘ مهما كان، أليس هذا مُبالغًا فيه؟’

 

 

 

 

‘يجب عليّ بالتأكيد العثور على بطل ذكر أشقر للخروج من هذا الجسد والعالم اللعين.’

 

 

 

 

“أيها الأوغاد المجانين، كيف يمكنني العثور على بطل ذكر بين كل هؤلاء الشُقر؟!”

 

 

 

 

كيف أجده؟

 

 

 

 

صرخت شايلين بصمت. شعرت بالإحباط الشديد حتى ظنت أنها ستنفجر.

 

 

 

 

‘أريد العودة! دعني أذهب، ارجوك!’

 

 

 

 

لأكون صادقة، أريد فقط أن أستلقي على الأرض وأثور مثل شخصية كرتونية للأطفال…

 

 

 

كانت قصه شايلين شاروف، التي تحولت من ابنة كبرى غير مهمة للكونتيسة إلى حفيدة دوق ديات المحبوبة، تشبة قصة سندريلا.

 

 

 

لكن هناك قصة حزينة حقًا وراء تحولها إلى هذا الشكل، وكان من الصعب جدًا الاستماع إليها دون دموع.

 

المترجمة:-💫Olivia💫