استمتعوا
أرخى أرما يده بخفة وخطى خطوةً إلى الأمام.
و أمون، التي كان فمها مفتوحًا كأن فكها سيُخلع، انتفضت أخيرًا وظهرت عليها ملامح الدهشة فنهضت من المقعد.
“لحظة، لحظة! ما هذا الفعل؟ أن تأخذوا رهينةً بهذه الطريقة الجاهلة…..”
يا له من كلام قاسٍ.
ثم اعترض أرما طريقي.
“روكسي ليست جاهلة. هي تملك فقط بما يسمى بالحزم.”
‘……الحزم؟’
يبدو أنه يحاول مدحي بذلك لكن الأمر غريب.
“و أيضاً، ما هذه الرواية عن رهينة…..”
آمون أطلقت ضحكةً مهلوسة.
في تلك اللحظة بدأ جزءٌ من الظلام المنبعث من أرما يتسلل ببطء حولي. ثم تجمّع ذلك الظلام على شكل كرة صغيرة مستديرة، وعندما مددتُ كفي استقر فوقها.
بدأ الظلام الأسود الكروي يتدحرج فوق راحة يدي. ثم تغير شكله ببطء وأصبح ذئبًا بحجم الإبهام.
ثم قفز الذئب الصغير وكأنه يداعبني بطباعه المدللة فأومأت برأسي.
كواانغ-!
بينما كنت مشدودةً للذئب الأسود، خرج أرما بسرعة ممسكاً بطوق آمون وقفز من النافذة إلى الخارج.
“آه. قلت انتظر قليلاً!”
“أ…..”
أردت الاقتراب من النافذة لكن الذئب بدأ يقفز مجددًا على راحة يدي. ثم مال وجهه وفرك خده بمهجع وجهي.
“……لطيف.”
ضحكت بصوتٍ منخفض دون أن أدري. و في الخارج كانت أصوات الارتطام والضرب تتصاعد بلا توقف.
رغم الضجيج تساءلت لماذا لم يأتِ أحد، فتبين أن الأشخاص الذين أغمي عليهم سابقًا على يد أرما كانوا جميعهم يبدون كخدم.
‘…..هل والدته بخير؟’
درت ببصري وتحركت إلى جانب الحائط فإذا به مفتوح واسعًا يسمح للريح بالمرور.
‘هذا، لم أفعلها أنا أليس كذلك؟’
حين رأيت الأمر قبل قليل كانت هناك فقط شقوق، فالأرجح أن الإمبراطور فعلها أثناء تشتيتي.
“كنت أظن أن القتال سيكون هائلاً…..”
كواااانغ-!!
مع الضجيج العظيم كان القتال الضخم هو لأرما، أما أنا سأنتظر الضربة الأخيرة.
فأطللت برأسي بحذر من وراء الجدار المتهدّم.
“سيلي، هل أنتِ بخير؟”
“هذا مؤلم…..”
…..يبدو أنها استعادت وعيها.
‘هل تحلّل الغسل الدماغي أيضًا؟’
هل من الممكن أن الضرب القاسي أزال ذلك؟
خرج صوتٌ رقيق نوعًا ما مخلوطًا بالأنين جعلني أتراجع خطوةً صغيرة وأستدِير عندها سمعت.
“…..هذا مؤلم كدتُ أن أجرح جلالته وكدت أقتل ذلك الطفل.”
“عليكِ أن تَعيشي. حتى لو مات ذلك الطفل أو أنا، عليكِ أن تَعيشي.”
“…….”
“هل تريد أن أعيش حتى وإن متَّ؟”
كانت تلك عبارةً بصوتٍ منخفض. و لم يحمل صوتها تلك الليونة الاصطناعية المعتادة، بل كان أكثر جفافًا ويبسًا.
“لا أريد…..سيكون ذلك مملاً.”
“وأين المتعة الآن…..”
“لذلك عِش طويلاً. إذا مات جلالته فسأشنق نفسي على جثته.”
يا لها من أمٍ جريئة جدًا.
