“وأنا أيضاً جئت لرؤية السيد الصغير، فهل يمكن أن أرافقكَ؟”
ولأنني أدركت بسهولة سبب سوء مزاج جدي، ابتسمت وحركت شفتي.
“يا جدي.”
ارتجف كتفه للحظة، ثم رمقني بنظرة ضجر كأنني كشفت ما في قلبه.
“أيتها الثعلبة الماكرة…..”
“هل تميز اليوم ضد الثعالب يا جدي؟”
“أي تمييز! كيف يكون الثعلب تمييزاً؟ ها؟ إنه وصفٌ لطيف. هيا قولي شيئاً بذلك الفم الصغير الجميل.”
“لكن جدي لم يقل أني ثعلبةٌ لطيفة، بل قال أني ثعلبةٌ ماكرة. في هذه الحالة، لم تؤكد على كلمة لطيف بل على كلمة ماكرة، أليس كذلك؟ وكلمة ماكرة تعني الخداع والتحايل. ومن منظور معرفتي القليلة، النتيجة الوحيدة الممكنة من هذا الوصف هي أنه كلامٌ سلبي يحمل تمييزاً. إذاً، إن كان هناك طريقةٌ أخرى أستطيع أن أستنتج منها معنى مختلفاً من كلامكَ، فأرجو أن…”
وبينما كنت أتكلم بلا توقف دون أن آخذ نفساً، أخذ وجه جدي يشحب شيئاً فشيئاً.
“إيه، كفى ثرثرةً أيتها الصغيرة!”
حدق بي جدي بعينين غاضبتين ثم قبض يده واستدار فجأة.
“لكن الذي يرفع صوته هو جدي…”
وقبل أن أكمل، رمقني بعينين حادتين جعلتني أخرس على الفور، إذ علمت أن كلمةً أخرى فقط ستجعلني أتجاوز الحد.
“هل غضبتَ؟”
“لم أغضب أيتها الصغيرة. لكنني أكاد أضربكِ.”
ومع أنه كان يسير بخطواتٍ واثقة سريعة، فقد راقبت كيف قلص من طول خطواته وأبطأ سرعته ليتناسب معي.
نظرت خلسةً إلى الخادم، فإذا به يهز كتفيه بصمت بعد لحظة، وكأنه التقط هو أيضاً مغزى سلوك سيده.
وفجأة، لفت انتباهي ارتجاف يد جدي المتدلية.
الآن بعد أن فكرت في الأمر، لقد مر وقتٌ طويل منذ أن أمسكت بيد جدي أو أبي. أما مع جيرون، فلم يكن هناك داعٍ لذلك أصلاً.
“هل يمكنني أن أمسك بيدكَ؟”
وأنا أحدق في يد جدي المتدلية المرتجفة قليلاً، خرجت مني هذه الكلمات بلا تفكير.
“أأنتِ حفيدتي؟”
“همم.”
وكان هذا بدوره كلاماً صحيحاً فلم أجد ما أجيب به. فأنا لست من عائلة بيليون، لذا لم يكن ملزماً بأن يحقق طلبي.
وفوق ذلك، ألا أبدو دوماً مزعجةً ومشاغبة؟
‘لو كنت مكانه، لكنت أنا أيضاً وجدتني غيظاً لا جمالاً.’
وصلت إلى هذا الاستنتاج فهززت كتفي بخفة وكأن الأمر طبيعي.
‘لكن من الجيد أنه لا يكرهني.’
فكرت بذلك وأنا أنظر إلى يدي، ثم رفعت بصري مجدداً. وفجأة، رأيت يد جدي مبسوطةً تماماً أمامي.
“……؟”
لعله أصابه التشنج.
“أحم!”
وبينما كانت أصابعه تتحرك ببطء كأنها ترتعش، التفتُّ إلى الخادم لأخبره، فقد خشيت أن تكون نوبةً حقيقية.
لكن الخادم كان يعض شفته السفلى وكأن ضحكةً ستفلت منه، وقد بدا وجهه محمراً. ثم أشار لي بخفة، وأشار بإصبعه نحو يد جدي، ثم شبك يديه معاً إشارة واضحة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات