“نعم. اقتليهم، اقتليهم جميعاً. تلك النساء هناك لسن من شأني أصلاً. ما الذي تقوله هذه الشيطانة.”
قلت ذلك بكل برود ثم مشيت نحو طاولة الشاي وجلست متمددةً فوقها.
وطبعًا صعدت على الكرسي قبلاً.
“شيطانةٌ نتظاهر بأنها حاكمةٌ في عالم البشر—ما المتعة في ذلك؟ لا بد أنها لن تجد لذةً إلا بقتل البشر.”
“ها، لا جدوى من التظاهر بالشراسة.”
“فشلتِ في توسيع الطائفة، وبالكاد التهمتِ الناس، وفشلتِ تمامًا في التسلل إلى بيوت النبلاء.”
كنت قد طلبتُ من جيرون أن يقوم بحملة لضبط رجال الطائفة الذين قد يتسللون إلى بيوت النبلاء تحسبًا لأي طارئ. فنشر شائعاتٍ عن قوى مشبوهة تستهدف بيوت النبلاء فظل النبلاء في حذر.
بالطبع، كان جمع قوائمٍ عبر استنهاض ذكريات بعضهم البعض أمرًا بالغ الصعوبة.
“كنتِ تنوين اختطافي، أليس كذلك؟ حتى هذا فشل. و بعدما فشلتِ في كل شيء، انتهى بكِ الأمر إلى رهن حياة الآخرين وتهديدهم…..”
هززتُ رأسي بأسف.
جيرون ويلبريد شيطانٌ مزعج لكنه رجلٌ يملك ذرة ضمير وكرامة على الأقل.
يستمتع باللعب لكنه لا يأخذ نقاط ضعف الآخرين كرهائن. ليس لأنه يريد أن يكون نزيهاً فحسب، بل لأنه لا يريد أن يشعر بالحقارة تجاه نفسه.
‘إذاً…..’
هل يغدو الختم فعّالًا إذا تركت الغطاء مفتوحًا؟
‘وذاك السيف الأسود اللامع بجنون—ما العمل معه؟’
حككت خدي وضحكت على كل حال، فقد بقي لدي الكثير لأقوله على وجهي النضر.
“أتعلمين؟ لقد أصبحتُ في مشكلةٍ بفضلك. في الأصل لم تكن هناك أي طائفة تدعى فيناك.”
في البداية، كل ما أردت فعله عند وصولي إلى هذا العالم هو إنقاذ ليلي بيليون وإنقاذ إيان بيليون، وإزالة المخاطر كيلا يموت والدي وجدي لاحقًا.
لكن ما هذا الذي حدث؟ فأنا ما إن فتحت عينيّ حتى وجدت نفسي متسولةً وبلغ بي الأمر أن أستجدي في الشوارع!
وليس ذلك فحسب، فهذه اللعينة بسببها إن انتهى بها المطاف إلى الاستيقاظ الكامل فسأخسر أشياء كثيرة جدًا.
لقد جئت إلى هنا لأكفّر عن ماضيَّ وأعود فأُفصح عن كل شيء بصدق. و كنت أريد الغفران. لكن لم يعد هناك أحد أستجديه الغفران بعد الآن.
“آمون، فكّ قدراتكِ عنها فورًا.”
لم يحتمل الإمبراطور رؤية زوجته تشحب أكثر فأكثر فتقدّم بخطواتٍ حاسمة وقال ذلك.
“لا، هي قالت اقتلها. سأقتلها. لقد صار في داخلي رغبةٌ في قتلها.”
عينا آمون اشتعلتا بحمرة حارقة. شقّت حدقتاها وتلاطمت أمواج الغضب في عينيها وهي تحدّق بي، لكني كنت أنظر إليها ببرود.
“أتريدين أن تموتي؟”
“جرّب أن تقتلني. إن تحركتَ خطوةً واحدة فقط فسوف أقتل هذه المرأة التي تحبها……”
مدّت آمون يدها نحو أم أرما، ثم بدأت تخدش خدّها بمخالبها الحادة والحياة غائبة عن عينيها.
“لا تفعلي……”
تمتم أرما بصوت خافت فيما الظلام يتلاطم حوله. حتى الغضب المتفجر بين أنفاسه المتقطعة لم يكن عاديًا.
“قلت لكِ ألا تلمسي أمي.”
على وقع صوته العنيف الثقيل رمشت آمون مرتين ثم انحنت ضاحكًا.
“ماذا؟ كانت أمكَ إذًا؟ هذا ممتاز! هاهاها!!”
انفجرت آمون ضاحكةً كطفل وجد لعبةً ممتعة.
“جيد. جيد جدًا.”
ناولت آمون أم أرما خنجرًا ووضعته في يدها ثم أشارت بأصبعها.
فأقبلت المرأة التي فقدت عقلها مترنحةً نحو أرما.
و كنت أهرع باتجاه أرما لكنّه نظر إليّ وهز رأسه بوجه متصلّب. وعيناه ترتجفان في الوقت نفسه.
وجه الإمبراطور أيضًا بدأ يزداد شراسة. و الهواء حوله كان يتموج. ومع نقص الأكسجين بدأ نفسي أنا الآخر يضيق.
‘لا……’
في هذا الوضع الجنوني الذي بدا فيه الجميع على وشك الانفجار كنت أزيح خصلة الشعر المتدلية عن جبيني محاولةً طرد الصداع.
“أتعرف، يا أبي اللعين.”
“ماذا هناك.”
“مخاطبة الخصم مغسول الدماغ صعبةٌ جدًا، لكن لو لم تُفكَّ بإعادة غرس المنطق أو تذكيرهم بالواقع فماذا نفعل؟ أليس هناك طريقةٌ مضمونةٌ لفكّها؟”
هبطت بنظري بخفة على ذاكرةٍ لمعت فجأة.
فقبضت يدي برفق ثم فككتها، ورأيت امرأةً تحمل سيفًا تتقدم لتطعن ابنها وزوجي.
“عذرًا على المقابلة المفاجِئة.”
انحنيت بضع درجة وألقيت كلماتٍ قصيرة، ثم تقدمت بخطوات واثقة نحو المرأة الجميلة.
“اقتليهاا!!”
“إذا كان هذا ما تريدينه….”
تمازجت صيحة آمون المندفعة بفعل الجنون مع صوت جيرون ويلبريد الذي يدور في رأسي.
و بدا أن أرما صمت من هول الموقف غير المتوقع.
قرق—
مدّ الإمبراطور يده فصدّ الخنجر الذي كانت تمسكه المرأة بكفّيه. و سال الدم من اليد المثقوبة بفعل الخنجر.
“للأسف، عليكِ فقط أن تضربي الخصم بشدّة حتى يُغمى عليه لفترةٍ طويلة، وخلال ذلك تقتلين من قام بعملية غسل الدماغ.”
قفزتُ بخفة ثم ضربتُ المرأة بقبضةٍ مغلقة ومتماسكة.
“آسفة.”
بورع—!
لم أكن أجرؤ على صفع وجهها بشراسة، فحاولتُ ضبط قوتي قدر الإمكان.
‘دعينا نُفقدها الوعي فقط، نُفقدها الوعي فقط.’
غرزت قبضة يدي في بطنها.
دوّش-!!
فطارت أم أرما المندهشة بعينين واسعتين بلا قدرتها على الصراخ، وارتطمت بالحائط فكسرته واتّكأ نصفها على الركام.
“آه……”
“…….”
“…….”
“…….”
ارتعش فكيّ وكاد فمي أن يٌفتح على وسعه بينما فُتح فم آمون على مصراعيه.
و اتسعت عينا الإمبراطور وبدأت عينا أرما أيضًا ترتعش كما لو أن زلزالًا أصابها.
فتحت يدي التي كنت أمسكتها بخفة، وابتسمت مجاهدةً ثم قررت أن أعتذر بسرعة.
“آه، آسفة. فقدت التحكم في القوة. حاولت أن أُفقدها الوعي دفعةً واحدة…..”
“…..سيسيليا!!”
الامبراطور، الذي ظل جامدًا وذو عيون متسعة، شحب وجهه ونادى عليها ثم اندفع نحو الجدار المنهار نصفه.
و التفت أرما بصوت صرير ونظر إليّ من أعلى. فأرتعشت، و حرّكت رقبتي، ففتحت فمي على عجل.
“أه، هي لم تمت…..”
“…….”
“قد يستغرق شفاؤها ستة أسابيع تقريبا…..”
بينما كنت أنثر أعذارًا، بدا أرما صامتًا وكأن الكلام توقف عن حنجرته.
“ألا تظن أنه من الأفضل أن تصابَ هي بنفسها بدلاً من أن تطعنكَ أنتَ ثم تعيش بالذنب؟ إنه شيءٌ يشبه غريزة الأمومة…..”
“…….”
“….آسفة.”
قالوا أن القوة تأتي مع مسؤولية، لكن بدا أن المسؤولية ثقيلةٌ جدًا. فازداد اعجابي بكالوتاين الذي يتحكم في ذلك يوميًا.
“كل هذا بسبب تلك…..”
رفعت إصبعي بهدوء وأشرت إلى آمون.
“لو لم تكن هي فقط، لكنتُ اكتفيتُ بضربها…..لا، كان يكفي أن ألكمها.”
هززتُ رأسي بخفة وأنا أشعر أن نبرة كلامي بدأت تشبه نبرة جدّس.
“……أرما، هل أنتَ غاضب؟”
“لا، فقط صُدمت لدرجة أن الكلام انقطع عني، لا تهتمي.”
هل كان هذا شتماً أم مدح؟
لكن بصراحة، حتى لو كانت شتماً فلم يكن لديّ ما أُجيب به.
“على أي حال..”
أمسكت السيف المعلق عند خصر أرما مع غمده وسحبته ثم رفعت رأسي ونظرت إليه.
“أمكَ ليست رهينة، إذاً مسموح الآن أن نفعل ذلك، أليس كذلك؟”
“أنا من يعتقد أنه من أجل الجيل لا بُدّ من تضحياتٍ بسيطة مثل ذبح البِقر. فهل سأمانع؟”
حتى أنا شعرت أن كلامه قاسٍ بعض الشيء.
لكن، لو أغمي عليهم واحدًا تلو الآخر فقد يُعتبر مجرد إصابة تتطلب ستة أسابيع علاج، أما آمون التي ستجعل من الأرواح درعًا فليس لدي الجرأة لمواجهتها.
“حسناً، سألحق بكِ.”
“حسناً……”
“على أي حال، عندما تُسحب ذلك السيف فسوف يتلألأ.”
“….نعم.”
والآن بعد أن فكرت في الأمر، هذا السيف بلا فائدة حقًا.
بينما كنت أتحرّك بتردد، انبثق حول أرما ظلامٌ هائل متمايلًا وانتشر. ثم وفي لحظة ابتلع النساء اللواتي كنّ حول آمون.
تلوّى الظلام هناك وفجأة و طرح جميع الرهائن في زاوية. و انهمرت الرهائن المغميات الواهنات واحدةً تلو الأخرى.
“….لا، لو كان الأمر هكذا لكان بإمكان أمكَ أيضًا….”
“إنها أول مقابلة، لذا من غير اللائق أن أُري قوتي لأمي الآن.”
أليس أفضل من أن تُصاب بستة أسابيع؟ أليس من الأفضل لها أن تتأرجح داخل الظلام ويغمي عليها من الدوران؟
“لم أتوقع ذلك.”
همس أرما بصوتٍ منخفض.
“وإذا حاولتُ حتى التظاهر باستخدام قدرتي لربما جعلتها تلك الخنجر تقتل نفسها.”
عندما طُرح السؤال القائل أنه من الغريب أن يبقى العدو ساكنًا حين تُستخدم قدرات البطل أومأت برأسي بخجل.
كوكوجي-
_________________
الضربة!😭😭😭😭😭 مجنونة وش اللقاء الاول مع ام زوجس ذاه😭
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات