قال جيرون ذلك بنبرة قاتمة، لكن روكسيلين اكتفت بهز كتفيها.
“لكن فكّر في الأمر. أنتَ أيضًا ماكر، أليس كذلك؟ لديك ميلٌ خفي للتلاعب بالناس وجذبهم إلى الاتجاه الذي تريده.”
“…….”
“وأنتَ أيضًا بليغ اللسان. من يتحدث معكَ يجد نفسه فجأةً منقادًا، وكل ما عنده قد نُـهب دون أن يدرك.”
“…….”
“وبصراحة، رغم مظهركَ المتزن في العادة، فأنت في الحقيقة شخصٌ قاسٍ إلى حد كبير.”
“…….”
قطّب جيرون جبينه وأغلق فمه.
لسببٍ ما، عندما قالت تلك الكلمات، بدت وكأنها تصف شخصيته بالضبط.
“أكرهكِ فعلًا عندما تكونين هكذا.”
“قلت لكَ لا تتظاهر وكأنكَ متفاجئ، هل ذاكرتكَ ضعفت مؤخرًا؟”
قالت روكسيلين ذلك مبتسمةً بخفة.
وبسبب تلك الابتسامة الماكرة التي علت وجهها، صرف جيرون نظره عنها.
“على أي حال، هو كائنٌ جشع يحب المال وكل ما يمكن اقتناؤه. المشكلة أنه يهتم أيضًا بالكائنات النادرة.”
“كائناتٌ نادرة؟”
“تخيّلي مثلًا وجود إنسان يمتلك عيونًا بألوان قوس المطر. سيقوم بالإمساك به، ليمنحه الخلود، ثم يحتجزه في مجموعته الخاصة، كأنه غرضٌ يُخرج عند الحاجة فقط.”
قطّبت روكسيلين حاجبيها.
لماذا يفعل شيئًا غير فعّال بهذا الشكل؟
“ألن يكون قتله أكثر كفاءة؟ ليحفظه مثلًا أو يصنع منه تحنيطًا؟”
“لأن العين التي فقدت الحياة، تفقد بريقها أيضاً.”
“تعني أن قيمتها تقل.”
قالت روكسيلين ذلك وهي تهز رأسها فهمًا.
ثم عبست ملامح الطفلة بجدية وهي تفرك ذقنها وتضع يديها بتشابك على صدرها، عندها تحدث جيرون،
“عندما أفكر بالأمر، فكون الشيطانة الذي تعبده طائفةٌ ضالة هو من هذا النوع…..فهذا يبدو فعلًا من أفعالها.”
“…..أهي امرأة؟”
“أجل.”
“جنسها أنثى؟”
“بالنسبة لنا، لا معنى حقيقي للجنس، لكن نعم، تُعدّ كذلك. سواءً كان رجلًا أو امرأة أو حتى حيوانًا، ما دامت ترغب بشيء وتحتاجه، فإنها تأخذه دون تردد، وإن ملت منه، تتخلص منه دون شفقة. باختصار، قمّة القذارة.”
مالت روكسيلين برأسها وهي مكتوفة الذراعين.
“لا تختلف كثيرًا عن البشر.”
“على أي حال، لا تناسبني أبدًا. فهي تافهةٌ ومنحطة.”
“هذه أول مرة أراكَ تصف أحدًا بتلك القسوة، يا والـ…..أعني، أبي اللعين.”
قالت روكسيلين ذلك وهي تحدّق به وكأنها تشك بأنه تعرّض لأمر ما. فأطلق جيرون تنهيدةً بلا كلام.
كان من الواضح أن وصفه لتلك “الشيطانة” محمّل بالكثير من المشاعر الشخصية.
“إنها منحطةٌ ومتطرفة في البحث عن المتعة لمجرد الفضول، لا أكثر.”
“همم، هل تصف نفسكَ مرة أخرى؟”
“…….”
“كنت أمزح.”
عندما نظر جيرون إليها وكأنه على وشك تمزيقها إربًا، سارعت روكسيلين إلى التراجع والتزام الحذر.
يبدو أنه حقًا لا يحب ذلك المزاح.
“ثم إنها، عندما تشعر بالملل، تثير الحروب أو تسبب الفوضى فقط لتستمتع بمشاهد البشر وهم يتقاتلون. و تحب أن تدفع بالعالم البشري نحو التدمير الذاتي أو تحوله إلى جحيم.”
“حقًا؟ إن كانت طائفةً كهذه قد استحوذت على منظمة مثل ‘ماكروكسا’…..”
“فستنتشر الفوضى حتمًا، خصوصًا أن قدرتها على إغواء الناس تفوق قدرتي بكثير.”
“هل تستخدم نوعًا من التنويم المغناطيسي مثل ما فعلته كارميل التي تسللت إلى عائلتنا ذات مرة من قبل ‘ماكروكسا’؟”
“ما تفعله لا يُقارن بتلك الألعاب السخيفة.”
قال جيرون ذلك.
“الأبِيس، أو ما يُعرف بـ’الهاوية’، تشبه إلى حد بعيد شظايا تسقط من صخور عظيمة. لا تكتفي بالتنويم أو غسل الدماغ، بل تعيد تشكيل الإدراك والمفاهيم من الأساس.”
شرح جيرون بصوت منخفض. أما روكسيلين، فكانت كل ما تطمح إليه هو صنع عالم يسوده السلام.
لكن الآن، وهي تسمع كلمات مثل “شيطان”، “حرب”، و”تدمير ذاتي”، شعرت بأن الموقف كله بات سخيفًا لا يُصدق.
______________
طيب يضحك فصل كامل وهم على نفس الوضعية
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: دانا.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 152"