“في الحقيقة…… أفكّر أن أبدأ بالعثور على الكاهن الأكبر.”
غير أنّ ما نعرفه عنه لا يتجاوز أمرين. ولعه بالمال، وجمال مظهره الفاتن.
فقط إن لم يكن قد انغمس هو الآخر في حضن فيناك.
“أتستطيع أن تبحث عنه لي، أبي؟”
“……مم، لا عُسر في ذلك.”
ابتسم جيرون ويلبريد وقال.
“لقد اعتدتِ أن تتكّئي عليّ أكثر ممّا كنتِ تفعلين.”
“……وإن لم يعجبك، فدعك من الأمر.”
“لم أقل إنّه لا يعجبني.”
أضاف أنّه فقط يجد ذلك عجيبًا، وعيناه تلاحقان سيلينا بخطواتها الوادعة بين معارفها.
“أتساءل، ما الذي بدّل قلبك فجأة؟”
“أيّ قلبٍ تعنين؟”
“قلبك نحو سيلينا. يوم لقيتها أوّل مرّة، لم يكن لك بها أدنى اهتمام. بل لم يكن بينكما أيّ صلة. فما الذي حملك فجأة على الالتفات إليها، حتى قبلت أن تتحمّل عناء وجودها بجوارك؟”
ومن يراه الآن وهو يرمقها، لا يظنّ قط أنّه كان في يومٍ من الأيام عديم الاكتراث بها.
يكاد ارتعاش أطرافه يظهر كلّما اقترب منها رجلٌ آخر ليلقي التحية.
أمّا سيلينا، فكانت مبهورة بعودة وصلها مع صديقاتها القدامى، تستمتع بلقائهنّ غاية الاستمتاع.
‘ما تزال في ريعان عشرينها.’
في سنٍّ تتوق فيه لمجالسة الأصدقاء، ولخوض حفلات المجتمع، وللتمتّع بزهرة الحياة الزوجيّة.
“……أعجب حقًّا كيف غابت عن ناظري من قبل.”
ليست جوهرةً مدفونةً في الطين، ومع ذلك لم يرها.
صوتُه الهادئ جعلني أعيد النظر إلى سيلينا.
“إلى متى ستُبقيها رهينة عندك يا أبي؟”
كنتُ أعلم أنّه مع حلول الليل، تغفو سيلينا هايد، لتستفيق من جسدها زوجته سيلينا ويلبريد.
وهنا مكمن الغرابة. إلى متى يقيّد حياتها وهي ما تزال عالقة في جسدٍ ليس لها؟
“ألستَ تفكّر في أن تعيش حياتين منفصلتين؟”
أم لعلّها حياتان في عالَمين متباينين؟
“……إنّه أمرٌ ما زلتُ أفكّر فيه.”
“بماذا تقصد؟”
“أنتِ تعلمين خصوصيّتي.”
همس بصوتٍ خافت.
‘خصوصيّة؟’
آه، يقصد أنّه حيثما وُجِد لا يكون له سوى نسخة واحدة في جميع العوالم، وأنّ خطاه في عالمٍ آخر تمحو أثره من ذاكرة الجميع هنا.
“الإنسان في أصله واحد. ومع كلّ مفترقٍ من اختياراته، تتشعّب منه نسخة، كعجينٍ ينفصل عن أصله، غير أنّ جوهره لا يتغيّر.”
“معقّد.”
اعترضتُ، فمرّر كفّه على ذقنه وقال.
“خذي مثالًا. عجينة واحدة من الدقيق. نقسّمها مرارًا، تبقى العجينة هي العجينة، لكنّها تصغر حجمًا. فإذا جمعناها ثانيةً، عادت كما كانت في أصلها الأوّل.”
“صحيح.”
“فكذلك يمكن جمع الفروع فيعود الجسد واحدًا، مهما تشعّبت العوالم.”
قبضتُ على كأس عصير البرتقال، أقطّب جبيني.
“لكن ألا ترى أنّ هذا محض أنانية منك؟”
“بلى. إنّه جشعي أنا.”
اعترف صراحةً، فلم أجد ما أُجيبه به. ما دام مدركًا لذاته، فلا فائدة من اللوم.
وفجأة……
“……ماذا قلتَ الآن، يا لورد ديرون؟”
كان صوت سيلينا، حادًّا متوتّرًا، وهي تواجه أحدًا بملامح متجمّدة.
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 171"