“ليست الطفولة درعاً ولا عذراً. كل ما رغبتُ فيه أن أؤدّي نصيبي كإنسانة كاملة.”
“كئيييينغ…….”
أطلق الذئب أنيناً خافتاً، وهو يدسّ وجهه في ذراعها.
حدّقت روكسيلين بصمت في كتلة الفراء التي تضمّها.
وحده ذلك الذئب كان يرى تقاسيم وجهها المتلوية خجلاً ومرارة.
رفع بصره إلى جيرون ويلبريد، يرمقه بنظرات فتاكة، ولو كان طليق الجسد لانقضّ عليه بأسنانه.
“كل ما في الأمر أنّي لم أرد أن أحمّلك خيبة الأمل، وأنت من يقيّمني بتقدير.”
“…….”
زفر جيرون ويلبريد ببطء، وحدّق في هامة الطفلة المستديرة.
“على أي حال، كنا في موضع خصومة أو منافسة، ولذا أردتُ على الأقل أن أقف في موقع مماثل لك، مادياً أو بأي شيء آخر.”
تقطّعت كلماتها بصعوبة وهي تغادر حنجرتها.
“ما ظننتُ يوماً أنني عظيمة. فقط…….”
لم تظنّ قط، لا مرة واحدة، أنها عظيمة.
حلّت إحدى يديها من الذئب، ووضعتها على عينيها تضغط جفنيها الصغيرين.
“كان حسناً أن لا أكون عبئاً بعد اليوم. ما دمتُ لا أمرض، فلن أحتاج إلى من يرعاني.”
نظر إليها جيرون ويلبريد في حيرة.
لقد كان قصده أن يوقظها إلى حقيقة قاسية، بعدما أثارت كلماته غضبها.
“كنتُ، حتى لو خرجتُ قليلاً في البرد، أعاني الحمى أسبوعاً كاملاً، وكنت مضطرة طوال حياتي لتناول الدواء.”
شدّت قبضتها أكثر.
لم يغب عن ذاكرتها مرارة الهروب، وهي مضطرة أن تحمل أدويتها معها دوماً.
“لم أجرِ يوماً كما أشتهي، ولا مشيتُ كما أريد. فكيف لا أطير فرحاً حين أستطيع الآن؟ أوَلا يُدهشك أنّي أمضي الساعات في الخارج ثم أعود بخير، بل أنام في العراء ولا أسعل؟ هذا لم يحدث من قبل…….”
“…….”
ضيّق جيرون ويلبريد عينيه وهو يتأملها.
‘حقاً، حالتها الجسدية كانت أسوأ بكثير مما توقعت.’
فقد تبيّن له متأخراً أنّها في صغرها كانت نادراً ما تخرج من غرفتها، وعدد الأطباء الذين تعاقبوا على زيارتها كان يكفي لملء صفحات من القوائم
“أعلم أنّك جئتِ من أجلي. وأدرك أنّ ما يهمّك حقاً موجود هناك، فلم يكن لزاماً عليك أن تأتِي إلى هنا.”
ابتلعت روكسيلين نفسها نفساً عميقاً قبل أن ترد.
“أعرف.”
كانت تعلم.
منذ أن خطا إلى جوارها تحت المطر، يظلّلها بالمظلّة كأنها غريبة، وهي أدركت.
“وأدرك أيضاً أنّي لولا عنادي، لكنتُ أتعس المخلوقات، لا نفع لي في هذا العالم.”
“…….”
أمال جيرون رأسه وهو يصغي لتلك الكلمات المتهالكة.
في تلك اللحظة، فهم تماماً لِمَ كانت روكسيلين بيليون بحقّ ابنة زيرتي بيليون.
“لو كنتُ أخشى الجراح، لكنتُ علّقت حبلاً منذ زمن.”
“كئيييينغ…….”
مدّت يدها الصغيرة تربّت على الذئب.
وجوده في حضنها كان البلسم الوحيد.
“أتظن أنّ علاقة فسدت ينبغي أن تبقى فاسدة؟ ألم يبلغك خبري؟”
رفعت رأسها ببطء والتفتت إليه.
عيناها المتورّدتان بالدموع تحدّقان فيه مباشرة.
ثبت بصره فيها، فقالت بنبرة صارمة.
“لو كنتَ أنتَ من يُعاديُني بعدُ، لكان في عنقك ورأسك عشرات السيوف الآن.”
“……ما أفظع ما تقولينه ببساطة.”
“أنا أكره نفسي.”
قالتها بعينين ساكنتين ونبرة خامدة.
“ولذا لا أستدرّ شفقة.”
منذ وعت ذاتها، لم تَحِن على نفسها لحظة.
كانت فقط تفكّر، كل يوم بيومه، كم هي كريهة بغيضة حقيرة.
“ربما لم يرضكَ سعيي، لكنني أجتهد بطريقتي.”
“حقّاً.”
“إن أردتُ أن لا أجرح غيري، وجب أن أصمت. لكنك تقول إن التعاطف يُكتسب بالكلام، فلا سبيل إذن إلا أن أنطق.”
عندها فقط توقّف جيرون لحظة.
لقد تذكّر عاداتها القديمة وهي صغيرة.
تلك النظرات المشحونة، ذلك القبض على يديها، وذلك الصمت المرير الذي كانت تظنّه أقصى ما تستطيع أن تحتجّ به.
‘لقد كانت تتغيّر إذن.’
لكن ببطءٍ شديد… ببطءٍ لا يكاد يُشعر به.
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 161"