استمتعوا
أمسكتُ بالموضوع الرئيسي مجددًا.
“على أي حال، سمعت من كبير الكهنة أننا نحتاج إلى السيف المقدس والأثر المقدس الذي يقدر على الختم إذا أردنا التخلص من الشيطان.”
لمس ذقنه على إثر قولي، ثم ما لبث أن ابتسم ابتسامة خفيفة وهز رأسه مؤيدا.
“هكذا كان الأمر بالفعل.”
“على أي حال، أردتُ أن أخبرك، سأقوم بختم آمون. أنت لست صديقًا لها، أليس كذلك؟”
“لا، سأكون ممتنا لو اختفت. لقد كانت مزعجة حقًا.”
“قاسٍ جدًا…”
“أنا عادة قاسٍ. وأنت وحدكِ تحظين بمعاملة خاصة.”
ضحكت ساخرَة.
“وأين سيلينا؟”
“هي مجرد حالة خاصة.”
“حقًا، يا لها من هراء… أغه.”
ردًا على كلام جيرون ويلبريد، كنت على وشك إطلاق شتيمة، لكن هززت رأسي بشدة من اليمين إلى اليسار.
“على أي حال، يبدو أن والدة الأمير الثالث قد أصبحت رهينة لدى آمون، حسب المتوقع.”
“من الطبيعي.”
“أظن أنها ربما كانت تحت تأثير التنويم المغناطيسي، أو ربما اختُطفت…”
سمع جيرون ويلبريد همسي الصغير، فرفع رأسه.
“إذا كان الخيار الثاني، فلن يكون صعبًا، أما الخيار الأول… فقد يصبح الأمر معقدًا. التنويم المغناطيسي لآمون، هل لا تستطيع فكه؟”
“إذا كنتِ قوية مثلي، فستستطيعين.”
“آه، كفاك حديثا فارغا لا طائل منه”
صوت جيرون الغير مبالٍ استفزني، فصرخت، ثم ضحك فجأة وهو يهز كتفيه.
“أنت، مع صغر حجمكِ الآن، أصبحتِ أكثر عاطفية؟”
“…لا، هذا فقط…”
“ليس بالأمر السيء. الصراحة شيء جيد. أفضل من أن تتحملي كل شيء بمفردكِ.”
ابتسم وأضاف كلامًا.
“إن حاولتِ حلها بقدراتكِ وحدها، فلن يكون الأمر سهلاً، لكن إذا ختمت آمون، سيُحل كل شيء تلقائيًا.”
“لا توجد طريقة أخرى؟”
“في هذه الحالة، يكفي أن توقظي الهاوية بالكامل.”
سمعت ذلك وفكرت في التوقف عن الحديث مع جيرون ويلبريد.
فالرجل الذي يكره الحل السهل دائمًا يجعلني أدوّر في دوائر.
“ما هي هاويتي؟”
“لقد جعلتها واجبك.”
انفجرت بغضب وضربت جبهتي على الطاولة. لا أفهم كيف تدور المحادثة في حلقات مفرغة هكذا.
“أبي اللعين، أنا أكرهك فعلاً.”
“أوه، لكنني أحبك، ويسعدني سماع ذلك.”
لكن بصوت جاف، لم أصدق شيئًا.
فرق المعاملة بين سيلينا وليّ كان واضحًا جدًا.
“الواجب…”
تنهدت.
“أن الهاوية التي تسكنك… لقد رأيتها منذ زمن بعيد.”
“في ذلك الزمن، كان يُطلق على تلك الهاوية اسم صاحبها احترامًا له.”
“وما هو ذلك الاسم؟”
“هذا… واجبك المنزلي. لو فكرت مليا، لقد كان هو ايضا رجلا متفلتا ومتقلب المزاج مثلك تماما.”
الهاوية التي ألحقت باسم انسان.
والسيف المقدس لسولوم الذي يتوهج فقط حين أسحبه أنا.
