خرجوا إلى الخارج، فإذا بعربةٍ كان الإمبراطور قد أمر بتجهيزها مسبقًا في انتظارهم.
ويبدو أن السائق قد أُيقظ قسرًا من نومه في وقتٍ متأخر من الفجر، فقد كان شعره منفوشًا يضغطه تحت قبعته المسطحة.
و انحنى قليلًا بتحية، ثم تولّى قيادتهم.
“…….”
“…….”
ساد الصمت بين الاثنين. و قد جلس أَرما في ذلك الصمت العميق عاجزًا عن النطق بكلمة، مكتفيًا بتحريك أصابعه بلا جدوى.
لقد انكشف أمره. وإن سُئل: ما الذي انكشف بالضبط؟ لقال: كل شيء.
‘كيف لم أنتبه إلى أن أحدًا قد جاء…..؟’
كان من الطبيعي أن يتوقع أن يسمع صوت فتح الباب أو وقع الأقدام عند عودته، لكن…..لا شيء.
“آل.”
“نعم.”
نادته روكسيلين بصوتٍ منخفض، فأجاب آل كما اعتاد بهدوء.
“…….”
“…….”
ثم عاد الصمت يخيّم من جديد. كان صمتًا ثقيلًا يبعث على الضيق.
أما أَرما فظل يراقب بحذر، غير قادر على أن يبدأ الكلام بنفسه.
“آل.”
“نعم.”
“أرما.”
“…..نعم.”
كان يتمنى ألا تكون قد سمعت، لكن يبدو أنها التقطت كل كلمة، حتى صمتها المليء بالتساؤل بدا مرعبًا.
“أرما.”
“…..نعم.”
“أرما.”
“…..هــم؟”
رفع رأسه ببطء متعجبًا من تكرارها، ليجد روكسيلين تحدق فيه منذ لحظةٍ بصمت.
“أنتَ…..أرما، صحيح؟”
“نعم…..”
جاء الجواب، فعادت إلى صمتها.
“…..كنتَ ذئباً؟”
جاء سؤالها المفاجئ ليكاد ينتزع منه ضحكة، لكنه تماسَك بصعوبة.
“لا، هذا الجسد مجرد شيء استعرته مصادفة.”
قال ذلك بحذر وهو يترقب ردة فعلها. بينما بقيت روكسيلين جالسةً بلا تعبير، غير واضح ما يدور في ذهنها.
“….الذئب الذي في بيتنا…..هو أنتَ؟”
“…….”
آل، و ذئب، فراء أسود وعينان زرقاوان. إلى هذا الحد من الترابط، صار من الغريب ألّا تربط بينهما.
“…..نعم.”
أجاب أخيرًا بصوتٍ مبحوح وكأن شيئًا عالق في حلقه.
“إذاً الذئب الذي في بيتنا هو أنتَ.”
“نعم.”
“وهذا الذئب في الحقيقة هو آل؟”
“…..نعم.”
“وآل هو أرما؟”
“….نعم.”
بفضل خطيبته الذكية، لم يبقَ له من كلام سوى “نعم”.
لم يكن يحتاج إلى شرح، فقد صار كل شيء واضحًا. ومنذ البداية، لم يكن لديه أي عذر بعد أن أخفى عنها الحقيقة.
“لا عجب…..كنتُ أستغرب كيف يفهم كلامي بهذا الشكل….”
تمتمت روكسيلين بخفّة، ثم أطلقت ضحكةً ساخرة من نفسها، متهمةً إياها بالغباء لأنها لم تدرك ذلك.
وكان في كل مرة ترتجف فيها روكسيلين هكذا من التفكير، يقفز جسد أَرما بعصبية.
“إذًا ضحيتُ برقبة دجاجةٍ عبثًا.”
“…….”
“كنتُ أظن فقط أنكَ تأكل طعام البشر جيدًا…..”
“…….”
“بكنكَ تأكل حتى طعام الحيوانات، هذا مذهلٌ فعلًا.”
مع كلمات روكسيلين، انخفض رأس أَرما أكثر فأكثر. و احمرت شحم أذنه، ثم عنقه، حتى بدا وجهه كله على وشك الانفجار من شدة الاحمرار.
“هل أنتَ…..غاضب….؟”
“تحدثي ببساطة. لقد كنتِ تفعلين ذلك طوال الوقت.”
وأضاف أن حديثها بالاحترام بوجهها هذا يجعله أكثر حرجًا لا راحة، فانكمش أَرما من جديد.
“كيف وصلتَ إلى هنا؟”
“…..عقدتُ اتفاقًا.”
“مع من؟”
“…..مع الماركيز ويلبريد.”
وقد أدرك أَرما أن روكسيلين اكتشفت بالفعل هوية جيرون، فاختار أن يجيب بصراحة.
“آها، إذًا جيرون كان يعرف أيضًا؟”
“…….”
لم يعد يملك حتى ضميرًا يكفي للجواب، فاكتفى بالإيماء برأسه ببطء.
شعر أَرما بنظرة روكسبلين تلمحه من طرف عينها، فحبس أنفاسه كيلا يتنهد، إذ لم يجرؤ على التنفس بارتياح بينما هي نفسها لم تفعل.
“إذاً تآمرتما معًا وخدعتُماني.”
“لا، لم نتآمر بالضبط…..هكذا جرت الأمور وحسب.”
دارت عينا روكسيلين بتوتر.
كم من المرات تلاعبت بالذئب وفعلت به ما شاءت…..تارةً تمتطي ظهره للهو، وتارةً تداعب فروه وتعبث بذيله وتضغط على وسائد كفّيه الناعمة، ثم تعانقه، ثم تهمس له بأحاديث كئيبة، ثم تعانقه لتنام…..
وحتى أنها بدّلت ملابسها أمامه بلا اكتراث…..
وكان حين تداعبه يهتز ذيله فرحًا ويرفرف، ويرتعش وركاه، ثم يأكل طعام الكلاب بأسنانه كما لو كان أحب مأكله.
‘آه…..أشعر بالدوار.’
لم تعرف روكسيلين كيف تتعامل مع هذا الموقف المربك، وفي النهاية لم تستطع منع نفسها من إطلاق زفرة طويلة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات