لحسن الحظ، لم ننزل كثيرًا هذه المرة، فاستطعنا العثور على العربة.
انحنى السائق كما لو كان بانتظارهم.
“آنستي، لقد وصلتِ. أمّا…..السادة الفرسان؟”
“أعطيتهم أوامر منفصلة، لذا يبدو أننا سنعود وحدنا.”
“إذًا، من يكون الشخص بجانبكِ…..؟”
“شخصٌ صادفناه أثناء النزول من الجبل.”
“آه، هل سيرافقكِ في العربة؟”
“لا، سيعود.”
عبّر الكاهن عن أسف في ملامحه أمام كلماتها الحاسمة.
“لا نعرف حتى ما نوع قدراته، فلم الإصرار؟”
روكسيلين، التي ضيّقت عينيها، دخلت العربة التي فتحها لها السائق.
مددت ليلي بيليون داخل العربة، ثم خرجت مرة أخرى وجلست بجانب السائق.
“أه…..؟ لماذا خرجتِ، آنستي؟ الهواء الخارجي بارد. إن بقيتِ في الداخل، فسأقود بنفسي.”
“سأتنشق بعض الهواء قليلًا ثم أعود، فلا تقلق. انطلق أولاً.”
“نعم، حاضر.”
ضحك السائق ضحكةً خفيفة ولوّح بلجام الحصان بخفة. و بدأ الحصان بالتحرك ببطء وهو يصدر صوت خطواته على الطريق.
‘يجب أن أخبر جيرون بالأمر…..’
لسببٍ ما، لم يكن الأمر يبدو عاديًا إطلاقًا. حتى عندما هاجمته روكسيلين، لم يكن يبدو أنه خائف من الموت، بل أشبه بمن ينزعج من تعطل الخطة.
“يا سائق.”
“نعم، آنستي.”
“هل طائفة فيناك مشهورةٌ جدًا؟”
“أه…..لقد أصبحت كبيرةً لدرجة أنه لا يوجد من لا يعرفها تقريبًا الآن. منذ عشر سنوات…..لا، ربما حتى أقل من ذلك…..”
تمتم السائق كما لو كان يحاول التقدير، ثم أطلق تنهيدةً وهزّ رأسه موافقًا.
“صحيح، لقد مضت عدة سنوات. بدأت أنشطتهم فجأة في أحد الأيام…..ثم ازداد عدد أتباعهم بسرعة، حتى بات لا أحد في الإمبراطورية يجهلهم. حتى زوجتي، يبدو أنها تذهب أحيانًا إلى طائفة فيناك هذه الأيام.”
أخذ السائق يفرك لحيته الكثيفة وهو يهز رأسه نافيًا.
“تقول أنها ترجّت بإخلاص فشُفيت ابنتنا، وقد أصبحت مؤمنةً إلى حدٍ يؤلم رأسي أحيانًا. أنا واثقٌ أن الأمر مجرد مصادفة.”
“وهل هناك من يقال أنه شُفي بالفعل؟”
“هناك الكثير من هذه الشائعات. لكنني لا أعلم يقينًا. و الآن زوجتي تريد أن تأخذ ابنتنا معها أيضًا…..”
قال ذلك وهو يهز رأسه متضايقًا.
‘لماذا يصمت الإمبراطور؟ فالإمبراطور لم يكن غبيًا لدرجة أن يلتزم الصمت أمام شيء كهذا.’
قطبت روكسيلين حاجبيها بقلق.
لقد أصبح لديها سببٌ قوي للدخول سريعًا إلى المجتمع الراقي. ويبدو أن عليها أيضًا أن تبحث في أمر طائفة فيناك.
‘لكن قبل ذلك، من الأفضل أن أبدأ بتسوية أمر معبد مالوك أولًا.’
قال جيرون ويلبريد أنه سيتولى الأمر بنفسه ولا داعي لقلقي، لكن كيف لي ألا أقلق؟
لو أنني تخلصت من معبد مالوك في وقتٍ مبكر، لما انتهى حال العائلة إلى هذا الشكل الفوضوي.
“لكن، لماذا سألتِ فجأة عن طائفة فيناك، آنستي؟”
“لا شيء، فقط أصبحت أراهم في كل مكان هذه الأيام. لكن في أراضينا لم أرهم كثيرًا لأن والدي اللعين طرد طائفة فيناك من هناك.”
“آه، صحيح، سيدي الماركيز لم يكن يحب المعابد منذ أن كان صغيرًا.”
أكان هذا جزءًا من إعداد جيرون أيضًا؟
على أية حال، بما أن هناك الكثير مما تغير، يبدو أن عليّ قضاء بعض الوقت في جمع المعلومات والبحث عن طريقةٍ لسحق معبد مالوك.
وأخيرًا، وصلت العربة إلى القصر.
وحين سمع جيرون ويلبريد خبر أن روكسيلين تخلّت عن جميع فرسان الحراسة، وضع يده على جبينه قائلًا أنه يشعر بألم في المعدة، في تصرف نادر منه.
“لكن…..لمَ تضع يدك على جبهتكَ إن كانت معدتكَ تؤلمكَ؟”
سألت بعبوس، فأعطاني ضربةً خفيفة على رأسي.
فغضبت قليلًا وركلته في ساقه، و تنهد بعمق.
***
حين رأى جيرون ويلبريد ليلي بيليون التي كنتُ أحملها على رأسي كأنها حمولة، ساد عليه الصمت وكأنه فقد كلماته.
“لم أكن أتوقع أن يكون تربية الأطفال أمرًا بهذه الصعوبة.”
تمتم بتنهيدة وهو ينظر إلى ليلي بيليون التي غرقت في نوم عميق في إحدى غرف قصر ويلبريد، وإلى ابنته بالتبني الجالسة بجانبها على كرسي، منكمشةٍ على نفسها.
لو استطاع، لكان قد بحث عن ذلك الرجل المسمى سانسار وأمسكه من تلابيبه.
فهذه الفتاة الذكية، التي لا تفرّق بين العواقب، وقد مُنحت قوةً جسدية أيضًا، باتت تركض في كل اتجاه مسببةً كل أنواع المشاكل.
“أتسمي هذا تربية؟ هذا مجرد إهمال!”
“ابنتي هي من تدفعني إلى الإهمال.”
“قلتُ أن لديّ ما أفعله، لستُ مثل والدي اللعين.”
“لكن ما فعلتِه كان متهورًا.”
عند كلام جيرون ويلبريد، رمقته روكسيلين بطرف عينها.
“أعلم. هل كنتَ قلقًا؟”
“وهل هناك والدٌ لا يقلق على أولاده؟”
“بلى، كثيرون.”
قالت روكسيلين ذلك بوجه خالٍ من التعابير.
و أمام هذا التصريح الوقح، وكأنها دفنت كل ذرة من التعاطف تحت الأرض، التزم جيرون ويلبريد الصمت.
“أين رميتِ مهاراتكِ الاجتماعية بالضبط؟”
“أنا لديّ مهاراتٌ اجتماعية جيدة.”
“بل لا تملكين شيئًا منها.”
قال جيرون ذلك بحزم.
“بدقة أكثر، إلا عندما تضعين ذيلكِ بين رجليكِ وتخفينه مؤقتًا فقط لتتمكني من السخرية من الآخرين وضربهم من الخلف.”
“الإنسان لا يملك ذيلًا.”
“بالضبط، وهذا ما أعنيه بغياب المهارات الاجتماعية.”
“هل يُعدّ قول الحقيقة مشكلة؟”
“كنت أتحدث مجازًا.”
ظهرت على وجه روكسيلين نظرةٌ غريبة، ثم أومأت برأسها. فهي لم تكن ترغب في الدخول في جدال لفظي لا طائل منه.
على أي حال، هي مدينةٌ له لبعض الوقت، وهذا ما لا يمكن إنكاره.
“لكن أن أمتلك هذه القوة الآن، فهذا شيءٌ رائع. كنت ألهث لمجرد المشي قليلاً، ولو جلست في مكان بارد للحظة، لأصبت بالحمى في اليوم التالي…..”
راحت تفتح وتغلق يدها بهدوء، ثم ابتسمت ابتسامةً خفيفة.
“الآن لا ألهث، ولا أحتاج لتناول تلك الأدوية البغيضة. ولا أضطر للاختباء خلف الآخرين لطلب المساعدة.”
كانت قادرةً على سحب أولئك الذين يهاجمونها أو يرمقونها بنظرات وقحة فقط لأنها صغيرة أو لأنها فتاة، وأخذهم بهدوء لتلقينهم درسًا بيديها.
ولهذا، كانت روكسيلين راضيةً تمامًا عن حالتها الحالية.
“لكن، والدي اللعين…..”
“قولي ما لديكِ.”
“لماذا لا تستيقظ هذه الفتاة؟ لقد أعطيتها علاجًا.”
قالت ذلك وهي تلوّح برفق بالسوار على معصمها.
“حجر الشِّليوس الأصفر. لقد أطعمته لها…..”
نظر جيرون بصمت إلى ليلي بيليون عند سماعه تمتمة روكسيلين.
لقد أحضروها إلى هنا وأجروا فحصًا شاملًا لحالتها الصحية.
‘حالها ليس سيئًا جدًا.’
عندما رآها للمرة الأولى بالأمس، كانت بشرتها شاحبة ونبضها بالكاد يُحس، حتى أن موتها في أي لحظة لم يكن ليبدو غريبًا.
لقد كانت على قيد الحياة بأدنى حد من التغذية، بالكاد تتشبث بالحياة.
“يبدو أنها تحسّنت مقارنةً بالأمس، لذا ربما يستغرق امتصاص العلاج بعض الوقت.”
“أهكذا تظن؟”
كان يجب أن تفتح عينيها، كي أستخدمها كوسيلة للربط بعائلة بيليون والدخول إليهم ولو بخطوة.
وإلا، فلن يكون أمامي خيارٌ سوى الانتظار حتى موسم الظهور الإجتماعي…..وهذا سيستغرق بضع سنوات أخرى.
وللأسف، لم تكن روكسيلين تملك هذا القدر من الصبر.
“أبي اللعين، ماذا سنفعل بشأن معبد مالوك؟”
“كنت على وشك أن أتحدث معكِ في هذا الموضوع.”
“تتحدث؟”
عند تساؤل ردكسيلين، أومأ جيرون برأسه بخفة وبدأ بالكلام.
“طائفة فيناك أصبحت أكبر مما كنا نظن.”
قال جيرون ذلك باختصار.
‘كنا نتحدث عن معبد مالوك، فلماذا يتحدث فجأة عن طائفة فيناك…..؟’
ضيّقت روكسيلين عينيها. فجيرون الذي تعرفه لم يكن من النوع الذي يتحدث بكلام لا طائل منه.
هذا يعني أنه رأى في الأمر أهمية، ولهذا بدأ الحديث عن طائفة فيناك فجأة.
“لا تقل لي…..هل تحالفوا معهم؟”
“بل أسوأ من ذلك، وأكثر إزعاجًا.”
“…..تم ابتلاعهم؟”
رغم أنه لم يقل سوى القليل، فهمت روكسيلين مقصده دون صعوبة، فنظر إليها جيرون بنظرة إعجاب وأومأ برأسه.
“إجابةٌ صحيحة.”
“…..تبًا، إذًا؟”
“يمكن قول ذلك.”
أجاب جيرون ويلبريد بإيجاز. فراحت روكسيلين تضرب قدميها القصيرتين فوق الكرسي وتضع ذراعيها بتقاطع، ثم أطلقت ضحكةً ساخرة.
لم تكن تتوقع أبدًا أن التنظيم الذي بناه ذلك الرجل قد تم ابتلاعه.
‘كنت أعلم أنه سيكون عائقًا حتى في هذا العالم.’
لكنها لم تكن تتصور أنه سينمو ليصبح كتلةً بهذا الشكل.
بالطبع، في أي حال، من الطبيعي أن تبتلع الجهة الأكبر تلك الأصغر. ففي هذا الوقت تحديدًا، كان معبد مالوك لا يزال في مرحلة الإعداد ولم يكتمل بعد، وكانت خطط الانتقام تُعد في الخفاء ببطء.
بدأ الاسم بالكاد يُعرف هنا وهناك، وبدأوا بإدخال أفرادهم إلى عائلات النبلاء خطوةً بخطوة.
“لقد أصبحت الأمور مزعجة.”
فابتلاع التنظيم بالكامل يعني أن طائفة فيناك قد بدأت بالتغلغل حتى داخل عائلات النبلاء.
حتى روكسيلين نفسها رأت أن الوضع بات خطيرًا.
_____________
مافهم اخر شي وش تباً اذاً؟ وش قصدكم انطقوا😭
ثنائية روكسيلين وجيرون ماتفشل تضحكني😂
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: دانا.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 151"