‘عندما يستله شخص غيري، لا يظهر فيه وميض ضوء واحد.’
وإذا سحبته أنا، يشعّ السيف نورًا ساطعًا بلا أي تردد.
وجيران ويلبريد قال انني ‘انا بالذات’ يمكنني ان اطرد الشيطان.
“لو فكرت مليا، لقد كان هو ايضا رجلا متفلتا ومتقلب المزاج مثلك تماما.”
اضف الى ذلك، الحلم الغامض الذي ظهر فيه رجل اسمه ‘سالوم’، وجيرون ويلبريد الذي ظهر في ذلك المكان.
وأخيرًا، وصفه جيرون بـ’هو’، ما يعني أنه رجل بلا شك.
“سالوم.”
جلست بلا حراك متكئة على الظهر، ثم فتحت فمي.
“…”
رفعت رأسي وجسدي، بعد أن كنت مائلًا إلى الخلف.
“لا أعرف ما هي هذه القدرة أو ما هي، لكن هذا الاسم يدور في رأسي باستمرار.”
كان جيرون ويلبريد يحدق بي بهدوء، كأنه يريدني أن أكمل.
“هل اسم هاويتي هو سالوم؟”
“…لا.”
بعد قليل.
“لا؟ حقًا؟”
“نعم، الاسم ليس سالوم.”
ترددت لحظة، محاولًة فهم معناه. تعبيره الغامض لا يُفهم منه ما يفكر فيه.
“أنت لم تكذب، صحيح؟”
“بالطبع لا.”
تحدث بحزم، كما لو أنه متضايق. أعلم أنه لا يكذب.
إذن…
“آه.”
تذكرت أنه عندما ذكرت اسم سالوم للإمبراطور، لم يفهم على الفور.
كما لو أنه يسمع الاسم لأول مرة.
“…سولوم.”
تمتمت بصوت منخفض، فتغيّر الجو حول جيرون ويلبريد.
أصبح ثقيلاً، مظلماً، غارقًا في صمت عميق.
شعرت بالقشعريرة، ثم رفعت رأسي لأحدّق فيه.
لم تعد عيناه تحملان الرحمة أو اللطف البشري، بل أصبحت ممدودة رأسياً، تتلألأ مثل الوحش.
‘آه، هذا هو الجواب الصحيح.’
ما شعرت به أمامه لم يكن خوفًا، بل نشوة لمعرفة الإجابة الصحيحة.
حدّقت فيه بلا حراك، ثم حركت قدمي في الهواء بخفة.
“إذاً، اسم الهاوية هو سولوم.”
في الحقيقة، الهاوية عادة لا يحمل أسماء. مجرد من يملك قوة النار يطلق عليها ‘هاوية النار’.
لكن هذه المرة… الاسم كان اسم إنسان.
حدّقت بجيرون ويلبريد.
“لكن لا أعلم، يا أبي اللعين، قلت إن معرفتي بهذا الاسم سيكشف السبب وراء ارتباطي بطائفة فينياك، لكني لا أفهم شيئًا.”
حدّق جيرون بي بهدوء، وكأن الزمن توقف للحظة.
‘رموشه طويلة بالفعل.’
أثناء تفكيري بهذه الأمور، فتح فمه أخيرًا.
“لأن سولوم والشيطان كيان لا ينفصلان.”
“همم؟”
“بمجرد ان يلتقيا، ينجذبان لبعضهما. أمون هو الطمع بذاته. لقد كان يرغب فيك دون ان يعرف ما انت. هذا يعني انه جشع بك لانه يطمع فيك.”
كان لدي شعورٌ بأن نقطةَ انطلاقِ الحديث قد انحرفت قليلًا.
كان هو كما لو أنّه……
“الجشعُ هكذا موجودٌ في هذا العالم.”
كأنّه يعتبرني سولوم، رغم أنّ الأمر مجرد صدفة أنّ الهاوية متشابهة فقط
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات