كان مزاجُ الإمبراطور كيدريك، حتّى قبل ساعاتٍ قليلة، في غاية الصفاء.
‘حتى ذلك الحفيد قُتِل؟ حسنٌ فعلوا. أولئك الذين لا يُظهرون ولاءهم للإمبراطور لا يستحقّون إلا هذه النهاية.’
لم يكن يومًا سيّئًا.
خبرُ فناءِ أسرةٍ نبيلةٍ في إحدى المقاطعات، ممّن يُشتبه بانتمائهم إلى نفوذ روشان، قضى على ما تبقّى من نعاسه، أمّا الطبقُ الذي تلاه—المكوَّن من بيض ثمانيةَ عشرَ نوعًا من الطيور النادرة—فكان مُتقن التتبيل، فأبهج لسانه.
ثمّ جاء لقاءُ رسولِ سيداس.
كان رسولُ مملكة سيداس منسحقًا تحت هيبة الإمبراطور، يتذلّل كعبدٍ ذليل.
أعجبه الحزامُ الذي قُدِّم جزيةً، غير أنّ ما أثار دمه حقًّا هو التفكيرُ في تذوّق أميرة سيداس التي جُلبت غنيمةً.
كان كيدريك يرى أنّ الصبر خُلُقٌ لا حاجة له به بوصفه إمبراطورًا، غير أنّ انتظار اللذّة القادمة كان لذّةً أخرى بحدّ ذاته.
ولهذا، انطلق مسرورًا إلى حديقته الخاصّة، يتبعه الخدم، بل ويجرّ معه رسولَ سيداس أيضًا، ودعا—للتباهي والإغواء—خليلتين من محظيّاته.
‘ما رأيك في أزهاري؟ أليست جديرةً بالنظر؟ هذا ما لا يحقّ لرسول دولةٍ صغيرة مثلك أن يحظى به.’
كان الإمبراطور يضحك حتّى تلك اللحظة.
لكنّه، في حديقته الغريبة التي لا يُسمح بدخولها إلا له، وما إن أنزل نصف ثوب إحدى الخليلتين، حتّى بلغه عبر أحد الخدم خبرٌ أفسد مزاجه.
‘م، مولاي… جلبنا ما أمرتم به عن أميرة سيداس، لكن…’
التعليقات لهذا الفصل " 48"