“لكنّ الذي جعل بلادَ الأميرة على هذا النحو هو سموّ وليّ العهد نفسه…”
“وما شأنُ البلاد في الحبّ؟ ثمّ فكّري في سموّ وليّ العهد. قد يكون مخيفًا بعض الشيء، لكنّه مهيبٌ إلى حدٍّ لافت. إذا أولاكِ اهتمامه، فأيُّ امرأةٍ تستطيع ألّا تقع؟”
العلاقةُ بين وليّ العهد الإمبراطوري روشان ڤيستيوس، الذي أخضع مملكةَ سيداس، وبين الأميرة الأسيرة التي قيل إنّها قُدِّمت للإمبراطور ثمّ حُبست لأسبابٍ غامضة، كانت مادّةً خصبة للشائعات.
تلك الأقاويل الرومانسيّة راحت تنتقل همسًا بين السيّدات الأرستقراطيّات وبنات النبلاء.
“يُقال إنّ جلالة الإمبراطور قتل إحدى محظيّاته ضربًا مرّةً أخرى.”
“مرّةً أخرى؟ ومن كانت هذه المرّة؟”
“امرأةٌ لا أذكر اسمها، راقصة سابقة.”
“وإن كانت من العامّة، فالأمر تجاوز الحدّ.
يستخفّ بالأرواح كأنّها ذباب… ثمّ إنّه لا يرفع يده إلّا على أصحاب الشأن الوضيع، حتّى ضجّ عامّةُ العاصمة بالشكوى.”
ومع ذلك، لم تكن هذه الشائعات لتضاهي تلك التي راجت حول اختفاء الإمبراطورة ليليانا المفاجئ، ولا حول الإمبراطور الذي قتل محظيّةً جديدة.
لا سيّما أنّ اختفاء ليليانا ترافق مع تغيّرٍ مريب في سلوك والدها، دوق داي.
أصحابُ الفطنة شحذوا أنظارهم، يراقبون مسرح السياسة الإمبراطوريّة.
“يُقال إنّ جلالة الإمبراطورة توجّهت إلى مولانغ، ولا موعدَ معلومًا لعودتها.”
“بحجّة المرض والاستشفاء في الجنوب… لكن مَن يصدّق؟”
“وبالمناسبة، تصرّفات دوق داي هذه الأيّام غريبة.
وقيل إنّه زار القصر الأزرق قبل سفر الإمبراطورة مباشرة.
الأمور تسير على نحوٍ غير مريح.”
الوحيدان اللذان لم يكونا على درايةٍ بكلّ ذلك هما مَن هم خارج دائرة السلطة، والإمبراطور نفسه.
فالإمبراطور، كعادته، كان في قصر العاج حيث اختفت ليليانا، ينفث دخان غليونه الطويل، منشغلًا بملاعبة محظيّته.
“جميلةٌ أنتِ.
كان ينبغي أن أُبقِيكِ إلى جانبي منذ وقتٍ طويل.”
“جلالتك حقًّا…”
“وهذا جديد أيضًا.
حين قيل لي إنّكِ تنامين على الأرض ظننتُه تخلّفًا.”
كانت العيون الزائغة تقلّد حياةَ ملوك البلاد البعيدة التي تنتمي إليها المحظيّة، فوق أرضٍ غُطِّيت بطبقاتٍ من فراء الوحوش.
وبدا أنّ أثر الأدوية القويّ امتدّ حتّى شعره، إذ انسدلت خُصلاتُه السوداء الطويلة مبعثرةً على الأرض.
التعليقات لهذا الفصل " 66"