لقد قمت بتبديل العربات على الحدود.

كانت عواصم بلدينا بعيدة عن بعضها البعض، لذا أحضرت معي كمية كبيرة من الأمتعة لهذه الرحلة الطويلة.

لقد تم توجيهي بالسفر خفيفًا، ولكن بما أنه كان من المتوقع مني أن أرتدي ملابس أميرة، فقد أحضرت معي العديد من الملابس والأحذية وقطع المجوهرات.

لقد كنت أتوق إلى إحضار كتاب واحد على الأقل، ولكن منذ أجيال عديدة، عندما استعمرت إمبراطورية فيثنوم مملكة باراتونيا، قاموا بحظر استيراد كل المعرفة، بما في ذلك الكتب.

ومع ذلك، من خلال النقل الشفهي من المستعمرين والمعرفة الموجودة بمملكة باراتونيا، ازدهرت المملكة، وتعلمت التكتيكات والاستراتيجيات العسكرية، وحصلت على استقلالها.

لو كان بإمكاني الوصول بحرية إلى الكتب والمواد الموجودة في مملكة باراتونيا، كنت سأوافق على هذا الزواج بكل سرور.

وبينما كنت أفكر في هذه الأفكار، كان يتم إعادة ترتيب أمتعتي، وأخيرًا صعدت إلى العربة التي ستحدد مصيري في مملكة باراتونيا.

“آه…”

“لقد نجحتِ يا كلير. كنتُ أعلم أنكِ ستأتين إلى بلدي. لم أستطع الانتظار أكثر، فجئتُ لأُحييكِ.”

كان أنيقًا كخادم، ووسيمًا. بشرته فاتحة، وشعره أحمر قصير، وعيناه بلون غروب الشمس. مع أنني في السابعة عشرة من عمري، إلا أنه بدا أكبر مني بقليل.

حتى وهو جالس، كان قوامه الطويل وبنيته القوية واضحين. كان يتحدث لغة فيثنوم الإمبراطورية دون أي لكنة.

وبينما كنت واقفًا متجمدًا عند مدخل العربة، أمسك بيدي بلطف، وبحركة سلسة بشكل مدهش، رفعني وأجلسني في المقعد المقابل له.

كان الإحساس غريبًا، كأنني بلا وزن، وشعرتُ وكأنني أطفو. لكن بعد ذلك، كنتُ جالسًا بأمان أمامه.

“أعتذر عن تأخيركِ. أنا أوغليا باراتونيا، ولي عهد هذه المملكة، والرجل الذي سيكون زوجكِ. سررتُ بلقائكِ يا كلير.”

“…أجد صعوبة في مواكبة الأحداث. أنت الأمير أوغليا، ولي العهد؟ هل يعني هذا أنني سأكون ولية العهد؟”

كنتُ أتوقع أن أتزوج شخصًا ليس من أهل العرش، لكن لدهشتي، كنتُ سأكون الملكة المستقبلية. 

لم أكن أثق بأمور مثل التعليم وكرم الضيافة، لذا كانت فكرة الزواج من هذا الرجل الوسيم أمامي مُرهقة.

كانت أختاي بيانكا أو ليليا ستسعدان بالزواج منه. أو بالأحرى، أشعر وكأنني أُستقبل بابتسامة مشرقة.

‘هل أنا رهينة؟ هل أنا كبش فداء يُذبح إذا انكسر السلام؟’

 ومع ذلك، كان يتحدث كما لو كان ينتظرني.

“اممم… كيف عرفت أنني قادمة؟”

“كلير مشهورة جدًا في بلدنا. بصراحة، فكرتُ في اختيارك منذ البداية. المعلومات من وطنكِ تصل إلينا أيضًا، ويُرسل أشخاص من وطنكِ إلينا أيضًا. هكذا هي الأمور.”

“نعم، أممم… أعتقد أنها اتفاقية صامتة…” أجبت، وأنا أشعر بعدم اليقين.

انطلقت العربة متجاهلةً حيرتي. 

كان الطريق في هذه المنطقة، التي أصبحت منطقة حرب قرب الحدود مع مملكة باراتونيا وفقدت بعض أراضيها، مُشيّدًا جيدًا ولكنه لا يزال وعرًا بعض الشيء.

كانت العربة أعلى جودة من تلك التي أُرسلتُ فيها في البداية، ولم تكن تهتزّ بنفس القدر.

 ابتسم لي زوجي المستقبلي، صاحب السمو أوغليا، بخجل.

“سيستغرق الوصول إلى وجهتنا بضعة أيام، لكنني لن أزعجكِ. كلير، خذي وقتكِ للتأقلم. الآن، دعينا نتحدث ونتعرف على بعضنا البعض.”

“شكرًا لك…؟” أجبته، غير متأكدة من نواياه.

لم أشعر بأنني رهينة أو ضحية، وقد اختارني منذ البداية.

 لم أستطع فهم ما كان يحدث، ولكن في الوقت الحالي، بدا الأمر وكأنني مُرحّب بي .