“لكن بالمناسبة، كيف وجدتِ هذا المكان حقًا؟ آه، على أي حال بما أنني أخذت المال فسأقوم بالعمل، لكنني في الحقيقة فضولي.”
قال ذلك وهو يعانق الصندوق المليء بالمال بين ذراعيه ويسير.
أما أنا فألقيت نظرةً سريعة حولي. و على أحد جانبيّ كان يسير ذئب، ومن الخلف كان يتبعنا فرسانٌ متوترون لم يعيدوا سيوفهم إلى أغمادها.
قلت لهم أن الأمر بخير، لكنهم أصروا أنه ليس بخير بالنسبة لهم.
وربما لأن الذئب الذي صار بحجمي تقريبًا كان يسير بجانبي، لم أشعر بخوف يُذكر.
“وأنا أيضًا فضوليٌ بشأن كيف التقطتِ ذلك الذئب.”
“لديكَ الكثير من الأسئلة.”
“حقًا؟”
“نعم، إن دفعتَ خمسة ملايين أولانغ سأجيبكَ عن كل سؤال واحدًا تلو الآخر.”
اتسعت عينا إيربون ثم سرعان ما شدّ المال إلى صدره.
“لستُ فضوليًا بعد الآن.”
قال الفتى ذلك وهو ينظر إليّ وكأنه يرى أكثر شخص عديم الحياء في العالم.
صغيرًا كان أو كبيرًا، يبدو أن حب المال لا يختلف كثيرًا.
وفي الفسحة التي ظهر فيها إيربون، وحطمها الذئب في الوقت ذاته، كان هناك ما يشبه المغارة.
أيمكن تسميته مغارة؟ لا، بل لعلّ الأنسب تسميته نفقًا، لأنه بدا وكأنه يمتد بلا نهاية.
و مع كل خطوةٍ يخطونها كانت النار تشتعل فجأةً لتضيء الطريق.
“لكنني حقًا فضوليٌ بشأن كيف جئتِ إلى هنا.”
“لا أعلم أنا أيضًا، شخص ما تكفّل بالبحث عنكَ.”
“…..عن المكان الذي كنتُ فيه؟”
“أجل.”
“هذا حقًا…..شخص أودّ لقاءه بشدة.”
ضاق بصر إيربون قليلًا. و ألقى نحوي نظرةً تحمل تعبيرًا غامضًا، ثم أعاد بصره إلى الأمام.
“وعلى أي حال، ما السبب الذي جعل الآنسة تأتي للبحث عني؟”
“لماذا أنتَ هنا؟”
سألت وأنا أتفحص ما بداخل النفق الذي لم يكن فيه سوى بضع نيران صغيرة عند قدمي.
فأمال رأسه بوجه غامض.
“لماذا أنا هنا؟ أنا هنا لأنني موجودٌ هنا، هذا كل ما في الأمر.”
“لستُ أريد اللعب بالألفاظ.”
“الأمر سيّان.”
قال إِيربون ذلك.
“حتى لو اقتطعتِ الكلام من أوله وآخره، ما زلتُ لا أفهم ما تقصدينه يا آنسة.”
“…….”
ضيّقت عيني ونظرت إليه بحدة، ثم أومأت برأسي.
“سمعت أنه قبل مدة وصلت رسالة في المعبد.”
“أوه، حقًا؟”
“قيل أن واحدة من بذور الكاهن الأعظم وُلدت.”
كان ذلك ما أخبرني به جيرون بأنه سمعه من المعبد.
آه، جيرون بسببٍ ما، ربما بسببي، بدأ يدعم المعبد.
وبفضله أصبح الحصول على المعلومات أسهل قليلًا.
“الكاهن الأعظم، تقولين؟”
“صحيح، وتأكدتُ أن المقصود هو أنتَ.”
“…..أنا؟”
مع كل جملة ينهيها بعلامة استفهام، ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة منحنية على طرف شفتي.
لكن على الرغم من ذلك، ظلّ إِيربون يوسّع عينيه ببراءة متظاهرًا بالجهل، ثم سألني باستفهام معاكس.
“هل تتساءلين لماذا أختبئ؟”
“لقد جئتُ فقط لأهدّئ جسدي وروحي وأتدرّب على التأمل فحسب…..!”
قال ذلك ببرود تام، فقطّبتُ جبيني.
قوة الطائفة صارت عظيمةً جدًا، وقوة المعبد ضعفت كثيرًا.
وجود أكثر من ديانة ليس مشكلة، لكن في مثل هذا البلد، أن تهيمن ديانةٌ واحدة فقط أمرٌ غير مرغوب فيه.
المعبد كان بحاجة إلى وسيلة مضادة. وإِرْبون، بوصفه الكاهن الأعظم، كان شخصًا يعترف به جيرون إلى حدّ ما، لذا على الأقل كان ذلك المستوى من القوة مطلوبًا.
كانوا بحاجة إلى شخص قادر على إحداث معجزة حقيقية.
“هُممم.”
ألقى إِيربون نظرةً جانبية نحوي ثم أمال رأسه قليلًا.
“قد لا أكون أنا، أليس كذلك؟”
“لكن لا بد أن هناك سببًا لاختبائكَ في مكان كهذا.”
“قلت لكِ، الأمر مجرد راحةٍ للجسد والروح…..”
“ليس لدي وقت.”
لم يكن لدي وقتٌ أضيّعه على ألعاب الكلمات الفارغة. و كان يجب أن أعود قبل العشاء أيضًا.
“في هذه الأيام العلاقة بين والدي وخطيبة والدي سيئةٌ جدًا، وإن لم أكن موجودةً لا يجلسان حتى على مائدة الطعام.”
كان واضحًا أنه إن تأخرت أكثر فسأفوّت العشاء تمامًا.
“…..آه.”
“أعني أنني أريد حوارًا قصيرًا ومباشرًا.”
“قصيرٌ ومباشر…..”
تمتم إِيربون بصوتٍ منخفض وهو يومئ برأسه.
“إذاً، حسنًا…..إن عبّرتُ عن رأيي بشكل قصير ومباشر.”
تكلم وهو يقطع الطريق عند مخرج النفق.
“الأمر مزعج، فهلّا عدتِ أدراجكِ فقط؟”
“……؟”
“لا أحب أن أتورط في أمور صداعها لا ينتهي…..ثم أشعر وكأن خطرًا ما يترصّد في الخارج، لذا لم أعد أرغب في الاهتمام.”
هل يعقل أن يتصرف مرشح للكاهن الأعظم بهذا الشكل؟
حدّقت به بذهول، ثم من شدّة الدهشة تمايل جسدي فألقيت بثقلي على ظهر الذئب.
جسد الذئب تصلّب فجأة. كان مثل صخرة متيبّسة، لكن فروه الكثيف والناعم جعل الأمر أفضل من العدم.
“إذاً عودي أدراجكِ يا آنستي الصغيرة.”
“بمعنى أنكَ ستبقى هنا فقط لأن الأمر يزعجكَ…..؟”
“نعم.”
“وهل يجوز ذلك؟”
“ولم لا يجوز؟”
صحيح، عندما يسأل بتلك الطريقة لا أجد جوابًا مقنعًا أصلًا…..
“سأعطيكَ مالًا.”
“مزعج.”
قال إِيربون ذلك وهو يحك رأسه بلا اكتراث.
“هل سبق لكَ أن رأيت طائفة فيناك؟ أو تواصلتَ معهم؟ أيًّا كان الأمر.”
أطرق إِيربون ببصره نحوي ثم ابتسم ابتسامةً خفيفة.
“نعم، لقد جاؤوا إليّ فعلًا. قالوا أنهم سيحققون معجزة. فتمسكتُ بهم تقريبًا أترجاهم أن يجعلوا لي عشرة مليارات أولانغ، لكن لسبب ما شحب وجههم وفرّوا هاربين.”
“…..آه، عشرة مليارات.”
بمثل ذلك المبلغ، حتى أنا كنت سأهرب.
“لا يوجد حلٌ إذاً…..”
“هل ستتخلين عن الأمر إذاً؟”
“لا، فقط……”
إن لم يكن لدى الطرف الآخر أي نية للتعاون، فليس عليّ سوى تفعيل الخطة (ب).
فابتسمتُ بوجه مشرق،
“سأنشر في كل مكان مكان وجود مرشح الكاهن الأعظم، وشكله، وأسلوبه في الكلام، وقدرته، وحتى مبادئه وقيمه.”
“…..نعم؟”
“عندها، حتى إن كان الأمر مزعجًا، فلا بد أن ينجرّ إلى أحد الأماكن.”
قلت ذلك بحسم وأنا أضع حدًا للنقاش.
“مرشح الكاهن الأعظم الذي يُظهر المعجزات…..يبيع ضميره مقابل عشرة ملايين أولانغ، ويبيع مكانه، وسنّه، وميوله، ومهما يكن من معلومات شخصية.”
“…….”
“إذاً فقد انتهى ما جئتُ من أجله، سأغادر الآن.”
“على أي حال، حتى لو عدتِ إلى هنا فلن أكون موجودًا.”
عند قول إِيربون ذلك، أومأت برأسي.
“لا بأس، سيأتي شخصٌ آخر ويبحث عنكَ بكل ما أوتي من جهد.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات