داخل العربة التي تخترق شوارع العاصمة، لم ينقطع صخب الخارج لحظةً واحدة. كانت العربة تمرّ من زقاقٍ فتسمع الصياح، ومن الزقاق التالي تسمع شجارات كلامية، أو صرير تحطيم الأثاث، أو حتى صرخات مرعبة.
بل إن حرّاس الأمن أنفسهم كانوا يتشاجرون فيما بينهم، وأحيانًا يتورطون بالقتال مع الناس أثناء محاولتهم فضّ النزاعات.
“كيووونغ؟”
رفع الذئب رأسه الموضوع على ركبة روكسيلين وهو يميل بعنقه باستفهام.
“لكن قولي لي…..أما كان من الممكن أن نوفّر على أنفسنا إدخال الذئب إلى هذه العربة الضيقة؟”
“صحح كلامكَ. العربة ليست ضيقة، إنما ذئبي هو الكبير فحسب.”
قالت روكسيلين ذلك بثقة.
وكما يُقال إن نمو الحيوانات سريع، فإن الذئب كان يزداد حجمًا يومًا بعد يوم حتى صار ضخمًا بحجم جبل، قادرًا بجسده وحده أن يصرع رجلًا بالغًا بسهولة.
“….هل هذا حقًا وقتٌ مناسب لتقول ذلك وأنتِ محشورةٌ هنا وسط شعر يتطاير في عربة ضيقة كهذه؟”
رفعت روكسيلين رأسها نحو إيربون بنظرة غريبة بعض الشيء.
“العالق عند مؤخرة الذئب هو أنتَ، أما أنا فلا أشعر بأي انزعاج.”
“…….”
“ثم إن هذا الذئب يعاني من قلق الانفصال، فلا خيار أمامي.”
ألقى إيربون نظرةً إلى الذئب، الذي كان يضع برفق كفيه وذقنه على حجر روكسيلين بينما يغطي وجهه كله بفرو مؤخرته الكثيف.
وكان كلما داعبته روكسيلين أخذ ذيله يهتز يمينًا ويسارًا، فيصفع وجنتي إيربون بلا رحمة. حتى في تلك اللحظة لم يسعه إلا أن يشكّ منطقيًا بأن هذا الذئب يفعلها عمدًا.
“…..ومنذ متى صار الذئب يعاني من قلق الانفصال؟”
بَف، بَف، بَف.
حتى من دون أن تلمسه، كان ذيله يتحرك ليضرب وجهه بخفة.
“…….”
نظر إيربون إلى الذئب بوجه مذهول، ثم زفر تنهيدةً طويلة وقد نفذ صبره.
“حسنًا، ما ذاك الوحش المولود من الأعماق إذاً؟”
“آه…..إنه اسمٌ لا يُرى إلا في أقدم تعاليم المعبد…..”
قال ذلك وهو يمسح ذقنه بتعبير متحفظ.
ثم أمسك بالذيل الذي كان يدغدغ وجهه وأزاحه جانبًا، ليتمكن أخيرًا من الإجابة.
لكن سواءً كان السبب ضخامة جسده أو قصدًا منه لحجب الرؤية، لم يظهر من روكسيلين سوى شعرها المتدلي فوق جسده الكبير.
فتخلى إيربون عن محاولة رؤية وجهها وتنهد بوجه ساخر.
“الأعماق.”
وما إن توقف الذيل عن الحركة وأرخى قبضته حتى نطق بخفة،
“هناك من يقول أنه موجود منذ بداية العالم، وهناك من يقول أنه أصل الشياطين، وهناك من يصفه بأنه بداية العالم ذاته.”
“هممم.”
هزّت روكسيلين رأسها قليلًا وهي تنصت لشرحه.
“المؤكد أنه مع كونه مجهول الوجود أصلًا، إلا أن معظم المخطوطات القديمة تطلق عليه بداية العالم.”
“أها، فهمت.”
هزّت روكسيلين رأسها مرة أخرى، ثم ابتسمت.
‘لا أفهم شيئًا مما يقول.’
فأمالت روكسيلين رأسها قليلًا بتعبير متحير إزاء حديث يقفز إلى أماكن لا تستطيع فهمها.
“لم تفهمي شيئًا، أليس كذلك؟”
“أجل.”
“كنت أعلم. من يفهم ذلك إما نابغةْ أو عليه أن ينذر نفسه للمعبد.”
أضاف موضحًا أن من الطبيعي ألّا يُفهم الكلام من دون دراسة كتب اللاهوت، ثم واصل حديثه.
“بمعنى آخر…”
حكّ ذقنه بتعبير متردد.
“إنه أشبه بالأصل. كما يُقال سيد العشيرة الأول عن مؤسس السلالة، فإن ذاك يُقال عنه بداية العالم. لا أحد يعرف أين وُلد، أو كيف كان شكله، أو لأي سبب ظهر وأين يختبئ ليعيش، لكن هكذا تناقل الناس الرواية.”
إذاً، هل المقصود العالم الأول؟ أو ربما الأم التي أنجبته؟
هزّت رأسها بخفة محاولةً الفهم قدر استطاعتها ضمن حدود ما تدركه.
“أتدرين ما معنى كلمة هاوية؟”
“آه، نعم. في اللغة القديمة تعني بالضبط…..الأعـ…”
توقفت فجأة في منتصف كلمتها. بينما ابتسم إيربون.
“صحيح. هناك أسطورةٌ قديمة تقول أن القوة التي تسكننا والمسماة الهاوية قد تدفقت من الأعماق ذاتها.”
“وما معنى ذلك؟”
“أي أن الهاوية لم تكن من الأصل قوةً تخص البشر، لكنها استقرت فينا.”
ابتسم إيربون ابتسامةً صغيرة ثم رفع إصبعه ليشير إلى السماء.
“يقال أنها قوة مخصصة لمرتبة أعلى، لإدارة البشر والسيطرة عليهم، ما يُعرف بالمنسّق أو المراقب…..أولئك الكائنات غير المرئية التي تحفظ نظام العالم.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات