بما أنها كانت المرة الأولى التي أظن فيها أن شخصًا ما يبدو كذئبٍ رغم أنه لم يخضع للتحوّل، استحضرتُ وجه ذلك الخادم للحظة، ثمّ عبستُ قليلًا.
لم يفوّت سيدريك ذلك، فسألني على الفور.
“إذا كانت هناك أيُّ مُشكلة، فأخبريني في أيِّ وقت.”
“إذًا… أُفضل أن لا يكون الشخص ضخمَ الجسد.”
تململتُ بيديَّ وقلتُ بحذر.
ما زالت الذئاب الضخمة مثل ذلك الخادم تُخيفني.
“حسنًا، سأتأكَّد من عدم دخول أيّ مساعدين ضخام الجسد. هل هناك شيءٌ آخر؟”
“لا، لا شيء!”
هززتُ رأسي بابتسامةٍ مُشرقة.
‘يجب أن أُهيّئ نفسي مُسبقًا.’
بهذه الطريقة، لن أُصابَ بالفزع كثيرًا عندما ألتقي بذئابٍ غير مألوفة.
عندها، وضع سيدريك الأوراق التي كان يحملها على الطاولة بصوتٍ واضح، ثم قال.
“حسنًا، فلنتحدث الآن عن قُدرَتكِ.”
“قدرتي؟ آه، آه!”
تذكرت أنّ سيدريك قال إنه سيُعلِّمني كيفيَّة استخدام قُدراتي مجددًا، فأومأتُ برأسي.
“آرسين لا يزال ضعيفًا، لذا لم تتجلَّ قدراته بعد، ولكن وفقًا للطبيب هيرن، فهي ستظهر قريبًا. لذا، ما رأيكِ أن تحضري الدروس معه؟”
“نعم، سأُحبّ ذلك.”
أن أكون مع آرسين كان أمرًا رائعًا بالنسبة لي.
لأن هذا يعني أنّ لديَّ صديقًا أحضر الدروس معه.
وبما أننا معًا طوال الوقت، فلم لا؟
“إذًا، سنعقد الدروس ثلاث مراتٍ في الأسبوع، ولمُدة ساعتَين في كلّ مرَّة.”
“حسنًا، فهمتُ!”
“سأُخبر آرسين بذلك لاحقًا. لا تحتاجين إلى تجهيز أيّ شيء.”
ابتسم سيدريك ابتسامةً هادئة.
“لكن إن لم تُنجزي واجبكِ، فسوف تُعاقَبين، لذا كُوني مُستعدَّة.”
“بالطبع! سأبلي بلاءً حسنًا!”
أومأتُ بحماسة.
ضحكَ سيدريك بسعادة.
* * *
في اليوم التالي مباشرةً.
جلستُ بهدوءٍ في غُرفتي، مُنتظِرةً الخيَّاطة.
كان مُقررًا أن تزور الخيَّاطة القصر في الساعة الحادية عشرة صباحًا.
وبحسب ما قالته الخادمات، فهي خيَّاطةٌ مشغولةٌ جدًّا ولديها حجوزاتٌ كثيرة.
لكن سيدريك ييكهارت أمرها بالمجيء فورًا في اليوم التالي.
حسنًا، الأمر منطقي …..
‘لأنني سأذهب إلى المعبد قريبًا.’
لم يُحدَّد التاريخ بدقَّة بعد، لكن زيارتي كانت وشيكة.
جلستُ على الأريكة، أرتشف الشوكولاتة الساخنة وأنا أنتظر الخيَّاطة.
اقتربت بيتي، التي كانت واقفةً بجانبي، وانحنت قليلًا لتُقابل نظراتي.
ثمّ همست بصوتٍ خافتٍ وحذر.
“آنسي، إن شعرتِ بالخوف في أيّ وقت، أرجوكِ أخبريني، حسنًا؟”
قبضت على يدي بإحكامٍ كما لو أها تُؤكِّد على كلامها.
“أُمم. لا تقلقي، بيتي.”
ابتسمتُ لها مُحاوِلةً طمأنتها.
وبعد لحظات، سُمِع طَرقٌ على الباب.
فُتِح الباب ببطء، ودخلت خيَّاطةٌ تبدو في الثلاثين من عمرها.
“تحيَّاتي، آنستي الصغيرة. أدعى سيرينا.”
كانت سيرينا ذئبةً رائعة الجمال، ذات شعرٍ بنيٍّ كثيف وعينَين خضراوَين داكنتَين.
كلّما ابتسمت، ظهرت غمازتان عميقتان على وجنتَيها.
“مرحبًا، سيرينا.”
حيَّيتُها بخجلّ، ويبدو أن خدَّيها احمرَّا قليلًا.
“أنا أدير متجر سيرينا للخياطة، وأنا المسؤولة عن أغلب الفساتين الأنيقة لفتيات عائلات الذئاب.”
دخل مُساعدو سيرينا واحدًا تلو الآخر، وأقاموا ورشةً صغيرةً داخل الغرفة.
“حسنًا، إذا كان لديكِ نمطٌ مُفضَّل، فلا تتردَّدي في إخباري! لنبدأ الآن بأخذ القياسات، حسنًا؟”
رفعت شريط القياس في يدَيها وابتسمت بثقة.
فتحتُ ذراعيَّ على اتِّساعهما، كي تتمكّن سيرينا من أخذ قياساتي بسهولة.
قاست خصري، وذراعي، وفخذي بشريط القياس.
“بما أنكِ ذاهبةٌ إلى المعبد، فأعتقد أن نمطًا أكثر هدوءًا سيكون …..”
عندها، قاطعتها بيتي بحزمٍ.
“النمط الهادئ غير مقبول. لقد أمر السيد بأن يكون الفستان فخمًا قدر الإمكان.”
تساءلت سيرينا بدهشةٍ.
“فخم، رغم أنها ذاهبةٌ إلى المعبد؟”
“نعم، هذا كان أمر السيد.”
أمالت سيرينا رأسها بتعجُّب، لكنها سرعان ما ابتسمت بحرارة.
“إذا كان الفستان الفخم هو المطلوب، فثِقي بي! سأهتمّ بذلك!”
“أُوكِلكِ بهذا الأمر، سيرينا.”
أومأت بيتي برأسها.
تبادلت بيتي وسيرينا النظرات المُبتسِمة، ثم التفتت سيرينا إليّ.
“هل لديكِ أسلوبٌ خاصٌّ ترغبين به؟”
“أسلوبٌ خاص؟”
“نعم، بما أنكِ في السابعة من عمركِ، فقد تكونين صغيرةً على الفساتين الرائجة، لكن إذا أخبرتِني بما تُحبِّينه، فسأصنع لكِ شيئًا شبيهًا قدر الإمكان.”
رفعت سيرينا شريط القياس مُجددًا وقالت بحماسة.
“إذا كنتِ تُريدين تنورةً أكثر امتلاءً، أو الكثير من الدانتيل، أو أشرطةً ملوَّنة، يمكنني تنفيذ كلّ ذلك.”
فكّر ت قليلًا، ثمّ قلت بحذر.
“أمم… أُريد شيئًا يُتيح لي الحركة بسهولة.”
كانت فساتين رانييرو ثقيلةً ومُكدَّسةً بالأقمشة السميكة، ممّا كان يجعلني أفقد توازني وأترنَّح.
لأنّني أُوبخ كلّما تعثَّرت، لم أُرِد ارتداء فساتين كهذه.
لكن، هل كنتُ أطلب الكثير؟
نظرتُ إلى سيرينا بحذرٍ لأرى ردّ فعلها.
لحُسن الحظّ، ابتسمت سيرينا ابتسامةً مُشرقة.
“بالطبع! سأجعل الفستان أنيقًا وسهل الحركة بقدر الإمكان~!”
أمضت سيرينا وقتًا طويلًا في أخذ قياساتي وتجربة أنواعٍ مُختلفةٍ من الأقمشة عليّ.
الوردي، الأصفر، الأرجواني …..
كان هناك لونٌ زيتونيٌّ كئيب، لكن بيتي رفضته بشدَّة وأبعدته جانبًا.
وأخيرًا ….
– كلرك.
صفَّقت سيرينا بيدَيها وقالت.
“سأُرسل الفستان إلى القصر فورَ الانتهاء منه!”
ثمّ انحنت تحيَّةً لي، قبل أن تجثو قليلًا لتُقابل مستوى عَينَيَّ.
“أنا واثقةٌ أنكِ ستُحبِّينه.”
ابتسمَت برِقّة، فأومأتُ مرتين في إجابتي.
“نعم، شكرًا جزيلاً.”
وأوضحت أنّ صناعة الفستان عادةً ما تستغرق أسبوعَين، لكن نظرًا للحالة الخاصَّة، سيتمُّ الانتهاء منه خلال أسبوعٍ واحد فقط.
ثمّ غادرت القصر.
* * *
وبعد فترةٍ قصيرة.
عاد ضيفٌ من المعبد لزيارة قصر ييكهارت مرةً أخرى.
[يُتبع في الفصل القادم …….]
– ترجمة خلود
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 25"