عدم التراجع عن كلمة واحدة يناسب ذوقي تمامًا.
“أنتِ تتلفظين بكلامٍ فظ من جديد.”
“كيف لي أن أقول كلماتٍ جميلة لشخص حبس الناس هنا ثم أعلن أنه سيموت أولًا؟ إنه أمرٌ لا يُصدَّق…..”
بصوتٍ هادئ ومدروس قالت كل ما عليها قوله.
فعلاً، لم يختر القدر أن ينقلب الإمبراطور الماكر هكذا بسببها.
أومأت برأسي مختبئةً خلف الجدار المتهدّم.
“….سيلي، تكلمي قليلاً.”
“إن كنتَ تريد كلامًا جميلاً فاطلب ذلك من امرأةٍ أخرى. تحبس إنسانةً قالت بوضوح أنها تكره ذلك، ثم تأتي الآن…..”
“…..صحيح، كل الخطأ عليّ.”
“طالما تعرف فهذا يكفي، جلالتك.”
بصوتها المتدلل انفجرتُ ضاحكةً بصمت. فرؤية الإمبراطور يتلوّى هكذا كان شعورًا جديدًا عليّ.
كواانغ-!
كووونغ، كواااانغ-!!
في الخارج تتابعت الأصوات المدوية بلا توقف.
أرسلت نظرةً خاطفة نحو كفّي، حيث الذئب الصغير المصنوع من الظلام كان ما يزال يتدحرج بطمأنينة، مما دلّ على أن أرما ليس في خطر.
“أيها الذئب، إذا كان أرما في خطر فأخبرني.”
همستُ بخفة، فقفز من كفي واستقام على قوائمه الأربع، ثم ضرب صدره بقدمه الأمامية اليمنى مراتٍ كمن يقول: دع الأمر لي.
فكتمت ضحكةً وأومأت برأسي رافعةً نظري.
“على أي حال، سواءً جيرون أو الإمبراطور، كلاهما مقيدان تمامًا بالحب.”
صورة أرما خطرت في ذهني.
“… ..أما أنا، أشعر أنني سأكون أنا المقيدة، كوني أنا المخطئة. فالإمبراطور و جيرون أيضًا…..”
‘مهما كان…..’
الذي ارتكب الذنب هو الذي يعيش مقيدًا، هكذا بدا لي.
‘لا، إذا فكرت هكذا، فقد تركني أرما ذات مرة من دون كلمة، فيُحسب ذلك تعادلاً؟’
وبينما أفكر رفعت رأسي فقفزت من مكاني فجأة.
“…..جلالتك؟”
كاد قلبي يسقط من هول المفاجأة، فقد كان شخصٌ يقف أمامي مباشرة.
“ماذا تفعلين هناك؟”
“آل خرج للقتال…..و كنت أراقبكما فقط.”
رفع الإمبراطور حاجبه بامتعاض. ثم أمسك رقبتي بخفة وسار بي إلى حيث كانت والدة أرما، ثم أنزلني هناك.
“بعض أضلاعها مكسورة. لحسن الحظ عمودها الفقري سليم، لكن ذراعها أيضًا مكسورة.”
قال الإمبراطور ذلك. و لم أجد ما أقول، فحرّكت عينيّ ثم تمتمت بخجل،
“…..أعتذر.”
“لا، ليس عليكِ الاعتذار. أردتِ إنقاذنا بنية طيبة. من يحبس الناس ويتخذ رهائن ثم يعجز عن إنقاذهم، ويعتمد على طفلة…..ذلك خطأ الإمبراطور، لا خطؤكِ.”
“…..سيلي.”
بكلمات والدة أرما، لم يجد الإمبراطور ردًا واكتفى بعبوسٍ صامت.
“وبفضلكِ الآن ذهني صافٍ.”
“لكن…..دمكِ ينزف.”
“يا للعجب، يبدو أن الدم الفاسد يُستبدل بدم جديد.”
لا، الأمر ليس بالمرح لتُقال هكذا.
أمالت روكسيلين رأسها.
‘لكن…..أن تطير لترتطم بالجدار ثم تخرج ببعض الأضلاع المكسورة فقط؟ إنها قويةٌ حقاً…..’
ظننتها لشدة حبسها إنسانةً كئيبة سلبية، لكنها كانت في الحقيقة امرأةً يفيض منها العنفوان.
لو كان الأمر لي، لكنتُ في فراش النقاهة سنةً كاملة على الأقل.
و المتوتر كان الإمبراطور، يضغط جبينها بمنديل ويوقف نزيفها بيديه.
“على كل حال، شكرًا لمساعدتكِ.”
“لا بأس…..لم أقدّم مساعدة تُذكر. القتال كلّه قام به أر…..آل وحده.”
كدت أنطق باسم أرما فبدّلته في اللحظة الأخيرة.
“لقد سمعتُ من جلالته. لستِ من هنا، بل جئتِ من مكان آخر، أليس كذلك؟”
“…..أجل، شيءٌ كهذا.”
إن كان الإمبراطور قد أخبرها بكل شيء، فهذا يعني أنها تعرف أيضًا أن آل هو ابنها؟
وبينما أتساءل، مدّت يدها ومسحت شعري برفق.
‘…..مسامير قاسية؟’
إنها يدٌ أمسكت السيف من قبل.
رفعت بصري نحو يدها بدهشة، فضحكت هي.
“ما هذا؟ كم أنتِ لطيفة. كنت أتمنى أن أنجب ابنة. لقد كنتُ عالقة في القصر، فتعلمتُ السيف كهواية.”
“واو…..”
“سمعتُ أنكِ قويةٌ جدًا، وها أنا رأيتُ بنفسـي…..أنتِ فعلًا قوية.”
قالت ذلك بلهجة مازحة.
“…..أعتذر.”
“لا، لم أقل ذلك لأسمع اعتذاركِ.”
همست اعتذارًا فلوّحت بيدها ملوّحة.
و كنتُ على وشك الميل باعتقاد أنها لطيفة.
“أحببت أن هناك كدمةً على شكل قبضة هنا، أظنها مضحكة.”
“…..أعتذر.”
كان مجرد لومٍ كما توقعت.
نظرتُ إليها بنظرة خاطفة. بدا أن إرادتها أقوى بكثير مما كنت أتخيل من قصص سمعتها عنها أحيانًا.
ويبدو أن الإمبراطور عاجزٌ تمامًا أمامها كما توقعت أقلّ مما اعتقدت.
في كلتا الحالتين، ليس لي حق التدخل.
حينها سمعت صوت قفزات خفيفة. و نظرت إلى الأسفل فرأيت الذئب الصغير يرفع مخالبه الأمامية ليقرصني برفق.
ثم أشار بلمحة يد مستعجلة نحو جهةٍ ما فمسكت سيفي بسرعة وقفزت من النافذة.
قوت-!
ما أن هبطت على الأرض حتى تشكّلت فوهةٌ عميقة تحت قدميّ.
“لماذا؟ ما الأمر؟”
سألت الذئب على راحة يدي بسرعة بعد أن سقطت على الأرض.
“اللعنة، لماذا فجأة لا تعمل القدرة…..كت-!”
التفت نحو مصدر الصوت فرأيت أرما مداسًا بصدره تحت قدم امون.
أرما يبدو إلى حدٍ ما سليماً، أما آمون فكان جسمها ممددًا وممزق الملابس غير سليمة.
‘لكن لماذا يُداس أرما؟’
المعلومات أمامي لا تتوافق مع المشهد فكان من الصعب التفكير بوضوح.
‘أرما…!’
ثم غابت عني الرؤية لجزءٍ من ثانية.
___________________
اغرب شي في الفصل أم أرما😂 تجنن فلاويه
المهم تلاحظون الفصول الاخيره صاير فيها كمية عشوائية في السرد؟ احسني ماعاد افهم بالضبط وش يبون يقولون
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: دانا.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات