لقد شعرتُ بالفعل بقوتي تتغلغل بعمقٍ في كل زاويةٍ من جسد آرسين.
أغمضتُ عينيّ وركزتُ كل طاقتي، محاوِلةً نقل قوتي إلى أعمق مكانٍ ممكن.
انتشرت نسماتٌ خضراء منعشة وأشعة ضوءٍ حلزونية الشكل في أنحاء الغرفة.
مرَّت بضع دقائق على هذا الحال.
لحسن الحظ، لم أتحوَّل على الفور كما حدث سابقًا، ولم أشعر أن طاقتي كانت تتلاشى.
لكن ذلك لم يكن سهلاً، فقد تصبَّب العرق على جبهتي.
‘على الأقل، هذا مطمئن.’
لأنني استطعتُ معالجته.
كنتُ أرغب في أن أبقى طفلةً مفيدة في ييكهارت.
على الأقل حتى أصبح بالغةً وأحصل على استقلالي.
ابتسمت براحة، وواصلت التركيز على علاج آرسين.
أمسك جميع مَن في الغرفة أنفاسهم وهم يراقبوننا.
بدأت البقع الحمراء الداكنة، التي كانت ظاهرةً تحت أكمام ثيابه الفضفاضة، تتلاشى تدريجيًا.
وشعرتُ بأن لون بشرته يعود إلى طبيعته شيئًا فشيئًا.
‘لقد نجحت.’
عاد الدم إلى وجهه الشاحب، وبدأت الحرارة تتدفق إلى أطراف أصابعه الباردة.
وفي تلك اللحظة ….
“……لينسي؟”
فتح آرسين عينيه ببطء.
وما إن فعل ذلك، حتى تنفَّس سيدريك، وهيرن، والخادمات، وحتى إيثان الذي هرع إلى الغرفة متأخرًا، جميعهم الصعداء.
بالطبع، لم أكن استثناءً.
امتلأت عيناي بالدموع، فانحنيتُ فجأةً نحو وجه آرسين.
“آرسين! آرسين! هل تسمعني؟”
“أه… نَـعَم… آه.”
بسبب الألم الذي اجتاح جسده، كان لا يزال في حالةٍ من الدوخة وكأنه نصف نائم.
عندها، حملني سيدريك فجأةً بين ذراعيه.
“هل أنتِ بخير؟ أنتِ…”
“هاه؟ نعم، أنا… آه، لا…”
أخفضتُ رأسي.
“لستُ بخير…”
مهما حاولتُ التركيز، لم تختفِ الأجنحة التي نَبَتَت من ظهري.
لم يكن لديّ خيارٌ سوى إظهار تحوّلي الجزئيّ أمام الجميع.
‘ماذا لو ظنوا أنني مجرد فتاةّ فاشلة؟’
كنتُ قد بدأتُ أخيرًا في التقرُّب من ذئاب ييكهارت.
لكن الآن، حدث هذا الأمر مجددًا، مما جعلني أبكي.
عندما بدأت دموعي تتساقط، ضغط سيدريك رأسي برفقٍ على صدره.
“هيرن، تفقد حالة آرسين.”
بمجرد أن أصدر سيدريك أمره، تقدَّم هيرن فورًا لفحص آرسين.
وتقبَّل آرسين لمسته دون مقاومة.
لم يُسمح لنا بمغادرة الغرفة إلا بعدما فحص هيرن آرسين بدقة، ثم أومأ برأسه تأكيدًا.
“على الجميع أن يغادروا الآن. السيد آرسين بحاجةٍ إلى الراحة.”
حملني سيدريك بين ذراعيه وسار بخطواتٍ واسعةٍ باتجاه غرفتي.
حتى أثناء سيره، لم تتوقف دموعي، وشعرتُ بأن قماش ملابسه أصبح رطبًا.
– صرير.
فتح سيدريك باب غرفتي وحاول إنزالي إلى السرير.
لكنني هززتُ رأسي وتمسَّكتُ به بقوة.
لقد كان ما حدث للتو أكثر من أن أتحمله، ولم أستطع التوقف عن البكاء.
ربما لهذا السبب أمسكتُ بملابسه بشدة.
في النهاية، استسلم سيدريك عن محاولة إبعادي وجلس على سريري وهو لا يزال يحتضنني.
ثم بدأ يمسِّد برفقٍ على رأسي وتحدث بهدوء.
“لينسي، شكرًا لكِ. لكن ما فعلتِه كان خطيرًا. أنتِ تعلمين أن قوتكِ غير مستقرة، كان من الممكن أن تتأذي.”
“…لكن، هيك، آرسين كان يتألَّم… جئتُ إلى هنا لأعالجه…”
إن لم أتمكن من معالجته، ألا يعني ذلك أنني عديمة الفائدة حقًا؟
ابتلعت دموعي بقوة، غير قادرة على قول المزيد.
ربَّت سيدريك على ظهري مطمئنًا.
“لا بأس، لا بأس يا لينسي. لا تبكي.”
“لكن لماذا… يخبرني الجميع… هيك… بأني لا يجب أن أعالجه لأنه أمرٌ خطير؟ آرسين هو وريث عشيرة الذئاب، وأنا جئتُ إلى هنا لأعالجه… هيك… لذلك من الصواب أن أفعل ذلك…”
خرجت كلماتي متقطعةً وسط شهقاتي.
أصغى سيدريك إليَّ بصمت، ثم مسح خديَّ المبللين وقال بلطفٍ.
“لينسي، بالطبع لا أريد أن يعاني آرسين. وأقدِّر أنكِ عالجتيه. لكن… لا يمكنني السماح لكِ بالتضحية بنفسكِ لإنقاذ ابني.”
“…لكن، هيك، أرسين هو ابنكَ يا سيد سيدريك…”
“وأنتِ أيضًا روحٌ ثمينة. آسفٌ لأنني جعلتكِ تشعرين بغير ذلك. لم يكن ينبغي لي أن أُقحمكِ في هذا الأمر…”
تنهد سيدريك بعمقّ.
تمسَّكتُ بكمِّ ردائه وهززتُ رأسي.
“رجاءً… لا تقل ذلك. فقط… هيك… أوفِ بالوعد الذي قطعته لي…”
كانت دموعي تتدفق بغزارةٍ لدرجة أنني لم أتمكن من إنهاء جملتي بشكلٍ صحيح.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 28"